بكين تلعب ورقتها الرابحة وتقنن تصدير معادنها النادرة.. نخبرك عن تجدد الخلاف بين ترامب وشي

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، أنه سيفرض رسوما جمركية إضافية بنسبة 100% على الصين، على خلفية فرضها قيودا إضافية على تصدير المعادن النادرة.

ما اللافت في الأمر؟

بعد أن بدأت الأمور تتحسن بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية بخصوص الحرب التجارية، والرسوم المتبادلة، اتخذت بكين خطوة تنذر بإشعال الحرب مجددا بين البلدين، فيما لوح ترامب بإلغاء قمة مرتقبة مع نظيره الصيني شي جينبينغ.

مؤخرا 

وفي أيار/ مايو، توصلت واشنطن وبكين إلى اتفاق يهدف إلى تهدئة التوتر، قضى بخفض الرسوم الجمركية موقتا إلى 30% على المنتجات الصينية المستوردة إلى الولايات المتحدة، و10% على السلع الأميركية المستوردة إلى الصين.

الوضع الراهن

وضعت الصين الخميس، قيودا جديدة على صادرات المعادن النادرة، قبل ثلاثة أسابيع تقريبا بين قمة منتظرة بين الرئيس دونالد ترامب والزعيم الصيني شي جينبينغ.

وتتطلب اللوائح التي أعلنتها وزارة التجارة من الشركات الأجنبية الحصول على موافقة خاصة لتصدير المنتجات التي تحتوي حتى على كمية يسيرة من العناصر الأرض النادرة التي يتم تعدينها في الصين. 

وأضافت اللوائح أن بكين ستفرض أيضا تصاريح لصادرات التقنيات المتعلقة بتعدين المعادن النادرة، وصهرها، وإعادة تدويرها.

كما أعلنت الصين، الجمعة، أنها ستفرض رسوما "خاصة" على السفن الأمريكية في موانئها ردا على إجراءات مماثلة اتخذتها الولايات المتحدة في نيسان/أبريل.

وقالت وزارة النقل الصينية الجمعة إن السفن التي تملكها أو تشغلها شركات وأفراد أمريكيون أو تلك التي بُنيت في الولايات المتحدة أو التي ترفع العلم الأمريكي ستواجه رسوم موانئ إضافية على كل رحلة ابتداء من 14 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.

ماذا قالوا؟

◼ قالت وزارة التجارة الصينية إن منظمات وأفراد قالوا بنقل معادن صينية نادرة للاستخدام المباشر في مجالات حساسة كالعمليات العسكرية، ما تسبب في أضرار جسيمة وتهديدات محتملة للأمن القومي الصيني.

◼ قالت المفوضية الأوروبية إنها قلقة من الضوابط الصينية الجديدة وتتوقع من الصين أن تكون شريكا موثوقا به، وأن تضمن وصولا مستقرا ومنتظما للمواد الخام الأساسية.

◼ قال ترامب: لا أفهم سبب قرار الصين هناك أمور غريبة جدا تحدث في الصين، إنهم يصبحون عدائيين جدا، لا يمكن للصين أن تأخذ العالم رهينة.

◼ تابع ترامب: من المستحيل أن نصدق أن الصين ستقدم على مثل هذا الفعل ولكنهم فعلوا ذلك، لم أُلغِ الاجتماع مع شي، لكنني لا أعرف ما إذا كنا سنعقده.

◼ قالت محللة المعادن النادرة نيها موخيرجي لـ"cnbc" إن ضوابط التصدير الجديدة "خطوة استراتيجية" ورسالة واضحة للولايات المتحدة وحلفاؤها بشأن أمن سلاسل التوريد للمعادن النادرة.

◼ قال تيم تشانغ، مؤسس شركة "إيدج ريسيرش" لرويترز: من منظور جيوستراتيجيري ، تساعد القيود الجديدة في زيادة نفوذ بكين قبل قمة ترامب وشي المرتقبة في كوريا في وقت لاحق من هذا الشهر.

لماذا المعادن النادرة مهمة؟

تعتبر "العناصر الأرضية النادرة" مهمة بسبب دورها في التقنيات الحديثة، وتصنيع النواقل الفائقة، وبطاريات السيارات الكهربائية، والإلكترونيات الضوئية لا سيما الليزر، والصناعات الدفاعية والطبية الدقيقة، إلى جانب المفاعلات النووية.

وعلمية استخراج العناصر الأرضية معقدة ومكلفة، بدءا من التعدين واستخراج هذه العناصر بشكلها الخام من الأرض، ومن ثم تكسيرها وطحنها إلى جزئيات دقيقة، ومن ثم فصلها عن باقي العناصر الأخرى واستخلاصها كيميائيا قبل تحويلها إلى معادن نقية.

من يملك المعادن النادرة؟

يقدر إجمالي احتياطيات المعادن النادرة في العالم بنحو 90 مليون طن متري، تقع معظمها داخل الصين، حيث تقدر الاحتياطيات الصينية من المعادن النادرة بنحو 44 مليون طن متري من مكافئ أكسيد المعادن النادرة (REO) في العام 2024، تليها البرازيل باحتياطيات بلغت 21 مليون طن متري، ثم الهند، وأستراليا، وروسيا.

وخلال العام 2024 بلغ إنتاج المناجم الصينية من المعادن النادرة نحو 270 ألف طن متري، تركزت في الجزء الجنوبي الشرقي من البلاد، مثل مقاطعتي جيانغشي وفوجيان، وأجزاء أخرى من البلاد مثل منغوليا الداخلية وسيتشوان.

وتعد الولايات المتحدة ثاني أكبر منتج للعناصر الأرضية النادرة حيث استخرجت حوالي 43 ألف طن متري من مركزات المعادن الأرضية النادرة في العام 2023، بالإضافة إلى 250 طنًا متريًا من مركبات ومعادن الأرض النادرة.

ولدى الولايات المتحدة الأمريكية منجم واحد فقط للعناصر الأرضية النادرة في ولاية كاليفورنيا، ومع ذلك تحتل المرتبة الثانية عالميًا، وتستخرج حوالي 12 بالمئة من المعروض العالمي، وهي تعمل على تطوير مناجم أخرى وتموّل مشاريع في عدة دول من بينها أستراليا والبرازيل وجنوب أفريقيا.

لكن جزءا كبيرا من الإنتاج الأمريكي ينتهي به الأمر في الصين ليتم تكريره هناك.

المصدر: عربي21