الثاني خلال شهر.. هجوم غامض يستهدف شحنة غاز إيرانية تابعة للحوثي
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
أثار الغموض والتضارب حول تفاصيل وملابسات احتراق ناقلة غاز، السبت، قبالة سواحل محافظة أبين في خليج عدن، الشكوك حول طبيعة الحادثة وعلاقتها بحوادث غامضة استهدفت ميناءً نفطيًا خاضعًا لسيطرة مليشيا الحوثي.
واشتعلت النيران في ناقلة الغاز المُسال MV FALCON في وقتٍ مبكر من صباح السبت، على بُعد 113 ميلًا بحريًا جنوب شرق ميناء عدن باليمن، وكانت في طريقها إلى ميناء جيبوتي.
فبحسب هيئة النقل البحري في المملكة المتحدة (UKMTO)، فإن الناقلة "أصيبت بمقذوف مجهول ما أدى إلى اندلاع حريق"، في حين أوضحت شركة "أمبري" البحرية البريطانية أن الناقلة، التي ترفع علم الكاميرون، أصدرت نداء استغاثة بعد انفجار على متنها لم يتضح سببه بعد.
وهو ما ذكرته أيضًا هيئة العمليات البحرية الأوروبية "أسبيدس" في بيانات لها، أشارت فيها إلى أن النيران اشتعلت في الناقلة بعد انفجارٍ على متنها، وأوضحت أن سبب الانفجار غير واضح حتى الآن.
مضيفةً أن نحو 15% من السفينة مشتعلة، ومحذّرةً السفن القريبة من المنطقة من ضرورة الحفاظ على مسافة آمنة تحسبًا لخطر الانفجار، نظرًا لأن الناقلة المعنية محمّلة بالكامل بالغاز الطبيعي المسال.
المهمة الأوروبية أكدت أنها شرعت في عملية إنقاذ جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 26 فردًا (أوكراني واحد و25 هنديًا)، موضحةً أنها تمكنت من إجلاء 24 بحارًا، فيما أشارت إلى أن اثنين من أفراد طاقم الناقلة من الجنسية الهندية ما زالا في عداد المفقودين.
اللافت في الحادثة، كان مسارعة مليشيا الحوثي الإرهابية — ولأول مرة — إلى إصدار نفيٍ رسمي لعلاقتها بمهاجمة الناقلة، كما كان لافتًا أيضًا التضارب في البيانات المتعلقة بمسار الناقلة.
ففي حين نقلت وكالة "رويترز" عن شركة "أمبري" أنها انطلقت من ميناء صحار العُماني متجهةً صوب جيبوتي، قدّمت تقارير إعلامية ونشطاء مختصون بتتبع حركة السفن روايةً أخرى.
إذ أشاروا إلى أن السفينة قامت بتحميل حمولتها من الغاز من ميناء عسلوية الإيراني في 25 سبتمبر الماضي، وكانت في طريقها إلى رأس عيسى الخاضع لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية.
في حين كشف ناشطون يمنيون وأجانب تفاصيل مهمة عن الناقلة، مؤكدين أن لها تاريخًا طويلًا في تزوير بياناتها وحركتها، بخلاف ما تُظهره صور الأقمار الصناعية التي تفضح تحركاتها المشبوهة بهدف نقل الغاز الإيراني والروسي بعيدًا عن العقوبات الغربية.
ونقلت تقارير لوسائل إعلام أمريكية عن منظمة "متحدون ضد إيران النووية"، وهي جماعة ضغط مقرها نيويورك، أن سفينة "فالكون" تعمل ضمن ما يُسمّى بـ"أسطول الظل" من السفن التي تنقل المنتجات النفطية والغازية الإيرانية في أعالي البحار، بالتحايل على العقوبات الدولية.
هذه المعلومات والبيانات تُذكّر بالحادثة الغامضة التي وقعت قبل شهرٍ بالتحديد في ميناء رأس عيسى شمالي الحديدة، الخاضع لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، واستهدفت ناقلة تحمل شحنة من الغاز الإيراني.
>> هجمات غير مُعلنة على الميناء النفطي.. حربٌ إسرائيلية صامتة لخنق الحوثي ماليًا
الهجوم الذي منع تفريغ الشحنة، جاء ضمن هجمات مجهولة تعرض لها الميناء خلال الأسابيع الماضية، وفق ما كشفته مصادر صحفية في الحديدة، وسط تكتمٍ شديد من قبل المليشيا الحوثية.
إلا أن الهجوم الذي استهدف الناقلة، التي كان على متنها 27 بحارًا باكستانيًا، كسر تكتم مليشيا الحوثي، حيث أكد وزير الداخلية الباكستاني في تصريحاتٍ له عقب الإفراج عن طاقم الناقلة أنها تعرضت لهجومٍ إسرائيلي بطيرانٍ مُسيّر.
وهو ما يُثير التساؤلات حول ما إذا كان الهجوم على الناقلة "فالكون" يأتي ضمن سياق حربٍ صامتة تشنّها إسرائيل لقطع التمويل الإيراني عن مليشيا الحوثي عبر شحنات الغاز المجانية.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی
إقرأ أيضاً:
الإعلام العبري: مصر تجني مليارات الدولارات سنوياً من الغاز الإسرائيلي
صراحة نيوز- كشف تقرير لموقع Bizportal الإسرائيلي عن أن مصر تحقق أرباحاً بمليارات الدولارات سنوياً من استيراد الغاز الإسرائيلي، حيث يتم تزويد مصر بالغاز عبر حقل ليفياثان الإسرائيلي، الذي يُستخدم أيضاً للتصدير، وتصل نسبة الأرباح التي تعود إلى مصر إلى نحو 80%. ويتوقع أن تزود إسرائيل مصر بالغاز بقيمة إجمالية تبلغ 130 مليار دولار خلال الخمس عشرة سنة القادمة، جزء منها سيُعاد تصديره إلى أوروبا.
وأضاف التقرير أن مصر ستبدأ في نوفمبر المقبل زيادة صادراتها من الغاز الطبيعي المسال إلى الأسواق الأوروبية، في حين تستمر في استيراد الغاز من إسرائيل لتلبية احتياجاتها المحلية المتزايدة، رغم امتلاكها احتياطيات غاز خاصة بها. وأوضح التقرير أن هذا التحرك التجاري له أبعاد سياسية أيضاً، حيث يُعد جزءاً من دعم اتفاقيات السلام وتعزيز المصالح المشتركة بين الدول.
وأشار التقرير إلى أنه وفق أحدث الاتفاقيات، ستصدر مصر عبر حقل ليفياثان نحو 130 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي حتى عام 2040، مع تنفيذ خط أنابيب جديد يُطلق عليه اسم “نيتزانا”، لزيادة سعة النقل بمقدار 600 مليون قدم مكعب يومياً. وسيتيح هذا المشروع، الذي تقوده شركة شيفرون وشركات إسرائيلية، تصدير الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا ودعم البنية التحتية للطاقة في مصر.
ومن المتوقع أن تتجاوز الصادرات الإسرائيلية إلى مصر 12 مليار متر مكعب سنوياً بحلول 2029، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف الكميات السابقة، مع أرباح تصل إلى مليارات الدولارات سنوياً، نتيجة فرق الأسعار بين الغاز المصدر محلياً والمباع بعد التسييل في أوروبا. وتُعد مصر من خلال هذا الاتفاق مصدراً بديلاً للطاقة للأسواق الأوروبية بعد توقف واردات الغاز الروسي، مما يعزز دورها الاستراتيجي في سوق الطاقة العالمي.
وفي سياق آخر، كشفت وزارة البترول المصرية عن خطط لحفر 480 بئراً استكشافية خلال السنوات الخمس المقبلة باستثمارات تبلغ 5.7 مليار دولار، ضمن جهود الدولة لتطوير قطاع الطاقة وتعزيز إنتاج الغاز الطبيعي المحلي.