خبير عسكري: الاحتلال لم يتثبت شمال غزة والمقاومة تتحرك من المسافة صفر
تاريخ النشر: 8th, September 2025 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد المتقاعد نضال أبو زيد إن العملية التي أدت إلى مقتل 4 جنود إسرائيليين في تفجير دبابة شمال قطاع غزة تؤكد أن الاحتلال لم يتمكن حتى الآن من التثبت أو التطهير في تلك المنطقة رغم ادعاءاته المتكررة.
وأوضح أبو زيد أن وقوع العملية في جباليا أو شمالها يعكس قدرة المقاومة على التحرك في قلب مناطق الارتكاز العسكري الإسرائيلي، مشيرا إلى أن جباليا رغم تدميرها بشكل واسع لا تزال بيئة ملائمة للمقاومة لشن هجمات مؤثرة ضد القوات المتوغلة.
وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية قد أقرت بمقتل 4 جنود صباح الاثنين، في تفجير عبوة ناسفة بدبابة في جباليا شمالي القطاع، قبل أن تشتعل فيها النيران ويُقتل طاقمها بالكامل، في وقت تستمر فيه الاستعدادات الإسرائيلية لعملية "عربات جدعون 2″ الرامية لاجتياح مدينة غزة.
ورأى أبو زيد أن إعلان الجيش الإسرائيلي عن العملية بعد ساعات من وقوعها، خلافا لنهجه المعتاد في التعتيم، يرتبط بارتباكه أمام تعدد الأحداث الأمنية في وقت متزامن، لافتا إلى أن هجوم القدس وإطلاق الطائرات المسيّرة من اليمن نحو إسرائيل أربكا المشهد الإعلامي والعسكري للاحتلال.
وأشار إلى أن حجم الخسائر البشرية يعزز احتمال أن تكون العبوة زرعت داخل الدبابة لا خارجها، وهو ما يشير إلى كمين محكم أُعدّ بعناية، واعتبر أن هذا السيناريو يوضح قدرة المقاومة على التحرك من مسافة صفر، والاقتراب من الآليات رغم الانتشار العسكري الإسرائيلي الكثيف.
وفي السياق نفسه، لفتت مواقع إسرائيلية إلى أن العملية جاءت في ظل حالة تأهب قصوى بين صفوف الجيش، الذي يواصل عمليات تدمير واسعة في غزة، تشمل قصف ما تبقى من المباني متعددة الطوابق لدفع السكان نحو النزوح القسري.
مرونة المقاومةوحسب أبو زيد، فإن تنويع المقاومة عملياتها بين الليل والنهار يعكس مرونتها وقدرتها على التكيف مع ظروف الميدان، موضحا أن مراقبة دقيقة ورصدا استخباريا مهّدا لتنفيذ التفجير في لحظة مناسبة، وهو ما يفسر سقوط هذا العدد من القتلى في صفوف الجيش.
إعلانوأضاف أن العملية الأخيرة لا تنفصل عن "عصا موسى" التي أطلقتها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في غزة، حيث باتت المقاومة تعتمد تكتيكات منظمة ومترابطة تهدف إلى استنزاف الاحتلال وتثبيته في الأطراف، ومنعه من التقدم نحو مركز مدينة غزة.
وكانت كتائب القسام قد أعلنت في الأيام الماضية عن استهداف دبابات وآليات إسرائيلية في أحياء عدة أبرزها الزيتون وجباليا، في حين قصفت سرايا القدس مستوطنة نتيفوت بصاروخين أمس الأحد، ردا على ما وصفته بجرائم الاحتلال بحق المدنيين.
وأكد أبو زيد أن الأحداث الأخيرة تكشف زيف رواية وزير الدفاع الإسرائيلي عن السيطرة على 85% من القطاع، موضحا أن الاحتلال فشل في تحقيق ثنائية "التثبت والتطهير"، وما يفعله لا يعدو كونه سيطرة بالنيران دون تمكّن بري فعلي.
وشدد على أن استمرار المقاومة في تنفيذ عمليات بالمناطق التي يزعم الاحتلال السيطرة عليها، إلى جانب بث مقاطع لأسرى وجنود داخل غزة، كلها مؤشرات تؤكد أن الجيش عاجز عن فرض معادلة ميدانية مستقرة، وأنه بعد أكثر من 700 يوم من الحرب ما زال يفتقر الحسم.
ويرى أبو زيد أن الاحتلال يعتمد على القوة الجوية والنارية المكثفة لإحكام الضغط على غزة، لكن ذلك لا يحقق سيطرة ميدانية راسخة، مضيفا أن "الجو لا يمسك أرضا، ولا يحسم معركة"، وهو ما يفسر قدرة المقاومة على الاحتفاظ بحرية الحركة ومباغتة قواته بعمليات موجعة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات أبو زید أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
الجثة المفقودة.. الاحتلال يتحدث عن أدلة حول مكان غويلي بحوزة الجهاد الإسلامي
نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في المؤسسة الأمنية أن "هناك معلومات ومؤشرات عن المكان المحتمل لجثة الأسير الأخير الجندي ران غويلي" لدى المقاومة في قطاع غزة، الذي أسر وقُتل يوم اندلاع معركة طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وقالت المصادر للقناة 12 العبرية، إنه "جرى في الأيام الأخيرة بدء فحوص ميدانية مرتبطة بخيوط أولية عن مكان جثمان غويلي".
وأضافت المصادر، أن "الفحوص تُجرى في منطقة يُعتقد أنها على ارتباط بحركة الجهاد الإسلامي، التي نفذت عملية أسر الجندي".
وأشارت القناة إلى تقديرات تفيد بأن عناصر حركة الجهاد الذين دفنوا غويلي "لا يزالون على قيد الحياة".
وأوضحت أن "المؤسسة الأمنية ترى أن حركة حماس في حال رغبتها بإعادة الجثة قادرة على التحقيق مع هؤلاء العناصر للحصول على معلومات إضافية حول مكان الدفن".
والاثنين الماضي، انتعت عملية للبحث عن جثة الأسير شرقي حي الزيتون بمدينة غزة دون العثور على الجثة حيث حاول فريق من كتائب الشهيد عز الدين القسام، واللجنة الدولية للصليب الأحمر إيجاد الجثة داخل مناطق سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة الشرقية من حي الزيتون دون جدوى، وسط صعوبات كبيرة، إذ كانت تلك العملية هي الخامسة بخصوص جثة "غويلي".
وقد سلّمت المقاومة الفلسطينية 27 جثة للاحتلال ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، ولم تتبقَّ إلا جثة واحدة.
من جهتها، قالت والدة الأسير الإسرائيلي إن "جراح إسرائيل لن تلتئم إلا بعد عودته أو إعادة رفاته، والمرحلة التالية من خطة السلام يجب ألا تمضي قدما قبل ذلك" وفق القناة العبرية.
وكانت مصادر إعلامية إسرائيلية قد ذكرت أن حكومة بنيامين نتنياهو، تصر على عدم بحث المرحلة الثانية من خطة ترامب إلا بعد إعادة جثة آخر أسير لدى المقاومة.
والجندي الإسرائيلي غوئيلي مقاتل في لواء النقب التابع لفرقة غزة بجيش الاحتلال، وتقدم صفوف القتال بمعركة "ألوميم"، وبحسب ما أعلنه الاحتلال بشكل رسمي في كانون الثاني/ يناير 2024، فإنه قُتل خلال هجوم 7 أكتوبر، وجرى نقل جثته إلى قطاع غزة.
ينتمي إلى مستوطنة "ميتار"، وكان في إجازة مرضية بعد خلع كفته حينما نفذت حركة حماس هجومها على المستوطنات والمواقع العسكرية المحيطة في قطاع غزة، وكان من المقرر أن يخضع لعملية جراحية في 9 أكتوبر 2023.، لكنه قرر ارتداء زيه العسكري والانضمام للقتال رغم إصابته.