قمة السلام.. فى أرض السلام

قادة العالم يحتفلون بتوقع اتفاق إنهاء الحرب فى قطاع غزة
الرئيس السيسى: السلام لا تصنعه الحكومات وحدها بل تبنيه الشعوب

شهدت القاهرة أمس فعاليات «قمة شرم الشيخ للسلام» التى عقدت فى المركز الدولى للمؤتمرات فى مدينة شرم الشيخ بمشاركة ٣١ دولة ومنظمة دولية وإقليمية بمناسبة الاحتفال بالتوقيع على اتفاق وقف الحرب فى قطاع غزة.

وعقدت القمة الدولية برئاسة مشتركة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
ووقع قادة مصر والولايات المتحدة وقطر وتركيا على وثائق بشأن إنهاء الحرب فى غزة.
وهدفت القمة إلى إنهاء الحرب فى قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمى.
وجاءت القمة فى ضوء رؤية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لتحقيق السلام فى المنطقة، وسعيه الحثيث لإنهاء النزاعات حول العالم.
صرح بذلك السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية.
وقال الرئيس السيسى، موجهاً حديثه لنظيره الأمريكى دونالد ترامب عقب استقباله فى شرم الشيخ، إننا نوجه لكم التحية على قدرتكم لإنجاز الاتفاق بشأن غزة.
وأضاف الرئيس السيسى، خلال مؤتمر جمعه ونظيره الأمريكى دونالد ترامب بمدينة شرم الشيخ، أنه يجب ضمان دخول المساعدات إلى غزة، ونطالب الرئيس ترامب بدور كبير فى إعادة إعمار غزة، مشيراً إلى أن اتفاق غزة يعد إنجازاً رائعاً وأشاد بما حققه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
وأشار الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى تثمينه إنجاز ترامب غير المسبوق لإنهاء الحرب فى غزة، مضيفاً: نريد تثبيت وقف إطلاق النار فى غزة واستدامته، ونريد استكمال وقف إطلاق النار فى غزة، ونحتاج إلى استكمال باقى مراحل اتفاق غزة.
ومن جانبه, أكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، على العلاقات المصرية الأمريكية، والعمل على تعزيزها بشكل مستمر، قائلاً: «الولايات المتحدة مع مصر دائماً وحتى النهاية».
وقال خلال المؤتمر الصحفى «إن الرئيس السيسى رجل قوى جداً، وهو صديق مقرب لى، مؤكداً أن الرئيس السيسى لعب دوراً مهماً للغاية فى عملية السلام».
وشدد ترامب على دور مصر فى إحلال السلام فى منطقة الشرق الأوسط، مشيداً بجهودها فى إتمام اتفاق غزة ووقف الحرب بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلية.
وكشف أن «المرحلة الثانية من اتفاق غزة بدأت»، مبرزاً أن العالم سيشهد «الكثير من التقدم فى الشرق الأوسط»، وأردف قائلاً: «هناك الكثير من الركام والأنقاض فى غزة والقطاع فى حاجة إلى عملية تنظيف».
وسئل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد فى شرم الشيخ قبل انعقاد قمة السلام عما إذا كان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد يكون عضواً فى مجلس السلام الذى من المقرر أن يقوده تونى بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، وأجاب ترامب: «أود أن يكون عضواً فيه».
ودعا اقتراح ترامب للسلام، المكون من 20 نقطة، إلى إنشاء «مجلس سلام» دولى، يشرف على هيئة حاكمة جديدة فى غزة. وسيرأس ترامب المجلس، وفقاً لخطته للسلام.
وأشاد الرئيس الأمريكى خلال كلمته بانخفاض معدل الجريمة فى مصر قائلاً: معدل الجريمة هنا فى مصر منخفض للغاية إنه شىء رائع جداً.
وشارك الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى اجتماع على هامش قمة شرم الشيخ للسلام، ضم ملك الأردن، ورئيسى فرنسا وتركيا، وأمير دولة قطر، والمستشار الألمانى، ورؤساء وزراء إيطاليا، والمملكة المتحدة، وكندا، ووزير خارجية المملكة العربية السعودية.
وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الاجتماع عقد بهدف التنسيق بين الدول المشاركة فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق وقف الحرب فى قطاع غزة، بما فى ذلك جهود إعادة الإعمار، وتقديم المساعدات الإنسانية.
وأشار السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمى، إلى أن الرئيس أكد أهمية عقد مؤتمر القاهرة للتعافى المبكر وإعادة الإعمار فى نوفمبر ٢٠٢٥، والبناء فى هذا الصدد على الزخم الذى ولدته قمة شرم الشيخ للسلام. وقد أكد السيد الرئيس أهمية قيام الدول الأوروبية بتشجيع كل الأطراف المعنية على تنفيذ اتفاق وقف الحرب فى قطاع غزة، مشيراً سيادته إلى أن مصر والأردن يدربان عدداً من أفراد الشرطة الفلسطينية، وأنه من المهم قيام الدول الأوروبية بتقديم الدعم لمصر والأردن فى هذا الصدد لمواصلة التدريب وتوسيع نطاقه.
وذكر المتحدث الرسمى أن الدول المشاركة أكدت أهمية توجيه المساعدات الإنسانية بكميات كافية لقطاع غزة، وضرورة إزالة الركام، وإنشاء آلية للتنسيق فيما بين الدول المشاركة فى قمة اليوم للاتفاق على الخطوات المحددة التى سوف يتم اتخاذها تنفيذاً لأهداف هذه المجموعة من الدول.
وقرر الرئيس عبدالفتاح السيسى إهداء الرئيس دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، قلادة النيل، وذلك تقديراً لإسهاماته البارزة فى دعم جهود السلام، ونزع فتيل النزاعات، وآخرها دوره المحورى فى وقف الحرب فى غزة.
وعلى هامش القمة، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى شرم الشيخ، رئيسة وزراء الجمهورية الإيطالية جورجيا ميلونى، وذلك بحضور الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية والهجرة والمصريين فى الخارج، واللواء حسن رشاد مدير المخابرات العامة.
وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أشاد خلال اللقاء بالتطور الذى تشهده العلاقات المتميزة بين مصر وإيطاليا، مؤكداً أهمية مواصلة تعزيز أوجه العلاقات الثنائية فى مختلف المجالات، بما فى ذلك السياسة والتجارية والاقتصادية، بالإضافة إلى زيادة التعاون المشترك فى قطاعات الطاقة، والزراعة، والتشييد والبناء، والسياحة، وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المتبادل. كما تم التباحث خلال اللقاء حول سبل زيادة الروابط التجارية بين البلدين، وتيسير التواصل بين مجتمع الأعمال والقطاع الخاص فى مصر وإيطاليا. وقد رحبت رئيسة الوزراء الإيطالية من جانبها بتنامى التعاون المشترك بين البلدين فى مختلف القطاعات، مشيرة إلى أهمية مواصلة البناء على التطور الراهن فى العلاقات الثنائية.
وأضاف السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمى، أن اللقاء تناول عدداً من الملفات الإقليمية، حيث أعربت رئيسة الوزراء الإيطالية عن تقديرها دور مصر المحورى فى تيسير التوصل لاتفاق وقف الحرب فى قطاع غزة، مشيرة إلى دعم بلادها الكامل كل الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار فى المنطقة. وقد أكد الرئيس فى هذا الصدد أهمية اتفاق وقف إطلاق النار كونه يتوج المساعى الحثيثة التى بذلتها مصر، بالتعاون مع دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، لمدة عامين من أجل إنهاء الكارثة الإنسانية التى يمر بها قطاع غزة، مشيراً إلى أهمية الاتفاق فى إنهاء حالة الحرب، وزيادة دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، وتهيئة المجال لسرعة إعادة إعمار القطاع، وتوفير الأفق السياسى الذى يؤدى لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق مقررات الشرعية الدولية.
وأشار المتحدث الرسمى إلى أن اللقاء تناول كذلك التأكيد على دعم إيطاليا لمصر فى اطار الاتحاد الأوروبى، حيث تم فى هذا الصدد الإعراب عن التطلع لانجاح الاجتماع المصرى الأوروبى الذى سوف يعقد فى بروكسل يوم ٢٢ اكتوبر ٢٠٢٥.
كما استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، المستشار الألمانى «فريدريش ميرتس» على هامش قمة «شرم الشيخ للسلام»، وذلك بحضور الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، واللواء حسن رشاد، رئيس جهاز المخابرات العامة.
وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن المستشار الألمانى استهل اللقاء بتوجيه الشكر للرئيس على الجهد الذى قام به، وأسفر عن وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، مؤكداً أنه لولا جهد الرئيس ما كان يمكن التوصل إلى الاتفاق ذى الصلة، معرباً عن الأمل فى أن يكون السلام ممتداً، مع استعداد ألمانيا للمساعدة فى عملية إعادة إعمار قطاع غزة. ومن جانبه، أعرب الرئيس عن تقديره الكبير لألمانيا وشعبها، مؤكداً حرصه على مواصلة تعزيز العلاقات المصرية الألمانية وتطويرها لتصل إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، مضيفاً أنه من المهم تعزيز وجود كبرى الشركات الألمانية فى السوق المصرى، خاصة مع اتفاقيات التجارة الحرة التى أبرمتها مع مصر مع الدول العربية وإفريقيا.
أضاف السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمى، أن الرئيس أكد أن سياسة مصر الخارجية تتسم بالاتزان والإيجابية والسعى لتجنب النزاعات وتحقيق التهدئة، مشيراً فى هذا الخصوص إلى أهمية مواصلة تكثيف التنسيق السياسى والتعاون بين مصر وألمانيا، خاصة بالنسبة للقضايا ذات الاهتمام المشترك، وذلك على غرار الأزمات فى سوريا والسودان وليبيا، والسعى فى هذا الإطار لتجنب التصعيد. وفى هذا السياق، أعرب الرئيس عن تقديره لاستعداد ألمانيا للانخراط فى جهود إعادة إعمار غزة، مشدداً فى ذلك الخصوص على ضرورة السعى الحثيث لتثبيت وقف إطلاق النار، والحيلولة دون عودة نشوب الصراع مجدداً، وضرورة العمل على إدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية، مؤكداً أن مصر تبذل قصارى الجهد فى هذا الصدد.
وذكر المتحدث الرسمى أن الرئيس قد أكد على تقديره للدعم الذى تحظى به مصر من جانب ألمانيا فى إطار الاتحاد الأوروبى، معرباً عن التطلع لإنجاح القمة المصرية الأوروبية التى سوف تعقد فى بروكسل يوم 22 أكتوبر 2025. وفى ذات السياق، وجه الرئيس الدعوة للمستشار الألمانى لإجراء زيارة رسمية إلى مصر، وهى الدعوة التى رحب بها المستشار الألمانى.
أشار المتحدث الرسمى إلى أن المستشار الألمانى وجه الشكر مجدداً للرئيس على دعوته لحضور قمة شرم الشيخ للسلام، وذكر أنه يعتبر لقاءه مع الرئيس بداية لمرحلة جديدة لتعميق العلاقات بين البلدين، معاوداً تأكيد أنه دون الجهد الذى قام به الرئيس ما كان ممكناً التوصل إلى وقف الحرب فى قطاع غزة، موجهاً الشكر نيابة عن ألمانيا إلى الرئيس فى هذا الخصوص. وأكد المستشار الألمانى أنه سوف يشجع الشركات الألمانية على تعزيز وجودها واستثماراتها فى المجالات محل الاهتمام المشترك.

المصدر: بوابة الوفد