انطلقت مساء اليوم الخميس فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي بحفل افتتاح مميز، حضره نخبة من نجوم وصنّاع السينما من مختلف أنحاء العالم. 

 

ويستمر المهرجان حتى الرابع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

 

شهد حفل الافتتاح حضور مجموعة من الشخصيات البارزة، من بينهم المهندس نجيب ساويرس، مؤسس المهرجان ورئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة، والمهندس سميح ساويرس، مؤسس مدينة الجونة ورئيس مجلس إدارة المهرجان، واللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، والفنانة القديرة يسرا، عضو المجلس الاستشاري الدولي للمهرجان.

كما حضر محمد عامر، المدير التنفيذي لمدينة الجونة والمدير العام لشركة أوراسكوم للتنمية – مصر، وعمرو منسي، المؤسس المشارك والمدير التنفيذي للمهرجان، وماريان خوري، المديرة الفنية للمهرجان، والأستاذ إنتشال التميمي، المدير السابق للمهرجان وعضو اللجنة الاستشارية العليا.

ويأتي هذا الحدث الكبير ليعكس روح مدينة الجونة، التي تُثبت، من خلال مهرجانها السنوي، أنها ليست مجرد وجهة سياحية، بل مدينة رائدة تتموضع كمركز للفن والثقافة في مصر والمنطقة. فمنذ انطلاقه، تبنّى مهرجان الجونة السينمائي دورًا محوريًا في ترسيخ مكانة المدينة كحاضنة للإبداع، ومنصة تحتضن الأصوات المتنوعة وتدعم الحوار الفني، مُجسِّدًا رؤية الجونة كمدينة تنبض بالحياة وتحتفي بالإنسانية عبر الفن. وبفضل طبيعتها وتنوّع مجتمعها، تظل الجونة مدينة شاملة تُرحّب بالجميع، وتستقطب المبدعين ومحبّي الفن من مختلف أنحاء العالم، مما يعكس طابعها الدولي وروحها المتسامحة.

بدأ الحفل بعزف السلام الوطني المصري، لتتبعه مقدمة بصوت الإعلامي أنس بوخش، الذي رافق الجمهور طوال الحفل بصوته الدافئ وحضوره الهادئ، مؤديًا سلسلة من التعليقات الصوتية التي شكّلت الخيط الإنساني للحفل. وتضمّن الحفل أيضًا عرضًا خاصًا للفنان طه دسوقي، الذي أضفى أجواءً من البهجة والمرح. كما عُرض خلال الأمسية فيديو خاص لتكريم الراحلين من أهل الفن، في لحظات امتزجت فيها الدموع بالفخر، واستُعيدت فيها وجوه صنعت تاريخ السينما وبقيت حاضرة في الذاكرة.

وفي فقرة موسيقية استثنائية، قدّمت الفنانة لي لي فريد مجموعة من أغاني الأفلام العالمية والمصرية مثل Nessun Dorma وLa Vie en Rose وVolare  وJai Ho  وتيتو ومافيا، لتأخذ الجمهور في رحلة عبر لغات وثقافات متعددة تعكس روح المهرجان المنفتحة على العالم. وشاركتها الغناء الطفلة عائشة السويدي، كما أضافت المقاطع الصوتية التي قدّمها إيهاب شاوي عمقًا فلسفيًا وإنسانيًا عبّر عن جوهر الحكاية السينمائية والرحلة الداخلية للإنسان في بحثه عن ذاته وعن الجمال.

واختُتم الحفل برسالة إنسانية مؤثرة جاءت في كلمات أنس بوخش التي لخّصت روح المهرجان، مؤكدةً أن ما يجمع البشر أقوى من المسافات والاختلافات، وأن الفنَّ هو مرآة الإنسانية التي توحدنا جميعًا. وبعدها كان عرضُ الألعابِ النارية (الفايروركس) للفنان أحمد عصام إعلانًا ببدء الدورة الثامنة.

وفي تفاصيل الحفل، قدّمت النجمة يسرا، عضو المجلس الاستشاري، جائزة «الإنجاز الإبداعي» للنجمة منة شلبي، وأعربت عن سعادتها بتقديم الجائزة للفنانة منة شلبي، وأشادت بموهبتها وانتقائها الأدوار القوية على مدار رحلتها الفنية.

ومن جانبها، شكرت الفنانة منة شلبي الفنانة يسرا وأساتذتها من الفنانين والمخرجين على مدار رحلتها الفنية، وأعربت عن امتنانها للعمل مع فنانين عظام مثل يسرا، ومحمود حميدة، وليلى علوي، وإلهام شاهين، ومحمود عبد العزيز، وأنهت كلمتها بشكر المخرجين السينمائيين الذين صدقوا في موهبتها، وأهدت الجائزة إلى والدتها الفنانة زيزي مصطفى، والمخرج رضوان الكاشف.

وفي كلمته، قال المهندس نجيب ساويرس، مؤسس مهرجان الجونة السينمائي ورئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة: «أهلًا بكم في الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي، حيث نواصل رحلتنا تحت شعارنا الدائم سينما من أجل الإنسانية. آمنا منذ البداية أن السينما أكثر من مجرد فن، فهي لغة عالمية تكشف جوهر الإنسان وتعكس آلامه وأحلامه، وتمنحه القدرة على تخيّل واقعٍ أكثر عدلًا ورحمة. واليوم نفخر بأن مهرجان الجونة أصبح منارة ثقافية وملتقى تتلاقى فيه الرؤى، وتولد من خلاله الأفكار والأمل من قلب الإبداع».

وقال المهندس سميح ساويرس، مؤسس مدينة الجونة ورئيس مجلس إدارة مهرجان الجونة السينمائي: «منذ خمسةٍ وثلاثين عامًا، وقفت هنا عندما كانت هذه المنطقة لا تزال صحراء. واليوم، يشرفني أن أقف بينكم ونحن نحتفل بالدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي. على مرّ السنين، تطورت الجونة لتكتسب هوية مميزة كمركزٍ للثقافة والإبداع، حيث أصبح المهرجان جزءًا من فعالياتها السنوية».

وأشار سميح إلى أن منصة «سيني جونة» تواصل توفير الفرص لعدد متزايد من المواهب الشابة، لتمكين صنّاع الأفلام الصاعدين ودعم الجيل القادم من رواة القصص، مؤكدًا أن مصر كانت وستظل رائدة في الفن والإبداع والقوة الناعمة، وأنها تواصل إلهام المنطقة والعالم بأسره.

وفي كلمته، أعرب اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، عن سعادته بكتابة فصل جديد في مهرجان الجونة باستضافة محافظة البحر الأحمر، حيث تتحول شاشات العرض إلى ساحات حوار تعكس وجهات نظر تُثري المشهد الثقافي في المنطقة. وأضاف: "إن مدينة الجونة ومحافظة البحر الأحمر قد تم تصنيفهما ضمن أفضل أربع وجهات سياحية على مستوى العالم من حيث مستوى الخدمة والتجربة السياحية". وفي نهاية كلمته، شكر المؤسسين والرعاة وفريق عمل المهرجان.

وقال عمرو منسي، المدير التنفيذي والمؤسس الشريك لمهرجان الجونة السينمائي، خلال كلمته في حفل الافتتاح: «يسعدني أن أرحب بجميع ضيوفنا المميزين، أصدقائنا الأعزاء، ومحبي الجونة، وصنّاع الأفلام، والمنتجين، وكل من يعشق السينما. إنه لشرف حقيقي أن نحتفي سويًا بانطلاق الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي». وأضاف: «حين بدأنا التخطيط لعودة المهرجان هذا العام، كنا نأمل أن يحالفنا الحظ وأن يتزامن الموعد مع حدثٍ مميزٍ على الساحة العالمية، ولحسن الحظ تحقق ذلك، وكأن القدر أراد أن يذكّرنا بأن الفن والثقافة دائمًا يجدان لحظتهما المناسبة».

وأشار إلى أن موعد المهرجان هذا العام يأتي بين حدثين تاريخيين كبيرين في مصر، هما قمة السلام في شرم الشيخ والافتتاح الكبير للمتحف المصري الكبير، معربًا عن فخره بمصر «أرض التاريخ والثقافة والسلام»، وبتحول الجونة إلى مساحة تلتقي فيها الإبداع بالإنسانية.

وأوضح منسي أن الدورة الثامنة من المهرجان تُجسّد روح الإبداع والتجدد التي تميّزه، إذ تقدّم تجربة ثقافية متكاملة تجمع صنّاع السينما من أنحاء العالم، وتشمل عروضًا لأفلام حائزة على جوائز كبرى مثل السعفة الذهبية والأسد الذهبي والدب الذهبي. كما يتضمن البرنامج خمسة أفلام تمثل الترشيحات الرسمية لبلدانها لجائزة الأوسكار، إلى جانب شراكة مميزة مع منصة Netflix التي ستعرض ضمن فعاليات المهرجان فيلم فرانكشتاين.

كما أكّد أن منصة «سيني جونة» تواصل دعمها للمواهب العربية الشابة، موضحًا أن العديد من المشاريع التي احتضنتها المنصة شاركت لاحقًا في مهرجانات عالمية مثل كان وفينيسيا وبرلين ولوكارنو وتورنتو وسندانس. وأشار إلى أن المنصة استقبلت هذا العام أكثر من 290 طلبًا للمشاركة، وهو الرقم الأعلى في تاريخها.

واختتم منسي كلمته بالإشارة إلى دور السينما كأداة للتأثير والتغيير الإيجابي، معلنًا تجديد الشراكة مع الأمم المتحدة ووكالاتها، ومنها برنامج الأغذية العالمي، دعمًا للقضايا الإنسانية الكبرى.

وأعربت المديرة الفنية للمهرجان ماريان خوري عن سعادتها بالمشاركة للمرة الثالثة في افتتاح الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي، مؤكدة أن المهرجان يواصل مسيرته رغم التحديات، ويقدّم برنامجًا ثريًا بالأفلام والنقاشات والمعارض، مع دعم مشروعات الشباب من مصر والعالم العربي، واستضافة نخبة من أبرز صنّاع السينما.

وأشادت خوري بدور السينما كصوتٍ إنساني في مواجهة قسوة الواقع، معبّرة عن فخرها بعودة برنامج «نافذة على فلسطين» الذي يمنح صنّاع السينما في غزة فرصة لرواية قصصهم وتحويل الألم إلى فن، مؤكدة أن «الفن لا يُحتل، وأن الحلم يظل ممكنًا مهما كانت الظروف».

كما احتفت بمسيرة النجمة يسرا، التي وصفتها بالإنسانة والفنانة ذات التأثير الممتد إلى ما بعد الشاشة، من خلال معرض خاص يسلّط الضوء على رحلتها الفنية.

 

وختمت بتكريم المخرج الكبير يوسف شاهين في مئويته، مشيرةً إلى تأثيره العميق على أجيالٍ متعاقبة من السينمائيين، وإلى عرض فيلمه إسكندرية كمان وكمان الذي يجسّد فلسفته بأن الحب هو المحرك الأساسي لتاريخ الإنسانية.

 

كما تم الإعلان عن لجان التحكيم التي ستتولى تقييم الأفلام المشاركة في المسابقات الرسمية للمهرجان، إذ ترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ليلى علوي (مصر)، وتضم جيونا أ نازارو، المدير الفني لمهرجان لوكارنو السينمائي (سويسرا)، ورشيد مشهراوي، مخرج ومنتج (فلسطين، فرنسا) وكاتي كوشروتي، ممثلة (الهند)، وناهويل بيريز بيسكايارت، ممثل (الأرجنتين).

 

أما لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، فيرأسها نيكولا فيليبير، مخرج (فرنسا)، وتضم أسماء المدير، كاتبة ومخرجة ومنتجة (المغرب)، وسونا كارابوغوسيان، ناقدة سينمائية ومبرمجة (أرمينيا)، محمد سعيد أوما، المدير التنفيذي لديكومنتري إفريقيا (جزيرة لا ريونيون)، هالة جلال، كاتبة ومخرجة ومنتجة (مصر).

 

يُقام مهرجان الجونة بالشراكة مع أوراسكوم للتنمية وجهاتها توبان آيلاندز، وفي ضيافة مدينة الجونة، والناقل الرسمي قناة النهار، والشريك الرسمي للفن والتصميم كايرو ديزاين ديستريكت  (CDD)، وشريك السيارات الفاخرة  BMW، وشريك التنقّل الرسمي أبو غالي موتورز، والشريك الرسمي للاتصالات أورانج، والمشروب الرسمي للمهرجان بيبسي، والشريك الرسمي البنك التجاري الدولي (CIB)، بالتعاون مع أون ذا ران، والشريك الداعم للأثر مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، والشريك الرسمي لتذاكر المهرجان تيكت إيجيبت، والشريك الرسمي  Nespresso، وشريك الجيلاتو الرسمي  Dolato، وشريك أسلوب الحياة الصحي  Limitless Naturals، وراعي التألق الرسمي  MAC، وشريك الأثاث الرسمي  Kenda، والناقل الجوي الرسمي مصر للطيران، بالتعاون مع نسكافيه، وتحت رعاية الهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة، ووزارة السياحة والآثار، ووزارة الثقافة المصرية، شريك الجمال الرسمي محمد الصغير، وشريك الاستدامة ميدل إيست جلاس، وشريك الضيافة TLT & Villa Coconut. صمّم البلازا علي حسام علي (ديزاين ستوديو)، وتصميم الإضاءة مصطفى فهمي (لايت ديزاين)، وبتنظيم آي إيفنتس.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجونة مهرجان الجونة السينمائي مهرجان الجونة الفن بوابة الوفد الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السینمائی ورئیس مجلس إدارة المدیر التنفیذی البحر الأحمر مدینة الجونة

إقرأ أيضاً:

مازن الغرباوي يكشف رحلة تأسيس مهرجان شرم الشيخ.. 10 سنوات من الإيمان والتحدي

أقام مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برئاسة الفنان مازن الغرباوي، ندوة الاحتفاء باليوبيل البرونزي للمهرجان، خلال فعاليات الدورة العاشرة، وأدار الندوة المخرج والناقد جمال عبد الناصر، وبمشاركة الفنان مازن الغرباوي رئيس المهرجان، والدكتورة إنجي البستاوي مدير عام المهرجان، والكاتب إبراهيم الحسيني.

واستهل المخرج والناقد جمال عبد الناصر حديثه قائلاً:  في هذه الندوة الخاصة نحتفل معًا ببلوغ مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي محطة فارقة في تاريخه، وهي اليوبيل البرونزي بمرور عشر سنوات كاملة على انطلاقه، عشر سنوات لم يكن المهرجان خلالها مجرد فعالية فنية، بل مشروعًا كبيرًا للنهوض بالمسرح الشبابي عربيًا ودوليًا، ومساحة مفتوحة للإبداع، والتجريب، وتبادل الثقافات، وصناعة جيل جديد من الفنانين.

وأضاف: لقد نجح المهرجان عبر دوراته المتتابعة في أن يرسّخ وجوده كواحد من أهم المهرجانات المسرحية في المنطقة، مستثمرًا موقع شرم الشيخ كمدينة عالمية، ورافعًا شعار الانفتاح على التجارب الشابة، واكتشاف المواهب، وتقديم عروض من مختلف أنحاء العالم.

ومن جانبه قال الفنان مازن الغرباوي: اليوم نحتفي بمرور عشر سنوات على مشروع كان الجميع متكاتفًا فيه، والجميع قدّم الدعم والمحبة هو مشروع مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، اليوم نُكمل عشر سنوات، كانت البداية عام 2013، وكانت سنة ذهبية بالنسبة لي؛ إذ حصلت فيها على جائزة الدولة التشجيعية، وشاركت في مهرجان كبير في فرنسا. وعندما شاركت في هذا المهرجان ومعي فنانون كُثُر، سألنا أنفسنا: نحن كمصريين مبدعون للغاية، فلماذا لا يكون لدينا مهرجان للمسرح والسينما؟ ومن هنا جاءت الفكرة، وقررنا تنفيذها. ومن 2013 إلى 2016 مررنا بمراحل عديدة.”

وأضاف الغرباوي: في عام 2014 قدّمت مسرحية (طقوس الموت والحياة)، وقد كُتب لهذه المسرحية أن تُعرض في مهرجان بالجزائر، وحقّقت نجاحًا كبيرًا جدًا. عقب العرض عقدنا جلسة نقاش حضرتها الأستاذة وفاء الحكيم والفنان  فتوح أحمد، رئيس البيت الفني للمسرح آنذاك، وتحدّثنا فيها عن حلم المهرجان، وكنت وقتها قد سجّلت الفكرة في الشهر العقاري، ثم حدثت حادثة الطائرة، وتواصلت مع الأستاذة وفاء الحكيم التي كانت متحمسة للغاية لفكرة المهرجان، وبالفعل التقيت الدكتورة أمل، وكيلة وزارة الشباب والرياضة حينها، التي تحمست للمشروع جدًا وقررت تنفيذه. قلت لها: بشرط أن أكون رئيسًا للمهرجان، فقالت لي: أنت رئيس المهرجان، ونحن سنقدّم لك كل الدعم. وكانت الدكتورة إنجي هي المدير التنفيذي للمهرجان، وبدأنا في تحريك المشروع.

وتابع الغرباوي:كنت أعمل 18 ساعة يوميًا من أجل التحضير للدورة الأولى للمهرجان، ولولا إيمان مؤسسات الدولة المتمثلة في وزارة الثقافة لما خرج المشروع إلى النور، فقد كان الجميع متكاتفًا لتقديم الدعم للمهرجان في مدينة شرم الشيخ؛ هذا إلى جانب وجود السيدة العظيمة سميحة أيوب التي كانت ترافقنا بعد أن آمنت بنا، وأصبحت الرئيس الشرفي للمهرجان. ولولا هذه السيدة العظيمة لما كان لهذا المشروع أن يُقام. والحقيقة أنني تواصلت مع الفنان محمد مهران الشريك في الفكرة  ليكون مديرًا للمهرجان، لكنه اعتذر.

واستطرد قائلًا:أُقيمت الدورة الأولى في يناير 2016 بمعجزة إلهية، وكانت تحتوي على مسابقة واحدة فقط، وانطلقت دورة الأستاذ الراحل هاني مطاوع. وقد وُلد المهرجان كبيرًا لأن لدينا دقة في التفاصيل، ولأن كل المؤسسات كانت تقف إلى جانبنا. وبعد الدورة الأولى تعرّضنا لهجوم شرس، وكانت هناك أصوات نقدية بناءة، وأصوات أخرى لا نلتفت إليها أبدًا, منذ عام 2017 أعدنا إحياء جمعية نادي المسرح المصري، وأعدنا تشكيل المهرجان، وحاولنا تلافي بعض الأخطاء. تواصلنا مع الهيئة الدولية للمسرح والهيئة العربية للمسرح، وبدأنا في التحرك لتدشين المهرجان كاسم و(براند). كنّا مؤمنين جدًا بالمشروع رغم ما كنّا نعانيه وما نزال نعانيه وسنعانيه من تحديات كثيرة. أُقيمت الدورة الثانية بشكل قوي جدًا. والحقيقة أنه خلال الفترة بين الدورات فهمتُ واستوعبتُ وأدركتُ أنّني لا أمثّل نفسي، بل أمثل بلدي.

وقالت الدكتورة  إنجي البستاوي،: أنا سعيدة بأنني اليوم، في احتفال مرور عشر سنوات، الأمس ذهبت أمس وجلست في أوّل مكان أقَمْنا فيه المهرجان، تذكرت كل الصعوبات التي مررنا بها. وأودّ أن أشكر مازن، لأنه نموذج للشباب المثقف الواعي، وكان يمتلك إيمانًا شديدًا بالفكرة. في ذلك الوقت قال لي: (أنا طالب منك أن تخرجي حفل الافتتاح والختام فقط)، وهذا ما فعلته بالفعل في الدورة الأولى.

وفي الدورة الثانية قال لي: نريدك أن تكوني المدير التنفيذي للمهرجان، لم أكن أعرف ماذا أفعل، لكن مهرجان شرم الشيخ علّمني وصنع شخصيتي الثقافية، ومنحني الوعي، لأن الاحتكاك بكل الفئات فتح لي آفاقًا كثيرة، وكل ذلك بفضل هذا المشروع الذي أنتمي إليه كليًا. مازن صاحب طموح لا ينتهي؛ لم يكتفِ بالنجاح داخل مصر فقط، بل امتدّ الأمر لظهور فروع أخرى للمهرجان.

ومن جانبه قال الدكتور طارق عمار، محرر كتاب اليوبيل البرونزي: دورة اليوبيل هي تتويج لعشر سنوات، ومنذ اللحظة التي تحدثنا فيها عن إعداد هذا الكتاب. ولأنني شاركت في أغلب الدورات، قمت بتوثيق كل دورة على حدة. ولو نظرنا إلى البيانات الموجودة في الكتاب سنجد أن الدورة الأولى أُقيمت في ظروف شديدة القسوة، بعد حادث إرهابي جلل وحصار للمطار، ومع ذلك كانت دورة فارقة.

وتابع: في الدورات التالية وجدنا عدد المسابقات يزداد تدريجيًا حتى وصل إلى أربع مسابقات، إضافة إلى مسابقات خاصة بالبحث العلمي والتأليف المسرحي، ومجموعة مسابقات بدأت تتسع عامًا بعد عام. وقد خرج المهرجان خارج مصر، حيث أقيمت نسخة في بولندا ونسخة أخرى… وهذا لم يأتِ من فراغ. في الكتاب أعددت جزءًا إحصائيًا بالأرقام، سواء ما يتعلق بعدد العروض، أو عدد الدول، أو عدد الإصدارات. وفي النهاية أقول إنني أحب هذه الكتيبة… نحن الآن أمام مهرجان يُعد سوقًا عالميًا.”

وقال الكاتب إبراهيم الحسيني: أنا متواجد في المهرجان منذ دورته الأولى، ومن أول لحظة لاحظت هناك كبير جدًا لدى مازن. عندما دخلت مكتبه في منزله وجدته منظمًا للغاية، وهذا دليل على أن تفكيره منظم جدًا، وكان ذلك واضحًا منذ الدورة الأولى، واليوم، ونحن في الدورة العاشرة، يستضيف المهرجان أسماء كبيرة جدًا، وهذا أمر بالغ الصعوبة، ومع ذلك يحدث.

وتابع؛ هناك دول عربية تتسابق للمشاركة في مهرجان شرم الشيخ المسرحي، عندما يذهب مازن إلى أي مهرجان لا يجلس ليستريح، بل يظلّ يبحث عمّن يمكن أن يستضيفه المهرجان. هو يعمل على المهرجان بعد انتهاء دورته بأسبوع واحد فقط. لقد استطاع مازن أن يحوّل نفسه إلى مؤسسة، من خلال المهرجان، ومن خلال الإصدارات، ومن خلال حضوره القوي على المستوى الدولي.

يقام مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برعاية وزارة الثقافة المصرية برئاسة الدكتور أحمد فؤاد هنو، ووزارة السياحة والآثار برئاسة الوزير شريف فتحي، والهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي برئاسة المهندس أحمد يوسف، تأكيدًا على دعم الدولة للفعاليات الثقافية التي تبرز الوجه الحضاري لمصر وتعزز مكانتها على خريطة السياحة العالمية، في إطار تكامل البعدين الثقافي والسياحي لخدمة أهداف التنمية الشاملة.

كما يحظى المهرجان بدعم كامل من محافظة جنوب سيناء بقيادة اللواء الدكتور خالد مبارك، في إطار التعاون بين المؤسسات الوطنية لتحقيق التنمية الثقافية والسياحية المتكاملة.

وتتولى إدارة الدورة العاشرة الدكتورة إنجي البستاوي، وتحمل الدورة اسم الفنانة الكبيرة إلهام شاهين تكريمًا لمسيرتها الفنية الثرية ودعمها المستمر لقضايا المسرح والفنون، فيما يرأس اللجنة العليا للمهرجان المنتج هشام سليمان، وتحمل الرئاسة الشرفية للمهرجان سيدة المسرح العربي الراحلة سميحة أيوب.

مقالات مشابهة

  • 196 ألف زائر لمهرجان الزيتون خلال 5 أيام… وتوقعات بتجاوز النصف مليون
  • أدريان برودي.. قائمة النجوم العالمين المشاركين في جلسات البحر الأحمر السينمائي
  • أبرزهم النجمة الهندية راي باتشان.. نجوم عالميون يزينون مهرجان البحر الأحمر السينمائي 2025
  • السينما العمانية تسجل حضورا لافتا في مهرجان فجر السينمائي بشيراز
  • وزير الثقافة: مهرجان شرم الشيخ مساحة حيّة تُجسّد طاقات الشباب
  • تكريم نخبة من رموز المسرح في ختام مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي.. صور
  • القائمة الكاملة لجوائز مهرجان الدوحة السينمائي
  • ختام فعاليات مهرجان الفيوم السينمائي الدولي الثاني لأفلام البيئة والفنون المعاصرة
  • مازن الغرباوي يكشف رحلة تأسيس مهرجان شرم الشيخ.. 10 سنوات من الإيمان والتحدي
  • الامارات تستضيف المهرجان السينمائي الاماراتي الايطالي الاول