سيول جارفة وحرب مدمرة… السودان على حافة الكارثة
تاريخ النشر: 31st, August 2025 GMT
يعيش السودان على وقع كارثة جديدة في موسم الخريف الحالي تضيف إلى معاناته المستمرة بفعل الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، حيث اجتاحت السيول والأمطار الغزيرة عدداً من الولايات، محولة القرى والمدن إلى مساحات منكوبة غارقة في الوحل والدمار.
الخرطوم ـــ التغيير
وفي ولايات نهر النيل والجزيرة والقضارف ووسط دارفور، انهارت آلاف البيوت لا سيما المبنية من الطين، حيث دُمّرت السيول أكثر من ثمانمئة منزل بالكامل وتضرر حوالي أربعة آلاف منزل آخر جزئياً، ما أجبر مئات الأسر على النزوح مرة ثانية بعد أن كانوا قد نزحوا سابقاً بسبب الحرب.
السيول لم تقتصر على تدمير المنازل فحسب، بل جرفت الطرق وأغلقت مداخل القرى، ما عزل السكان عن المراكز الحضرية وجعل الوصول إلى المساعدات الإنسانية شبه مستحيل.
وأدى ارتفاع المياه المفاجئ إلى سقوط عشرات الضحايا، بينهم عشرة على الأقل في مدن نهر النيل مثل الدامر وشندي وعطبرة، بينما أصيب آخرون بجروح متفاوتة ونُقل بعضهم إلى مستشفيات تفتقر إلى الإمكانات الطبية الأساسية.
وتأثرت إحدى وعشرون منطقة بالفيضانات منذ بداية اغسطس، وسُجل تضرر أكثر من مئة وثلاثين أسرة خلال الأيام الأولى فقط من ذات الشهر.
كما خلّفت السيول بركاً واسعة من المياه الراكدة التي تحوّلت إلى بؤر لتفشي الأمراض المنقولة بالمياه، لا سيما الكوليرا، التي تواصل انتهاك حياة السودانيين. الكوليرا
وحتى نهاية أغسطس، وثّقت الأمم المتحدة واليونيسف أكثر من 382 ألف إصابة بالكوليرا في السودان، حيث توفي خلالها أكثر من 4,400 شخص، وهو ما يعكس هشاشة النظام الصحي الذي يكافح لتقديم الحد الأدنى من الرعاية.
في العاصمة الخرطوم، عاد نحو نصف مليون نازح خلال يوليو الماضي، معظمهم إلى أحياء مدمرة جزئياً أو خالية من الخدمات الأساسية، لتصبح المدينة عاجزة عن استيعاب الوافدين الجدد.
هذا الضغط على البنية التحتية جعل السيول الأخيرة أكثر تدميراً، حيث غمرت المياه شوارع رئيسية وأحياء كاملة، وفاقمت أزمة الكهرباء والمياه.
كما تأثرت الزراعة، المصدر الأساسي للرزق لملايين السودانيين، بشكل كبير جراء السيول، خصوصاً في ولايات الجزيرة والقضارف، ما يهدد موسم الحصاد المقبل ويضع الأمن الغذائي للبلاد على المحك.
ومع تزايد النزوح وتدهور الأوضاع المعيشية، فإن أي تراجع في الإنتاج الزراعي قد يؤدي إلى تفاقم أزمة الجوع.
السيول في السودان لم تعد حدثاً موسميّاً عابراً، بل أصبحت رمزاً للفقد والدمار، تكشف عن غياب خطط وطنية لمواجهة الكوارث وعن ضعف الاستجابة الرسمية.
وتعتمد معظم جهود الإغاثة والإنقاذ على المتطوعين والمنظمات الخيرية، بينما تعجز المؤسسات الحكومية عن مواكبة اتساع رقعة الكارثة.
وفي ظل هذه الظروف، يجد السودانيون أنفسهم محاصرين بين مياه تجرف منازلهم وحرب تنهك حياتهم اليومية، ما يجعل البلاد على حافة كارثة إنسانية شاملة.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجزيرة السيول و الأمطار الكوليرا دمار منازل نزوح نهر النيل وفيات
إقرأ أيضاً:
دور الكنيسة في حرب أكتوبر حين امتزجت الصلوات بصوت المدافع من أجل مصر.. ماذا فعل البابا شنودة؟
يحل، اليوم، ذكرى انتصار السادس من أكتوبر، ويعتبر هذا اليوم واحدا من أهم المحطات في تاريخ مصر، حيث أعاد الجيش المصري العزة والكرامة للشعب وللوطن.
الكنيسة وحرب أكتوبروفي هذه الملحمة الوطنية الكبرى لم يكن دور الكنيسة المصرية غائبا بل كان واضحا ومؤثرا يؤكد دائما أن الكنيسة شريك أصيل في نسيج هذا الوطن.
ومنذ اندلاع الحرب وقفت الكنيسة بكل طاقاتها الروحية والمعنوية إلى جانب الدولة والجيش فقد تحولت الكنائس إلى ساحات للصلاة اليومية من أجل الجنود والضباط على جبهة القتال وارتفعت أصوات القداسات والصلوات في مختلف الأبرشيات تتضرع لله أن يحفظ مصر ويمنحها النصرة.
البابا شنودة وحرب أكتوبروكان حضور الشعب في الكنائس كبيرا يحمل مشاعر الخوف والأمل معا فيجدون في صلوات الكنيسة دعما وسندا نفسيا.
وكانت القيادة الكنسية برئاسة المتنيح ( الراحل) قداسه البابا شنودة الثالث البطريرك الـ117 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لعبت دورا محوريا في دعم الروح الوطنية.
فقد أكد البابا شنودة في عظاته وكلماته أن الدفاع عن الوطن مسؤولية مقدسة على كل المصريين مسلمين ومسيحيين مشددا على أن "مصر ليست وطنا نعيش فيه بل وطنا يعيش فينا".
وكانت هذه الكلمات بمثابة وقود روحي ومعنوي يلهب مشاعر الشباب والجنود ويجعلهم أكثر استعدادا للتضحية.
ولم يقتصر دور الكنيسة على الصلاة فقط بل امتد ليشمل الدعم العملي للمجهود الحربي فقد فتحت الكنائس أبوابها لجمع التبرعات وخصصت مبالغ كبيرة لمساندة الدولة في وقت الحرب.
كما أولت الكنيسة اهتماما خاصا بأسر الشهداء والمصابين، فكانت تقدم المساعدة المادية والمعنوية لهم، وتعمل على تخفيف آلامهم، مؤكدة أن دماء أبنائهم لم تذهب هدرا بل كانت جسرا للعبور إلى النصر.
وقد سجل التاريخ أن الكنيسة وقفت موقفا وطنيا موحدا فلم تفرق بين أبنائها وأبناء الوطن جميعا بل رأت أن المعركة هي معركة كل المصريين وأن استعادة الأرض والكرامة واجب قومي يلتف حوله الجميع، وتجلى ذلك في التلاحم الكبير بين الهلال والصليب حيث وقف رجال الدين المسلمون والمسيحيون جنبا إلى جنب يدعون لشعب واحد وجيش واحد.
هكذا يظل دور الكنيسة في حرب أكتوبر علامة مضيئة في تاريخها الوطني يؤكد أنها مؤسسة روحية ووطنية في آن واحد، وأنها ستبقى دائما شريكا أساسيا في كل مراحل النضال والبناء.
وقدمت، أمس، الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني التهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى قواتنا المسلحة الباسلة وجموع الشعب المصري العظيم، بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات السادس من أكتوبر المجيد.
وأكدت الكنيسة في تهنئتها أن نصر أكتوبر سيبقى دائمًا علامة مضيئة في ذاكرة المصريين، ودليلًا على أن إرادة الإنسان لا تُهزم متى أراد، مشيرة إلى أن العزيمة والإخلاص والالتزام بالعلم والعمل كفيلان بتحقيق ما يبدو للجميع أنه مستحيل.
وأوضحت أن تلك الرؤية والإرادة تقود فكر الجمهورية الجديدة، وتمنح مصر القدرة على بلوغ المكانة التي تستحقها، بجهود أبنائها المخلصين وقيادتها الحكيمة.
واختتمت الكنيسة تهنئتها بالصلاة من أجل أن يحفظ الله مصر الغالية، وأن يثبت خطاها نحو مزيد من التقدم والازدهار.