حدث سري بفندق مهجور يعيد الحياة لواحدة من أغلى مدن إفريقيا
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
دبي الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لم يستقبل فندق "غلوبو" وسط مدينة لواندا في أنغولا ضيوفًا منذ فترة طويلة، وأصبحت علامات الزمن بادية عليه.
كان المشهد مختلفًا قبل نصف قرن، فكان الفندق الذي افتُتح حديثًا آنذاك، من أكثر أماكن الإقامة عصريةً في المدينة.
كانت جدرانه الجصية لافتة للنظر في وقتٍ بدأت فيه الحداثة تغيّر العمارة الاستعمارية البرتغالية التي تعود إلى قرون مضت.
يبدو أن تلك الأيام المجيدة قد ولّت عند النظر إلى مظهره الحالي، فقد تغيّر مشهد الفنادق الراقية في لواندا، وغذّته عائدات النفط التي جعلت المدينة من أغلى مدن إفريقيا، ليطغى عليه حضور الأبراج الزجاجية بالقرب من الواجهة البحرية.
ومع ذلك، بَرَز فندق "غلوبو" مجددًا كواحد من أكثر وجهات لواندا ازدهارًا، ليصبح قوةً دافعة للتحول في مدينة تفتح أبوابها على السياحة بعد عقود من العزلة.
اليوم، أجنحة الفندق القديمة مليئة بالفنانين بدلاً من السياح، الذين يحوّلون مساحاتها الشاغرة إلى استوديوهات، ومعارض فنية، ومساحات لأداء العروض.
وعند الحديث عن الفندق، أكّد منسِّق البرامج الثقافية في معهد "Goethe" في لواندا، نغوي سالوكومبو، إنّه "أحد أهم الأماكن في قلب المدينة".
حركة جديدةبدأت عملية إعادة الإحياء قبل عِقد، عندما تسلّلت مجموعة من الفنانين إلى الفندق المغلق لتنظيم فعالية سرية، وهو أمر لم يُسمع به من قبل خلال سنوات الثورة والحرب الأهلية القمعية في أنغولا.
حقّق الحدث نجاحًا كبيرًا لدرجة أنّهم استمروا في تنظيمه وتحويله إلى فيلم وثائقي. كما اتخذ بعض الفنانين من الفندق مقرًا دائمًا لهم.
لامس التغيير كل ركنٍ تقريبًا، فقامت كلا من إيرين أموسي وديبورا سانجاي ليونور مثلاً بتحويل مغسلة الفندق السابقة إلى مقر لاستوديو خاص يُدعى "Ndako2.4.4".
أصبح المكان مليئًا بالكتب، والدهانات، واللوحات القماشية، وغيرها من الأشياء، وترى أموسي أنّ الفندق أتاح لهما إنشاء مساحة تركز على النساء والفنانات.
أشعل "غلوبو" شرارة المشهد الفني في لواندا، مشكلاً مساحات فنية جديدة يمكن للزوار استكشافها في جميع أنحاء المدينة.
على سبيل المثال، أسَّست ميهاك فييرا مركز "JAHMEK" للفن المعاصر لتمثيل الفنانين الأنغوليين، وتمكّنت من تأمين فرص المشاركة في معارض عالمية مرموقة مثل "آرت بازل".
تمتلك فييرا معرضًا في فندق "غلوبو"، لكنها تُشرف أيضًا على مساحات فنية مثل معرض "Sky One"، في إحدى أبراج المكاتب المنتشرة الآن وسط المدينة.
مساحات خفيةعند ترك الأبراج خلفك والتوجّه إلى كازنجا، أحد أحياء لواندا مترامية الأطراف، قد تصادف برنامج "Anim’art" المجتمعي الذي تتعاون معه فييرا.
يمنح هذا البرنامج دروسًا فنية بعد الدوام المدرسي، وهو أمر لا تستطيع معظم المدارس توفيره.
تستضيف فييرا فنانين مثل ويسوليلا موريرا لعرض أعمالهم داخل مركزين تابعين لـ " Anim’art"، جاذبةً بذلك جمهور الفنون إلى مناطق نادرًا ما يزورها روّاد المعارض.
يقع الاستوديو الخاص بموريرا في "غلوبو"، بينما يتواجد معرضها الحالي في مركز "Anim’art" في كازنجا.
وقالت موريرا: "هذه من أهم المعارض التي قدمتها.. لأنّ الطبقية مشكلة جوهرية هنا".
وأضافت: "بصفتنا فنانين معاصرين، ندرك أنّ الفن أداة للإصلاح والتغيير الاجتماعي. لذا من المهم أن نكون جزءًا من مشاريع توصل الفن إلى الأحياء".
لا تكشف جميع المساحات الفنية في لواندا عن نفسها، فبعضها مخفية في مرأى من الجميع.
تختبئ بعضها داخل مبانٍ تعود إلى منتصف القرن الماضي تبدو كما لو أنها لم تتغير منذ الحقبة الاستعمارية، لكنها تجد أهدافًا جديدة.
في الطابق العلوي من أحد هذه المباني، أنشأت ألكسندرا غونكالفيس معرضًا ومكتبًا لمعرض "The Art Affair"، تاركةً مسيرتها المهنية في مجال القانون لافتتاحه.
وقالت: "نشعر أنّ سوق الفن الأنغولي بحاجةٍ إلى مزيدٍ من اللاعبين والاستثمارات، وإلى أشخاصٍ يسافرون ويعرضون الفن الأنغولي".
بناء الجسورعلى امتداد الخليج، وفي الطابق العلوي من مقهى صغير، يعمل المهندس المعماري والمصور، روي ماغالهايس، في استوديو يضم أيضًا مطبعة للشاشات الحريرية ومتجرًا لمصمم أزياء محلي.
هو أيضًا يجد الجمال في المساحات القديمة.
حوّل ماغالهايس مصنع صابون قديم في لواندا إلى مركزٍ مجتمعي، ووثّق صورًا لمصنع ورق مهجور يبدو أشبه بحطام سفينة فضائية في غابات أنغولا.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أفريقيا أنغولا إفريقيا فنون فی لواندا
إقرأ أيضاً:
الحريري في ذكرى استشهاد اللواء وسام الحسن: لقد قدّم أغلى ما يملك دفاعاً عن الدولة
لمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد اللواء وسام الحسن، كتب الرئيس سعد الحريري عبر حسابه على منصة "آكس": "أستذكر اليوم أخا ورفيقا قدّم أغلى ما يملك دفاعا عن الدولة ومؤسساتها، وسعيا وراء الحقيقة للوصول إلى العدالة. نتأكد يوما بعد يوم أن مشروع بناء الدولة لا يمكن أن يستقيم ما لم يُكشف عن الذين نفذوا جرائم الاغتيال في لبنان. أسأل الله الرحمة للشهيد اللواء وسام الحسن والمؤهل أول الشهيد أحمد صهيوني".
استذكر اليوم أخا ورفيقا قدم أغلى ما يملك دفاعا عن الدولة ومؤسساتها، وسعيا وراء الحقيقة للوصول الى العدالة. نتأكد يوما بعد يوم ان مشروع بناء الدولة لا يمكن أن يستقيم ما لم يكشف عن الذين نفذوا جرائم الاغتيال في لبنان. أسأل الله الرحمة للشهيد اللواء وسام الحسن والمؤهل اول الشهيد…
— saad hariri (@saadhariri) October 19, 2025مواضيع ذات صلة وزير الدفاع: الجيش يقدّم أغلى التضحيات دفاعًا عن الاستقرار في الجنوب Lebanon 24 وزير الدفاع: الجيش يقدّم أغلى التضحيات دفاعًا عن الاستقرار في الجنوب