تلاعب إخواني بمسار العدالة.. إخفاء الأدلة وعرقلة التحقيق في قضية افتهان المشهري
تاريخ النشر: 16th, October 2025 GMT
تمر أكثر من أربعة أسابيع على اغتيال الشهيدة افتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة في تعز، دون أي تقدم ملموس في التحقيقات أو إحالة المتهمين إلى المحاكم. الجريمة التي أثارت إدانات محلية ودولية لا تزال تراوح مكانها بسبب ما وصفه الحقوقيون والمراقبون بـ"العرقلة المتعمدة" من قبل جهات أمنية وعسكرية موالية لحزب الإصلاح الإخواني، والتي تستهدف تعطيل الإجراءات القانونية وتأخير وصول العدالة للضحية وعائلتها.
وعلى الرغم من وضوح جريمة الاغتيال وطبيعتها الممنهجة ووضوح أسماء الأطراف المتورطين فيها، إلا أن ملف القضية شبه مجمد، دون أن يحرز تقدم ملحوظ في التقاضي وإحالة المتهمين إلى القضاء لينالوا جزائهم العادل.
مصادر حقوقية ونشطاء مستقلون في تعز أشاروا إلى وجود عرقلة متعمدة من قبل جهات أمنية وعسكرية موالية لحزب الإصلاح الإخواني في المحافظة من أجل تعطيل الإجراءات القانونية ومحاولة تأخير تقديم المتهمين إلى العدالة. مشيرين إلى أن القضية التي هزت الرأي العام المحلي والدولي وأثارت إدانات واسعة لا تزال الأجهزة الأمنية تماطل في استكمال الملف وتقديمه للقضاء على الرغم من التوجيهات الرئاسية والحكومية.
وكانت الأجهزة الأمنية والعسكرية في مؤتمرها الصحفي المشترك بتاريخ 25 سبتمبر أكدت أنها ضبطت سبعة متهمين متورطين في الحادثة، إلى جانب المتهم الرئيس، محمد صادق المخلافي، الذي قتل بصورة غامضة.
عرقلة الإجراءات
مصرع المتهم الرئيس، محمد صادق المخلافي، لم يُحدث أي تغيير جوهري في واقع التعطيل، إذ ما تزال القيادات الأمنية والعسكرية المتورطة تحظى بحماية ضمنية من قبل جهات نافذة داخل الأجهزة الرسمية. وتشير المعلومات الميدانية إلى أن هناك محاولات مستمرة لتجميد التحقيقات وتأجيل إحالة المتهمين الباقين إلى القضاء، مع العمل على إخفاء أسمائهم ومسؤولياتهم المباشرة في الجريمة. هذا المناخ من المماطلة يثير تساؤلات جدية حول نوايا السلطات العليا في تحقيق العدالة، ويعكس رغبة واضحة في تحويل قضية اغتيال الشهيدة افتهان المشهري إلى مسار يُخدم مصالح سياسية وأمنية لأطراف معينة على حساب الحق العام والمصلحة الوطنية.
تشير المصادر الحقوقية إلى أن الأجهزة الأمنية والنيابية والقضائية في تعز تتعمد البطء في الإجراءات القانونية المتعلقة بالقضية، بما في ذلك التأخير المتعمد في رفع الملفات إلى المحاكم المختصة، مما يمنح المتهمين المتورطين فرصة للتهرب من المساءلة القانونية. وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن بعض المتهمين الذين تم استدعاؤهم سابقًا تم الإفراج عنهم في ما وصفه مراقبون بـ"تمثيليات رسمية"، بينما أصدرت الشرطة بيانات تمنحهم صكوك البراءة دون أي محاسبة فعلية، وهو ما يعكس مدى التغطية الممنهجة للقيادات الإخوانية البارزة المتورطة في الجريمة.
هذه العرقلة القانونية لا تقتصر على التباطؤ في التحقيقات أو التأخير في الإجراءات القضائية، بل تمتد لتشمل التلاعب بالمعلومات الرسمية الموجهة للرأي العام، ومحاولات طمس الحقائق المتعلقة بالحادثة. التقارير الرسمية المتفرقة وبيانات الشرطة والقيادات العسكرية تروّج لنسخ متضاربة من الأحداث، بما في ذلك روايات عن "اشتباك مسلح" أو "رصاصة قناص" أدت إلى مقتل المتهم الرئيس، وهو ما تكذبه التحقيقات الجنائية الحديثة. كل هذه الممارسات تكشف عن محاولة واضحة لتبرئة المسؤولين الكبار والتستر على أدوارهم في الجريمة، ما يجعل من تحقيق العدالة مسألة مرتبطة بشكل مباشر بمدى إرادة السلطات العليا في مواجهة النفوذ السياسي للأطراف المتورطة.
حقائق واضحة
وكشفت التحقيقات الجنائية والتقارير الطبية الحديثة أن المتهم الرئيس محمد صادق المخلافي لم يُقتل نتيجة اشتباك أو رصاصة قناص كما أُعلن، بل تم تصفيته داخل الشقة التي كان يتحصن فيها. تقرير التكنيك الجنائي يؤكد أن المخلافي أصيب بمقذوفات من مسافة لا تتجاوز 90 سنتيمترًا، أي أقل من متر واحد، وهو ما ينفي الروايات الرسمية للحملة الأمنية ويؤكد أن مقتله كان عملية مباشرة ومقصودة.
هذه الحقائق تعيد قضية اغتيال الشهيدة افتهان المشهري إلى نقطة الصفر، وتضع علامات استفهام كبيرة حول الجهات التي تحاول تمييع القضية وتهريب المتهمين الباقين، خصوصًا بعد تصريحات قياديين إخوانيين نفت تورطهم في تصفية المخلافي.
ولم تتوقف محاولات التغطية على الجريمة عند حد التستر على المتهمين، بل توسعت لتشمل الاعتداء على الاعتصامات الشعبية تضامنًا مع الشهيدة. فقد اقتحم مسلحون موالون لحزب الإصلاح ساحة العدالة حيث يقيم أهالي الشهيدة مخيم الاعتصام، محاولين إزالة صورة الشهيدة المعلقة في الساحة.
وأوضح ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن وجود صورة الشهيدة يمثل ضغطًا مستمرًا على الجهات المتورطة، كونها تذكيرًا يوميًا بالفشل في تقديم الجناة للعدالة وتهديدًا للجهات التي تحاول طمس الحقيقة.
تلاعب متعمّد
ووصف الناشط الحقوقي هاني الجنيد التطورات الأخيرة في قضية اغتيال الشهيدة افتهان المشهري بأنها "خطيرة للغاية"، مشيرًا إلى أن هناك محاولات واضحة لتمييـع القضية من قبل مسؤولين ينتمون لحزب الإصلاح، وعلى رأسهم مدير البحث الجنائي في تعز، جميل الصالحي. وأكد الجنيد أن هذه التدخلات تعكس تحكمًا سياسياً في مسار التحقيقات، بما يُعيق الوصول إلى الحقيقة ويهدد العدالة.
وأوضح الجنيد أن التحقيقات الأولية لم تشمل التحفظ على الأدلة الجوهرية، وأبرزها هواتف كل من القاتل محمد صادق الباسق والمحرّض محمد سعيد المخلافي، رغم أهميتها القصوى في كشف شبكة التخطيط والتنفيذ للجريمة. وقال: "تواصلت مع محامين متخصصين، وأكدوا لي أن الهواتف لم تُحجز ولم تُدرس، وهذا يمثل إخفاقًا جسيمًا واستهدافًا متعمّدًا لمسار العدالة، ويُضعف فرص كشف المتورطين الكبار في الجريمة."
وحذّر الجنيد من خطورة استمرار التعامل مع اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، واصفًا إياها بأنها "جهة تفتقر إلى الحياد وتعمل لمصلحة حزب الإصلاح"، مؤكدًا أن التحقيق يجب أن يتم عبر لجنة دولية محايدة لضمان كشف كل الحقائق وتقديم المسؤولين عن التلاعب والمماطلة إلى العدالة. وأضاف أن هذا التلاعب ليس مجرد إخفاق إداري، بل جزء من استراتيجية ممنهجة لإخفاء أدوار القيادات المتورطة وحماية مصالح سياسية على حساب الحق العام.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: المتهم الرئیس لحزب الإصلاح فی الجریمة محمد صادق فی تعز من قبل إلى أن
إقرأ أيضاً:
خلال حملة لضبط المتهمين الهاربين.. الأمن يضبط 11 مجرما
شنت أجهزة وزارة الداخلية بمختلف مديريات الأمن على مستوى الجمهورية حملات أمنية مكبرة، لمواجهة أعمال البلطجة وضبط الخارجين على القانون وحائزى الأسلحة النارية والبيضاء ومروجي المواد المخدرة وإحكام السيطرة الأمنية وحماية المواطنين.
ضبط المتهمين الهاربينوحقتت الحملات خلال24 ساعة عن تحقيق النتائج الإيجابية التالية:- فى مجال ضبط المتهمين الهاربين: ضبط عدد (11) متهم، تم إتخاذ الإجراءات القانونية ، وجارى استمرار الحملات الأمنية.
وفي واقعة أخرى كشفت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، ملابسات مقطع فيديو تم تداوله بمواقع التواصل الاجتماعي، تضمن قيام قائد سيارة نقل ثقيل بنزع اللوحة الخلفية للسيارة، والسير برعونة بأحد الطرق السريعة معرضًا حياته والمواطنين للخطر.
فيديو سيارة نقل ثقيل تسير برعونة على الطريق بالقاهرة، بالفحص أمكن تحديد وضبط السيارة سارية التراخيص وقائدها سائق لا يحمل رخصة قيادة، مقيم بحلوان بالقاهرة، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة على النحو المُشار إليه، وتم التحفظ على السيارة واتخاذ الإجراءات القانونية حيال قائدها.
وعلى صعيد آخر شهد طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي بنطاق مركز وادي النطرون بمحافظة البحيرة، اليوم الثلاثاء، حادثًا مأساويًا أسفر عن مصرع عامل وإصابة 18 آخرين بإصابات متنوعة، إثر انقلاب سيارة ربع نقل كانت تقل عددًا من العمال الزراعيين، وتم نقل المصابين إلى مستشفى وادي النطرون التخصصي لتلقي العلاج اللازم.
تلقى اللواء محمد عمارة مدير أمن البحيرة إخطارًا من مأمور مركز شرطة وادي النطرون، يفيد بوصول بلاغ من شرطة النجدة بوقوع حادث انقلاب سيارة ربع نقل محملة بالعمالة الزراعية على الطريق الصحراوي عند الكيلو 100 اتجاه القاهرة.
وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث، كما دفعت هيئة الإسعاف بـ9 سيارات لنقل المصابين.
وأسفر الحادث عن مصرع العامل باسم فارس أبو الفتوح 25 عامًا، مقيم بمنطقة العامرية بمحافظة الإسكندرية، وتم نقل جثته إلى ثلاجة حفظ الموتى بمستشفى وادي النطرون التخصصي تحت تصرف جهات التحقيق.
كما أصيب في الحادث كل من: محمود السيد عبد اللطيف 19 عامًا، عمرو علي متولي 19 عامًا، أحمد السيد عبد اللطيف 21 عامًا، عبدة خلف عبد الموجود 19 عامًا، محمد خلف عبد الموجود 17 عامًا، يوسف عزت أبو زيد 18 عامًا، مسعود جمال أبو الفتوح 32 عامًا، محمد السيد السعيد 32 عامًا، وائل رمضان عبد السلام 23 عامًا،
إضافة إلى كل من: رمضان خالد أبو الفتوح 23 عامًا، محمود عبد اللطيف أحمد 15 عامًا، مجدي علي السيد 23 عامًا، محمد راضي السيد 23 عامًا، رمضان إدريس السيد 32 عامًا، هشام محمد عطوان 25 عامًا، خالد محمد عطوان 18 عامًا، عمرو جمال آدم سعد 15 عامًا، ومحمود علي حسن قبيصي 30 عامًا.
وجميع المصابين يقيمون بمنطقة العامرية، وتنوعت إصاباتهم بين كسور وكدمات وسحجات متفرقة في أنحاء الجسم، وتم تقديم الإسعافات الأولية لهم داخل مستشفى وادي النطرون، وتم استكمال الفحوص الطبية اللازمة.
وتم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي تولت التحقيق في الحادث لكشف ملابساته وأسبابه