تناولت صحف ومواقع عالمية مشاهد عودة عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، في مشهد اتسم بمزيج من الفرح والوجع، إذ عاد الناس إلى مدنهم المدمرة وهم لا يحملون سوى ما تبقى من مقتنياتهم القليلة وآمالهم المنهكة.

ووصفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية المسيرات الطويلة للعائدين بأنها رحلة بين الركام والذكريات، مشيرة إلى أن النازحين عادوا رغم ما خلفته الحرب من دمار واسع، وقد ارتسمت على وجوههم ملامح الفرح الممزوجة بذهول من حجم الخراب.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4مئات الآلاف يواصلون العودة في اليوم الثاني لوقف الحرب على غزةlist 2 of 4كيف تبدو مدينة غزة بعد شهرين من احتلالها؟list 3 of 4ما الأبعاد الإستراتيجية العسكرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة؟list 4 of 4مدير مكتب الجزيرة بفلسطين: قرار حكومة نتنياهو مفخخ وبه بنود سريةend of list

ونقلت الصحيفة عن عدد منهم أنهم عادوا إلى "الشوارع التي أحبوا العيش فيها دائما"، وأن أكثر ما أبهجهم هو توقف أصوات القصف بعد عامين من النزوح والخوف.

وفي الجنوب، تحدثت الصحيفة عن مشاهد مؤلمة في خان يونس، حيث وجد كثير من السكان بيوتهم مهدمة بالكامل، وأوردت شهادة فاطمة رضوان التي قالت إنهم لم يجدوا سوى بقايا ملابس وأوانٍ بين الأنقاض، بينما أكد هاني عمران أنهم وصلوا إلى "مكان مجهول الهوية لأن الدمار في كل مكان".

من جانبها، كتبت التايمز أن آلاف الفلسطينيين يتجهون شمالا إلى منازلهم رغم الخراب الكبير، في ظل صمود وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية.

وأضافت الصحيفة أن نحو 200 ألف شخص عادوا إلى شمال القطاع في يوم واحد، بحسب ما أعلنه متحدث باسم الدفاع المدني في غزة، وأن مشاهد العودة على طول الساحل المدمر شكلت لوحات إنسانية تختصر رحلة الصبر الطويلة.

أما صحيفة لوتون السويسرية، فقد ركزت على التناقض بين مشاعر الفرح بانتهاء الحرب وواقع الدمار الذي ينتظر العائدين، مشيرة إلى أن كثيرين يعيشون حالة من "الفرح المرّ"، إذ يستعيدون منازل بلا جدران وذكريات مطموسة تحت الركام.

ولفتت إلى أن فرق الإغاثة بدأت نصب الخيام في الشوارع استعدادا لمرحلة إنسانية صعبة مع اقتراب فصل الشتاء، وسط تحذيرات من أزمة مأوى واحتياجات عاجلة لمئات الآلاف.

شجاعة سياسية

وفي سياق متصل، رأت مجلة فورين أفيرز أن نجاح اتفاق غزة يتطلب شجاعة سياسية وضغطا مستمرا لتحقيق سلام دائم.

إعلان

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تقاعست طويلا عن استخدام نفوذها لوقف الحرب، محذرة من أن استمرار الاعتماد الإسرائيلي على القوة العسكرية يعقّد فرص السلام ويضع واشنطن أمام مخاطر إستراتيجية متزايدة في المنطقة.

أما صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، فنشرت مقالا للجنرال السابق غادي شامني امتدح فيه ما وصفه بـ"شجاعة الرئيس الأميركي دونالد ترامب"، معتبرا أنه من القلائل القادرين على إعادة تشكيل التوازنات الجيوسياسية المعقدة.

وذهب الكاتب إلى أن ترامب لا يمثل مجرد حليف لإسرائيل، بل "منقذها"، لأنه يدرك أن استمرار الحرب يهدد مستقبل الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على السواء.

وفي المقابل، تناولت نيويورك تايمز مشاعر الإحباط داخل إسرائيل من تأخر إبرام اتفاق الرهائن، معتبرة أن كثيرا من الإسرائيليين يرون في رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سببا في إطالة أمد الحرب لإرضاء شركائه في اليمين المتطرف.

وأشارت إلى أن عائلات الرهائن تشعر بالخيانة وتحتاج إلى فترات طويلة للتعافي، بينما يتساءل الإسرائيليون عن سبب تأخر الاتفاق رغم إمكانية إنجازه قبل أشهر.

قوة دولية

وتحت عنوان آخر، كشفت وول ستريت جورنال أن نحو 200 جندي أميركي من القيادة الوسطى سيصلون إلى إسرائيل لتأسيس مركز تنسيق معني بمراقبة وقف إطلاق النار وتنظيم تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وأوضحت الصحيفة أن القوة الأميركية لن تدخل القطاع، لكنها تشكل نواة لمناقشات حول إنشاء قوة دولية أوسع لتأمين غزة، رغم ما يواجه ذلك من تحديات تتعلق بنزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وفي الداخل الإسرائيلي، انتقدت يديعوت أحرونوت أداء الدبلوماسية العامة لبلادها، واعتبرت أن إسرائيل فقدت قدرتها على مخاطبة العالم بلغة مفهومة ومتزنة.

وقال كاتب المقال إن فشل السابع من أكتوبر/تشرين الأول لم يكن عسكريا فقط بل "اتصاليا وأخلاقيا"، إذ تمكنت حماس من فرض روايتها، بينما بدت إسرائيل أمام الرأي العام الدولي كقوة تفتقر إلى التعاطف، مما أفقدها الكثير من شرعيتها.

أما واشنطن بوست، فكتبت أن نتنياهو وجد نفسه مجبرا على التكيف مع واقع سياسي جديد فرضه الضغط الأميركي، مشيرة إلى أن الرئيس ترامب بدا أكثر حرصا على إرساء السلام.

وذكرت الصحيفة أن المتطرفين في حكومته مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش بدأ نفوذهم يتراجع، فيما تتزايد عزلة إسرائيل الخارجية والداخلية مع اتساع انتقادات المؤسسة الأمنية المنهكة لاستمرار الحملة العسكرية.

فيما دعت صحيفة هآرتس نتنياهو إلى الاستقالة، ووصفت حرب عام 2023 بأنها الأسوأ منذ حرب 1973، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء "جرّ إسرائيل إلى أطول حرب في تاريخها" وحولها إلى دولة منبوذة دوليا، فيما بات يُنظر إليه داخل إسرائيل كشخصية فقدت المصداقية والشرعية السياسية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات ترجمات مشیرة إلى أن إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يصل إلى مطار بن جوريون في تل أبيب لاستقبال ترامب

أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل عن "مراسلتنا" أن نتنياهو يصل إلى مطار بن جوريون في تل أبيب لاستقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريحات نقلها موقع "أكسيوس" إن اتفاق السلام المرتقب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة قد يمثل "أعظم إنجازاته" السياسية.

تصريحات ترمب تأتي في وقت يشهد فيه ملف التهدئة تقدمًا كبيرًا، حيث أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن عملية الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة ستتم على ثلاث مراحل متتالية، عند نقاط محددة داخل القطاع، بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

من جانبها، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن حافلات فلسطينية بدأت بالتحرك من غزة باتجاه معبر كرم أبو سالم لنقل الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم ضمن الاتفاق، في خطوة متزامنة مع إطلاق الدفعة الأولى من الرهائن الإسرائيليين.

وأكد منسق شؤون الأسرى والمفقودين الإسرائيليين أن الصليب الأحمر أتم تجهيز قدراته اللوجستية، وسيضم موكب إطلاق الرهائن بين 8 إلى 10 مركبات، وسط استعدادات لاستقبال الأسرى المفرج عنهم من الجانبين، تشمل فِرقًا طبية ونفسية متخصصة.

ووفقا لمصادر إسرائيلية، فقد تم بالفعل التنسيق الأولي بين حركة حماس والصليب الأحمر لبدء تنفيذ الاتفاق، في حين حذّرت تل أبيب من أنه في حال عدم تسليم جثامين بعض الأسرى ضمن المهلة المحددة، ستقوم بتقديم إحداثيات دقيقة لمواقع محتملة لوجودها داخل غزة.

طباعة شارك نتنياهو ترامب الرئيس الأمريكي القاهرة الإخبارية

مقالات مشابهة

  • لأول مرة.. جنود أمريكيون داخل غزة للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار
  • ترامب يهدد حماس مجددا: خرق اتفاق غزة يعني عودة الحرب فورا
  • إحباط داخل إسرائيل.. حكومة نتنياهو لا تملك السيطرة على تنفيذ اتفاق غزة
  • هل يحتال نتنياهو لإفشال اتفاق غزة؟
  • كيف يمكن فرض تنفيذ اتفاق شرم الشيخ للسلام على إسرائيل؟ محلل فلسطيني يوضح
  • الرئيس الأمريكي: وثيقة غزة ستوضح قواعد تنفيذ الاتفاق
  • تقرير بريطاني: اليمن اظهر موقف قوة باجبار إسرائيل تنفيذ الاتفاق
  • عضو الكنيست : ” حكومة نتنياهو الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل”
  • صحيفة: إسرائيل وسعت التعاون العسكري مع 6 دول عربية خلال الحرب على غزة
  • نتنياهو يصل إلى مطار بن جوريون في تل أبيب لاستقبال ترامب