الحوثيون يقتحمون مبنى سكني لموظفي الأمم المتحدة في صنعاء
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
اقتحمت جماعة الحوثي، السبت، مبنى تابع للأمم المتحدة في العاصمة اليمنية صنعاء، في ظل حملة مستمرة استهدفت موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرة الحوثيين.
وقالت مصادر محلية إن جماعة الحوثي اقتحمت مبنى سكني لموظفي الأمم المتحدة في صنعاء، وأجبروا الموظفين على الخروج من مساكنهم إلى الدور الأرضي وباحة المبنى.
وأشارت المصادر، إلى قيام عناصر الجماعة بعملية تفتيش واسعة على المساكن، في الوقت الذي صادرت أجهزة حواسيب وهواتف الموظفين.
وبحسب المصادر فقد احتجزت جماعة الحوثي العديد من موظفي الأمم المتحدة، في الوقت الذي لم تعلق الأخيرة على الحادثة حتى اللحظة.
وتأتي هذه الحادثة، بعد يومين من اتهام زعيم جماعة الحوثي، العاملين في المنظمات الإنسانية والأممية بالضلوع والمشاركة في أعمال تجسسية لصالح إسرائيل، واستهداف حكومة الحوثيين برئاسة "أحمد غالب الرهوي"، غير المعترف بها دوليا في نهاية أغسطس الماضي.
وقال زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في كلمة له، دأب على إلقائها يوم الخميس من كل أسبوع: "نؤكد حضورنا وجهوزيتنا في أي تطورات أخرى في مستوى هذا الموقف، وعبرنا عنه في كلمات ومناسبات متعددة، والقاعدة مع العدو وإن عدتم عدنا، ونحن مستمرون على هذا الأساس وواثقون بنصر الله سبحانه وتعالى ومؤمنون بيقين تام بوعد الله الحق في القرآن الكريم عن مآلات القضية والصراع بين أمتنا والعدو الإسرائيلي".
وأوضح الحوثي، أن من سماهم بـ "الأعداء"، حاولوا تحريك الكثير من الخلايا التجسسية التي تعمل لصالحهم لتوفير المعلومات والإحداثيات وتنفيذ عمليات إجرامية، مبينًا أن تلك الخلايا التجسسية تسعى لـ "إثارة الفوضى في الداخل لمصلحة الأمريكيين والإسرائيليين".
وقال: "كل المسارات التخريبية التي تستهدف أمن شعبنا فشلت فشلًا كبيرًا مقارنة بما قدمه الأعداء في هذا الجانب من إمكانات هائلة ومغرية، وخلايا العدو التجسسية ضد بلدنا حظيت بتدريب كبير وزُودت بوسائل حساسة وخطيرة".
وكشف الحوثي، عن من سماهم بـ "أخطر الخلايا التجسسية"، والتي نشطت لمنتسبي منظمات تعمل في المجال الإنساني، وأبرزها "برنامج الغذاء العالمي واليونيسف، وخلايا تجسسية كانت تحتمي بالانتساب إلى المنظمات الإنسانية، وتجعل من ذلك غطاءً لنشاطها العدواني الخطير"، حد وصفه.
وأضاف: "حصلنا على معلومات قاطعة عن الدور التجسسي العدواني الإجرامي للخلايا التي تم اعتقالها من المنتسبين للمنظمات الإنسانية، ومن الجرائم البارزة لتلك الخلايا التجسسية من المنتسبين للمنظمات، أن لها الدور الأساس في الاستهداف الإسرائيلي لاجتماع الحكومة".
وتابع: "كان هناك دور أساس في جريمة استهداف الحكومة برصد الاجتماع وإبلاغ العدو الإسرائيلي ومواكبة الجريمة، وهناك دور لخلية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي على رأسها مسؤول الأمن والسلامة لفرع البرنامج في اليمن، ونحن على ثقة وتأكد تام من الحقائق المتعلقة بالخلايا المنتسبة للمنظمات، ونمتلك عليها كل الدلائل".
وأشار الحوثي، إلى ما سماه بـ "الحرص على توضيح خلايا تلك المنظمات"، لأن "البعض لا يعون الحقائق ويتأثرون بالضجة الإعلامية ويتصورون بأن هناك استهداف غير مبرر لتلك الخلايا وعدم تقدير لدورها في المنظمات الإنسانية".
وأردف: "حريصون على ما فيه الخير لشعبنا وخدمته، لكن المسألة لا تختلف أبدًا عن مصائد الموت التي لعب بها الأمريكي في قطاع غزة إلا في الشكل، لأن الأمريكي والإسرائيلي رأوا في المنظمات الإنسانية غطاءً مهمًا يحمي تلك الخلايا من الاعتقال ويسهل تحركها بالإمكانات التي تم تزويدهم من أجهزة ووسائل رصد واستهداف، وأجهزة تقنية لاختراق الاتصالات".
وتحدث زعيم الحوثيين، عن تزويد خلايا المنظمات بأجهزة وإمكانات تجسسية تستخدمها عادة أجهزة الاستخبارات العالمية، مؤكدا أن لديهم "أدلة بذلك"، في الوقت الذي وجه اللوم للأمم المتحدة وتلك المنظمات، في الوقت الذي اعتبر توجيه اللوم للأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين في صنعاء محاولة لتبرئة من سماهم بـ "المجرمين"، وتلك الخلايا التي قامت بذلك الدور "الإجرامي".
وأوضح أنه "في كل العالم حتى في البلدان الغربية وفي مواثيق الأمم المتحدة ليس هناك أي نص أو قانون يبيح للمنتسبين إلى المنظمات الإنسانية أو المنظمات الأممية أن تقوم بالأعمال التجسسية والعدوانية والإجرامية في أي بلد، ولا يوجد ما يحمي منتسبي المنظمات الإنسانية من المحاسبة والمساءلة ويبيح لها ذلك".
وأكد الحوثي، أن ما قامت به تلك المنظمات، خارج عن دورها الإنساني، مشيرا إلى أن "دورها عدواني إجرامي يستهدف شعبًا ودولة، وما يجري من تهويل ولوم وضغط إعلامي وسياسي إنما يهدف فقط لتأمين حماية الخلايا لتواصل نشاطها الإجرامي ضد الشعب اليمني".
وتابع: "كان هناك محاولة لإثارة الفتن والفوضى وتمزيق النسيج الاجتماعي، لكنها فشلت فشلًا ذريعًا، لأن شعبنا العزيز انطلق من منطلق إيماني وجهادي وهو مستمر في بناء قدراته ومحافظ على كل عناصر القوة".
ويوم أمس الأول، دعا المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، إلى إطلاق سراح الموظفين الأممين المختطفين لدى جماعة الحوثي خلال حملتها الأخيرة وآخرين اختطفوا خلال الأعوام الماضية.
وبحسب بيان صادر عن المبعوث الأممي الذي أنهى يوم الخميس الماضي زيارة للرياض، حيث ناقش خلال جميع اجتماعاته، استمرار احتجاز جماعة الحوثي لموظفي الأمم المتحدة والدبلوماسيين والعاملين في المنظمات غير الحكومية، مشدداً على أن مثل هذه الأفعال تعرقل العمليات الإنسانية وتقوّض جهود السلام.
وأكد أن سلامة وأمن جميع العاملين في المجال الإنساني تشكل أولوية قصوى للأمم المتحدة ويجب ضمانها، ودعا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الموظفين المحتجزين.
وفي مطلع سبتمبر الماضي، أدان غروندبرغ في بيان له بشدة الموجة الجديدة من الاعتقالات التعسفية لموظفي الأمم المتحدة اليوم في صنعاء والحديدة من قبل جماعة الحوثي، وكذلك الاقتحام القسري لمقرات الأمم المتحدة والاستيلاء على ممتلكاتها.
وأشار البيان، إلى أنه تم اعتقال ما لا يقل عن 11 موظفًا من موظفي الأمم المتحدة، لافتا إلى أن هذه الاعتقالات تضاف إلى 23 موظفًا من موظفي الأمم المتحدة ما زالوا رهن الاحتجاز، بعضهم محتجز منذ عامي 2021 و2023، بالإضافة إلى مختطف واحد توفي جراء التعذيب، أثناء الاحتجاز في وقت سابق من هذا العام، فيما ذكر بيان أممي آخر أن موظفي الأمم المتحدة وبقية المنظمات، المختطفين لدى الحوثيين ارتفع إلى 54 شخصا.
وأوضح غروندبرغ، بأنه وعلى الرغم من الجهود المستمرة والمساعي التي تمت للحصول على ضمانات خلال العام الماضي، استمر الاحتجاز التعسفي لموظفي الأمم المتحدة والعاملين في المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني، مؤكدا أن هذه الإجراءات تُعيق بشدة الجهود الأوسع نطاقًا لتقديم المساعدات وتعزيز السلام في اليمن.
ولفت البيان، إلى أن عمل موظفي الأمم المتحدة يُصمم ويُدار وفقًا لمبادئ الحياد والنزاهة والاستقلالية والإنسانية، مشيرا إلى أن هذه الاعتقالات تشكل "انتهاكًا للالتزام الجوهري باحترام وحماية سلامتهم وكرامتهم وقدرتهم على أداء عملهم الأساسي في اليمن".
وجدد المبعوث الأممي، مطالبته لجماعة الحوثي، بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة، بالإضافة إلى موظفي المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية، ومنظمات المجتمع المدني، والبعثات الدبلوماسية.
وأُعرب غروندبرغ، عن تضامنه مع زملائه المختطفين وعائلاتهم، مؤكدا أن إطلاق سراحهم سيظل أولويةً له ولسائر أسرة الأمم المتحدة.
وفي الـ 30 من أغسطس الماضي، أعلنت جماعة الحوثي مقتل أحمد غالب الرهوي، رئيس الحكومة غير المعترف بها دوليا وعددا من وزرائه في هجوم شنته إسرائيل على تجمعا لهم في صنعاء في الـ 28 من أغسطس 2025م.
ويوم الجمعة 29 أغسطس الماضي، توعد زعيم جماعة الحوثي، بتحصين جبهته الداخلية، وشن حملة اختطافات جديدة في مناطق سيطرته المسلحة، بذريعة "الخيانة والعمالة"، تجاه العملية الأخيرة التي طالت حكومته بغارات جوية نفذها الطيران الإسرائيلي.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: صنعاء الامم المتحدة مليشيا الحوثي غروندبيرغ انتهاكات لموظفی الأمم المتحدة موظفی الأمم المتحدة المنظمات الإنسانیة الخلایا التجسسیة فی الوقت الذی جماعة الحوثی تلک الخلایا فی المنظمات فی صنعاء إلى أن
إقرأ أيضاً:
الحوثيون ينهبون مقر شركة طبية في صنعاء
أقدمت جماعة الحوثي، على نهب مقر شركة ميديكس كونكت الطبية، التابعة للمختطف عدنان الحرازي، بعد أشهر من نهب شركة برودجي التابعة للحرازي المختطف منذ 2023م.
وقالت شركة ميديكس كونكت في بلاغ لها، إن جهاز المخابرات التابع للحوثيين أقدم على نهب وإفراغ محتويات وأثاث وأجهزة الشركة التابعة للمهندس عدنان الحرازي في صنعاء، والتي تم إغلاقها تعسفاً من عام 2023 بدون أي سبب أو جرم أو مسوغ قانوني.
وأوضح البلاغ، أن الشركة لم يشملها الحكم الذي وصفه بـ "الظالم"، والمطعون فيه بحق شركة برودجي والتي تم نهبها سابقاً.
وأكد البلاغ، أن ما يحدث اليوم ليس إلا استهدافاً واضحاً ومقصوداً لشخص المهندس عدنان نفسه، في محاولة لتدميره، مشيرا إلى أن ما يجري ليس تصرفاً إدارياً ولا قانونياً، بل "اعتداء سافر على العدالة واغتصاب لحقوق الناس".
وفي نهاية مايو الماضي، أصدرت جماعة الحوثي حكما بسجن مدير شركتي برودجي وميديكس كونكت عدنان الحرازي 15 عاما، ومصادرة جميع أمواله وممتلكاته، بعد حكم سابق بإعدام الحرازي ومصادرة ممتلكاته.