توفي عالم الفيزياء الصيني الشهير الحاصل على جائزة نوبل تشين نينج يانج، اليوم السبت، في العاصمة بكين عن عمر 103 أعوام.

وذكرت شبكة تليفزيون الصين الدولية «سي جي تي إن»، أن يانج ولد في مدينة هيفاي بشرق الصين في عام 1922، ثم سافر في أربعينيات القرن الماضي إلى الولايات المتحدة لاستكمال دراسته الأكاديمية حيث تقلد هناك عدة مناصب في سلك التدريس.

وفاز يانج بجائرة نوبل في الفيزياء عام 1957، كما شارك مع العالم الأمريكي روبرت ميلز في وضع نظرية يانج-ميلز التي تعد أحد أهم إنجازات القرن العشرين في الفيزياء.

وبعد عودته إلى الصين، عمل إستاذا في جامعة تسينجهوا المرموقة، وساهم على مدى 20 عاما في تنمية وتوظيف المواهب الشابة وتعزيز التبادلات الأكاديمية الدولية.

اقرأ أيضاًبعد حصول ماريا كورينا ماتشادو على نوبل للسلام.. فنزويلا تغلق سفارتها في النرويج

رغم وقف الحرب في غزة.. السبب الحقيقي وراء خسارة ترامب جائزة نوبل للسلام 2025

«مسيسة».. أول تعليق من البيت الأبيض بعد خسارة ترامب جائزة نوبل للسلام 2025

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الصين نوبل العالم الأمريكي

إقرأ أيضاً:

جائزة نوبل تعترف أخيرا بما هو الأهم في علم الاقتصاد

ماثيو لين

اتسعت فجوة اللامساواة على نحو مطّرد، ولا شيء سوى الضرائب على الثروة يمكنه إصلاحها. حفنة من الاحتكارات تزداد قوة وسطوة، ونحتاج إلى تنظيم أشد صرامة لكبحها. ولا يمكن إلا لسياسة صناعية بعيدة النظر تقودها الدولة أن تعزّز القاعدة الصناعية وتُنجز الانتقال إلى مجتمع محايد كربونيا.

أي متابع عابر لحالة الجدل الاقتصادي طوال العقد الماضي كان قد يخلص بسهولة إلى أن مفكريه الأبرز ينتمون كلهم إلى اليسار، وأن الدولة الأكبر والأقوى وحدها قادرة على حل قضايا عصرنا الكبرى. ومع ذلك، منحت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم يوم الاثنين أرفع الجوائز العلمية لثلاثة مفكرين اقتصاديين من تقليد مختلف تماما.

الدرس الجوهري في أعمال جويل موكير، وفيليب أغيون، وبيتر هاويت -الفائزين الثلاثة بجائزة نوبل التذكارية في الاقتصاد- هو أن السر الحقيقي لازدهار السوق يكمن في ريادة الأعمال والابتكار -وأن علينا أن نتعلم ذلك من جديد.

موكير وأغيون وهاويت ليسوا أسماء مألوفة للجميع. لكن هذه الثلاثية -الأمريكي الإسرائيلي، والفرنسي، والكندي، على الترتيب- أدّت دورا حاسما في تفسير سبب تفوق اقتصادات السوق الحرة -رغم دوراتها من الانتعاش والركود، وتفاوتاتها الفجة، واستهلاكها الضخم للموارد الطبيعية- على كل نظام آخر، مرة بعد مرة.

صحيح أن الأسواق الحرة تواجه تحديات كثيرة، وتخرج عن السكة بين حين وآخر. لكنها بارعة جدا في الابتكار.

صاغ الاقتصادي النمساوي جوزيف شومبيتر، الذي لم ينل جائزة نوبل في الاقتصاد (إذ توفي قبل تأسيسها)، مصطلح «الهدم الخلّاق» لوصف العملية التي يبحث فيها رواد الأعمال بلا كلل عن فرص لهدم المنتجات والعمليات القديمة واستبدالها بأخرى جديدة أفضل. وبينما بدت النماذج التقليدية -من آدم سميث إلى كارل ماركس إلى جون ماينارد كينز- في معظمها «ساكنة»، كانت اقتصاديات شومبيتر مائعة إلى ما لا نهاية، تنهض فيها صناعات وتكتلات وتتهاوى في موجات متتابعة من الاضطراب. إنجاز موكير وأغيون وهاويت تمثّل في البناء على تلك البصيرة الأساسية وتفصيلها: فالهدم الخلّاق ليس واقعا فحسب، بل يمكن قياسه رياضيا وإظهار حضوره من حولنا.

إن اعتراف الأكاديمية بذلك اليوم أكثر دلالة من أي وقت مضى. فعلى مدى العقد الماضي انشغل علم الاقتصاد بقضايا التوزيع. كان لعمل الفرنسي توماس بيكيتي، ودعواته إلى ضرائب ضخمة على الثروة، تأثير هائل. وبالمثل، رأى منظّرو المنافسة ضرورة تشديد تنظيم الشركات العملاقة. وأصر «اللوبي الأخضر» على أن الدولة وحدها قادرة على إنقاذنا من كارثة مناخية. وحتى «غورو» النظرية النقدية الحديثة (MMT) أفتوا لنا بأن مزيدا من اقتراض الحكومة وإنفاقها يعود بالنفع على الجميع: فقط اطبعوا المزيد من الدولارات وكل شيء سيصير على ما يرام.

والواقع أن إدارة بايدن سعت، بطرق عديدة، إلى تطبيق كثير من تلك الأفكار. ورغم أن البيت الأبيض في عهد ترامب لا ينشغل عادة بالنظريات، يصعب تجاهل الشبهة بأنه يتعاطف -ولو جزئيا- مع أولئك الأساتذة الرائجين الذين يجادلون بأن العجز لا يهم.

لا خلاف على أنّ القضايا المذكورة آنفًا خطيرة. فطبقة جديدة من «البلوتوقراطيين» قد تكون راكمت ثروة ونفوذا يفوقان الحدّ. وعمالقة التكنولوجيا يمتلكون قوة سوقية على نطاق لم نعرف له مثيلا من قبل، ويجب أن نفهم ما إذا كان ذلك مُضرا. ومع ذلك، فإنّ خلق الثروة، لا توزيعها، هو قلب المحرّك الذي يدفع السوق الحرّة. قد تتمكّن الأنظمة الأخرى من مجاراة معدّلات الاستثمار فيها وتقليد نُظم الإنتاج لديها. لكنّها لا تستطيع مجاراة قدرتها على تخيّل الجديد. وذلك هو «المكوّن السرّي».

لم تحظَ ريادة الأعمال، خلال العقدين الماضيين، بكثير من المنافحين الحقيقيين عنها. ففي أوروبا، وللأسف، تكاد تُطفأ شعلتها، وقد سُحقت تحت وطأة اللوائح والضرائب. وفي الصين، كثيرا ما تُخنق داخل دولة حزب واحد استبدادية. وحتى في الولايات المتحدة، موطنها الطبيعي دائما، ظهرت مؤشرات مقلقة على تراجعها؛ إذ إنّ «معدّل دخول المنشآت الجديدة» -وهو مقياس شائع لعدد اللاعبين الجدد الذين يدخلون سوقا ما- يتراجع بانتظام منذ سبعينيات القرن الماضي، وإن كانت أعداد الشركات الناشئة قد عادت للارتفاع على نحو مشجّع منذ الجائحة.

ومع ذلك، حتى في الولايات المتحدة، لم تتلق الشركات الناشئة دعما حقيقيا يُذكر. فقد علّقت إدارة بايدن قدرا مفرطا من الأمل على استراتيجية صناعية يصوغها التكنوقراط. بينما يضع البيت الأبيض في عهد ترامب ثقة كبيرة في سياسات التجارة والرسوم الجمركية، ناسِيا أن الحمائية من أكثر الوسائل كفاءة في قتل الابتكار.

لقد ذكّرنا الفائزون بجائزة نوبل هذا العام بأنّ ذلك المؤسِّس الوحيد الذي يعبث بفكرته في مرآب ما هو المحرّك الحقيقي للازدهار.

ومن يدري؟ لِمَ لا نقدّم لهؤلاء بعض التشجيع أيضا. فبدعم سياساتي سليم، لا يزال في وسعهم أن يصنعوا المعجزات.

مقالات مشابهة

  • رسائل ترامب.. إنهاء حرب أوكرانيا ومواجهة الصين وخسارة نوبل
  • ترامب: أنهيت ثماني حروب ولم أحصل على نوبل للسلام .. والجائزة لا تعنيني في الأساس
  • الشبكة يرصد حل غسالة نوبل للسلام السحري لإزالة جرائم الحرب
  • لست مهتما بها.. ترامب: لم أحصل على نوبل للسلام رغم إنهائي 8 حروب
  • بين الأسطورة والشائعات .. سر غياب الرياضيات عن جوائز نوبل كل عام؟
  • زعيمة المعارضة الفنزويلية ترحب باتفاق إطلاق سراح الرهائن في غزة
  • من هلسنكي إلى أوسلو.. هل اظلت نوبل طريقها إلى عمّان؟
  • جائزة نوبل تعترف أخيرا بما هو الأهم في علم الاقتصاد
  • الصليب الأحمر الأكثر تتويجًا بجائزة نوبل .. تعرف على السبب