معهد تيودور بلهارس يناقش تطبيقات الذكاء الاصطناعي في البحث الطبي
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
استضاف معهد تيودور بلهارس للأبحاث محاضرة علمية متميزة عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في البحث الطبي ألقاها الدكتور أشرف دهبة الأستاذ الفخري بجامعة غراتس بالنمسا، والأستاذ المشارك بالجامعة الطبية العسكرية في الصين، ومستشار التخدير بالمجلس الطبي العام في المملكة المتحدة، بعنوان:
"Artificial Intelligence in Medical Research and Health Cost Management".
جاء ذلك في إطار حرص معهد تيودور بلهارس للأبحاث على مواكبة أحدث التطورات العلمية والتقنية في المجالات الطبية، وتحت رعاية الدكتور أحمد عبد العزيز مدير المعهد ورئيس مجلس الإدارة.
واستعرض الدكتور أشرف دهبة خلال المحاضرة مراحل تطور الذكاء الاصطناعي منذ نشأته، بدءًا من رؤية الأب الروحي للذكاء الاصطناعي "آلان تورينج"، وتسمية المفهوم لأول مرة على يد "جون مكارثي" عام 1956، مرورًا بظهور أول "شات بوت" عام 1964، ثم ابتكار "جون سيرل" لغرف الدردشة المترجمة آنيًا في الثمانينيات، وصولًا إلى إطلاق روبوت "صوفيا" عام 2016، وظهور نماذج المحادثة الحديثة مثل "شات جي بي تي" عام 2020.
وأشار إلى التحديات الأخلاقية والمعرفية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي، محذرًا من انتشار معلومات مخلقة أو محرفة وغير موثوقة، خاصة مع قدرة بعض النماذج الحديثة مثل GPT على تحسين إجاباتها استنادًا إلى تفاعلات المستخدم ومصادره، ما قد يؤدي إلى تضليل غير مقصود في حال غياب الرقابة العلمية.
وسلط الضوء على استخدامات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، خاصة فيما يتعلق بإدارة التكاليف الطبية، والتأمين الصحي الشامل، والتشخيص الدقيق من خلال تحليل التاريخ الطبي للمريض، وربط بيانات التحاليل والأشعة والأدوية، مما يسهم في إنقاذ الأرواح وتقديم رعاية صحية فعالة بأقل تكلفة ممكنة.
وأوضح الدكتور دهبة أن الذكاء الاصطناعي يعتمد على تعليم الآلات تدريجيًا عبر ست مراحل حتى تصل إلى مرحلة "التعلم العميق"، حيث يتم تدريب الأنظمة لتأدية مهام قد تُغني عن العنصر البشري في العديد من المجالات. ورغم الإمكانيات الكبيرة لهذه التقنيات، حذّر من آثارها النفسية والتربوية السلبية، خاصة مع الاستخدام غير المنضبط لبعض التطبيقات الذكية. فقد رُصدت في عام 2025 حالات لمرضى نفسيين أصبحوا يعتقدون أن المساعدات الصوتية مثل "أليكسا" و"سيري" كائنات حية، ما يشير إلى خلل إدراكي خطير، لا سيما لدى الأطفال الذين أصبحوا يعانون من تشتت في التمييز بين الواقع والافتراضي. وهو ما يستدعي رقابة أكبر، وتوعية مجتمعية شاملة حول مخاطر الاستخدام غير الواعي للذكاء الإصطناعي.
وفي تصريح خاص، أكد الأستاذ الدكتور أحمد عبد العزيز أن تنظيم هذه المحاضرة يأتي في إطار رؤية المعهد الإستراتيجية لتعزيز مكانته كمركز بحثي رائد يدعم الإبتكار ويربط بين البحث العلمي والتطبيق العملي، وأن معهد تيودور بلهارس سيظل حريصًا على أن يكون حلقة الوصل بين البحث العلمي المتقدم وإحتياجات المجتمع، عبر مبادرات نوعية وتعاون دولي فعال يسهم في النهوض بالمنظومة الصحية في مصر.
وأوضح سيادته أن إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في البحث الطبي لم يعد خيارًا، بل ضرورة حتمية لمواكبة التحديات المتزايدة التي تواجه القطاع الصحي على المستويين المحلي والعالمي، مؤكداً على أهمية توظيف هذه الأدوات الحديثة بشكل علمي مدروس لتقديم خدمات صحية ذكية ودقيقة ومستدامة.
وأشار الدكتور عبد العزيز إلى أن المعهد يحرص على إستضافة خبراء دوليين في مجالات ذات صلة مباشرة بصحة المواطن المصري، وذلك بهدف نقل الخبرات، وتبادل المعرفة، وفتح آفاق جديدة للتعاون العلمي مع كبرى المؤسسات الدولية. كما شدد على أن هذه الفعاليات تسهم في بناء جيل من الباحثين والأطباء القادرين على استخدام التكنولوجيا المتقدمة، وخاصة الذكاء الاصطناعي، في تطوير منظومة الرعاية الصحية وتقديم حلول مبتكرة تتماشى مع خطط الدولة لتحقيق التغطية الصحية الشاملة.
شهدت المحاضرة حضورًا لافتًا من الأطباء والباحثين والمتخصصين في المجالات الطبية والبحثية المختلفة، وسط تفاعل كبير ومداخلات أثرت النقاش العلمي وفتحت آفاقًا جديدة للتعاون بين التكنولوجيا الحديثة والقطاع الصحي. تم خلالها طرح عدد من التساؤلات الهامة حول مستقبل الذكاء الإصطناعي في المنظومة الصحية، وسبل الإستفادة منه في تحسين جودة الرعاية الطبية وخفض التكاليف، مع التأكيد على أهمية وضع ضوابط أخلاقية وتشريعية واضحة لضمان الإستخدام الآمن والمسؤول لهذه التقنيات. وقد عبر الحضور عن تقديرهم لما تميزت به المحاضرة من طرح علمي متوازن جمع بين البعد الأكاديمي والخبرة العملية على المستوى الدولي، مؤكدين أهمية تكرار مثل هذه الفعاليات التي تفتح آفاقًا جديدة للتطوير في قطاع الصحة والبحث العلمي في مصر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الذكاء البحث الطبي تيودور بلهارس معهد تيودور بلهارس الذکاء الاصطناعی فی معهد تیودور بلهارس
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم العالي: البحث العلمي مفتاح التنمية وبناء القدرات الوطنية
أكد البروفيسور أحمد مضوي موسى وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن البحث العلمي يمثل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية وبناء القدرات الوطنية، مشيراً إلى أن الدورة التدريبية في كتابة الأطروحات البحثية تعد خطوة مهمة نحو تأهيل كفاءات قادرة على إعداد مشروعات تنافس محلياً وإقليمياً ودولياً، وتسهم في إعادة الإعمار ومعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية،وأوضح مضوي لدى مخاطبته صباح السبت بقاعة الجامعة الوطنية في بورتسودان افتتاح الدورة التدريبية في كتابة الأطروحات البحثية، التي ينظمها اتحاد مجالس البحث العلمي العربية بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والجامعة الوطنية ومكتب اليونسكو بالسودان، أن الدورة تمثل نموذجاً للتعاون البناء بين المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية، مؤكداً أن المجتمع العلمي يتجه نحو البحوث التطبيقية التي تعالج قضايا التنمية وتواكب المتغيرات العالمية.ونوه إلى أن التخطيط السليم يجب أن يستند إلى أسس علمية وبرامج بحثية في القطاعات الطبية والزراعية والصناعية والهندسية والاقتصادية والاجتماعية، بما يحقق التنمية المستدامة .وأشار إلى أن البحث العلمي هو إحدى المهام الجوهرية للجامعات، إلى جانب التدريس وخدمة المجتمع، داعياً إلى تعزيز جودة الأداء الأكاديمي وتزويد الأساتذة والباحثين بالمعارف والمهارات اللازمة للإسهام في تطوير المجتمع .كما شدد مضوي على أهمية توفير بيئة أكاديمية محفزة للإبداع والابتكار، وتطوير البحث العلمي ودعمه في المجالات التطبيقية المرتبطة بحاجات المجتمع.وأوضح أن الخطة الإستراتيجية للوزارة تركز على إعادة تأهيل البنية التحتية للبحث العلمي، ودعم الباحثين الشباب وطلاب الدراسات العليا، وتعزيز تنافسية المقترحات البحثية للحصول على التمويل المحلي والدولي.وأشار إلى أن الوزارة تعمل على مواءمة أجندة البحث العلمي مع أولويات التنمية الوطنية، في مجالات الصحة والزراعة والطاقة والتعليم والتحول الرقمي ورتق النسيج الاجتماعي، بما يسهم في رفع الإنتاجية وتعزيز النمو الاقتصادي.وأوضح أن خطة الوزارة تهدف إلى تشجيع الشراكات مع القطاعات الإنتاجية والخدمية ومواكبة التطور العلمي والتكنولوجي .سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب