الدولي للاتصال الحكومي 2023 يعيد تعريفثروات الأمم في عصر الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
الشارقة في 31 أغسطس/ وام / يستضيف المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في دورته الـ12 التي تعقد تحت شعار "موارد اليوم.. ثروات الغد" يومي 13 و14 سبتمبر المقبل في إكسبو الشارقة نخبة من المسؤولين الحكوميين والخبراء والمتحدثين في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في عددمن الفعاليات تشمل جلسة حوارية وخطاب ملهم ومخيم للذكاء الاصطناعي و7 ورش عمل متخصصة بهدف مناقشة التحديات والفرص التي تواجه هذه القطاعات المتطورة وسبل استثمارهابشكل فعال ومستدام.
وللمهتمين بالتطور الهائل للذكاء الاصطناعي والروبوتات ينظم المنتدى جلسة بعنوان "أخلاقيات الروبوت… ما تنبأ به أسيموف" بمشاركة كل من معالي كوه جيان رئيس اللجنة الرئاسية للتحول الرقمي في كوريا الجنوبية وفايدرابوينوديريس مؤلفة كتاب AI for the Rest of Us والمؤسس المشارك لتحالف العالم المستقبل والدكتور محمد حمدالكويتي رئيس الأمن السيبرانيّ في حكومة دولة الإمارات.
وتناقش الجلسة مساعي الحكومات نحو توجيه القيم الأخلاقية للروبوتات وكيفية ضمان فاعلية واستمرارية الاتصال الحكومي في عصر الروبوتات كما تستكشف الاعتبارات الأخلاقية التي يجب أنتؤخذ في الحسبان عند الحديث عن الذكاء الاصطناعي ودورالاتصال الحكومي في تحديدها، وتسترشد الجلسة بمجموعة من القوانين التي وضعها الكاتب العالمي الشهير "أيزاك (إسحاق) أسيموف" في رواياته عن الروبوتات والتي تحظر عليها إيذاء البشر أو الامتثال لأوامرهم.
أما متخصصو الاتصال والعاملون في حماية الحقوق الفكرية فهم على موعد مع خطاب بعنوان “قوة الذكاء الاصطناعي وتعزيزالاتصال في العصر الرقمي” على منصة "حديث الاتصال الحكومي" من تنظيم مدينة الشارقة للإعلام (شمس) يقدمه عبدالله الشرهان مدير قسم الإبداع والهوية المؤسسية في مدينة الشارقة للإعلام (شمس).
ويستعرض الخطاب تأثير الذكاء الاصطناعي المتزايد في الصناعات المختلفة ودوره في تحسين الاتصالات الحكومية كما يناقش تحديات حقوق الملكية الفكرية بعد الذكاء الاصطناعي والعلاقة المستقبلية بين الذكاء الاصطناعي والاتصال الحكومي.
ويقدم المنتدى لطلاب المدارس المهتمين بالذكاء الاصطناعي ومتابعي تطوراته، فرصة فريدة للتعلم والابتكار من خلال "مخيم مهارات الذكاء الاصطناعي" الذي ينظمه بالتعاون مع "مؤسس ةصحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف(AIJRF)" ضمن برامج “بناء القدرات” ويعد المخيم البيئةالإبداعية الأولى من نوعها في دولة الإمارات لتعليم وتعزيز مهارات الذكاء الاصطناعي التطبيقية للطلاب، وينظم لأول مرة ضمن فعاليات الدورة الـ12 من المنتدى.
ويستهدف المخيم الفئة العمرية من 12 إلى 17 عاماً من منتسبي مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين وبرنامج إثمار للتدريب الإعلامي للأطفال والنشء الذي ينظمه نادي الشارقة للصحافة التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة حيث ستتاح للمشاركين فرصة عرض المشروعات التي أنتجوها ضمن 4 مسابقات على لجنة تحكيم "جائزة الشارقة للاتصال الحكومي" لاختيار المشاريع الفائزة منها.
وللراغبين في تطوير مهاراتهم المهنية في مجال الاتصال الحكومي والإعلام تقدم الفعالية الاستباقية "برنامج COMMS لطلبةالإعلام والاتصال" مجموعة من ورش العمل التفاعلية والتطبيقية، التي تتكامل لتقدم للمشاركين مجموعة من المعارف والمهارات على ثلاثة محاور أساسية وهي: محور مهني أخلاقي، ومحور اتصالي، ومحور تقني.
ويتضمن برنامج COMMS الذي يقام في الفترة من 4 - 7 سبتمبر القادم سبع ورش تغطي موضوعات متنوعة تشمل استخدامات الذكاء الاصطناعي من أجل الخير وكيف تساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي الحكومات في إدارة مواردها في مجالات المعرفة والتعليم والجوانب الأخلاقية والقانونية لاستخدامات الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي وتطبيقاته في صناعة الإعلام وتوظيف الذكاء الاصطناعي في صناعة محتوى الاتصال الحكومي.
يشار إلى أن المنتدى الدولي للاتصال الحكومي ينطلق هذا العام بدورته الـ 12 ليسلط الضوء على دور الاتصال الحكومي في تعزيزالتوعية والثقافة بشأن الموارد وإبراز قيمتها وأهميتها للمجتمعات والأجيال القادمة وتلهم هذه الجلسات المتخصصة بالتقنيات والذكاءالاصطناعي المشاركين بأفكار جديدة حول امتلاك واستثمار ثروات العصر المتمثلة بالتكنولوجيا والتقنيات الحديثة والبيانات إلى جانب التكيف الإيجابي مع المتغيرات وإطلاق العنان للتفكير غير التقليدي والابتكار.
اسلامه الحسين/ بتول كشوانيالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی الاتصال الحکومی للاتصال الحکومی الحکومی فی
إقرأ أيضاً:
الكادحون الجدد في مزارع الذكاء الاصطناعي
هل يساعدك الذكاء الاصطناعي على إنجاز مهامك في العمل؟ إذا كانت إجابتك نعم، فهذا يعني أن مديرك سيتوقعُ منك ما هو أكثر من اليوم فصاعدًا، أكثر مما كنت تقوم به في الأيام الخوالي يا عزيزي الكادح. مع الأسف، إنجازك السريع للتكليفات بمساعدة تشات جي بي تي لن يمنحك الرخصة للعودة إلى البيت قبل نهاية الدوام الرسمي، بل سيغري الشركة بزيادة كم التكليفات الملقاة على عاتقك، لم لا وقد أصبحت تنجزها في وقت أقل، بل وتتباهى بذلك؟! وربما سترسلك إدارة الشركة إلى دورات وورش تدريبية كي تتعلم أشغالًا جديدة لم تكن في يوم من الأيام ضمن المهام التقليدية لتعريفك الوظيفي. سيتسعُ نطاق تعريفك الوظيفي ليشمل وظائف أخرى مع تغير المعنى التقليدي للوظائف في كل القطاعات. كل ذلك لأنك أصبحت إنسانًا مُطوَرًا بنظر أرباب العمل، إنسانًا «أذكى» مما كنت عليه، ولذلك صار عليك أن تنتج أكثر مما كنت تنتجه خلال ساعات العمل المنصوص عليها في العقد.
تذكَّر، هناك من يربح أكثر لأنك تستخدم الذكاء الاصطناعي، عزيزي الكادح. أنت منذ الآن إنسان مُلحق بأدوات مساعدة، إنسان معدَّل بالآلة لصالح هذه الخدمة. سيرتفع من معدل إنتاجيتك الفردية خلال ساعات العمل بما يؤدي لرفع معدل إنتاجية الشركة في المحصلة، لكنك لن تعود إلى البيت قبل الخامسة مساءً في الغالب، يؤسفني تعكير المسرات.
باعتمادك واعتمادهم على مساعدة الذكاء الاصطناعي، والذي بات مسألة منتهيةً لا مفرَّ منها، يُقدم الكادحون الجدد حول العالم أدلة يومية من واقع العمل على أنهم أرقام زائدة يمكن الاستغناء عنها ما دام الذكاء الاصطناعي يعمل بهذا القدر من السرعة والكفاءة. ما الذي يمنع ذلك ما دام المنطقُ الرأسمالي الذي تعمل به الشركات يرى الذكاء الاصطناعي أكثر طاعة ومطواعية بخلاف البشر، فإنهم مماطلون وعنيدون، ومجبولون على حب السجال دائمًا حول كل صغيرة وكبيرة، كما أنهم يبدون استعدادًا فطريًا للمقاومة، وهذا أكثر ما يرهق العقلية السلطوية التي تُدار بها المؤسسات.
الأدلة تتزايد كل يوم على الطريقة التي يعمق بها الذكاء الاصطناعي غياب العدالة والمساواة في بيئات العمل. ننسى أحيانًا ونحن نمدح دوره في مساعدتنا على إنجاز مهام لا نتقنها، أن هناك شخصًا سهر وكابد لسنوات من أجل تعلم تلك المهارات اللازمة التي لا نملكها. بهذا المعنى فإن الذكاء الاصطناعي يضع المؤهل وغير المؤهل متساويين على خط السباق، ويعزز من إمكانية نجاح المواهب المزيفة على حساب المواهب الحقيقية المصقولة بتعب الزمن. نرى ذلك عيانًا ونعايشه في معسكرات الإنتاج الرأسمالي، المريضة من قبل بحمى التنافسية غير العادلة، وقد أصبحت اليوم بيئات أكثر عدوانية لا فرصَ فيها إلا للانتهازيين الشطَّار الذين يُفضلون الطرق المختصرة على مشقة التعليم المضني والممل.
في سياق هذا التحول المخيف تدخل الرأسمالية عصرها الجديد مع ثورة الذكاء الاصطناعي، حيث تغدو الشركات الكبرى نموذجًا للدكتاتوريات العصرية في صورة تتجاوز وتقهر حتى دكتاتورية الدولة التقليدية. لا تتوانى هذه الدكتاتوريات الرأسمالية عن تطبيق المقولة الاستعمارية المجرَّبة «فرّق تسد»، وذلك عبر إحلال الذكاء الاصطناعي محل العامل البشري، أو من خلال تسليطه رقيبًا عتيدًا على سلوك الموظفين، فيتتبع بياناتهم الخاصة ويراقب ويحلل طبيعة التواصل فيما بينهم كي يمنع أي حالة من التكتل أو الفعل الجماعي المقاوم. ففي بيئات الإنتاج المراقبة بالحسَّاسات والكاميرات الذكية يُطور الذكاء الاصطناعي آليات الرقابة على السلوك والأجساد، والتي بلغت تطبيقاتها في كبريات الشركات العالمية إلى حد تثبيت أنظمة لمراقبة الوقت خارج المهمة (Time off task) فأي شرود أو سهو عن المهمة قد يُعرض الموظف لعقوبة الخصم.
بات واضحًا أن التاريخ ينساق لصدامٍ حتمي بين الإنسان ووحش الآلة. فهل يُنذر هذا التحول بثورة عمَّالية على استبداد الذكاء الاصطناعي يمكن أن نشهدها في المستقبل؟ إعجاب الأفراد اللاواعي بمساهمة الذكاء الاصطناعي في تسهيل وتسريع أنشطتهم الوظيفية يشي بإذعانٍ متمادٍ، ويجعل من التنبؤ بثورة عمَّالية على هذا الاستبداد فرضية مكبرة. ولكن هل يمكن التفكير بأساليب مقاومة بطيئة إلى ذلك الحين؟ في بيئة سلطوية مطلقة تقوم على تفكيك العلاقات وبتر الصلات الحميمة، وعلى تفتيت الجماعة البشرية إلى أفراد معزولين ومراقبين كل على حدة، لا أرى سوى «المماطلة» خيارًا أخيرًا للمقاومة الفردية بالنسبة للكادحين الجدد.
سالم الرحبي شاعر وكاتب عُماني