ميتا تُشدّد ضوابط حسابات المراهقين على إنستغرام
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
كشفت مجموعة "ميتا"، الثلاثاء، عن حزمة ميزات جديدة لحسابات المراهقين على "إنستغرام" تفرض قيودًا إضافية على المحتوى الذي يُسمح لهم بمشاهدته، ولا سيّما ما يرتبط بالاتجاهات الرائجة (trends) التي قد تُلحق بهم الأذى. اعلان
كما تعتزم المجموعة، بدءًا من العام المقبل، تنظيم المحادثات التي يُمكن للمستخدمين اليافعين إجراؤها مع مساعديها الرقميين.
يأتي هذا التحديث بعد أكثر من عام على إطلاق حسابات المراهقين على "إنستغرام " في أيلول/سبتمبر 2024، وهي إعدادات تُطبَّق افتراضيًا على جميع المستخدمين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 عامًا (السنّ الدنيا المسموح بها على المنصّة) و18 عامًا. وكانت القيود الأولى المفروضة على حسابات المراهقين تحظر أي محتوى جنسي أو صور فاضحة أو صادمة.
وبحسب بيان "ميتا" المالكة لـ"إنستغرام"، ستُخفي النسخة المُحدّثة أو ستُلغي التوصية بأي منشور "يحتوي على لغة قاسية أو يتضمّن بعض التحدّيات المُصنّفة محفوفة بالمخاطر"، أو عمومًا المحتوى الذي يُحتمل أن يُحرّض على "سلوك ضار محتمل". وفي هذا السياق، قالت مديرة الشؤون العامة لحماية الطفل في "ميتا"، كابوسين توفييه:و "نضيف حاجزًا افتراضيًا إضافيًا للمراهقين، ولا سيّما عندما يتعلّق الأمر بالمحتوى الحسّاس وغير اللائق".
وسيُطبَّق الإطار المُعدَّل لحسابات المراهقين فورًا في الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا، على أن يجري توسيع نطاقه ليشمل دولًا أخرى خلال الأشهر المقبلة.
معايير التصنيف وآلية الإخفاءلتحديد العناصر التي يتعيّن إخفاؤها عن المراهقين، اعتمدت "ميتا" تصنيف "PG-13" المُستخدم في دور السينما الأميركية، والذي يُحذّر الأهل من أنّ بعض مشاهد الأفلام غير مُوصى بها لمن هم دون 13 عامًا. ولا توجد قائمة شاملة بالموضوعات أو الصور التي قد تندرج ضمن هذا التصنيف، إذ يخضع القرار لتقدير لجنة مُختصّة (CARA) تضمّ أولياء أمور مستقلّين.
وردًّا على سؤالٍ حول اعتماد معايير وُضعت أساسًا لمن هم دون سنّ 13 عامًا على شريحة المراهقين بين 13 و18 عامًا، قالت توفييه: "نريد اعتماد المعايير الأكثر تقييدًا وحمايةً للمراهقين". ومن الأمثلة التي ساقتها: المحتوى الذي يروّج "للأنظمة الغذائية القاسية" أو "يمجّد أو يروّج للكحول أو التبغ". وتُصنَّف الرسائل أو الصور أو مقاطع الفيديو المنشورة عبر مزيج من تقنيات الذكاء الاصطناعي وتقديرات المُشغّلين البشريين.
دور الذكاء الاصطناعي والتحقّق من العمرأوضحت "ميتا" أنّ أنظمتها ستضع المستخدمين الذين تقلّ أعمارهم عن 18 عامًا "تلقائيًا في وضع 13+"، ولن يكون بمقدورهم الخروج من هذا الوضع من دون إذنٍ صريح من الوالدين. ولا تعتمد المجموعة على ما يصرّح به المستخدمون فحسب، بل تستند أيضًا إلى أنظمة التحكّم في العمر التي ترصد "إشارات" محتملة بالاستناد إلى أنماط استخدام المنصّة. وفي حال الشكّ، تشترط "ميتا" التحقّق من العمر إمّا بإبراز بطاقة هوية، أو عبر فيديو مُصوَّر ذاتيًّا بطريقة "سيلفي".
أدوات إضافية لرقابة الأهلأطلقت الشركة كذلك خيار "المحتوى المحدود"، الذي يتيح للأهل فرض قيود إضافية على ما يمكن لأبنائهم المراهقين رؤيته. وبدرجة كبيرة، ستمنع هذه الميزة المستخدمين اليافعين من مشاهدة التعليقات أو كتابتها أو تلقّيها على المنشورات. وأفادت "ميتا" أنّه "اعتبارًا من العام المقبل، سيُقيَّد هذا الخيار أيضًا المحادثات التي يمكن للمراهقين أن يُجروها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي".
سياق انتقادات وتشريعات متصاعدةتأتي هذه التطوّرات وسط انتقادات واسعة للآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي وبرامج المساعدة القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي، لا سيّما بعد حالات انتحار لعددٍ من المراهقين في الأشهر الأخيرة. وفي أوائل أيلول/سبتمبر، أعلنت هيئة حماية المستهلك الأميركية (FTC) فتح تحقيق في برامج الدردشة الآلية (chatbots) المستخدمة كأدوات مساعدة قائمة على الذكاء الاصطناعي، مثل "تشات جي بي تي" أو "غروك"، وذلك عقب شكوى حديثة ضد "أوبن إيه آي" المطوِّرة لـ"تشات جي بي تي". وقبل ذلك بأيام، أعلنت الشركة التي تتّخذ من كاليفورنيا مقرًّا لها إطلاق نظام يتيح للوالدين مراقبة نشاط أبنائهم المراهقين عبر "تشات جي بي تي"، بعد أن اتّهم عددٌ من الأهل التطبيق في أواخر آب/أغسطس بتشجيع أبنائهم على الانتحار. كما وقّع حاكم كاليفورنيا، غافن نيوسوم، الاثنين، قانونًا يُلزم مشغّلي برامج المساعدة الآلية بالتحقّق من أعمار المستخدمين وتذكير القاصرين كل ثلاث ساعات بأنّ الجهة التي يتحدّثون إليها "مجرد آلة".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل حركة حماس دونالد ترامب فرنسا غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل حركة حماس دونالد ترامب فرنسا غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الولايات المتحدة الأمريكية حماية الأطفال ميتا فيسبوك إسرائيل حركة حماس دونالد ترامب فرنسا غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذكاء الاصطناعي قطاع غزة بحث علمي حرية الصحافة سوريا إسبانيا الذکاء الاصطناعی الذی ی التی ی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي.. من الإبداع إلى الخداع
يمانيون|منوعات
في العقد الأخير، شهد العالم تطورا مذهلا في تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI)، خصوصا في مجالات توليد المحتوى البصري والسمعي.
لم يعد الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة فحسب، بل أصبح منتجا للمحتوى نفسه، سواء كان صورا، مقاطع فيديو، أصواتا، أو حتى نصوصا تبدو وكأنها من صنع البشر.
هذا التطور السريع أثار تساؤلات جوهرية حول قدرة الإنسان على التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مصطنع، خصوصا حين تصبح الخدع البصرية والسمعية شبه مثالية.
ورغم تطور حاسة البصر لدى الإنسان، إلا أن الدراسات أثبتت أن العين البشرية قد تُخدع بسهولة أمام محتوى تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، خصوصا عندما يكون معدا بعناية.
وفي تجارب أجريت عام 2023، فشل أكثر من 60% من المشاركين في التمييز بين صور حقيقية وصور مولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي.
كما أن مقاطع الفيديو العميقة أصبحت تستخدم في الأخبار المزيفة، والابتزاز، وحتى التضليل السياسي، ما يظهر خطورة هذا التداخل بين الحقيقي والمصطنع.
والسبب يعود إلى أن الدماغ البشري يعتمد على أنماط مألوفة في التعرف على الوجوه والمشاهد، والذكاء الاصطناعي اليوم قادر على محاكاة هذه الأنماط بدقة تفوق التوقعات.
واشار موقع “روسيا اليوم” انه في الآونة الأخيرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الفيديوهات التي تظهر أطفالا صغارا وهم يلعبون أو يتفاعلون مع حيوانات برية خطيرة مثل التماسيح والأسود والنمور والدببة، أو قيام أحد الصقور باختطاف رضيع، في مشاهد تبدو مذهلة للوهلة الأولى، لكنها سرعان ما أثارت موجة واسعة من الجدل.
فالكثير من المستخدمين لم يكتشفوا منذ البداية أن هذه المقاطع ليست حقيقية، بل تم توليدها بالكامل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
الفيديوهات، التي بدت واقعية إلى حد يصعب معه التمييز بين الحقيقة والخيال، دفعت البعض إلى الإعجاب بقدرات الذكاء الاصطناعي الفنية، في حين عبر آخرون عن قلقهم من التأثيرات السلبية لهذه الظاهرة.
فقد رأى عدد من المتابعين أن مثل هذه المقاطع قد تضلل الجمهور، خصوصا الأطفال والمراهقين الذين قد يظنون أن التعامل مع الحيوانات البرية أمر آمن أو ممكن في الحياة الواقعية.
كما أثارت هذه الظاهرة نقاشا أوسع حول حدود استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى المرئي، خاصة بعد أن أصبحت الأدوات الحديثة قادرة على إنتاج صور ومقاطع فيديو تكاد تطابق الواقع.
ودعا بعض الخبراء إلى ضرورة وضع ضوابط واضحة تضمن الشفافية، مثل الإشارة الصريحة إلى أن المحتوى مولد بالذكاء الاصطناعي، لتجنب الخداع البصري أو نشر معلومات مضللة.
وبينما يرى البعض أن هذه المقاطع تمثل شكلا جديدا من الإبداع الرقمي، يرى آخرون أنها تفتح الباب أمام استخدامات غير أخلاقية قد تهدد الثقة في ما نراه على الإنترنت.
وهكذا، يبقى الجدل قائما بين الانبهار بالتقنية الحديثة والخوف من آثارها الاجتماعية والنفسية.