دمشق– بعد غياب دام 6 سنوات، شهدت العاصمة السورية دمشق عودة معرضها الدولي بنسخته الـ 62 تحت شعار "سوريا تستقبل الجميع"، بمشاركة 22 دولة عربية وأجنبية وأكثر من 800 شركة من مختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية والتعليمية والصحية والتراثية.

وافتتح المعرض بحضور رسمي تقدمه الرئيس السوري أحمد الشرع، لتتحول ساحاته إلى ملتقى تجاري واستثماري واسع، يتجاوز كونه مجرد فعالية اقتصادية نحو كونه حدثًا سياسيًا واجتماعيًا يحمل دلالات أوسع.

مشاركات دولية واسعة

وبرزت مشاركة المملكة العربية السعودية وتركيا وقطر والأردن والكويت إلى جانب السفارة الفلسطينية، في حين حضرت شركات ومؤسسات من دول أخرى عربية وأجنبية، لتفتح من جديد نافذة سوريا على العالم.

الحضور العربي الواسع حمل رسائل سياسية عن كسر العزلة السورية الناجمة عن حقبة نظام بشار الأسد المخلوع (الجزيرة)

وأوضح مصطفى خطيب، المدير التنفيذي لقسم التسويق في مؤسسة شام للدعاية والإعلان، أن المعرض استقبل وفودًا من 22 دولة بمشاركة ما يقارب 800 شركة، في صورة تعكس الرغبة بإعادة وصل الاقتصاد السوري بمحيطه.

وأضاف أن التنظيم كان على مستوى عالٍ، حيث أسهمت الإجراءات الأمنية والتنظيمية في تسهيل حركة دخول وخروج آلاف الزوار، بينهم مؤثرون وأكاديميون عرب جاؤوا من خارج البلاد وداخلها.

شهادات زوار وتجارب مباشرة

الزائرة هدى عمار وصفت الإقبال الكبير بأنه "مفاجأة سارة وصادمة في الوقت ذاته"، مؤكدة أن حجم التنظيم والجهود المبذولة يعكسان طاقات سورية كانت غائبة لسنوات.

وقالت إن المعرض منح السوريين فرصة للشعور بالفرح، مع فعاليات متنوعة شملت مسابقات ومدينة ألعاب للأطفال، مضيفة: "اليوم أشاهد الابتسامة على وجوه الناس وهم يعيشون لحظة اقتصادية واجتماعية مختلفة".

أما أحمد الزعيم، الذي قطع مسافة 400 كيلومتر من إدلب إلى دمشق لحضور المعرض لأول مرة، فقال إنه وجد الفعالية أكبر مما توقع من حيث التنظيم وحجم المشاركات. وأضاف أن سوريا "قادرة على استقبال الجميع"، وأن أبناءها "قادرون على البناء والخروج من الركام كما النار التي تبقى تحت الرماد".

أبعاد اقتصادية ومعرفية

لم يقتصر الحدث على الشركات التجارية والاستثمارية فحسب، بل شهد حضورًا واسعًا للقطاعات الصناعية والزراعية والطبية والغذائية والدوائية، إلى جانب الجامعات السورية التي عرضت ابتكارات طلابها.

إعلان

كما شاركت وزارات رئيسية، بينها وزارة الاقتصاد ووزارة الطوارئ والكوارث، في خطوة تحمل رمزية مضاعفة حول دور المؤسسات الرسمية في إعادة الإعمار واستعادة الحضور السوري.

التنوع في الشركات المشاركة كشف اتساع الاهتمام بالاقتصاد السوري (الجزيرة)

وقال مصطفى خطيب إن مشاركة القطاعين العام والخاص مع مستثمرين من مختلف الدول يعكس صورة عن بداية عودة النشاط الاقتصادي إلى البلاد بعد 14 عامًا من الحرب. وأكد أن المعرض وفر منصة لتلاقي القطاعات الاقتصادية التقليدية مع مجالات حديثة كالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الصناعية.

رمزية سياسية واجتماعية

حمل المعرض في طياته رسائل سياسية عن انفتاح سوريا بعد سنوات من الحرب والعزلة. مشاركة دول عربية بارزة، إلى جانب شركات سورية، عكست استعدادًا تدريجيًا لعودة سوريا إلى المشهد الإقليمي والدولي.

وتميّز جناح وزارة الطوارئ والكوارث بخصوصية لافتة، إذ عرض معدات استخدمت في إنقاذ المدنيين شمال البلاد خلال الحرب، وبينها سيارة دفاع مدني تعرضت للقصف المباشر. وقد تحول الجناح إلى شاهد رمزي على سنوات الحرب، لكنه وُضع هذه المرة وسط المعرض الدولي في دمشق كرسالة عن القدرة على تجاوز آثار الدمار.

رسائل أبعد من الاقتصاد

تحوّل معرض دمشق الدولي في دورته الحالية إلى أكثر من مجرد حدث اقتصادي، إذ بدا منصة للتواصل بين السوريين والعالم، وفرصة لعرض إمكانيات كامنة رغم الجراح الطويلة.

المشاركة الدولية في المعرض شكلت مؤشرا على رغبة في إعادة دمج سوريا اقتصاديا (الجزيرة)

وبمشاركة 22 دولة وأكثر من 800 شركة شكّلت إشارة إلى رغبة متزايدة في إعادة وصل الاقتصاد السوري بالأسواق الإقليمية والدولية.

ومع رمزية الافتتاح الرسمي من قبل الرئيس أحمد الشرع، فإن الفعالية حملت رسالة سياسية مفادها أن سوريا تسعى للخروج من عزلتها واستعادة موقعها الاقتصادي، وسط تساؤلات حول ما إذا كان هذا الزخم يمكن أن يتحول إلى مسار مستدام لإعادة الإعمار والتنمية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع السوري يعلن الاتفاق مع قائد قسد على وقف شامل لإطلاق النار

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أعلن وزير الدفاع السوري اللواء مرهف أبو قصرة أنه التقى، الثلاثاء، قائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي في العاصمة دمشق، وأنهما اتفقنا على وقفٍ شاملٍ لإطلاق النار بكافة المحاور ونقاط الانتشار العسكرية شمال وشمال شرق سوريا.

وقال وزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة في منشور على منصة "إكس"، تويتر سابقا: "التقيت قبل قليل بالسيد مظلوم عبدي في العاصمة دمشق واتفقنا على وقفٍ شاملٍ لإطلاق النار بكافة المحاور ونقاط الانتشار العسكرية شمال وشمال شرق سوريا".

وأضاف اللواء أبو قصرة: "يبدأ تنفيذ هذا الاتفاق فورياً".

وشهدت مدينة حلب السورية ليلة متوترة، الاثنين، بعد اشتباكات بين القوات الحكومية و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) أدت إلى سقوط قتلى وجرحى قبل أن يتوصل الطرفان لاتفاق على وقف إطلاق النار. 

وقالت السلطة الانتقالية في دمشق إنها رصدت نفقا لقوات سوريا الديمقراطية "يربط مواقعها بمكان خلف مواقع الجيش والأمن بمحيط حي الأشرفية لتنفيذ اعتداءات وأعمال تخريبية".

وأشارت الحكومة السورية إلى أن قواتها "فجّرت النفق وأعادت الانتشار حول حيّي الشيخ مقصود والأشرفية فيما قام الأمن الداخلي بنشر حواجز من أجل منع تسلل مقاتلي قسد".

من جانبها، قالت قوات سوريا الديمقراطية في بيان: "ما يجري في حلب نتيجة مباشرة لاستفزازات فصائل الحكومة المؤقتة ومحاولاتها التوغل بالدبابات".

وتابعت القوات المدعومة أمريكيا: "تتناقل بعض الوسائل الإعلامية مزاعم باطلة تفيد بأن قوات سوريا الديمقراطية استهدفت حواجز تابعة لمسلحي حكومة دمشق في محيط حيي الأشرفية والشيخ مقصود في مدينة حلب".

ومن جانبه، قال محافظ حلب عزام لبغريب، الثلاثاء، إنه تم "الاتفاق على وقف إطلاق نار شامل في مدينة حلب، والتأكيد على الالتزام بتنفيذ بنود اتفاق العاشر من مارس/ آذار سعيا لحقن الدماء والحفاظ على أمن وسلامة المدنيين".

وأضاف أنه ستتم "متابعة أحوال الأهالي ومعالجة الآثار السلبية التي حصلت بعد أحداث الليلة الماضية لتعود الحياة طبيعية بين حيي الشيخ مقصود والأشرفية وباقي مناطق المدينة"، بحسب ما نقل عنه حساب "تلفزيون سوريا" الرسمي على منصة "إكس".

مقالات مشابهة

  • أكثر من 300 ألف زائر في 5 أيام في معرض الصقور والصيد الدولي
  • عادل إمام يعود إلى الأضواء بعد سنوات من الغياب
  • فيديو - بعد عامين على الحرب في غزة.. الغياب يثقل عائلات آلاف المفقودين
  • وزير الدفاع السوري يعلن الاتفاق مع قائد قسد على وقف شامل لإطلاق النار
  • وزير الدفاع السوري يعلن الاتفاق مع قائد قسد على وقف فوري لإطلاق النار
  • تنظيم متكامل وتجربة معرفية للزوار في معرض الرياض الدولي للكتاب
  • مناطق للقراءة في معرض الرياض الدولي للكتاب
  • أنشطة وتجارب تفاعلية تجذب العائلات في معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2025
  • دمشق تبحث مع البنك الدولي برامج دعم اقتصادية وتنموية جديدة
  • الصناعة في سوريا تواصل التعافي وسط تحديات اقتصادية