فوضى التشكيلات المسلحة تهدد السودان.. تنامي الميليشيات وتراجع سلطة الدولة
تاريخ النشر: 12th, September 2025 GMT
تشهد الساحة السودانية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 حالة من تفكك المنظومة العسكرية الرسمية وتزايد التشكيلات المسلحة خارج إطار الجيش، ما يضع البلاد أمام تحديات متعاظمة ترتبط بانتشار السلاح وغياب المرجعية العسكرية الموحدة.
تقرير: التغيير
وبحسب المتابعات الميدانية خلال الأشهر الأخيرة، ظهرت مجموعات مسلحة تنتمى لجهات عدة بعضها يمثل المجموعات الإسلامية مثل البراء بن مالك ولواء القعقاع وكتيبة البرق الخاطف والمغيرات وكتيبة الفرقان وكتيبة الطيارين وكتيبة الموت.
بجانب تشكيلات مناطقية مثل درع الشمال ودرع البطانة في الجزيرة، وقوات تحالف أحزاب شرق السودان، والأورطة الشرقية، بجانب الحركات المسلحة الموجودة بموجب اتفاق سلام جوبا، الأمر الذي جعل الجيش يواجه مشهداً جديداً يتقاسم فيه النفوذ مع قوى محلية وأيديولوجية متعددة.
توتر محتملوينظر مراقبون إلى إقليم الجزيرة باعتباره بؤرة توتر محتملة، إذ يرى أنصار بعض المجموعات أن تكوين قوى محلية ضروري لحماية الإقليم، بينما يخشى آخرون من أن يؤدي ذلك إلى تحويله إلى ساحة صراع جديدة على غرار دارفور وكردفان.
قوات الأورطة الشرقيةمن جانب آخر، وُجهت انتقادات للحركات المسلحة التي خرجت من رحم الإتفاقيات السابقة، حيث اعتبر مثقفون أن بعض هذه الحركات انخرطت في مسارات وصفت بـ”المصلحية”، ما أضعف ثقة الشارع وأدى إلى تعقيد المشهد العسكري والسياسي.
محللون حذروا من أن توسع رقعة الميليشيات والمستنفَرين والانتشار العشوائي للتشكيلات ذات الطابع الإسلامي والمناطقي قد يقود إلى فوضى شاملة، تُضعف مؤسسات الدولة، وتُعقّد فرص الوصول إلى سلام شامل ومستدام.
تحذير من الخطر القادمرئيس دائرة الإعلام بحزب الأمة القومي، القيادي بالتحالف المدني لقوى الثورة (صمود) مصباح أحمد، قال لـ (التغيير) إن خطورة الميليشيات لا تكمن في أعمالها المسلحة فقط، بل أيضاً في ما تتركه من آثار مدمرة على كيان الدولة ومستقبلها.
وأوضح أن وجودها يضعف المؤسسة العسكرية الوطنية، ويخلق مراكز قوى موازية تقوّض الاستقرار وتؤجج الصراعات. وأشار إلى أن الميليشيات تعزز الولاءات الجهوية والقبلية على حساب الانتماء القومي، وهو ما يمثل تهديداً مباشراً لوحدة الوطن.
وأضاف أن حزب الأمة القومي ظل منذ سنوات ظل يحذر من مخاطر تكوين هذه التشكيلات، خاصة أنها بدأت مع نظام المؤتمر الوطني البائد، وانتهت اليوم إلى حروب وتمردات وانتهاكات جسيمة.
وأكد أن الطريق نحو الاستقرار الحقيقي يكمن في إنهاء كل أشكال التمليش، وبناء جيش قومي مهني محترف خاضع للقانون والدستور، ومحمي من التدخلات السياسية والجهوية. واعتبر أن هذا هو الضمان الوحيد لصون وحدة البلاد والانتقال إلى دولة الحرية والسلام والعدالة.
الوسومالمليشيات المليشيات المسلحةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: المليشيات المليشيات المسلحة
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تهدد بتقليص مساعداتها لجنوب السودان
أكدت واشنطن عبر بيان حاد بشكل غير معتاد، صدر بعنوان “حان الوقت للتوقف عن استغلال الولايات المتحدة”، أن حكومة جنوب السودان تفرض رسوماً باهظة على الشحنات الإنسانية..
التغيير: الخرطوم
هددت الولايات المتحدة، اليوم الخميس، بتقليص مساعداتها الخارجية لجنوب السودان ما لم تقم جوبا بإلغاء ما وصفته بالرسوم غير المشروعة المفروضة على الشحنات الإنسانية.
وأكدت واشنطن عبر بيان حاد بشكل غير معتاد، صدر بعنوان “حان الوقت للتوقف عن استغلال الولايات المتحدة”، أن حكومة جنوب السودان تفرض رسوماً باهظة على الشحنات الإنسانية وتعرقل عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وجاء في البيان أن هذه الإجراءات تشكل انتهاكات جسيمة لالتزامات جنوب السودان الدولية، مضيفاً أن الحكومة الانتقالية مطالبة بوقف هذه الإجراءات فوراً، وإلا ستبدأ الولايات المتحدة مراجعة شاملة لمساعداتها الخارجية في جنوب السودان مع احتمال إجراء تخفيضات كبيرة.
وتُعدّ الولايات المتحدة، التي نفّذت خلال العام الجاري تخفيضات سريعة وكبيرة في مساعداتها الخارجية، أكبر مانح للمساعدات الإنسانية لجنوب السودان.
ويعاني البلد، الذي يبلغ عدد سكانه 12 مليون نسمة، من ويلات الصراع منذ استقلاله عن السودان عام 2011، فيما اعترض المانحون الأجانب مراراً على محاولات سلطات جنوب السودان تحصيل الضرائب على الواردات الإنسانية.
وكان محققو الأمم المتحدة قالوا في تقرير صدر في أيلول الماضي إن الفساد الذي تمارسه النخب السياسية يشكل المحرك الأكبر للأزمة الإنسانية التي يواجه فيها معظم سكان جنوب السودان مستويات جوع كارثية. بينما رفضت جوبا هذا الاستنتاج، وعزت الأوضاع الإنسانية إلى الصراع وتغير المناخ والاضطرابات التي أصابت صادرات النفط بسبب الحرب في السودان المجاور.
الوسومالولايات المتحدة دولة جنوب السودان