حدائق الأمل في سوريا… مبادرات شعبية تحوّل الركام إلى مساحات خضراء نابضة بالحياة
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
محافظات-سانا
في زوايا المدن التي أنهكتها الحرب، وبين الأبنية التي ما زالت تحمل آثار الدمار، تنبت اليوم حدائق صغيرة لا تُروى بالماء فقط، بل بالأمل، إنها ليست مجرد مساحات خضراء، بل رسائل صامتة من مواطنين قرروا أن يزرعوا الحياة في وجه الغياب، وأن يعيدوا تعريف الإعمار بعيداً عن الإسمنت والحديد، عبر بذور تُغرس في الأرض وتُسقى بالإرادة.
من الركام إلى الزهر: مبادرات شعبية تُعيد الحياة للأحياء المنكوبة في محافظة حمص، وعلى أطراف حي البياضة الذي شهد سنوات من التهجير والدمار، بدأت مجموعة من الشباب بزراعة أشجار الزيتون والورد في ساحة مهملة كانت تُستخدم كمكب نفايات، المبادرة لم تكن مدعومة من جهة رسمية، بل انطلقت من رغبة داخلية في إعادة الروح إلى المكان، يقول أحمد، أحد المشاركين في المبادرة: “ما بدنا نرجع نعيش بين الركام، زرعنا ورد حتى نرجّع الروح للحي”، هذه الجملة، رغم بساطتها، تختصر فلسفة كاملة: بأن الزراعة ليست فقط فعلاً بيئياً، بل مقاومة ناعمة ضد القبح، وضد النسيان.
وفي درعا، أعادت مجموعة من النساء تأهيل حديقة مدرسة ابتدائية، مستخدمةً أدوات بسيطة وتبرعات محلية، المبادرة لم تكن فقط لتحسين المنظر، بل لتوفير مساحة آمنة للأطفال للعب بعيداً عن الشوارع، في ظل غياب الحدائق العامة المجهزة، إحدى المشاركات، وهي أم لثلاثة أطفال، قالت: “ما في مكان نلعب فيه، فقلنا نزرع الحديقة وننظفها، حتى أولادنا يحسوا إنو في شيء حلو حوالينا”، هذه الكلمات تعكس كيف تتحول الحاجة إلى فعل جماعي، وكيف يمكن للأمهات أن يكنّ رائدات في إعادة بناء المجتمع من جذوره.
ما يميز هذه المبادرات أنها لا تنتظر قراراً مركزياً أو تمويلاً خارجياً، بل تنبع من الناس أنفسهم، من شعورهم بأنهم يستحقون بيئة أفضل، وأنهم قادرون على خلقها بأيديهم.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً: