واصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية ضد أهداف تابعة لميليشيا الحوثي الإيرانية في اليمن، مؤكداً على نيته في توسيع دائرة المواجهة بعيداً عن حدود بلاده. وتأتي هذه التطورات في وقت حذر فيه محللون من تحول المواجهة بين إسرائيل ووكلاء إيران في المنطقة إلى صراع إقليمي أوسع، مع استمرار التصعيد في البحر الأحمر والممرات البحرية الحيوية.

وتوعّد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأحد، ميليشيا الحوثي بـ"دفع الثمن مضاعفًا وباهظًا"، بعد اعتراض صاروخ أطلقته الميليشيا على القدس وتل أبيب ردًا على غارات جوية استهدف مواقع حوثية في عمق صنعاء. وقال كاتس: "أما الباقي فسيكون قاسيًا ومؤلمًا من يرفع يده ضد إسرائيل ستُقطع". 

وأكد كاتس أن إسرائيل فرضت "حصارًا جويًا وبحريًا مؤلمًا" على الحوثيين، وهاجمت صباح الأحد أهدافًا للبنية التحتية والطاقة تعود لهم، واصفاً هذه الضربات بأنها "مجرد بداية".

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون من الأراضي اليمنية باتجاه إسرائيل، دون تسجيل إصابات، بينما دوّت صفارات الإنذار في وسط إسرائيل ومحيط القدس، بالتزامن مع خروج مئات الآلاف من المتظاهرين المطالبين بعودة الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس.

وفي اليمن، استهدفت البحرية الإسرائيلية محطة كهرباء في محافظة حزيز جنوب العاصمة صنعاء، بعد ساعات من إطلاق صواريخ أرض–أرض وطائرات مسيّرة مفخخة من قبل الحوثيين باتجاه الأراضي الإسرائيلية والبحر الأحمر. وأفادت وسائل إعلام باندلاع حريق في الموقع بعد الضربات، بينما لم يُعرف مصير القادة الحوثيين الذين كانوا موجودين بالمحطة وفق تقرير لصحيفة "التلغراف" البريطانية.

وأضاف الجيش الإسرائيلي أن الغارات الجوية التي نفذت الأحد كانت مكثفة واستهدفت مواقع على بعد أكثر من 150 كيلومتراً داخل العمق اليمني، مركّزة على منشآت للطاقة والبنية التحتية يُعتقد أن الحوثيين يستخدمونها لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة. وأكد البيان أن العمليات تأتي في إطار استراتيجية إسرائيلية لتوسيع المواجهة مع وكلاء إيران، معتبرةً الحوثيين جزءاً من حملة إقليمية تهدف إلى تهديد إسرائيل وحلفائها وزعزعة الملاحة الدولية.

في صنعاء، شهدت المناطق المحيطة بمحطة كهرباء حزيز ومعسكر 48 انفجارين عنيفين، أسفرا عن انقطاع جزئي للتيار الكهربائي واستنفار أمني واسع، وفق مصادر محلية. في المقابل، حاولت وسائل إعلام الحوثيين تصوير الضربات على أنها استهدفت بنية تحتية مدنية، في محاولة للتركيز على الأثر الإنساني للصراع.

ويشير محللون إلى أن تصعيد إسرائيل من استراتيجية الدفاع إلى الضربات الاستباقية خارج حدودها يعكس تحولاً نوعياً في المواجهة، حيث باتت إسرائيل أكثر انخراطًا في مواجهة ما تصفه بـ"الذراع الإيرانية" الممتدة عبر الحوثيين، مما يفتح الباب أمام احتمالات تصعيد إقليمي جديد، خصوصاً في مناطق حرجة مثل البحر الأحمر والخليج العربي.

وشهدت الفترة الأخيرة سلسلة هجمات واسعة نفذها الحوثيون بدعم إيراني منذ استئناف العمليات العسكرية في غزة في 18 مارس، حيث أطلقوا نحو 70 صاروخًا باليستيًا وأكثر من 22 طائرة مسيّرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، سقط بعضها قبل أن يصل إلى أهدافه، ما دفع إسرائيل لتكثيف ضرباتها الجوية والبحرية ضد أهداف الحوثيين داخل اليمن.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

عائلات الأسرى تشعل المواجهة مع حكومة الاحتلال: عصيان مدني يشل إسرائيل

شهدت مناطق عدة في الأراضي المحتلة، اليوم الأحد، احتجاجات واسعة شارك فيها آلاف المتظاهرين الذين أغلقوا الشوارع وتجمعوا أمام منازل عدد من الوزراء، استجابةً لدعوة أطلقتها عائلات المحتجزين في قطاع غزة، بهدف الضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى.

وبحسب وسائل إعلام تابعة للاحتلال، تجمهر عشرات المتظاهرين أمام منازل عدد من وزراء حكومة الاحتلال، من بينهم وزير الدفاع يواف غالانت، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ووزير التعليم يوآف كيش، ووزير شؤون النقب والجليل يتسحاق فاسرلوف.

وانطلقت المظاهرات في أكثر من 350 موقعًا، حيث أقدم مئات من أكاديميّي جامعة تل أبيب على إغلاق طريق مردخاي نمير الرئيسي في المدينة من الاتجاهين، مطالبين بوقف الحرب وإعادة المحتجزين من قطاع غزة.

كما أفادت هيئة البث التابعة للاحتلال بأن محتجين أغلقوا الطريق السريع رقم 1 عند مدخل القدس المحتلة، بينما أغلقت مئات الناشطات شارع أيالون قرب تل أبيب للمطالبة بعدم التخلي عن الأسرى المحتجزين في غزة.

وأكدت الهيئة نفسها اعتقال خمسة أشخاص خلال الاحتجاجات، التي جاءت في إطار دعوات لإنهاء الحرب والضغط باتجاه إبرام صفقة تبادل.

وفي بيان مع بدء الإضراب، أكدت عائلات الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية أن "الدولة توقفت، لأنها لم تعد قادرة على الاستمرار على هذا النحو"، مشيرة إلى أن "الوقت ينفد" بالنسبة للمحتجزين، الذين قد يُفقدون إلى الأبد إذا لم تبادر الحكومة لإعادتهم. وأضاف البيان: "سئمنا الشعارات والمماطلات... الشعب وحده من سيعيد المختطفين إلى بيوتهم"، حسب تعبيرهم.

وأعلنت هيئة عائلات الأسرى أنها ستقيم غدًا خيمة اعتصام قرب حدود قطاع غزة، مؤكدة أن الاعتصام سيستمر كجزء من خطوات تصعيدية، تشمل أيضًا إطلاق أسطول بحري في بحيرة طبريا للمطالبة بوقف الحرب وإعادة المحتجزين.

ونقلت هيئة البث عن زوجة الأسير عمري ميران قولها إن إضراب اليوم والمظاهرات "مجرد بداية"، بينما قالت والدة الأسير ماتان إنغريست إن "اليوم توقف كل شيء من أجل إعادة المختطفين والجنود"، وفق إذاعة جيش الاحتلال.

في السياق ذاته، أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "معاريف" العبرية أن 16% من المستطلعين يعتزمون المشاركة في الإضراب، في حين قال 40% إنهم لا ينوون المشاركة لكنهم يؤيدون أهدافه. وأفاد 29% بأنهم لا يؤيدون الإضراب ولا أهدافه.

انطلق الإضراب في السابعة صباحًا بالتوقيت المحلي، في مدن وبلدات عدة، بمشاركة مئات السلطات المحلية والمنظمات، كما سمحت شركات عدة لموظفيها بالمشاركة في الاحتجاجات.

وتضمنت الفعاليات مسيرات، وخطابات، وعروضًا في ما يعرف بـ"ساحة الرهائن" وسط تل أبيب، إلى جانب لقاءات مع ناجين من الأسر وأهالي المحتجزين. ومن المقرر تنظيم مظاهرة مركزية مساء اليوم أمام وزارة الدفاع وساحة هبيما في المدينة ذاتها.

وتُقدّر سلطات الاحتلال عدد الأسرى المحتجزين في قطاع غزة بنحو 50 أسيرًا، بينهم 20 على قيد الحياة، في المقابل يقبع أكثر من 10,800 فلسطيني في سجون الاحتلال، وسط ظروف تتسم بالتعذيب، وسوء المعاملة، والإهمال الطبي، ما أدى إلى وفاة عدد منهم، بحسب تقارير حقوقية.

وكانت عائلات الأسرى الإسرائيليين قد دعت، الأسبوع الماضي، إلى إضراب شامل تحت شعار "الأحد تتوقف إسرائيل"، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
 


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

سيف الزعبي

قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند عائلات الأسرى تشعل المواجهة مع حكومة الاحتلال: عصيان مدني يشل "إسرائيل" مرض الكوليرا أسبابه وأعراضه وطرق الوقاية منه يوم ملكي بامتياز.. هيا كرزون تحتفل بعقد قرانها بإطلالة أسرت الأنظار الأردن: الدغمي يطالب بإعلان الأحكام العرفية والتجهيز لحرب وجودية مع "إسرائيل" تراجع الأرباح التشغيلية للشركات الكبرى في كوريا الجنوبية بالنصف الأول Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • آخرها محطة كهرباء.. لماذا تعيد إسرائيل استهداف منشآت مدنية يمنية؟
  • إسرائيل تعلن اعتراض صاروخ من اليمن وكاتس يتوعد الحوثيين بدفع بثمن باهظ
  • وزارة الكهرباء تؤكد أن استهداف محطة حزيز انتهاك صارخ لحقوق الإنسان
  • صور أولية| لجريمة العدوان الإسرائيلي على محطة حزيز لتوليد الكهرباء
  • كاتس: إسرائيل تفرض على الحوثيين في اليمن حصارًا جويًا وبحريًا مؤلمًا جدًا
  • رواية الحوثي واسرائيل حول الغارات الأخيرة على صنعاء
  • عائلات الأسرى تشعل المواجهة مع حكومة الاحتلال: عصيان مدني يشل إسرائيل
  • على بعد 2000 كيلو.. الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل الضربة ضد الحوثي باليمن
  • الحوثيون ينشرون البذخ والطعام في كربلاء واليمنيون يتضورون جوعا والحكومة اليمنية تؤكد انغماس مليشيا الحوثي في المشروع الإيراني