16 غشت، 2025

بغداد/المسلة: تهبّ رياح الانتخابات العراقية هذه المرة مثقلة بفضائح الاستبعاد، حيث تجاوز عدد المبعدين من السباق البرلماني سقف المئة وثلاثين، وفق قوائم مسرّبة من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.

وتشي الوثائق بأن التهمة لم تعد محصورة في قضايا شكلية أو إجرائية، بل امتدت إلى جرائم قتل وخطف وإطلاق نار وتزوير عملة، لتكشف حجم التشوه الذي أصاب العملية السياسية بعد عقدين من التجربة الديمقراطية.

ويدخل المشهد أكثر التباسًا مع غياب أسماء “البعثيين” عن الدفعة الأولى من القوائم، رغم أن تسريبات متواترة تشير إلى أن نحو خمسمئة مرشح قد يواجهون شمولًا باجتثاث البعث، في موازاة تهم فساد أو سوء سلوك.

ويبدو أن باب الطعون لن يكون كافيًا لتبديد الشكوك، فالمفوضية تؤكد أن قراراتها تستند إلى نصوص قانونية واضحة، بينما يقرأ مراقبون في خلفية هذه الإجراءات رسائل سياسية تستهدف إعادة هندسة الخريطة الانتخابية.

وتطفو على السطح أسماء من وزن ثقيل، مثل نجم الجبوري، القائد العسكري السابق ضد تنظيم داعش، الذي أُبعد سابقًا قبل انتخابات 2023 المحلية، ليجد نفسه الآن أمام تهم تتعلق بالفساد وإلحاق الضرر بالمال العام.

وإلى جانبه، يظهر اسم عبد الغني الأسدي، رئيس جهاز مكافحة الإرهاب السابق، الذي طاله سيف المساءلة والعدالة. وتتحول هذه القرارات إلى مادة سجالية عبر مواقع التواصل، حيث يصف ناشطون على منصة “إكس” الاستبعادات بأنها “تصفيات سياسية مغلفة بالقانون”، فيما كتب أحد المعلقين: “من قاتل الإرهاب يُعاقب اليوم بتهمة الانتماء للماضي”.

ويتقدم المشهد أيضًا سياسيون مثيرون للجدل مثل أحمد الجبوري “أبو مازن”، الذي اعتاد أن يعود من بوابة القضاء بعد كل استبعاد، مستندًا إلى أحكام قضائية سابقة أعادته إلى الحلبة الانتخابية.

وها هو اليوم يعيد خطاب التحدي ذاته، معلنًا أن “القرار النهائي سيكون للقضاء”، في إشارة إلى استمرار لعبة شد الحبال بين المؤسسات الانتخابية والمرشحين ذوي النفوذ.

وتشير القوائم المسرّبة إلى أن الضربة لم تقتصر على فصيل بعينه، بل شملت طيفًا واسعًا من التحالفات؛ من دولة القانون إلى الإطار، ومن أحزاب كردية وسنية إلى كيانات الأقليات. ما يوحي بأن المزاج العام يسير نحو “تطهير سياسي” واسع، قد يفرز مشهدًا انتخابيًا مختلفًا، لكنه يفتح في الوقت نفسه باب الشكوك حول نزاهة المنافسة، ومدى قدرة الدولة على التفريق بين العدالة والمناكفة السياسية.

وتبدو الانتخابات المقبلة وكأنها ساحة لتصفية الحسابات أكثر من كونها مهرجانًا ديمقراطيًا، حيث يتداخل القانوني بالسياسي، وتتحول مفردات “العدالة” و“المساءلة” إلى أدوات لإعادة رسم موازين القوى.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

رئيس الجمهورية لبزشكيان: أي عرقلة تواجه إيران هي بمثابة عداء لنا

12 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة: أكد رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، الجمعة، أنّ أمن العراق “مرتبط بشكل وثيق” بأمن إيران، مشددًا على أنّ العلاقات بين البلدين تقوم على المصالح المشتركة وتاريخ طويل من التعاون.

ونقلت الرئاسة الإيرانية، في بيان عن رشيد قوله خلال لقائه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الجمعة، على هامش اجتماع دولي في تركمانستان، إنّ “العراق يقدّر الدور الذي قامت به إيران في دعم بغداد خلال السنوات الماضية”، مشيرًا إلى أنّ بلاده “لن تنسى المساندة التي قدّمتها طهران في مواجهة التحديات الأمنية”.

ودعا رئيس الجمهورية إلى تنسيق المواقف الإقليمية في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، واصفًا إسرائيل بأنّها “المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار” في المنطقة.

ومن جهته، أكد الرئيس الإيراني حرص بلاده على تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والأمنية مع العراق، مبيّنًا أنّ استكمال مشروع الربط السككي بين البصرة وشلمجة يمثّل أولوية لطهران من أجل تعزيز التواصل بين البلدين.

وشدّد بزشكيان على ضرورة حماية الاستقرار في المنطقة عبر التعاون بين الدول الجارة، مؤكّدًا أنّ “التفرقة تصبّ في مصلحة الأطراف الساعية إلى تأجيج النزاعات”، في إشارة إلى إسرائيل، فيما يأتي اللقاء بين الرئيسين في ظل مساعٍ مشتركة لتوسيع الشراكة الاقتصادية وتنسيق الجهود الإقليمية لمواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • من الإطار إلى طاولة الشراكة: العراق نحو صياغة معادلة السلطة
  • رئيس الجمهورية لبزشكيان: أي عرقلة تواجه إيران هي بمثابة عداء لنا
  • مبعوث ترامب: العراق يقف مجدداً أمام لحظة حاسمة
  • العراق الخامس عربياً و45 عالمياً في مؤشر القوة والنفوذ
  • السيول تكشف الإهمال في التخطيط المائي..  وطرق منكوبة تُعرّي ضعف الاستعداد
  • امريكا: نجدد التزامنا بالشراكة مع العراق
  • اصدار أول فيزا إلكترونية خارج العراق
  • مع بدء الاقتراع في انتخابات الدوائر الملغاة.. ننشر طريقة التصويت لاختيار مرشحي الفردي
  • بالأرقام.. طريقة التصويت لاختيار مرشحي الفردي في انتخابات النواب بـ30 دائرة ملغاة
  • ضد الدستور وحرية التعبير..الولائي زيدان يصدر أمراً قسرياً لمن يدافع عن العراق وتحريره من إيران والفساد والظلم والإجرام