أكد عادل بن عبدالرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي أن العلاقات العربية الصينية تحكمها قواسم تاريخية وثقافية وحضارية مشتركة، فضلا عن مصالح متبادلة، تضمن لها التطور والنمو بشكل مستمر، مضيفا أنه هناك مبادئ نبيلة تقوم عليها تلك العلاقات، يأتي في مقدمتها عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة الدول وإرادتها الحرة، مشددا على أن تلك المبادئ تجعل من جمهورية الصين الشعبية شريك استراتيجي مهم للدول العربية.



جاء ذلك خلال لقاء رئيس البرلمان العربي والوفد المرافق له مع وانغ يي وزير خارجية الصين، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها "العسومي" على رأس وفد برلماني رفيع المستوى إلى الصين، تلبية للدعوة الرسمية من رئيس برلمان الصين.

وأشاد "العسومي" بالتطور الإيجابي والمهم الذي تشهده العلاقات العربية الصينية في المنظمات الدولية متعددة الأطراف، وفي مقدمتها منظمة شنغهاي للتعاون التي تضم عددا من الدول العربية بصفة "شريك للحوار"، ثم مؤخرا انضمام ثلاث دول عربية إلى مجموعة البريكس بداية من العام القادم، مقدما الشكر لجمهورية الصين، قيادة وشعبا، للجهود الكبيرة التي قامت بها لدعم الدول العربية الانضمام إلى تلك المنظمات.

وأضاف "العسومي" أن مواقف الصين الداعمة للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، تمثل رصيدا مهما للعلاقات العربية الصينية، التي تشهد خلال الفترة الأخيرة تطورات نوعية غير مسبوقة، مشيدا في هذا السياق بالمبادرات العالمية التي طرحها رئيس الصين للمساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار العالمي وتحقيق التنمية الشاملة للجميع وتعزيز التواصل الحضاري بين جميع الشعوب.

ومن جانبه، ثمن وزير خارجية الصين الدور الذي يقوم به البرلمان العربي لدعم وتعزيز العلاقات العربية الصينية، واصفا زيارة وفد البرلمان العربي إلى الصين بالناجحة جدا وغير المسبوقة.

وأكد "وانغ يي" دعم الصين الكامل للدول العربية في استكشاف طرقها التنموية الخاصة بها، مشددا على أن شعوب ودول المنطقة هي من تحدد مستقبلها، وليس قوى خارجية تنظر إلى المنطقة على إنها فناء خلفي لها، مضيفا أن الصين تؤكد على ضرورة دمقرطة العلاقات الدولية.

وأوضح وزير خارجية الصين أنه على الرغم من أن الأزمة الروسية الأوكرانية تسببت في حالة عن عدم الاستقرار العالمي، إلا أن المجتمع الدولي يجب أن ينتبه في الوقت ذاته إلى قضية شعب يعاني من الاحتلال على مدار عقود طويلة دون حل وهو الشعب الفلسطيني، رافضا الكيل بمكيالين ومبدأ ازدواجية المعايير.

وأعرب وزير الخارجية الصيني عن تطلعه لأن يكون للبرلمان العربي دور مؤثر وملموس في تنفيذ المبادرات العالمية التي طرحها الرئيس الصيني على أرض الواقع، وهي مبادرة الحضارات العالمية، والتنمية العالمية، والأمن العالمي، والحزام والطريق.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الشؤون الداخلية العلاقات العربية الصينية العلاقات العربية القضية الفلسطينية المنظمات الدولية العلاقات العربیة الصینیة البرلمان العربی خارجیة الصین

إقرأ أيضاً:

سؤال: هل اللَّغة الصينية حاجة لنا أم رفاهية؟

سؤال: هل #اللغة_الصينية حاجة لنا أم #رفاهية؟
أ.د #رشيد_عباس
قرأتُ مؤخراً خبر توقفتُ عنده شيء من الوقت, الخبر جاء على لسان احد القيادات التربوية في وزارة التربية والتعليم التي نقدّرها ونكنّ لها كل الاحترام, الخبر يقول: ندرس إدراج اللَّغة الصينية في مناهجنا الحكومية.. انتهى الخبر, وهنا لابد لي من طرح التساؤل الآتي والذي من شأنه أن ينجلي معه الأمر: كيف ستندرج (لُغة) معقدة التراكيب مع حيثياتها الثقافية والايدولوجية الواسعة في منهاجنا الحكومية؟
طاما الحديث عن لًغة صينية وليس عن مادة أو مساق صيني دراسي, فأنا كغيري أفهم عند الحديث عن إدراج (لًغة صينية) في مناهجنا الحكومية, أن اللَّغة الصينية بعد فترة زمنية محددة ستصبح لًغة محلية ثانية بعد اللَّغة العربّية, كون اللَّغة الإنجليزية وبعد عدة عقود من دخولها في مناهجنا الحكومية لم تصبح لًغة محلية ثانية يتحدث ويعمل بها المجتمع الأردني بعد اللَّغة العربيّة, بل على العكس الطالب قضي بها على الأقل 12 سنة دراسية, وعند التقدم لامتحاناتها لم تتجاوز نسب النجاح الحقيقية في أحسن الظروف وفي بعض مهاراتها إلى ما نسبته 20 %, وبالذات في امتحان شهادة الدراسة الثانوية.
اعتقد جازماً أن الدول التي لديها لًغة محلية ثانية دخلت حيثيات وأيدولوجيات هذه اللَّغة الجديدة من باب مكوناتها الايدولوجية كون اللَّغة الأصلية لًغة سامحة لذلك, مؤكداُ هنا أن اللَّغة العربيّة بمكوناتها الأيدولوجية لن تسمح لدخول لًغة محلية ثانية كاللَّغة الصينية أو أية لًغة محلية ثانية في عالمنا العربي.
طالما الحديث عن (لًغة) وليس عن مساق أو مادة دراسية في مشروع وزارة التربية والتعليم والرامي إلى إدراج اللَّغة الصينية في مناهجنا الحكومية.. فهذا بالضرورة يعني أن (اللَّغة الصينية) والتي تحمل في ثناياها الايدولوجية أنماط معيشية وفكرية وسلوكية شديدة التعقيد ستصبح فيما بعد لًغة منطوق بها في المجتمع الأردني! وهذا ضرب من الخيال, فكما فشلت اللَّغة الإنجليزية ذات العقود الطويلة في مناهجنا الدراسية كلًغة منطوق بها في المجتمع الأردني, فأن مصير اللَّغة الصينية سيكون أكثر فشلاً وتراجعا في هذا المجال.
هناك أولويات أكثر الحاحاً من إدراج اللَّغة الصينية في مناهجنا الحكومية تتمثل في مراجعة الامتحانات الوطنية للصفوف الثلاث الأولى والمتعلقة بإخفاقاتهم وتراجعهم في اللَّغة العربية / لًغة الأم وبالذات في مهاراتي القراءة والكتابة, فضلاُ عن اخفاقات طلبة الصفوف (4 – التوجيهي) في موضوع التعبير/ الإنشاء في اللَّغة العربية لًغة الأم والتي دلّلت عليها كثير من الاختبارات والامتحانات أن 85% من طلبة هذه الصفوف ليس لديهم قدرات ومهارات على كتابة 150 كلمة حول موضوع معين بشكل جيد ودون وجود اخطاء إملائية عديدة ودون وجود تراكيب لًغوية ونحوية مليئة بالأخطاء.
ويبقى السؤال, كيف ندرس إدراج (اللَّغة) الصينية في مناهجنا الحكومية وطلبتنا وربما مجتمعنا للآسف الشديد لديه مزيد من الاخفاقات في اللَّغة العربّية / لًغة الأم في مهاراتها الأربع (قراءة, كتابة, تحدث, استماع), معتقداً هنا أن على الوزارة وقبل أن تُفكر في إدراج (اللَّغة) الصينية في مناهجنا الحكومية أن ترتب بيتها من الداخل.. وأقصد هنا تمكين جميع المعنيين من مهارات اللَّغة العربّية الأربع, كيف لا والتعامل مع (اللَّغة) الصينية كلًغة وليس كمساق أو مادة دراسية يحتاج إلى فكر أيدولوجية صناعي, ويحتاج إلى مجتمع منتج وليس مستهلك, وأن نتحرر من سؤال مهم مفاده: ما هي عائلتك؟ وصولاً إلى سؤال: ما هي مهاراتك؟
مع ملاحظة أنه لا يوجد عدد ثابت للحروف الصينية, فهي بالآلاف, ولإتقان القراءة والكتابة اليومية يحتاج الطالب إلى أكثر من 2500 حرف تقريباً, وللمتعلمين لا بد من التركيز على 4000 حرف ليتمكنوا المتعلم فهم النصوص واستيعاب دلالاتها.. مع ملاحظة أن مفردات اللَّغة الصينية هي مفردات انتاجية في طابعها العام, في حين أن مفردات اللغة العربية للأسف الشديد هي مفردات انتاجية في طابعها العام, وهذا لن يستقيم مع أنماط حياتنا اليومية.
الحروف العربّية تسير على خطين, والحروف الإنجليزية تسير على أربعة خطوط في حين أن الحروف الصينية لا تسير على أية خطوط بل تتكون من أكثر من ثمانية ضربات (سكتات) أساسية مع متغيراتها وقواعد ترتيبها.. الأمر الذي يجعل لًغتنا العربّية الجميلة لًغة القرآن الكريم ترفض بشدة أن يكون لها (ضرة) صينية تنافسها على الصفحات العربّية, وذلك لأسباب أيدولوجية عميقة, لكن ربما تكون مناهجنا قابلة لاستيعاب مساق أو منهاج مدرس أو جامعي صيني بسيط جداً ليس إلا.
وبعد..
الصين حضارة عظيمة لا يمكن استحضار ثقافتها من خلال لًغة معقدة التراكيب, ثم أن التكنولوجيا والاقتصاد يأتي عن طرق (الفكر) وليس عن طريق اللَّغة يا معشر القوم, مع تقديري للذين يفكروا في هذا المجال, كون الصين دولة اقتصادية قااااادمة.., لا بد لنا من أن نبقى على لًغة الأم ذات الـ(28) حرفاً أو ربما ألـ(29), حيث الاختلاف حول الهمزة والألف على أنها حرف واحد, ولا أن نخسر لًغة الأم وجاراتها, وبعدها سينطبق علينا ما حصل لطائر (الغراب) والذي حاول ذات يوم تقليد مشية الحمامة الانيقة.. لكنه فشل في ذلك, وعندما أراد العودة إلى مشيته الاصلية.. اكتشف انه نسيها تماماً, فظل طيلة حياته يمشي بشكل غريب ومضحك بين هذا وذاك.

مقالات مشابهة

  • الصين تدعو لتعميق الشراكة مع الإمارات بالنفط والغاز
  • تاريخ العلاقات الصينية اليابانية.. عقود من التوتر والتعاون
  • سؤال: هل اللَّغة الصينية حاجة لنا أم رفاهية؟
  • بقيادة ترمب.. تشكيل تحالف دولي لمواجهة الهيمنة الصينية في الذكاء الاصطناعي
  • جامعة الدول العربية تستضيف الاجتماع الخامس عشر لرابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية
  • عطاف: الحركية التي تطبع العلاقات “الجزائرية-التونسية” تقوم على ثلاثة أبعاد أساسية
  • تفاصيل اجتماع المكتب التنفيذي لرابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية
  • رئيس غرفة التجارة العربية الفرنسية: المياه والبيئة في صميم الأزمات والفرص بالعالم العربي
  • الصين ترحب بانضمام الدول المتقاربة في رؤيتها إلى مجموعة أصدقاء الحوكمة العالمية
  • ترامب أعلن حربا حضارية على أوروبا.. وهكذا يمكن أن نقاوم