إثيوبيا ترد على تصريحات السيسي بشأن سد النهضة
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
أصدرت الحكومة الإثيوبية بيانا تناولت فيه موضوع سد النهضة ردا على التصريحات الأخيرة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مؤكدة على حقها السيادي في استخدام مواردها المائية.
وجاء في البيان أن إثيوبيا "تتابع باهتمام بالغ" التصريحات التي ألقاها الرئيس السيسي خلال الجلسة الافتتاحية لأسبوع القاهرة للمياه، والتي تناولت موضوع السد ومياه النيل.
وأكد البيان على أن "نهر النيل ينبع من أراضيها"، وأنها "وفقا للقانون الدولي ومبدأ السيادة الدائمة على الموارد الطبيعية، تتمتع بحق مشروع وغير قابل للمصادرة في الاستفادة من مواردها المائية".
وأشارت إلى أن هذا الاستخدام يهدف إلى "تحقيق التنمية لشعبها دون أن تلحق ضررا ملموسا بدول الجوار".
ولفت البيان إلى معاناة الشعب الإثيوبي الذي "لأكثر من قرن، يشاهد استغلال موارده المائية دون أن ينال منها نصيبا عادلا"، معربة عن رفضها للاتفاقيات التي أبرمتها الحقبة الاستعمارية واعتبرتها "غير ملزمة لها قانونا أو سياسيا" لأنها لم تكن طرفا فيها.
وردا على اتهامات الرئيس السيسي بـ"الإجراءات الأحادية"، رفضت الحكومة الإثيوبية هذه التصريحات "رفضا قاطعا"، مؤكدة أنها "أدارت مشروع سد النهضة بشفافية كاملة"، وقدمت "بيانات فنية دورية حول مراحل الملء والتشغيل إلى كل من السودان ومصر"، سواء عبر آليات الاتحاد الإفريقي أو القنوات الدبلوماسية المباشرة.
واعتبر البيان أن الحديث عن "عدم التنسيق أو الإضرار المتعمد" هو "تجاهل متعمد للحوار الفني المتواصل" الذي واجه وفقا للبيان "عراقيل سياسية" في المفاوضات.
وشددت إثيوبيا على أن النيل "ليس ملكا لدولة واحدة، بل هو مورد مشترك يجب أن يكون مصدرا للتعاون لا التهديد".
وأكدت استعدادها للانخراط في "مفاوضات جادة ومسؤولة" لتعزيز التعاون وبناء الثقة بين مصر والسودان وإثيوبيا، "دون فرض شروط مسبقة".
كما دعت إلى أن يستند أي حوار إلى "مبادئ الاستخدام المنصف والمعقول للمياه"، محذرة من "الخطابات التي تحاول تصوير التنمية الإثيوبية كخطر على الآخرين".
وأوضح البيان أن سد النهضة "لا يقلل حصة أي طرف من المياه"، بل "يسهم في تنظيم الجريان وتقليل الفيضانات وتحسين إدارة الموارد المائية في المنطقة".
كما أعادت إثيوبيا التأكيد على أن قضايا الأنهار العابرة للحدود في إفريقيا "ينبغي حلها من خلال الأطر الإقليمية والقارية"، معربة عن ثقتها في "قدرة الاتحاد الإفريقي على مواصلة دوره القيادي في تسهيل الحوار" ورفضها لـ "تدويل النزاعات".
وفي معرض دفاعها عن المشروع، ذكر البيان أن سد النهضة "مشروع تنموي سلمي يهدف إلى توليد الطاقة الكهربائية لتلبية احتياجات أكثر من 65 مليون مواطن لا تتوفر لهم الكهرباء حتى اليوم".
وختمت إثيوبيا بيانها بدعوة مصر والسودان إلى "التعامل مع ملف النيل بعقلية القرن الحادي والعشرين، لا بمنطق الهيمنة التاريخية"، معربة عن إيمانها بأن مستقبل إفريقيا المائي "لن يُبنى على الصراع، بل على التعاون والعدالة".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إثيوبيا مياه النيل نهر النيل الرئيس السيسي الحكومة الإثيوبية سد النهضة السودان ومصر إثيوبيا إثيوبيا سكان إثيوبيا جيش إثيوبيا حدود إثيوبيا مصر وإثيوبيا أزمة إثيوبيا سد النهضة ملء سد النهضة أزمة سد النهضة إثيوبيا مياه النيل نهر النيل الرئيس السيسي الحكومة الإثيوبية سد النهضة السودان ومصر إثيوبيا البیان أن سد النهضة
إقرأ أيضاً:
السيسي: تضررنا من سد إثيوبيا ولن نقف مكتوفي الأيدي
اتهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، إثيوبيا بإلحاق الضرر عبر سد النهضة بدولتي المصب مصر والسودان، داعيا إلى تحرك دولي وأفريقي لعقد اتفاق قانوني ملزم بشأن تشغيل وملء السد، مؤكدا أن بلاده "لن تقف مكتوفة الأيدي".
وقال السيسي -في كلمة مسجلة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية لأسبوع القاهرة الثامن للمياه- إن مصر انتهجت على مدار 14 عاما مسارا دبلوماسيا "نزيها اتسم بالحكمة والرصانة"، سعيا للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن السد الإثيوبي، يراعي مصالح جميع الأطراف.
وأضاف الرئيس المصري أن القاهرة قدمت خلال هذه السنوات "بدائل فنية رصينة تلبي الأهداف المعلنة لإثيوبيا، وتحفظ مصالح دولتي المصب"، إلا أن هذه الجهود "قوبلت بتعنت لا يفسر إلا بغياب الإرادة السياسية، وسعي لفرض الأمر الواقع، مدفوعا باعتبارات سياسية ضيقة، ومزاعم باطلة بالسيادة المنفردة على نهر النيل".
#السيسي يقول إن #مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام النهج الإثيوبي بشأن #سد_النهضة وستتخذ كافة التدابير لحماية أمنها المائي#اقتباس pic.twitter.com/M60C5fQkEp
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) October 12, 2025
"مورد جماعي"وأكد الرئيس المصري أن نهر النيل "ملكية مشتركة لكل دوله المتشاطئة، ومورد جماعي لا يحتكر"، مشيرا إلى أن "إثيوبيا تسببت في الأيام القليلة الماضية، من خلال إدارتها غير المنضبطة للسد، في إحداث أضرار بدولتي المصب نتيجة التدفقات غير المنتظمة التي تم تصريفها دون إخطار أو تنسيق"، مما أدى إلى غمر أراض ومنازل في مصر والسودان.
وطالب السيسي المجتمع الدولي، والقارة الأفريقية على وجه الخصوص، بمواجهة مثل هذه "التصرفات المتهورة من الإدارة الإثيوبية"، وضمان تنظيم تصريف المياه من السد في حالتي الجفاف والفيضان، ضمن اتفاق قانوني تريده دولتا المصب.
وشدد على أن "اختيار مصر طريق الدبلوماسية واللجوء إلى المؤسسات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، لم يكن يوما ضعفا أو تراجعا، بل تعبيرا عن قوة الموقف ونضج الرؤية"، مؤكدا أن "مصر لن تقف مكتوفة الأيدي وستتخذ كافة التدابير لحماية مصالحها وأمنها المائي".
إعلانوكانت وزارة الري المصرية قد اتهمت في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إثيوبيا بالقيام بتصرفات "متهورة وغير مسؤولة" في إدارة سد النهضة، مؤكدة أن تلك التصرفات "ألحقت أضرارا بالسودان، وتشكل تهديدا مباشرا لأراضٍ وأرواح مصرية".
وتشهد مناطق عدة في السودان ومصر فيضانات خلال الأيام الأخيرة، نتيجة ارتفاع منسوب المياه في نهر النيل، في ظل استمرار تعثر الاتفاق بشأن ملء وتشغيل السد الذي بدأ بناؤه عام 2011.
وتطالب مصر والسودان بالتوصل إلى اتفاق ثلاثي قانوني ملزم قبل استكمال مراحل الملء والتشغيل، بينما ترى إثيوبيا أنها لا تعتزم الإضرار بمصالح أي دولة، وهو ما أدى إلى تجميد المفاوضات منذ عام 2024، بعد استئنافها لفترة قصيرة في 2023.