ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﺗﺎﻳﻤﺰ: ﺗﻞ أﺑﻴﺐ ﺗﻔﺎﺟﺊ »ﺗﺮاﻣﺐ« ﺑﻬﺠﻮم اﻟﺪوﺣﺔ
تاريخ النشر: 10th, September 2025 GMT
رجل البيت الأبيض بين «افعل ما تشاء يابيبي» و«تراجع غامض»دبلوماسى أمريكى يكشف ارتباك إدارته فى إدارة الحربباحث: تنسيق خفى بين واشنطن وتل أبيب و«إنكار معقول» يبرر الضربة الإسرائيلية
سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم الضوء على الضربة الجوية الإسرائيلية التى استهدفت الدوحة هذا الأسبوع، والتى كشفت عن توتر جديد فى العلاقة بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، بعدما تبين أن واشنطن لم تتلق أى إخطار مسبق بالهجوم.
وقالت الصحيفة إن ترامب نفسه أقر بأنه علم بالعملية العسكرية من الجيش الأمريكى وليس من نتنياهو، رغم أنه يصفه باستمرار بأنه «الصديق الأقرب» وحليفه الأبرز فى الشرق الأوسط. وأوضح ترامب: «كنت مستاءً للغاية من الأمر، مستاءً من كل جانب. علينا استعادة الرهائن، لكننى مستاء جدا من الطريقة التى سارت بها الأمور».
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن هذه ليست المرة الأولى التى يفاجأ فيها البيت الأبيض بخطوات إسرائيلية أحادية. ففى يونيو الماضى، شنت إسرائيل حربا استمرت 12 يومًا ضد إيران دون إنذار مسبق، لتثير ارتباكا فى واشنطن قبل أن ينضم ترامب لاحقا إلى ما وصفه بـ«حملة ناجحة». وأضافت أن نتنياهو بات يدرك أن أقصى ما يمكن أن يصدر عن الإدارة الأمريكية فى مثل هذه المواقف هو احتجاج غاضب سرعان ما يتلاشى بلا عواقب.
الهجوم الأخير فى قطر استهدف قيادة لحركة حماس، وتم استخدام أسلحة أمريكية فى تنفيذه، بحسب مسئولين مطلعين نقلت عنهم الصحيفة. ورغم محاولة ترامب النأى بنفسه عن القرار، فإنه بدا فى منشور على وسائل التواصل الاجتماعى وكأنه يجمع بين توبيخ نتنياهو والإشادة به فى الوقت نفسه، حيث كتب: «كان هذا قرار اتخذه رئيس الوزراء نتنياهو، وليس قرارا اتخذته أنا»، مضيفاً أن «القصف الأحادى داخل دولة ذات سيادة وحليف وثيق للولايات المتحدة لا يخدم أهداف إسرائيل أو أمريكا»، لكنه وصف القضاء على حماس بأنه «هدف جدير بالاهتمام».
فيما عبّر ترامب عن انزعاج خاص من أن الهجوم وقع فى قطر، التى لعبت دوراً أساسياً فى الوساطة بين إسرائيل وحماس، مؤكدًا أنه طمأن رئيس وزرائها الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثانى بأن «مثل هذا الأمر لن يتكرر على أراضيهم».
ورأت الصحيفة أن هذه الحادثة تعكس ارتباكا فى مقاربة ترامب لحرب غزة. فبعد أن تعهد بإنهاء الحرب سريعا عقب فوزه بالانتخابات وعودته إلى البيت الأبيض، بدت استراتيجيته متأرجحة بين مهل غير محددة، وتهديدات غامضة، ورسائل متناقضة حول كيفية تمكين إسرائيل من تحقيق هدفها فى تدمير حماس.
ونقلت نيويورك تايمز عن خالد الجندى، الباحث الزائر فى مركز الدراسات العربية بجامعة جورج تاون، قوله إن ما يحدث على الأرض يكشف أن «الاستراتيجية الأمريكية لا تتجاوز فى جوهرها عبارة كل ما يريده نتنياهو». وأشار إلى أن الإدارات السابقة، ومنها إدارة الرئيس السابق جو بايدن الذى ارتبط بعلاقات وثيقة مع نتنياهو، حاولت على الأقل وضع «خطوط حمراء» شكلية، حتى لو اقتصرت على الإدانة الخطابية أو وقف تسليم الأسلحة لفترة وجيزة. لكن «الجندى» لفت إلى أن ترامب «لا يملك أى خطوط حمراء على الإطلاق».
وفى مواجهة أسئلة حول ما إذا كانت هناك عواقب سياسية لنتنياهو بعد هذه الضربة، امتنعت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، عن الإجابة المباشرة، مكتفية بالقول إن ترمب يعتبر الضربة «فرصة للسلام». ونقلت الصحيفة عن ترامب قوله إنه تحدث مع نتنياهو الذى أكد له أنه «يريد صنع السلام»، لكن الضربة جاءت فى توقيت بالغ الحساسية، إذ كانت قيادة حماس تجتمع فى الدوحة لمناقشة مقترح لوقف إطلاق النار دعمه ترامب نفسه قبل أيام.
ورجّح بعض المحللين الذين استطلعتهم نيويورك تايمز أن تكون الولايات المتحدة قد حصلت على إنذار مسبق بطريقة أو بأخرى، نظرا لوجود قواعد عسكرية لها فى قطر. وقال ستيفن كوك، الباحث البارز فى مجلس العلاقات الخارجية، إن «هناك احتمالاً قويا لوجود مستوى من التنسيق أعمق مما يريد البيت الأبيض الكشف عنه الآن»، مضيفًا أن إسرائيل غالبا ما تتحرك وفق القاعدة المعروفة: «من الأفضل الاعتذار بدلًا من طلب الإذن».
الصحيفة أعادت التذكير بأن الشرارة الأساسية للحرب اندلعت فى 7 أكتوبر 2023، عندما هاجمت حماس إسرائيل وأوقعت نحو 1200 قتيل، ما أدى إلى اندلاع حرب واسعة فى غزة تسببت باستشهاد أكثر من 60 ألف فلسطينى بينهم آلاف الأطفال، بحسب مسؤولى الصحة المحليين، فى حين لا تميّز الأرقام بين المقاتلين والمدنيين.
وفى ختام تقريرها، نقلت الصحيفة عن جون هيربست، الدبلوماسى الأمريكى السابق والمدير فى المجلس الأطلسى، قوله إن تعامل ترامب مع الحرب اتسم بالتذبذب وعدم القدرة على التنبؤ: «اليوم هو فى مرحلة بيبى افعل ما تشاء، لكن غدا قد يتغير الموقف تماما.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﺗﺎﻳﻤﺰ ﺗﻞ أﺑﻴﺐ ﺗﻔﺎﺟﺊ ﺗﺮاﻣﺐ ﺑﻬﺠﻮم اﻟﺪوﺣﺔ صحيفة نيويورك تايمز الضربة الجوية الإسرائيلية استهدفت الدوحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يماطل وواشنطن تصمت .. هل بدأت مرحلة تكريس حدود جديدة داخل غزة؟|خبير يجيب
تتزايد التساؤلات حول مستقبل قطاع غزة في ظل تصريحات إسرائيلية جديدة تشير إلى إمكانية تحويل ترتيبات مؤقتة إلى واقع دائم.
ومع استمرار الغموض المحيط بالمرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإحلال السلام، تعالت المخاوف الدولية من أن يصبح "الخط الأصفر" حدا فعليا يفصل القطاع، بما ينسف جوهر الاتفاق ويفتح الباب أمام تغييرات جغرافية وأمنية غير مسبوقة.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور جهاد أبو لحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينية، إن سمحت واشنطن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتجنب الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، مستغلا أزمة جثامين الرهائن كذريعة للتنصل من الالتزامات التي جرى التوافق عليها خلال اجتماعات شرم الشيخ.
وأضاف أبو لحية- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن يبدو أن نتنياهو حصل على وقت إضافي يتيح له المماطلة وتحقيق مكاسب سياسية داخلية، بينما يستمر سكان غزة في مواجهة الإجراءات اليومية التي يفرضها الاحتلال وما تخلفه من معاناة متواصلة.
وأشار أبو لحية، إلى أن يشهد قطاع غزة خروقات إسرائيلية يومية تتناقض بشكل صارخ مع ما تم الاتفاق عليه في شرم الشيخ، سواء فيما يتعلق بوقف الانتهاكات أو الالتزام بالإجراءات الإنسانية المفروضة.
وتابع: "ورغم أن فتح معبر رفح يعد جزءا أساسيا من المرحلة الأولى للاتفاق، لا تزال إسرائيل تمتنع عن فتحه سواء لخروج الفلسطينيين أو لعودة العالقين في الخارج، في تحد مباشر لبنود التفاهمات.
واختتم: "وتكشف المخاوف الفلسطينية التي كانت حاضرة منذ اللحظة الأولى لإنشاء الخط داخل القطاع، خشية من تحوله من إجراء مؤقت إلى واقع دائم، وهو ما تعززه عمليات النسف اليومية التي ينفذها جيش الاحتلال داخل المنطقة الصفراء، في مؤشر واضح على رغبة إسرائيل بفرض سيطرة طويلة الأمد".
وأثار حديث مسؤولين إسرائيليين عن اعتماد "الخط الحدودي الجديد" مع غزة، قلقا واسعا بشأن مستقبل القطاع ومآل خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ذات البنود العشرين الهادفة لإحلال السلام.
وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية أن دبلوماسيين عبّروا عن مخاوفهم من أن يؤدي هذا التوجه إلى تقسيم غزة، خاصة بعدما اعتبرت إسرائيل "الخط الأصفر" بمثابة حدود جديدة بينها وبين القطاع، في ظل الغموض الذي يكتنف المرحلة الثانية من الاتفاق.
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، قد وصف في تصريحاته الصحفية الأحد، الخط الأصفر ، الذي انسحب إليه الجيش بعد وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الماضي، بأنه "الخط الحدودي الجديد".
وقال: "إسرائيل تمارس السيطرة العملية على أجزاء واسعة من قطاع غزة، وسنبقى على هذه الخطوط الدفاعية. الخط الأصفر هو الخط الحدودي الجديد، ويعمل كخط دفاعي متقدم لمجتمعنا وخط للنشاط العملياتي".
ولم يقدم زامير تفاصيل إضافية، رغم أن تصريحاته تأتي في وقت تتعاظم فيه الضبابية بشأن تنفيذ المراحل التالية من خطة ترامب، والتي تتضمن نزع سلاح حركة حماس، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، واستبدالها بقوات استقرار دولية.
وبحسب الاتفاق بين حماس وإسرائيل، فإن "الخط الأصفر" الذي يقسم غزة إلى نحو نصفين، كان يفترض أن يتراجع عنه الجيش الإسرائيلي تدريجيا مع تقدم تنفيذ خطة السلام، إلا أن مرور ما يقارب الشهرين على دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ زاد من مخاوف دبلوماسيين يرون أن التقسيم قد يتحول إلى واقع دائم.
ويأتي ذلك في وقت تبحث فيه جهات سياسية وعسكرية إسرائيلية خططًا لإعادة إعمار الجزء الخاضع لسيطرة إسرائيل، مما قد يعني تجاهل احتياجات أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في باقي القطاع.
وفي سياق متصل، أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، بأن المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار والمتعلقة بتسليم حماس جميع الرهائن الأحياء والقتلى باتت على وشك الانتهاء، مضيفا: "المرحلة الثانية يمكن أن تبدأ هذا الشهر".
وقد سلمت حركة حماس الرهائن الأحياء في أكتوبر، وأعادت منذ ذلك الحين رفات جميع الرهائن القتلى باستثناء رهينة واحدة.
ومع ذلك، أبدى نتنياهو خلال اجتماعه مع السفراء الإسرائيليين شكوكه حيال قدرة قوة الاستقرار الدولية المقرر نشرها في غزة على تنفيذ مهمة نزع سلاح حماس، موضحا أن إسرائيل "ستتولى المهمة" إذا فشلت القوة الدولية في ذلك.
والجدير بالذكر، أن لا تزال العديد من تفاصيل هذه القوة، بما يشمل آلية عملها، وولايتها، والدول المشاركة فيها غير واضحة حتى اللحظة.
وفي المقابل، أكدت حركة حماس استعدادها لـ "تجميد أو تخزين" ترسانتها من الأسلحة في إطار وقف إطلاق النار، كجزء من عملية أشمل تفضي في نهاية المطاف إلى إقامة دولة فلسطينية.