الجزيرة:
2025-12-12@23:56:58 GMT

كيف تستثمر في عالم مضطرب؟

تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT

كيف تستثمر في عالم مضطرب؟

قالت وكالة بلومبيرغ إنّ الأسواق المالية اليوم تعكس مشاعر متناقضة، فالاقتصاد مضطرب سياسيًا وتجاريًا، لكن مؤشرات الأسهم الأميركية تحلّق في قممٍ تاريخية.

فرغم الحروب الجمركية التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب وتصاعد التوترات التكنولوجية مع الصين، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 90% خلال 3 سنوات، لتبدو الأسواق وكأنها في حالة "تفاؤل قَلِق".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2شركات برأسين.. صعود نموذج الإدارة المشتركةlist 2 of 2وادي السيلكون الأفريقي.. نيروبي تصنع ثورتها التكنولوجية بطابع كينيend of list

وتقول المجلة إنّ "الأرقام تصرخ بالتفاؤل، لكن الناس يشعرون بالقلق" مشيرةً إلى أنّ العالم يعيش فقاعة مشاعر قبل أن يعيش فقاعة أسعار.

تقييمات الأسهم.. ما الذي يعنيه مضاعف الأرباح؟

وتعتمد بلومبيرغ على مقياس اقتصادي شهير هو نسبة السعر إلى متوسط الأرباح لـ10 سنوات (مضاعف شيلر) الذي يقيس مدى غلاء الأسهم مقارنة بأرباحها الفعلية، وقد وصل هذا المؤشر حاليًا إلى 40 ضعفًا، وهو مستوى لم يُسجَّل منذ فقاعة الإنترنت عام 1999.

مضاعف الأرباح القياسي يعكس تفاؤلًا مفرطًا يتحدى المنطق المالي (شترستوك)

وبعبارة أبسط فإن كل دولار من أرباح الشركات يُباع بـ40 دولارًا من القيمة السوقية، مما يعني أنّ المستثمرين يدفعون "سعر المستقبل" لا "قيمة الحاضر" وهذه هي الإشارة الكلاسيكية للفقاعة.

ولكن بلومبيرغ تذكّر أنّ التقييم العالي لا يعني انهيارًا وشيكًا، بل بيئة تتطلب انضباطًا استثماريًا، أي التركيز على الأهداف طويلة الأمد، لا التوقيت القصير للمضاربة.

وتقول المجلة "لسنا في فقاعة مالية بقدر ما نحن في فقاعة إحساس بأننا على حافة حدث كبير، سواء كان معجزة إنتاجية بفعل الذكاء الاصطناعي أو أزمة ديون قادمة.

"الذكاء الاصطناعي بين الطفرة والمخاطرة

ويصف التقرير "الذكاء الاصطناعي" بأنه المحرّك الجديد للاقتصاد الأميركي، لكنه أيضًا "الخطر غير المقاس".

فالاستثمارات الهائلة في مراكز البيانات ومعالجات "الذكاء الفائق" أصبحت رافعة أساسية للنمو.

لكن "بن إنكر" رئيس إدارة الأصول في شركة "جي إم أو" للاستثمار يحذّر ويقول "إذا توقّف الإنفاق على مراكز الذكاء الاصطناعي، فسيكون ذلك أمرًا مخيفًا لأن السوق يعتمد بشدة على هذه الشركات العملاقة".

إعلان

ويوضّح هذا التحليل فكرة الاعتماد القطاعي، حين يتركز نمو السوق في قطاع واحد (مثل التكنولوجيا أو الطاقة) ويترجم أي اضطراب في هذا القطاع فورًا إلى اهتزاز في المؤشر العام.

ولذلك تنصح بلومبيرغ بتوزيع المحفظة بين قطاعات متباينة (صناعة، رعاية صحية، طاقة متجددة، بنوك) لأن التنويع هو "الدرع الواقعي ضد الدورات المفاجئة".

استقلال البنوك المركزية.. لماذا يهمك كمستثمر؟

ويشير التقرير إلى الصدام بين الرئيس ترامب وعضوة الاحتياطي الفدرالي ليزا كوك كمثال على هشاشة العلاقة بين السياسة والمال.

فقد حاول ترامب إقالتها على خلفية مزاعم مرتبطة بملفات الرهن العقاري، لكن المحكمة العليا منعت التنفيذ.

الأسواق الأميركية تبدو متألقة بظاهرها لكنها متوترة في أعماقها إذ يرتفع التفاؤل كلما ازداد القلق من المجهول (رويترز)

ويقول إنكر "مصداقية الاحتياطي الفدرالي لا تقل أهمية عن الدولار نفسه، وإذا تزعزعت فالثقة بالسوق كلها ستنهار".

وهنا يتضح الدرس للمستثمر العربي أيضًا، حين تضع أموالك في عملة أو سوق، راقب استقلال السياسة النقدية لتلك الدولة، لأنها المؤشر الأصدق على استقرار الأسعار والعوائد الحقيقية.

الاستثنائية الأميركية تتراجع

وتوضح ليزا شالت، كبيرة مستشاري الاستثمار في مورغان ستانلي، أنّ السوق الأميركية لم تعد وحدها مركز الجاذبية المالية في العالم.

وتقول "نحن أمام مرحلة جديدة: عوائد الأسهم الأميركية المستقبلية لن تتجاوز 5-6% سنويًا، بعد أن اعتدنا 15%".

وهم النمو الخفي

وتحذّر بلومبيرغ من أنّ ارتفاع الأسهم خلف "ثروة نفسية" أكثر منها مالية، فالأسر الأميركية الأعلى دخلًا -أي أعلى 10% من السكان- مسؤولة اليوم عن نصف الإنفاق الاستهلاكي في البلاد.

ويقول "دوغ رامزي" من لوثولد غروب "حين يعتمد الاقتصاد على إنفاق الأغنياء، يصبح هشًّا أمام أي هبوط في الأسعار، لأن استهلاكهم يتراجع فورًا".

وبذلك لا تبنِ خططك المالية على "نشوة السوق" بل تدفق الدخل الحقيقي، سواء من عملك أو أصول ذات عائد ثابت، الربح الورقي ليس ثروة ما لم يكن مدعومًا بتدفق نقدي مستمر.

تنويع ذكي وتحوط نقدي

وتوصي بلومبيرغ، نقلاً عن شركة فانغارد، بأنّ العوائد المستقبلية للأسهم الأميركية ستكون بين 3.3% و5.3% سنويًا خلال العقد القادم، وهو ما يجعل "التحوّط" واجبًا لا خيارًا.

وتقترح ما يلي:

لمن تجاوز الخمسين عامًا: تخصيص 30% إلى 40% من المحفظة لأدوات الدخل الثابت (سندات، شهادات ادخار، حسابات نقدية). لمن هم دون الأربعين: زيادة التعرض للأسواق الدولية الناشئة، التي ما زالت تملك تقييمات جذابة. للجميع: الاحتفاظ باحتياطي نقدي للطوارئ يغطي 6 إلى 12 شهرًا من النفقات.

ويشير التقرير إلى أنّ الصناديق الأوروبية، مثل "صندوق فانغارد للأسهم الأوروبية" حققت أداءً مستقرًا هذا العام بفضل خفض الفائدة المبكر في الاتحاد الأوروبي.

الذهب والبنية التحتية كملاذات واقعية

وترى بلومبيرغ أنّ الذهب استعاد مكانته كـ"عملة عالمية بديلة" زمن الأزمات، بعدما ارتفع بأكثر من 60% هذا العام، لكنها تحذر من الاستثمار العاطفي فـ"الذهب أداة تحوط، لا وسيلة ثراء سريعة".

الذهب يعود إلى واجهة المحافظ كوسيلة تحوّط (رويترز)

كما يوصي التقرير بالنظر في الاستثمار بالبنية التحتية العالمية -كشبكات الطاقة والموانئ والسكك الحديدية- لأنها ترتبط بالطلب الفعلي وتستفيد من طفرة الذكاء الاصطناعي التي تتطلب توسعًا في قدرات النقل والطاقة.

وتلخّص بلومبيرغ رسالتها في سؤالين اثنين: هل ادّخرت ما يكفي؟ وهل أنت مرتاح للمخاطر التي تتحملها؟.

وتضيف "الإجابتان هما ممارساتك في عالم يبدو أغرب من أي وقت مضى".

ونهاية المطاف، لا أحد يمكنه التنبؤ بالسوق، لكن يمكن لكل فرد أن يتعلم كيف يحمي نفسه من فوضى الاقتصاد الحديث بالمعرفة والانضباط والواقعية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات ريادة الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يحل مشكلة السمع في الضوضاء

طوّر فريق من جامعة واشنطن تقنية ذكاء اصطناعي جديدة تساعد الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في السمع داخل الأماكن الصاخبة، عبر تتبّع إيقاع المحادثة وكتم الأصوات غير المتوافقة.
وجرى دمج التقنية، التي عُرضت في مؤتمر الأساليب التجريبية في معالجة اللغات الطبيعية في سوتشو بالصين، في نموذج أولي يستخدم مكوّنات جاهزة وقادر على التعرّف على المتحدثين خلال ثانيتين إلى أربع ثوانٍ فقط، وتم تشغيله داخل سماعات رأس ذكية.
ويتوقع الباحثون أن تُستخدم مستقبلاً في أجهزة السمع وسماعات الأذن والنظارات الذكية لتصفية البيئة الصوتية دون تدخل يدوي.

اقرأ أيضاً: نظارات بالذكاء الاصطناعي تمنح ضعاف السمع قدرات خارقة

السمع الاستباقي
قال شيام غولاكوتا، الباحث الرئيس، إن التقنيات الحالية تعتمد غالباً على أقطاب تُزرع في الدماغ لتحديد المتحدث الذي يركز عليه المستخدم، بينما يستند النظام الجديد إلى إيقاع تبادل الأدوار في الحديث، بحيث يتنبأ الذكاء الاصطناعي بتلك الإيقاعات اعتماداً على الصوت فقط.
ويبدأ النظام، المسمّى "مساعدو السمع الاستباقيون"، العمل عند بدء المستخدم بالكلام، إذ يحلل نموذج أول من يتحدث ومتى، ثم يرسل النتائج إلى نموذج ثانٍ يعزل أصوات المشاركين ويوفر نسخة صوتية منقّاة للمستمع.

ابتكار أداة ذكاء اصطناعي لعلاج أحد أخطر أمراض العيون

نتائج إيجابية
أفاد الفريق بأن النظام يتميز بسرعة تمنع أي تأخير ملحوظ، ويمكنه معالجة صوت المستخدم إلى جانب صوت واحد إلى أربعة مشاركين.
وخلال تجارب شملت 11 مشاركاً، حصل الصوت المفلتر على تقييم يزيد بأكثر من الضعف مقارنة بالصوت غير المفلتر. ولا تزال بعض التحديات قائمة، خصوصاً في المحادثات الديناميكية ذات التداخل العالي، أو تغير عدد المشاركين.
ويعتمد النموذج الحالي على سماعات رأس تجارية مزوّدة بميكروفونات، لكن غولاكوتا يتوقع تصغير التقنية مستقبلاً لتعمل داخل رقاقة ضمن سماعة أذن أو جهاز سمع.

أمجد الأمين (أبوظبي)

أخبار ذات صلة دبي تطلق أول خدمة تجريبية لروبوتاكسي للجمهور عبر تطبيق أوبر شركات إماراتية وعالمية تقدم حلولاً مبتكرة بالذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • يوسف عثمان: بداياتى فى الفن مليئة بالتحديات واللحظات الفارقة.. فيديو
  • ديزني تدخل عالم المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي عبر بوابة OpenAI
  • الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في تحليل الصور الطبية
  • الذكاء الاصطناعي يحل مشكلة السمع في الضوضاء
  • تحذير من ضعف دقة الذكاء الاصطناعي لقياس النبض عند ارتفاعه
  • قيادة المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي
  • هل روبوتات الذكاء الاصطناعي مجرّد ضجيج أم أمل حقيقي؟
  • هل يُنقذ الذكاء الاصطناعي الاقتصادات المتقدمة من أعباء الديون؟
  • بنك إنجلترا يحذر من مخاطر فقاعة الذكاء الاصطناعي
  • مايكروسوفت تستثمر 17.5 مليار دولار بالذكاء الاصطناعي في الهند