بوابة الوفد:
2025-11-23@13:53:34 GMT

رسائل الضربة الإسرائيلية لقطر

تاريخ النشر: 10th, September 2025 GMT

استهداف إسرائيل لقيادات حركة حماس فى قطر، قرار إسرائيلى أمريكى ليس وليد اللحظة، ولكنه اتخذ منذ عدة شهور، عقب انتهاء اتفاق الهدنة الأول، وإصرار حماس على عدم تسليم كل الرهائن والجثث إلا بعد توقيع اتفاق شامل يقضى بانسحاب جيش الاحتلال من غزة، وإيقاف آلة الحرب وإنهاء حرب التجويع والتركيع من أجل التهجير القسرى.

وهذا القرار تمت الموافقة عليه سرا بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والمجرم الدولى نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، ومخابرات البلدين، ولا يستبعد محللون أن تكون قطر على علم مسبق بخطة تصفية قادة حماس فى الخارج، وخاصة الذين يقيمون فى قطر، وعملت كثيرا من أجل عدم تنفيذها، ولكنها فشلت بسبب براعة واشنطن وتل أبيب فى إبقاء موعد الضربة بينهما فقط، الأمر الذى أحرج قطر كثيرا وجعلها فى موقف لا تحسد عليه.

الضربة المباغتة تؤكد الحقيقة التاريخية وهى أن الغدر والخيانة صفتان أساسيتان فى الاستراتيجية السياسية الأمريكية الإسرائيلية، وان الدولتين لا تحترمان أية مواثيق وأعراف دولية، وإنهما على استعداد دائم لانتهاك كل قوانين وقرارات المنظمات الدولية، من اجل تحقيق مصالحهما عالميا وإقليميا، وأن الإسرائيلى لا يتردد فى استهداف واختراق البلد الذى قد يساعده ويسعى لتحقيق السلام.

وما حديث «ترامب» لأمير قطر تميم بن حمد بعد الضربة، إلا نوع من الطبطبة، وتخفيف حدة الإحراج الذى تواجهه الدوحة؛ جراء انتهاك سيادتها علنا، حيث لم يتم إبلاغها كما تزعم أمريكا سوى قبل الضربة بعشر دقائق فقط، وإن كنت أشك فى تلك المسرحية الهزلية المحبوكة.

وبغض النظرعن علم قطر بتفجير مقر وفد حماس من عدمه، فإن هذه العملية الغادرة تحمل الكثير من الرسائل، أولها: عدم مصداقية ترامب، وإلى أى مدى وصلت درجة الفُجر والخيانة من قبل مبعوثه للشرق الأوسط، والذى كان على علم بالخطة وهو يتابع حركة المفاوضات، والغريب هنا أن ترامب لم يعتذر لأمير قطر، معتبرا حماس منظمة إرهابية وقادتها مطلوبون لدى إسرائيل، وقال باستهزاء وإهانة لكل الدول الخليجية والعربية إن «ما حدث هدف مستحق ولكنه لن يتكرر مستقبلا»؟!!

أما الرسالة الثانية فهى استخفاف واشنطن وتل ابيب بكل ما هو عربى، حتى لو وصل الأمر إلى انتهاك السيادة جوا وبحرا وبرا، فجميع الأراضى العربية مستباحة فى اى وقت، وعبثا يحاول نتنياهو تحسين صورة ترامب، ومنحه غطاء دبلوماسيا؛ بزعمه أنه وليس ترامب صاحب القرار، وهو ما يدعيه أيضا البيت الأبيض، الذى اكتفى بتوجيه اللوم إلى نتنياهو، معتبرا ما حدث لا يخدم مصالح أمريكا ولا إسرائيل فى الشرق الأوسط، ويقوض من جهود تحقيق السلام فى المنطقة.

الرسالة الثالثة، وهى أن هؤلاء الذين يكرهون كل ما هو عربى، يتناسون سريعا كل ما حصلوا عليه من هدايا ومليارات الدولارات، وما عقدوه من  تفاقات نهب واستعمار مستتر مع الحكام والأمراء الخليجين، وأغفلوا الطائرة الرئاسية البوينج التى حصل عليها ترامب مؤخرا، فمصلحة نتنياهو فوق كل الهدايا، وهكذا يكون رد الجميل، ويا ليت العرب يتعلمون؟

الرسالة الرابعة هى، إضعاف دور حماس وترهيب وتهديد أية دولة تستضيف قادتها ورموزها، وتحذير اى دولة تقوم بدور الوساطة، حيث ستكون عرضة لاختراقات مخابراتية عالية الدقة، مثلما حدث فى طهران سابقا وقطر حاليا، وإجبار العرب على التخلى حماس وإيجاد بديل غيرها.

الرسالة الخامسة.. وهى يجب على العرب جميعا أن يستفيقوا من غيبوبتهم، ويعلموا أن عدونا لم يعد يعترف بأى خطوط حمراء، وإنه لن يتردد فى سفك دمائنا، وتصفية قادتنا، إذا ما تعارض ذلك مع مصلحته فى القتل والتجويع وتشريد الأبرياء، وإنه لا بد من التوحد لردعه عسكريا وسياسيا واقتصاديا.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: استهداف إسرائيل حركة حماس قطر

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: الضغط العسكري المتواصل على حماس هو ما أدى إلى تحرير نحو 200 محتجز

نتنياهو: الضغط العسكري المتواصل على حماس هو ما أدى إلى تحرير نحو 200 محتجز

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يوجه ضربة الجمعة السوداء ضد رئيس أركان حزب الله في بيروت
  • “أكسيوس”: إدارة ترامب تدعم الغارات الإسرائيلية على غزة
  • أكسيوس: إدارة ترامب تؤيد الغارات الإسرائيلية على غزة
  • هارتس: رسائل واشنطن المربكة تدفع بيروت إلى مأزق بين إسرائيل وحزب الله
  • المعارضة الإسرائيلية تحافظ على تفوقها على حساب ائتلاف نتنياهو
  • في غارة سابقة.. إسرائيل تعلن قتل 13 عنصرا من حماس جنوب لبنان
  • نتنياهو مهاجما الرئيس السوري: بدأ بفعل كل ما لن تقبله إسرائيل
  • أي رسائل إسرائيلية من وراء استئناف الغارات على غزة؟
  • نتنياهو: مرحلة القتال المكثف في غزة تقترب من نهايتها لكن إسرائيل جاهزة للعودة للقتال
  • نتنياهو: الضغط العسكري المتواصل على حماس هو ما أدى إلى تحرير نحو 200 محتجز