شغلت كيفية تَكَوُن العواصف وحدوث ظواهرها عقول الباحثين في كل مكان على مدار العصور، وفي هذا العام تمكن فريق من باحثي كلية الهندسة بجامعة ولاية بنسلفانيا الأميركية من فهم آلية ولادة البرق.

ويقول فكتور باسكو، قائد الفريق البحثي وأستاذ الهندسة الكهربائية، في حديثه إلى الجزيرة نت: "يتمثل سبب ولادة البرق في ظاهرة الانهمار الإلكتروني الذي يعزز بسبب قوى المجال الكهربائي الموجودة في السُحُب الجوية".

فيكتور باسكو (يسار)، أستاذ الهندسة الكهربائية في كلية الهندسة الكهربائية وعلوم الحاسوب بجامعة ولاية بنسلفانيا، وزيد برفيز، طالب دكتوراه في الهندسة الكهربائية (جامعة بنسلفانيا)كيف يبدأ انهمار الإلكترونات؟

الانهمار الإلكتروني هو ظاهرة تحدث عندما تتحرك الإلكترونات داخل غاز (المسافة بين السحابة والبرق) بسرعة كبيرة تحت تأثير مجال كهربائي قوي، فتبدأ في اصطدام الذرات وإخراج المزيد من الإلكترونات منها، فيتضاعف عدد الإلكترونات بسرعة مثل كرة الثلج التي تكبر وهي تتدحرج.

وبحسب الدراسة، التي نشرت في دورية "جيوفيزيكال ريسيرش"، لكي تبدأ عملية انهمار الإلكترونات، لا بد من وجود إلكترونات حرة ذات طاقة، ويوضح باسكو أن مصدر هذه الإلكترونات تعرّض الغلاف الجوي إلى الأشعة الكونية.

ويطلَق على هذه الإلكترونات اسم "الإلكترونات البادئة"، وهي المادة الأساس التي تبدأ التفاعل المتسلسل المسؤول عن الانهمار الإلكتروني في الأخير.

وهذا الانهمار، طبقا لباسكو، يعود سببه إلى: "اصطدام الإلكترونات بجزيئات الهواء فيما يُعْرَف باسم التصادم المُؤَيِن، ويؤدي هذا التصادم إلى إنتاج مزيد من الإلكترونات".

والتصادم المُؤَيِن يعني اصطدام الإلكترونات الحرة (الإلكترونات البادئة في هذه الحالة) بالذرات أو الجزيئات، مؤديا إلى تحرير الإلكترونات الموجودة في هذه المواد.

المجال الكهربائي الموجود في الجو يمد هذه الإلكترونات بالطاقة (بيكسابي)مزيد من التفاعلات

يقول باسكو: "يمد المجال الكهربائي الموجود في الجو هذه الإلكترونات بالطاقة، معززا تصادمها مع جزيئات الهواء الأخرى، بالتالي تحرر مزيد من الإلكترونات، وهكذا".

إعلان

ومن ناحية أخرى، يؤدي هذا الاصطدام إلى انشطار نواة ذرات الأكسجين والنيتروجين في الهواء، وهو ما يؤدي بدوره إلى إنتاج الفوتونات، خاصة أشعة إكس، ويُطلق على هذا الإشعاع اسم "بريمسشترالونج".

ويوضح باسكو أهمية هذا الأمر: "عادة ما تتحرك هذه الإشعاعات في كل الاتجاهات، وهو ما يتضمن ارتدادها إلى الخلف بعكس حركة الإلكترونات، مما يؤدي إلى إنتاج مزيد من الإلكترونات البادئة الجديدة عبر التأثير الكهروضوئي".

ويصف باسكو دور أشعة إكس بعملية "التغذية الراجعة"، ويوضح أن دراسته تشير إلى دور هذه العملية في بناء "تسلسل من الانهمارات الإلكترونية التي تزداد قوة واحدة بعد أخرى".

أين يتولد البرق خلال هذه العملية؟

تسبب العملية السابق ذكرها التي تتضمن التأيين وتحرير الإلكترونات إنشاء قنوات ناقلة للكهرباء يُطلق عليها اسم "الشحنات الخيطية غير الحرارية"، وتسهم هذا القنوات في تفريغ الطاقة الكهربائية المُخَزَّنة في صورة شرارة.

ويوضح باسكو: "تعمل هذه القنوات المنشأة على تسخين الهواء، وتتحول إلى قنوات ذات قدرة توصيل كهربائية عالية، وهو ما نطلق عليه اسم "قادة البرق"، وهي عملية تحدث خلال مدة قصيرة جدا وفي حيز ضيق، الأمر الذي أثبتناه في دراستنا، والذي يتفق مع ملاحظات الدراسات السابقة".

ويقول باسكو: "يوجد فرق بين دراسة نشأة البرق وكيفية ضرب الصواعق الأرض، ودراستنا تختص بفهم الأولى".

ويستدرك: "نشأة البرق -أو بداية حدوثه- أمر ليس سهل التحكم، فهو يتضمن مكونات عدة داخل عملية التكوين، ونحن لا نستطيع التنبؤ بالموقع المحدد الذي ينشأ فيه المجال الكهربائي، كذلك لا يمكننا التنبؤ بإمكانية ظهور الإلكترونات البادئة (المتأثرة بالإشعاع الكوني)".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الهندسة الکهربائیة المجال الکهربائی هذه الإلکترونات

إقرأ أيضاً:

7 أسباب تجعل السيارات الكهربائية المستقبل الآن

صراحة نيوز- تتميّز المركبات الكهربائية بأنها لم تعد تصوّراً مستقبلياً فقط، بل أصبحت واقعاً متنامياً بسرعة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتتوافق هذه المركبات بشكل تام مع الأهداف الإقليمية الطموحة المتعلقة بالاستدامة، حيث تبنت العديد من الدول في المنطقة، مثل المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، مصر، والأردن، مبادرات جريئة تهدف إلى خفض انبعاثات الكربون والتحول نحو اقتصاد أكثر نظافة واستدامة.

 

– تكلفة أقل على المدى الطويل
رغم أن أسعارها الأولية أعلى، إلا أن تكلفة الصيانة والشحن أقل بكثير من المركبات التقليدية، مع توفير في قطع الغيار وعدم الحاجة لتبديل الزيت.
– راحة وأداء متميزان
تتميز المركبات الكهربائية بتسارع فوري وقيادة هادئة، بالإضافة إلى تنوع الطرازات التي تناسب جميع الاحتياجات من السيارات العائلية إلى السيارات الرياضية والشاحنات.
– تجربة قيادة ذكية ومتصلة
تقدم أنظمة متطورة مع تحديثات برمجية مستمرة، ونظم سلامة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يجعل القيادة أكثر أمانًا وراحة.
– مدى قيادة كافٍ وبنية تحتية متطورة
مع وجود آلاف نقاط الشحن المنتشرة في دول الخليج ومصر، يمكن شحن المركبات بسهولة في المنزل أو في الأماكن العامة، مع خطط توسعة مستمرة.
– عمر طويل للمركبة والبطارية
تصمم المركبات الكهربائية لتدوم طويلاً، حيث تحتفظ البطاريات بنسبة عالية من السعة حتى بعد مئات آلاف الكيلومترات، مما يجعلها استثمارًا طويل الأمد.
– خيار بيئي ذكي
تنتج المركبات الكهربائية انبعاثات صفرية أثناء التشغيل، مما يقلل التلوث الهوائي ويساهم في تحسين جودة الهواء في المدن.
– حوافز ومزايا حكومية
تقدم الحكومات حوافز مثل الإعفاءات الضريبية، تخفيض رسوم التسجيل، ومساحات ركن مجانية، لتشجيع تبني المركبات الكهربائية وزيادة انتشارها.

مقالات مشابهة

  • ثورة في علاج السرطان.. تقنية صينية لإنتاج ملايين الخلايا القاتلة للأورام بتكلفة منخفضة
  • 7 أسباب تجعل السيارات الكهربائية المستقبل الآن
  • قبل إطلاقها.. أول سيارة كهربائية من لامبورجيني تتحول إلى بنزين
  • عماد الدين حسين: الهندسة السياسية لا تزال تشكل عقبة أمام الديمقراطية الكاملة
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: مصر.. هندسة السلام من قلب النار
  • جامعة أسوان تنعى وكيل كلية هندسة الطاقة
  • جامعة قناة السويس تستضيف فعاليات مسابقة عالمية لوكالة ناسا
  • للصيانة .. انقطاع الكهرباء غدًا عن 3 مناطق في مدينة بيلا بكفر الشيخ
  • بتكنولوجيا كهربائية.. ماذا تقدم شانجان Deepal S05 الجديدة؟