لم يتأخر الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم عن ترجمة مضمون لقاءات أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، وهدف الزيارة التي لم يمضى عليها ساعات على انتهائها والتي اختتمت بلقائه. فجاءت كلمته في بعلبك بمناسبة أربعينية الإمام الحسين خطاباً شاملاً يجمع بين المرجعية الدينية والسياق التاريخي والمواقف السياسية الحاسمة.

ففي جانب من كلمته، استعرض قاسم تاريخ انتصارات المقاومة من تحرير الجنوب عام 2000، مروراً بـ “نصر تموز 2006” الذي وصفه بأنه “نصر إلهي” أوجد ردعاً لإسرائيل دام 17 عاماً، وصولاً إلى دحر داعش عام 2017، مؤكداً أن الصراع الحالي هو امتداد طبيعي لهذه المعارك.

 

وفي الشق السياسي، شن قاسم هجوماً عنيفاً على قرار الحكومة اللبنانية الأخير بشأن سلاح المقاومة، واصفاً إياه بـ “الخطيئة” و”اللا ميثاقي”، ومتهماً إياه بأنه يخدم أجندة أمريكية-إسرائيلية. وحمّل الحكومة مسؤولية أي “فتنة داخلية” أو انفجار محتمل، داعياً الجيش اللبناني إلى عدم الانجرار نحو الصراع الداخلي. وفي سياق التحالفات الإقليمية، وجّه قاسم شكراً صريحاً لإيران على دعمها المتواصل بالمال والسلاح، مشيداً بدور الحاج قاسم سليماني في هذا الصدد.

 

وفي خطوة كشفت عن استراتيجية مدروسة، كشف قاسم عن اتفاق مع حركة أمل على تأجيل فكرة النزول إلى الشارع احتجاجاً، وذلك لإعطاء فرصة للنقاش، لكنه حذّر من أن خيار المظاهرات، حتى أمام السفارة الأمريكية، يبقى مطروحاً في حال فُرضت المواجهة. وشدد على أن فلسطين هي “البوصلة”، وأن المقاومة اللبنانية جزء لا يتجزأ من المعركة الكبرى ضد الاحتلال الإسرائيلي.

 

وختاماً، أكد قاسم أن شرعية المقاومة تستمدها من تضحياتها وإنجازاتها، لا من قرارات الحكومة، داعياً اللبنانيين إلى التكاتف لبناء السيادة، ومحذراً من أن الانقسام يعني نهاية لبنان، مؤكداً أن المقاومة هي التي تضمن بقاءه واستقراره.

 

وفي قراءة أعمق لهذه المواقف، تُظهر كلمة قاسم أنها لم تكن مجرد موقف سياسي، بل كانت بمثابة إعلان عن انتهاء زمن التكهنات وبدء زمن المواجهة. لقد جاءت كلمة قاسم لتكون الترجمة النارية لرسائل علي لاريجاني، حيث تكشف عن قرار إيراني لا رجعة فيه بـ “إشعال لبنان”، حتى لو كان الثمن هو انتحار حزب الله في سبيل بقاء ولاية الفقيه.

 

وفي سياق هذه الخطة، وظّف قاسم المرجعية الدينية والرمزية، مستحضراً “مدرسة كربلاء” وقولة “هيهات منا الذلة” كأيديولوجيا تبرر المواجهة الحتمية مع “يزيد العصر” المتمثل بالمشروع الأمريكي-الإسرائيلي. وقد تجسد “أمر العمليات” في الهجوم العنيف على الحكومة اللبنانية، وحملها مسؤولية أي “فتنة” أو “انفجار داخلي”. وفي تهديد مباشر، كشف عن تأجيل النزول إلى الشارع، ليس رغبةً في التهدئة، بل كإنذار نهائي قبل تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة. وفي النهاية، جاءت كلمة قاسم لتؤكد أن حزب الله لن يسلم سلاحه، لأنه ليس ملكاً له، بل هو أداة في يد طهران مستعدة لتقديم أي تضحية من أجل بقاء النظام الإيراني.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

لبنان.. استشهاد شخص وإصابة آخر جراء غارة إسرائيلية جنوب البلاد

أفادت وزارة الصحة اللبنانية اليوم الثلاثاء، باستشهاد شخص وإصابة آخر بجروح جراء غارة إسرائيلية استهدفت بلدة دير عامص قضاء صور جنوب لبنان.

حزب الله: المقاومة باقية وسلاحها خط أحمر


قال النائب اللبناني عن “حزب الله” حسن فضل الله، إن الحكومة اللبنانية لا يمكن أن تتخذ قراراتها بشكل منفرد دون توافق، مشيرا إلى أن هناك قوى مشاركة في الحكومة تمثل فئات كبيرة من الشعب ويجب احترام آرائها.

 

وانتقد فضل الله تركيز الحكومة على ملف حصرية السلاح، معتبرا أن هناك محاولات لزج الجيش اللبناني في مواجهة الناس، وأن التعامل الوطني والمسؤول للجيش قوبل بتحريض من بعض الأطراف.

 

وأضاف فضل الله أن دعم وتسليح الجيش يجب أن يخصص لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وحماية أرواح المواطنين، وليس لمواجهة أي فئة لبنانية. 

 

واعتبر أن مبدأ حصرية السلاح وحل الميليشيات قد تحقق قبل 35 عاما، وأن المقاومة مستمرة بعملها المشروع تحت بند تحرير الأرض كما نص عليه اتفاق الطائف وقرارات الحكومات المتعاقبة منذ عام 1990.

 

وشدد في الختام على أن خيار المقاومة وسلاحها سيبقى ولن يستطيع أحد المساس به أو بتوجهها.

 

حزب الله يعلن دعمه لموقف حماس بشأن خطة ترامب لوقف الحرب على غزة


أعلن حزب الله اللبناني،  دعمه الكامل للموقف الذي اتخذته حركة حماس تجاه خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية إلى وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وقال الحزب في بيان إن موقف حماس يعكس "حرصًا كبيرًا على وقف العدوان الإسرائيلي"، وفي الوقت نفسه "يؤكد تمسكها بثوابت القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة".

وأضاف البيان أن موقف الحركة "يعبر عن تمسك فصائل المقاومة الفلسطينية بوحدة الشعب الفلسطيني"، مؤكدًا أن "أي مفاوضات مقبلة يجب أن تستند إلى التوافق الوطني الفلسطيني والحقوق الوطنية الثابتة، بما يضمن انسحاب الاحتلال من كامل قطاع غزة ومنع تهجير سكانه وتمكينهم من إدارة شؤونهم بأنفسهم دون أي وصاية خارجية".

ودعا حزب الله الدول العربية والإسلامية إلى "الوقوف خلف الشعب الفلسطيني وموقف حماس وسائر فصائل المقاومة"، وتقديم الدعم الكامل لوقف العدوان الإسرائيلي وإعادة إعمار غزة، واستعادة جميع الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.

يُذكر أن حركة حماس كانت قد أعلنت في وقت سابق تسليم ردها إلى الوسطاء بشأن خطة ترامب، مؤكدة موافقتها على الإفراج عن أسرى الاحتلال وفق صيغة التبادل الواردة في المقترح، واستعدادها لبدء مفاوضات فورية عبر الوسطاء لمناقشة التفاصيل الميدانية للتنفيذ.
 

 

مقالات مشابهة

  • الكتائب: تسريع خطة الجيش ضرورة وطنية
  • قاسم: الإنتصارات ضدّ إسرائيل كانت على يديّ نصرالله
  • إنذار لأصحاب محلات: للإقفال خلال 48 ساعة
  • لبنان.. استشهاد شخص وإصابة آخر جراء غارة إسرائيلية جنوب البلاد
  • مهاجراني: الحكومة الإيرانية اتخذت التدابير اللازمة للتعامل مع تفعيل آلية سناب باك
  • عن سلاح حزب الله.. هذا ما أقرّ به تقريرٌ إسرائيلي
  • لقاء سيدة الجبل يدعو الحكومة لتفكيك حزب الله
  • الصحة اللبنانية: غارة إسرائيلية جنوب البلاد تودي بحياة شخصين
  • بعد 13 عامًا من التوقف.. لبنان يطلق رسميًا الهيئة المنظّمة للاتصالات
  • محفوظ: لا يبالغ نعيم قاسم عندما يقول ان لبنان في قلب العاصفة