ذاكرة أكتوبر وصوت القاهرة بالعبرية
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
في السادس من هذا الشهر دُعيت للمشاركة في لقاء عبر أثير برنامج «قول قاهير» (صوت القاهرة) — الإذاعة المصرية الموجَّهة بالعبرية — برئاسة الإذاعية منال مختار وبإدارة الإذاعيين المتخصصيْن محمود حسن ومحمد كامل، وبمرافقة الأستاذ الدكتور جمال أحمد الرفاعي والدكتورة ناهد راحيل من كلية الألسن بجامعة عين شمس، للحديث عن الذكرى الثانية والخمسين لحرب أكتوبر.
قبل سرد محتوى اللقاء العبري باللغة العربية؛ يجب التأكيد على أهمية الإذاعات الموجهة وتحديث نطاق بث الإذاعة العبرية عبر الوسائط الحديثة لضمان وصول الرسالة إلى الجمهور الإسرائيلي.
جاء الحديث محيطًا بجوانب الذاكرة الجمعية لحرب أكتوبر: السرد العسكري والسياسي، اعترافات الجانب الإسرائيلي، العبور العسكري، التحول من هزيمة 1967 إلى انتصار أكتوبر 1973، وصلًا إلى تداعيات طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023.
في الوعي المصري، تُعتبر حرب أكتوبر تجربة مجتمعية متجذرة، نشأنا على روايات البطولة واحتفالات يوم النصر وأغانٍ وأفلام وكتابات توثيقية تُعيد الشعور بالفخر والقوة بعد هزيمة 1967، صدرت روايات ومجموعات مهمة عن الحرب وتأثيرها، إلى جانب كتابات توثيقية وترجمات وثائق إسرائيلية على يد خبراء وأكاديميين في الشأن الإسرائيلي والدراسات العبرية.
وبصفتنا باحثين في الأدب العبري الحديث، لا بد من الإشارة إلى انعكاسات حرب أكتوبر/ يوم الغفران على الرواية العبرية، أعمال تناولت الصدمة النفسية للإسرائيلي بعد 1973، وشهادات جنرالات وصحفيين ومثقفين وصفت شرخًا في المجتمع الإسرائيلي، نقلت مصادر عن موشيه ديان مثلا أنه قال "حرب أكتوبر زلزال هائل ضرب إسرائيل."، فيم اعترفت جولدا مئير قائلة إن: "حرب يوم الغفران كابوس فظيع سيرافقني طوال حياتي."، تُظهر هذه الاعترافات الداخلية حجم التأثير رغم محاولة روايات نفي الهزيمة أو تبريرها.
ثمة تناقض واضح بين 1967 و1973، في يونيو 1967 احتلت إسرائيل مساحات واسعة في ستة أيام، بينما جاء أكتوبر 1973 كمفاجأة عبرت فيها القوات المصرية قناة السويس وحطمت خطّ برليف، مما أعاد للشعب المصري ثقته ونقل المعركة إلى مضمار تفاوضي وسياسي، ولا ينبغي تجاهل دور حرب الاستنزاف التي مهدت الطريق لأكتوبر.
منذ بداية الاستيطان الصهيوني في أرض فلسطين هناك رغبة يهودية-صهيونية قوية لتحقيق ما يعتبرونه "حلم أرض إسرائيل الكاملة"، من الفرات إلى النيل، مع دفع لاقتلاع الآخر الفلسطيني والعربي من أرضه، لذا لم تتوقف الجهود الإسرائيلية لاحتلال فلسطين، والسيطرة على الضفة الغربية، وتدمير سكان غزة واحتلالها من جديد، والتغلغل في سوريا واحتلال جنوب لبنان، من هنا فالسابع من أكتوبر 2023 ليس بعيدًا عن السادس من أكتوبر 1973، إنه إرادة الشعوب المعارضة للاحتلال، المعارضة للقتل باسم الدين وباسم "حلم الصهيونية"، المعارضة للإبادة، وترفض الخضوع لسرديات الصهيونية.
يجب أن يصل صوت مصر للإسرائيلي، لا سلام مع إبادة أو احتلال أو محاولات إعادة رسم خريطة المنطقة لصالح أحادية الجانب، في ظل سياسات حكومة نتنياهو وقراراتها، تبدو الحاجة ماسة لأن يصل هذا الصوت بوضوح: الأرض لنا، وذكرى أكتوبر 1973 تعيد على الأفهام التأكيد على أنها ليست مجرد حدث تاريخي بل درس في كلفة الاحتلال.
كاتب وشاعر، صحفي حر، أكاديمي، مُدرس الأدب العبري الحديث والدراسات الإسرائيلية، كلية الآداب، جامعة المنصورة، مصر
https://www.facebook.com/MoHendam
https://x.com/MoHendam
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السادس من هذا الشهر الإذاعة المصرية الثانية والخمسين ث الإذاعة العبرية عبر الإسرائيلي العبور حرب أکتوبر أکتوبر 1973
إقرأ أيضاً:
أطباء بلاحدود:تصاعد العنف في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين منذ 7 من أكتوبر
الثورة نت /..
قال أحد علماء النفس العاملين مع منظمة أطباء بلا حدود في الضفة الغربية بفلسطين، والذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن العنف ليس بالأمر الجديد في الضفة الغربية، إلا أن حدته تصاعدت بشكل حاد بعد 7 أكتوبر 2023. فقد شهدنا تصعيداً خطيراً نقاط تفتيش، وحواجز طرق، وتوغلات من قبل القوات الإسرائيلية، وعزل المستوطنين للبلدات والقرى الفلسطينية عن بعضها.
وأضافت المنظمة نقلا عن العالم النفسي في تدوينة على منصة “إكس”اليوم الأربعاء، رصدتها وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)أن هذه القيود تحول دون حصول الفلسطينيين على الخدمات الأساسية، كالرعاية الصحية، والأسواق، والمدارس.
وتابع بصفتي أخصائي نفسي في منظمة أطباء بلا حدود أعمل في الخليل، أستطيع أن أرى وأشعر كيف يتزايد خوف الناس باستمرار. الخوف منتشر في كل مكان، وهذه المرة يشلّ حركتهم. الفلسطينيون ليسوا قلقين فحسب، بل إنهم يستعدون للخسارة.كثيراً ما يخبرنا مرضانا أنهم عندما يرون صوراً لأشخاص في غزة يجمعون رفات أحبائهم، لا يسعهم إلا أن يفكروا: “إذا متُّ، أريد أن أموت مع عائلتي”. هذه ليست أفكاراً مجردة، بل هي طرقٌ يستوعب بها العقل هذه الفظائع.
وأكد أن بدلاً من التخطيط الفلسطينيين لمستقبلهم أو مستقبل أبنائهم، يركز الكثيرون على تخيل أقل الطرق إيلاماً للموت. موت يأتي دفعة واحدة، ويجنب أي شخص أن يُترك وحيداً.
وأوضح في الضفة الغربية، يتزايد الشعور بأن كارثةً ما قادمة، لكن لا أحد يعلم متى أو كيف. إنه وعي جماعي، قلقٌ خفيٌّ دائم. يقول الناس ذلك صراحةً: “بدأوا في غزة، ثم انتقلوا إلى شمال الضفة الغربية، والآن هي مسألة وقت فقط قبل أن يأتي دورنا”.
وقال: “تُشاركنا الأمهات أفكارًا مرعبة. عندما يتخيلن هجومًا محتملًا للمستوطنين، ينشغل بالهن لضمان عدم ترك أحد خلفهن. قالت لي إحدى الأمهات: “في كل مرة أفكر فيها أن ذلك قد يحدث، أكرر لنفسي: يجب أن آخذ جميع أطفالي. لا يمكنني أن أنسى أي شخص”.
وأكد أن الفلسطينيين يشعرون بضغط هائل لدرجة أن الكثيرين منهم يخشون الاقتراب حتى عندما تقترب منهم العيادات المتنقلة التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود. إن رعب عبور نقاط التفتيش يفوق حاجتهم الماسة للمساعدة الطبية، سواءً كانت نفسية أو جسدية. قرارهم بالبقاء في منازلهم ليس نابعاً من اللامبالاة، بل من الخوف.
وتابع: “هناك اعتقاد سائد بأن المستوطنين أو الجنود قد يدخلون في أي لحظة، لمجرد أن أحدهم نشر منشورًا على فيسبوك أو تحدث مع جار. هذه المرة، تُداهم الطرق المؤدية إلى المنازل، والطريقة التي تُعتقل بها القوات الإسرائيلية الفلسطينيين مهينة للغاية. لا توجد قواعد. هذا يخلق حالة تأهب دائمة لدى الناس: استعداد للفرار، أو التهجير، أو الاعتقال. هذا الترقب يُغذي القلق الذي نراه لدى كل مريض تقريبًا”.