عبد الله الثقافي يكتب: الحرب جرح لا يندمل
تاريخ النشر: 11th, October 2025 GMT
الحرب والقتل ليسا سبيلًا إلى حلّ المشكلات، بل هما سفاهة وجريمة عظيمة يدفع ثمنها الأبرياء من الأطفال والنساء والضعفاء. فالدماء التي تُسفك ظلماً تلطّخ وجه الإنسانية، وتبقى شاهدة على خيبة العقل وانطفاء الضمير.
إنّ العالم اليوم في أمسّ الحاجة إلى قائد رشيد يتفكر في مستقبل الإنسانية، ويعمل لمنافع الأمة جمعاء، بعيدًا عن نزوات السلطة وشهوة السيطرة.
لقد أثبت التاريخ أنّ الغزو جريمة لا تُمحى من ذاكرة الزمان، وأن الاحتلال مهما طال، لا يولّد إلا الحقد والثأر. فكل حرب تُخلف جيلاً غاضباً، وكل ظلم يزرع في القلوب بذور كراهية لا تموت.
إنّ ما تمارسه إسرائيل من عدوان وغطرسة، هو مثال صارخ على مصير كلّ دولة تبني مجدها على أنقاض الأبرياء. فمهما بلغت من القوة، فإنها تموت في داخلها بالذلّة والمسكنة، لأنّ الظلم لا يدوم، والحقّ لا يُقهر.
يا قادة الدول، تفكروا مليّاً قبل أن تفتحوا أبواب النار بأيديكم. اسألوا أنفسكم:
ماذا حصدتم من الحروب؟
وماذا كسبتم من تجارة الأسلحة؟
أهي أرباحٌ زائلة؟ أم دماءٌ باقية على جبين التاريخ؟
لقد آن للعالم أن يتعظ، وأن يكتب فجرًا جديدًا من السلام والعدالة. فالحروب لا تصنع النصر، بل تصنع الندم، ولا تبني الحضارة، بل تهدمها.
قال الله تعالى:«وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ»
[الأنفال: 61]
الكلاب تأكل لحوم الإنسان، والسارقون ينهبون أموال الفقراء، ويموت الصغار جوعًا وعطشًا، والأطباء عاجزون لكثرة الجرحى، والطيور تحوم حول جثث البشر.
وَرَاء ذلك كله قلوبٌ لا رحمة فيها ولا إنسانية.وقد صار نتنياهو أكبرَ مجرمٍ في التاريخ.
فانتظروا – يا أمة العرب – الخيانةَ والكيدَ في صورة الحق والصدق، والصهاينة يفتحون ملفًا آخر من القتل والحرب والتجسس، وكأنها أصبحت لهم متعةً قديمًا وحديثًا.
فليكن السِّلم طريقنا، والعقل رائدنا، والإنسانية ميثاقنا، حتى يعيش العالم في أمنٍ ووئام، بعيدًا عن ويلات الحروب وجراح التاريخ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل السلام العدالة
إقرأ أيضاً:
أردوغان يعلق على دور مجلس السلام بشأن غزة والهجمات على السفن في البحر الأسود
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN-- تحدث الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السبت، عن دور "مجلس السلام" المزمع تشكيله في غزة، مؤكدا أنه يجب أن "يعالج المشكلة الأمنية في القطاع"، كما حذر من الهجمات على السفن التجارية في البحر الأسود.
وقال أردوغان، السبت، إن مجلس السلام المزمع تشكيله في غزة، يجب أن "يعالج المشكلة الأمنية التي تسببت بها إسرائيل"، مؤكدا أن "تركيا لن تتهرب أبدا من مسؤولياتها بهذا الصدد"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "الأناضول" التركية للأنباء.
وجاءت تصريحات أردوغان للصحفيين، على متن الطائرة خلال عودته إلى بلاده عقب اختتام زياته إلى تركمانستان.
وأضاف أردوغان: "من الضروري أن تفي إسرائيل بوعودها، وتلتزم التزاما كاملا بوقف إطلاق النار لتسمح بعودة الحياة إلى طبيعتها في غزة"، حسب قوله.
ومن جهة أخرى، قال أردوغان إنه "لا ينبغي النظر إلى البحر الأسود كساحة لتصفية الحسابات فالجميع بحاجة إلى ملاحة آمنة"، طبقا لما أفادت وكالة "الأناضول".
وكانت وزارة الخارجية التركية قالت في بيان، الجمعة، إن "الهجوم على سفن تجارية في ميناء تشورنومورسك الأوكراني، يؤكد صحة مخاوف أنقرة من امتداد الحرب الحالية إلى البحر الأسود".
وذكرت الخارجية التركية أن "هجوما استهدف ميناء تشورنومورسك الأوكراني، الجمعة، وأسفر عن إلحاق أضرار بسفينة أجنبية تابعة لشركة تركية"، طبقا لوكالة "الأناضول".
وحول لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في عشق آباد، الجمعة، قال أردوغان: "ناقشنا بشكل رئيسي الحرب وجهود السلام".
وأضاف الرئيس التركي أن "الرئيس الروسي يدرك جيدا موقف تركيا من هذه القضية (الحرب مع أوكرانيا وجهود السلام) مثل جميع الأطراف المعنية".
وتابع أردوغان: "بعد اللقاء الذي أجريناه مع بوتين، نأمل أن تُتاح لنا أيضا فرصة تقييم خطة السلام مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السلام ليس بعيدا، نحن نراه".
وبشأن مسار بلاده في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، أكد أردوغان: "من المفيد لأوروبا أن تنظر إلى علاقتنا معها برؤية استراتيجية حول عضوية تركيا بالاتحاد وستسهم خطواتها في تشكيل مستقبل المرحلة القادمة"، بحسب "الأناضول".