بوابة الوفد:
2025-10-18@09:53:33 GMT

خطورة تتبع عورات الآخرين وتداولها بين الناس

تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT

تتبع عورات الآخرين.. قالت دار الإفتاء المصرية إن التشهير بما تمَّ الحصول عليه من خلال تتبع عورات الآخرين وانتهاك حياتهم الخاصة والتلصّص على أحوالهم وتحسس أفعالهم، وبَثُّهُ أو شيء منه، وجعلُ ذلك عرضة للتداول بين الناس أيًّا كانت الوسيلة إلى ذلك: فإنه يُعدُّ هتكًا لستر الآخرين، وهو فعلٌ محرمٌ شرعًا، وموجب للإثم والعقوبة إن لم يلحقه توبة؛ لحديث معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ بَغَى مُؤْمِنًا بِشَيْءٍ يُرِيدُ بِهِ شَيْنَهُ؛ حَبَسَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ» أخرجه أحمد.

تتبع عورات الآخرين ونشرها:

وأوضحت أن القيام بتصوير الأفعال الفاضحة للآخرين ونشرها على منصات التواصل الاجتماعي وغيره؛ يُعدُّ إشاعة للفاحشة في المجتمع ومن التعدي على قيمه وثوابته، كما أنه عمل محرمٌ شرعًا ومجرمٌ قانونًا.

تتبع عورات الآخرين

وأوضحت الإفتاء أن الإسلام حرص على احترام خصوصية الإنسان، وهو أمر داخل في مقصد حفظ العرض، وهو أحد المقاصد الكبرى للشريعة، وشرع الله عزَّ وجلَّ لأجل ذلك من الأحكام والتشريعات ما يحفظ به للإنسان حقه في الخصوصية، في هيئته وصورته، وهذا ليس مقصورًا على أن يخترق الإنسان سترًا مسدلًا أو أن ينظر إلى عورةٍ، بل هو نهيٌ عن عموم اختراق خصوصية الآخرين بغير علمهم وبغير ضرورة لذلك.

ولما كان حفظ خصوصيات الجسد في هيئته وصورته أمرًا واجبًا؛ لا يحل استباحته إلا لسبب مما استقر على تسميته بأسباب الإباحة، وهي حالات تبيح -على خلاف الأصل- ما كان محظورًا؛ كأن يكون له سلطة قانونية تبيح له هذا التصوير: فقد جعلت الشريعة الإسلامية من آدابِ الطريق العام: غض البصر؛ فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ» فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ؛ إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: «فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا» قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: «غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ» متفق عليه.

وإذا كان من آداب الطريق، غض البصر، وكفُّ الأذى، فإن تصويرَ الناس فيه دون علمهم يشتمل على تجاوز غض البصر إلى استراق النظر وخرق الخصوصية التي كفلها الشرع الحنيف لعباده.

التحذير من تتبع عورات الناس وعيوبهم ونشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي

وأكدت الإفتاء أن الشرع الشريف أمر بالستر وغض الطرف عن عثرات الناس وعيوبهم، وعدم تتبع عوراتهم، وعدم التشهير بهم؛ لئلا يكون سببًا في نشر السوء من وجه، وسترًا وعونًا على التوبة وإصلاح النفس من وجه آخر؛ فعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".

وفي رواية أخرجها الإمام ابن ماجه في "سننه": «مَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كَشَفَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ بِهَا فِي بَيْتِهِ»؛ قال الإمام الصنعاني في "سبل السلام" (2/ 638، ط. دار الحديث): [من ستر مسلمًا اطلعَ منه على ما لا ينبغي إظهارهُ من الزلاتِ والعثراتِ، فإنه مأجور بما ذكره من سترهِ في الدنيا والآخرة؛ فيسترهُ في الدنيا بألَّا يأتي زلةً يَكْرَهُ اطلاعَ غيرهِ عليها، وإن أتاها لم يُطلعْ الله عليها أحدًا، وستره في الآخرة بالمغفرة لذنوبه وعدم إظهار قبائحه وغير ذلك] اهـ.

حكم تتبع عورات الآخرين وتصوير ما يخل بالحياء العام ونشره

وأضافت الإفتاء أن تصوير ما يُخلّ بالحياء العام ونشره على وسائل التواصل، وجعلُ ذلك عرضة للتداول بين الناس أيًّا كانت وسيلة النشر والغرض منها -التربح أو إنكار المنكر أو الانتقام -أمرٌ يتعارض مع ما سبق ذكره، ويُعدُّ هتكًا لستر الآخرين بغير سبب مبيح، وهو إشاعة للفاحشة في المجتمع، فهو فعلٌ محرمٌ شرعًا، وموجب للإثم والعقوبة إن لم يلحقه توبة؛ لقول المولى عزَّ وجلَّ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النور: 19].

وعن معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «وَمَنْ بَغَى مُؤْمِنًا بِشَيْءٍ يُرِيدُ بِهِ شَيْنَهُ حَبَسَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ» أخرجه الإمام أحمد في "المسند"، وأبو الشيخ الأصفهاني في "التوبيخ والتنبيه".

وفي رواية: «وَمَنْ قَفَّا مُسْلِمًا بِشَيْءٍ يُرِيدُ بِهِ شَيْنَهُ» أخرجها ابن أبي الدنيا في "الصمت"، والطبراني في "المعجم الكبير".

وفي رواية أخرى: «وَمَنْ رَمَى مُسْلِمًا بِشَيْءٍ» أخرجها أبو داود في "سننه".

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تتبع عورات الآخرين حكم تتبع عورات الآخرين تتبع عورات الآخرین الله علیه ى الله الله ع

إقرأ أيضاً:

كلمات تفيض وجعًا.. باحث بجامعة كفر الشيخ ينعى والده أمام المشيعين بكلمات أبكت الجميع

نعى الدكتور حمادة رمضان السيد علي، الباحث بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ، وأحد أبناء مدينة مسير والده، قبل صلاة الجنازة عليه بكلمات مؤثرة، أدمت قلوب المشيعين قبل عيونهم.

قال الابن للمشيعين : شكر الله سعيكم جميعا، ولا أراكم الله مكروها في عزيز لديكم، وجعل سعيكم في ميزان حسناتكم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 في الواقع، في مثل هذه المواقف، يعجز اللسان عن الكلام، ولكن لا نقول إلا ما علمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم: “إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا أبي لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون.”

 أبي، لا أدري من فارق وغادر الحياة... أأنت أم أنا؟ فمنذ رحيلك، لم أعد أشعر أنني ما زلت فيها. أبي، أنا من مات، ومن مات أنا، لقي الموت كلانا مرتين. هل حقا يا أبي، أن الطيبين يغادرون الدنيا سريعا؟ وكأنهم يقولون لنا: “لا مكان لنا بينكم، فقد ضاقت علينا الأرض بما رحبت.”

 أبي، إن فقدك ليس حدثا عابرا، بل زلزال هز أعماق قلبي، وغير معالم حياتي. أبي، لو كانت الدموع ترد غائبا، لما جفت عيني على فراقك، ولو كان الحنين يحيي من مات، لعدت إلي في كل لحظة أشتاق فيها إليك.

ولكن، ما أكرم الله في قضائه، وما أعدله في حكمه، وما أرحمه بعباده. في الحقيقة، لقد كان أبي _رحمه الله_ رجلا تقيا نقيا، عفيف اللسان، صائما، قانتا لله عز وجل، كان قلبه معلقا بالمساجد، دائم الذكر والشكر لله، لم أره في يوم من الأيام يسلك طريق الغيبة والنميمة، فلقد كان رجلا مستقيم الحال، يراعي ربه في أفعاله وفي أقواله.

 كان حريصًا كل الحرص على أن يخرج من هذه الدنيا بسلام، فلم أره في يوم من الأيام يكره أحدا أو يتحدث عن أحد بسوء، كان محبا للجميع، والجميع يشهد له بذلك. كان من رواد المساجد، وشهد له الناس بالإيمان، ومن شهد له الناس بالإيمان دخل الجنة، فأنتم خلفاء الله في أرضه، كما قال النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.

أيها الأحبة، عانقوا من تحبون، وانظروا إليهم جيدا، وتأملوا ملامحهم قبل أن يفارقوكم، فقد فارقني حبيبي بالأمس، وأجبرت على وداعه. أبي، كل دعائي لك بالرحمة والمغفرة والفردوس الأعلى من الجنة، وسلاما عليك إلى أن نلتقي في دار لا فراق فيها ولا ألم، يا أعز الناس.

 أبي، سأدعو لك في كل سجدة، وسأذكرك في كل دعاء، وسأحمل في قلبي ما علمتني إياه، وأسير على خطاك، حتى ألتقي بك في دار لا فيها فراق، ولا فيها وجع، ولا فيها دمع يخفى.

وختاما، وحتى لا أطيل عليكم، من كان له دين عند أبي، فأنا وإخوتي كفيلون بسداده، سواء كان هذا الدين ماديا أو معنويا. وبذلك، فقد برئت ذمته أمام الله عز وجل، وانتقلت كافة ما عليه من حقوق وديون، سواء كانت مادية أو معنوية، إلى ورثته الشرعيين، ومن أراد أن يعفو فجزاه الله خيرا، ولكن بعد أن يعلمني.

 سائلين الله أن يتقبل منه صالح أعماله، ويجعل ما قدمه في حياته سببا لرضوانه ومغفرته، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، ونوره برحمتك، وارزقنا الصبر يا أرحم الراحمين.

قولوا جميعا: سامحك الله، سامحك الله، سامحك الله.

صلاة الجنازة، أثابكم الله.

طباعة شارك كفر الشيخ رثاء نعي مدينة مسير أخبار كفر الشيخ

مقالات مشابهة

  • دار الإفتاء تحذر من التشهير وتتبع العورات.. وتؤكد: فعل محرم ويوجب العقوبة
  • يسري جبر: أقرب طريق لإصلاح الزوج كثرة الصلاة على النبي
  • عالم أزهري: أقرب طريق لإصلاح الزوج من سوء الخلق كثرة الصلاة على النبي
  • إحسان الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم اليوم الجمعة
  • حكم كلام القائمين على المسجد أثناء خطبة الجمعة لتنظيم الناس.. الإفتاء تجيب
  • حكم الكسب المبني على الغش وخداع الناس..الإفتاء توضح
  • خطورة أداء العبادات التي تتضمن المشقة على الكبار والمرضى
  • فتاوى وأحكام..هل الكلام على الآخرين ينقض الوضوء؟..هل شراء شقة عبر البنك يعد ربا بسبب الفائدة؟..هل يجب تغطية المرأة قدميها في الصلاة؟
  • كلمات تفيض وجعًا.. باحث بجامعة كفر الشيخ ينعى والده أمام المشيعين بكلمات أبكت الجميع