تصريح ترامب بشأن فشل العراق في إدارة ثروته النفطية تطلق موجة من التأويلات
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال قمة شرم الشيخ التي عقدت في مصر، إن العراق يواجه تحديات في إدارة ثروته النفطية الهائلة، وقال ترامب: "العراق، بلد يمتلك الكثير من النفط، لديهم كميات هائلة لدرجة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون به"، وأضاف في تعليق دقيق: "وهذا بحد ذاته مشكلة كبيرة، عندما تملك الكثير ولا تعرف كيف تتصرف به".
"العراق يملك الكثير من النفط لا يعرف ما يفعل به"
في تصريح لافت، تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ثروة #العراق النفطية قائلاً إن لدى العراقيين "كمية من النفط لا يعرفون ماذا يفعلون بها"، مضيفًا أن كثرة الموارد قد تكون مشكلة بحد ذاتها.#عربي21 pic.twitter.com/SEeN6RlLdk — عربي21 (@Arabi21News) October 14, 2025
وانشغل العراقيون على المستويين الرسمي والشعبي بما أدلى به الرئيس الأمريكي، وسط مخاوف من "نوايا مستقبلة" قد تضمرها واشنطن لمصدر الدخل الوحيد تقريباً للعراق، الذي يسهم في أكثر من 90 في المائة من إجمالي الناتج القومي.
وتعليقاً على ذلك، رأى إياد السماوي، وهو أحد مستشاري رئيس الوزراء محمد السوداني، أن ما سماه بـ"الإعلام المناهض للحكومة"، ترك أهميّة مشاركة العراق في التجمع العالمي الذي ضمّ أهم قادة العالم ليركز فقط على ما وراء كلمة ترمب عن نفط العراق الذي لا يعرف قادته ماذا يفعلون به، ويغوصون في تفسيرات لمجاراة السوداني للرئيس الأميركي برفع إبهامه الأيمن.
وتساءل السماوي قائلاً: "ما الخطأ في كلام الرئيس الأمريكي عن نفط العراق؟ ألا يوجد في العراق نفط كثير؟ وهل أحسنت الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق بعد زوال الديكتاتورية التصرّف بأموال النفط؟ ألم تظهر فوائد النفط العملية خلال الحكومة الحالية".
وأظهرت بيانات المالية العامة الصادرة عن الحكومة العراقية (FGI) أن الحكومة الحالية، مثل سابقاتها، لم تحقق سوى تقدم محدود، بل يكاد يكون معدوماً، في بلوغ أي من الهدفين، التحرر من الاقتصاد الريعي وتقليل الاعتماد على النفط، ونتيجة لذلك، تواجه عجزاً مالياً جديداً.
وأعاد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تداول مقاطع فيديو قديم تظهر مواقف للرئيس الأمريكي حيال نفط العراق، والذي أعرب ترامب فيها عن رغبته في السيطرة والاستحواذ على نفط العراق، قائلا: "سأضع قوات أمريكية لحماية شركات النفط في العراق، وسنأخذ كل الثروة، والمنتصر سيستحوذ على الغنائم".
واعتبر الرئيس ترامب أن الإدارة الأميركية أنفقت أكثر من ستة تريليونات دولار على منطقة الشرق الأوسط، وبدون أي نتائج تذكر، مشيراً إلى أنه لم يتراجع عن وعود بشأن العراق كان قد أطلقها خلال حملته الانتخابية.
وفي مقابلة سابقة مع محطة "أي بي سي" أعرب ترامب عن استيائه الشديد من الإدارة السابقة التي تركت العراق لوحده، ليكون فيه فراغ يشغله الإيرانيون وتنظيم الدولة، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية كان عليها أن تبقى هناك وتسيطر على النفط العراقي.
وفي السياق، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" آنذاك، أنه لا أحد يعرف مدى جدية ترامب في عزمه السيطرة على نفط العراق ومصادرته، وأضافت أن خطوة الرئيس الأمريكي هذه في ما لو تمت فإنها تحمل مخاطر وتكاليف استثنائية، واستدركت بالقول إن الرئيس أخبر وكالة المخابرات المركزية (سي آي أي) قبل أيام بأنه ربما هناك فرصة أخرى بهذا السياق.
وفي تقرير مطول لصحيفة ذا كرايدل الأمريكية، جاء فيه أن واشنطن حافظت على سيطرتها على عائدات النفط العراقية منذ غزوها البلاد عام 2003،وهو ما يمثل استعباداً مالياً واقتصادياً يقوض السيادة العراقية، خاصة وأن العراق لا يزال خاضعا لهيمنة مالية أمريكية منذ عقدين، مع تحكم واشنطن بعائدات النفط عبر الفدرالي الأميركي
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب والسوداني المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الرئیس الأمریکی نفط العراق
إقرأ أيضاً:
لوبس: هكذا تتحايل روسيا على العقوبات النفطية بألف من السفن الأشباح
منذ أواخر 2022، حظر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة شراء أو استيراد النفط الروسي، مما جعل روسيا تستثمر في أسطول من "سفن أشباح" تغير أسماءها وأعلامها باستمرار لنقل نفطها إلى حيث يعاد تصديره.
وكانت هذه السفن هدفا لتحقيق صحفي لمجلة لوبس الفرنسية، انطلقت فيه من توقيف البحرية الفرنسية ناقلة نفط تدعى "بوراكاي"، ترفع علم بنين في أواخر سبتمبر/أيلول 2025، وهي محملة بالنفط الروسي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2دبلوماسي بريطاني سابق بغزة: لاستمرار السلام لا بد من تحقيق 5 أمورlist 2 of 2وليام هيغ: هذه دروس لترامب من تجربة غزةend of listوأوضحت المجلة -في تقرير بقلم فنسان مونييه- أن السفينة اقتيدت إلى قبالة ساحل سان نازير بفرنسا، والسبب المعلن هو "تناقضات في بيانات الجنسية التي قدمتها"، بحسب المدعي العام بمدينة بريست، وقد وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأمر بأنه "قرصنة بحرية".
وقد احتجز قائد السفينة الصيني، على أن يحاكم في فبراير/شباط 2026 في فرنسا بتهمة "الرفض البسيط للامتثال" بعد وقف رحلته من ميناء قرب سان بطرسبورغ إلى مدينة فادينار الهندية، وبها مصفاة نفط كبيرة، تملك شركة مرتبطة بـ"بروسنفت" الروسية الخاضعة للعقوبات الأوروبية نسبة 49% منها.
ولم يكن توقيف السفينة "بوراكاي" بالصدفة -كما أورد التحقيق- إذ تم اعتراضها في أبريل/نيسان الماضي من قبل السلطات الإستونية، وهي مدرجة على قوائم العقوبات البريطانية والكندية والأوروبية منذ أشهر، مما يمنعها من الرسو في موانئ تلك الدول.
الأسطول الشبحوأوضحت المجلة أن هذه السفينة، التي غيرت أسماءها وأعلامها عدة مرات، يشتبه في كونها جزءًا من "الأسطول الشبح" الروسي، وهي شبكة من السفن القديمة والمبهمة التي تستخدمها موسكو للتحايل على العقوبات الغربية المفروضة على صادراتها النفطية.
تزوير الأعلام وتغيير هوية السفينة وسائل شائعة لطمس أثر المالك الحقيقي والتهرب من العقوبات
بواسطة كلير باولوس
وفي غضون ثلاث سنوات، غيرت "بوراكاي" اسمها خمس مرات، ورفعت أعلام دول مختلفة، ويرجح أن تسجيلها في بنين مزور، تقول كلير باولوس مديرة الشؤون الدولية في شركة "لستير" الفرنسية المتخصصة في تحليل مخاطر النقل البحري إن "تزوير الأعلام وتغيير هوية السفينة وسائل شائعة لطمس أثر المالك الحقيقي والتهرب من العقوبات".
إعلانوتشير الشركة الفرنسية إلى أن السفينة تظهر جميع إشارات التحذير، حيث فشلت في عدة عمليات تفتيش خلال 36 شهرا الماضية، وهي غير مؤمنة بشكل موثوق، وقد عطلت نظام التتبع البحري 5 مرات منذ أغسطس/آب الماضي.
أما مالك السفينة الحالي -حسب التحقيق- فهو شركة غامضة تدعى "باج شيبينغ ليميتد"، مسجلة في سيشل، والمالك السابق "تيراد شيبينغ" تم شطبه من السجل التجاري في موريشيوس بسبب صلاته بكيانات خاضعة للعقوبات.
ورغم أن "بوراكاي" تبدو كخردة، فإنها تلعب دورا محوريا في استمرار صادرات النفط الروسي -حسب التحقيق- حيث استثمرت روسيا أكثر من 10 مليارات دولار لتكوين أسطول ضخم بين 500 و900 سفينة من السفن غير الخاضعة للرقابة الغربية منذ فرض الحظر الأوروبي والأميركي على نفطها أواخر 2022، وفقما تقول كلية كييف للاقتصاد.
وهذه السفن -كما أورد التحقيق- غالبا ما تبحر تحت أعلام دول صغيرة، وتدار عبر شركات وهمية مسجلة في ملاذات ضريبية، وتقوم بإطفاء أنظمة تتبعها لتفادي المراقبة.
وتنقل هذه السفن النفط الروسي إلى تركيا والصين والهند، حيث يعاد تصديره لاحقا إلى أوروبا بعد تكريره أو خلطه بنفط من مصادر أخرى، وربما تنقل الحمولة بين سفينتين في عرض البحر بهدف إخفاء أصل النفط، كما تقول المجلة.
للتجسس أيضاويقول خبير الاقتصاد الروسي في معهد اللغات والحضارات الشرقية جوليان فيركوي إن "روسيا تستخدم نفس تقنيات إيران وفنزويلا عندما واجهت عقوبات مماثلة".
وتشير التقديرات إلى أن هذا الأسطول يتكون من 500 أو 900 ناقلة نفط، وقد أضاف الاتحاد الأوروبي مؤخرا 118 سفينة جديدة إلى قائمته السوداء ليصل العدد إلى 560، ويقول الأدميرال الفرنسي بونوا دو غيبير إن "الأسطول يستفيد من ثغرات القانون البحري الدولي وغموض قطاع الشحن".
وحسب السلطات البحرية الفرنسية، تمر 10 من سفن هذا الأسطول يوميا في بحر المانش وبحر الشمال.
في سبتمبر/أيلول الماضي اشتبهت الدانمارك في أن السفينة استخدمت كمنصة لإطلاق طائرات مسيرة تجسسية فوق مطار كوبنهاغن
وانضمت الناقلة بوراكاي للأسطول الروسي في ديسمبر/كانون الأول 2022 بعد أن كانت مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، واشتراها مالك يوناني، أعاد تسميتها "أوديسيوس" ورفع عليها علم سانت كيتس ونيفيس، ثم بيعت لشركة هندية غامضة تدعى "غاتيك شيب ماناجمنت".
وبعد تضييق الخناق على الشركة الهندية، سحبت سانت كيتس ونيفيس أعلامها من أسطول "غاتيك"،
فنقلت الشركة ملكية السفن إلى شركات واجهة، وتم نقل السفينة "أوديسيوس" إلى شركة تركية، ثم شركة في دبي، وتبدلت أعلامها من منغوليا إلى الغابون إلى جيبوتي، وأخيرا إلى بنين.
وفي 11 أبريل/نيسان 2025، اعترضت البحرية الإستونية الناقلة في خليج فنلندا، واكتشفت 40 مخالفة قانونية، وتغير اسم السفينة بعد ذلك إلى "بوراكاي".
وفي 22 سبتمبر/أيلول الماضي اشتبهت الدانمارك في أن السفينة استخدمت كمنصة لإطلاق طائرات مسيرة تجسسية فوق مطار كوبنهاغن، في الوقت الذي تشير فيه تقارير أمنية إلى أن بعض هذه السفن قد تستخدم أيضا للتجسس، وليس فقط لنقل النفط.