العربية لحقوق الإنسان: السلطات الإريترية تضيق على المؤسسات الإسلامية
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن السلطات الإريترية تمارس سياسة منهجية لإضعاف المؤسسات الدينية الإسلامية وإلغاء دورها المجتمعي، عبر إغلاق المعاهد والمدارس الدينية، ومصادرة الأوقاف، واعتقال العلماء والدعاة، وإخضاع المجتمع لرقابة مشددة، في انتهاك صارخ لحقه في التعليم الديني وممارسة شعائره بحرية.
وأضافت المنظمة، في بيان لها اليوم أرسلت نسخة منه لـ "عربي21"، أن أحدث مظاهر هذه السياسة تمثل اعتقال مدير مركز تحفيظ القرآن الكريم في مدينة قندع الشيخ آدم شعبان والاستيلاء على المركز وتسليمه لوزارة التعليم، رغم أنه وقف إسلامي أُقيم قبل أكثر من خمسة وأربعين عامًا على قطعة أرض تبرع بها المواطن سيد محمد داود، وكان في بدايته معهد قندع الإسلامي الذي تأسس عام 1969 وخرّج أجيالًا من العلماء والدعاة، قبل أن تغلقه السلطات عام 2000 في حملة شملت حينها اعتقال عدد من أساتذته.
وبينت المنظمة أن الشيخ آدم شعبان هو أحد كبار علماء قندع ومدير مركز تحفيظ القرآن الكريم في المدينة، وهو ومن أوائل خريجي المعهد الإسلامي في قندع الذي أسسه الشيخ عمر إدريس مودوي عام 1969. وقد حصل الشيخ على منحة للدراسة في الجامعة الإسلامية وتخصص في العلوم الشرعية، وعاد عام 1980 لإحياء المعهد حتى بلغ عدد طلابه 1600 طالب وطالبة، قبل أن تبدأ السلطات بالتضييق على المعلمين واعتقالهم.
وأشارت المنظمة إلى أن المركز ظل لعقود يقدّم خدمة تعليم القرآن الكريم لمئات الأطفال من قندع والقرى المجاورة، وكان بعضهم يقطع مسافة ساعة ونصف سيرًا على الأقدام للوصول وتسبب إغلاقه بحرمان هؤلاء الأطفال من مركز تعليمي مهم ويبعد هؤلاء الأطفال عن حلقة أساسية تربط المجتمع بتراثه الديني والثقافي.
وأوضحت المنظمة أن هذه الخطوة لا تأتي بمعزل عن سجل طويل من التضييق على المؤسسات الإسلامية، شملت إغلاق معاهد عريقة يعود تاريخ تأسيسها إلى ستينيات القرن الماضي، مثل معهد الدين الإسلامي في كرن (1961)، ومعهد عنسبا وازنتت (1963)، ومعهد أصحاب اليمين في كرن (1969)، والمعهد الإسلامي في قندع (1969)، ومدرسة الضياء الإسلامية في أسمرا (1967)، إضافة إلى معاهد أخرى كمركز الضياء والبخاري، وذلك بين عامي 2000 و2020، إلى جانب هدم أربعة مساجد في مدينة مندفرا بين عامي 1995 و1996.
ولفتت المنظمة إلى أن هذه السياسات القمعية ترافقها حملة اعتقالات واسعة ضد الشيوخ والدعاة، شملت أكثر من 220 شخصية دينية وتعليمية، تعرض العديد منهم للاختفاء القسري، بينما توفي آخرون في ظروف غامضة داخل أماكن الاحتجاز، وسط رفض السلطات الكشف عن هويات المتوفين أو أسباب وفاتهم.
وطالبت المنظمة السلطات الإريترية بالإفراج الفوري وغير المشروط عن الشيخ آدم شعبان وعن جميع المعتقلين والمختفين قسرًا على خلفية نشاطهم الديني، واحترام الحريات وحق التعليم وإلغاء قرارات الاستيلاء والإغلاق لكافة المراكز والمعاهد والمدارس الدينية وتمكينها من أداء رسالتها.
ودعت المنظمة منظمات المجتمع المدني الإريترية في الداخل والخارج، والنشطاء، والصحفيين، والمدافعين عن حقوق الإنسان، إلى تكثيف الجهود في توثيق هذه الانتهاكات وفضحها، وتنظيم حملات ضغط سلمية على السلطات الإريترية لوقف استهداف المؤسسات الدينية والإفراج عن المعتقلين، وإبقاء قضية مركز تحفيظ القرآن الكريم في قندع، وسائر المعاهد المغلقة، حاضرة في الإعلام والمنابر الحقوقية الإقليمية والدولية، بما يضمن استمرار الضغط حتى إعادة فتحها وتمكينها من أداء رسالتها.
وحثّت المنظمة المقررين الخاصين في الأمم المتحدة المعنيين بحرية الدين أو المعتقد، والاعتقال التعسفي، والفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري، على التدخل العاجل لدى السلطات الإريترية لوقف استهداف المؤسسات الدينية، والكشف عن مصير المعتقلين والمختفين قسرًا، وضمان عودتهم إلى أسرهم فورًا، مع الدعوة إلى إرسال بعثة أممية لتقصي الحقائق وتقييم أوضاع حرية الدين والتعليم الديني في البلاد.
ويشكّل المسلمون نحو نصف سكان إريتريا البالغ عددهم حوالي ستة ملايين نسمة، ويتوزعون على عدة قوميات أبرزها العفر والساهو والبلين والرشايدة وغيرهم، ويتركزون في المناطق الساحلية الشرقية والشمالية إضافة إلى مدن كبرى مثل أسمرا ومصوع وكرن.
ورغم أن الإسلام ظل مكوّناً رئيسياً للهوية الوطنية الإريترية منذ قرون، فإن المسلمين يعانون أوضاعًا بالغة الصعوبة في ظل سياسات رسمية تستهدف مؤسساتهم التعليمية والدينية، وتحرمهم من إدارة أوقافهم، وتفرض عليهم قيودًا مشددة في ممارسة شعائرهم وبناء مساجدهم، فضلًا عن حملات الاعتقال والاختفاء القسري التي طالت العلماء والدعاة.
وقد انعكس هذا التضييق على الحياة الاجتماعية والثقافية للمجتمع المسلم في إريتريا، وأدى إلى إضعاف مؤسساته التاريخية التي لعبت دورًا محوريًا في حفظ الهوية الدينية وتعليم الأجيال.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية بيان التضييق السياسات المسلمون اريتريا مسلمون بيان سياسات تضييق المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطات الإریتریة القرآن الکریم
إقرأ أيضاً:
حقوقية يمنية تفوز بجائزة في هولندا وتهديها لروح إفتهان المشهري
تسلمت المحامية والناشطة الحقوقية اليمنية معين العبيدي في لاهاي جائزة التوليب لحقوق الإنسان لعام 2025.
الجائزة منحتها لها سفارة هولندا في اليمن بعد اختيار وزارة الخارجية الهولندية لها ضمن أفضل ثلاثة مرشحين عالميًا.
وجاء هذا التكريم تقديرًا لجهودها الممتدة لأكثر من عقد في الوساطة المحلية، والدفاع عن حقوق الإنسان، وتمكين المرأة.
وكتبت العبيدي على صفحتها في فيسبوك: ''فزتُ بجائزة التوليب المقدّمة من السفارة الهولندية لدى اليمن لحقوق الإنسان.كما تم اختياري من قبل وزارة الخارجية الهولندية ضمن أفضل ثلاثة مرشحين عالميًا لجائزة التوليب لحقوق الإنسان 2025''.
وقالت: ''أشارك هذا معكم لروح الشهيدة إفتهان المشهري وتقديرًا لكل النساء والفتيات اللواتي نعمل من أجلهن يوميًا وسط ظروف صعبة. هذا التكريم مسؤولية جديدة، ودافع أكبر للاستمرار. شكرا لكم جميعا''.