روسيا تصعّد هجماتها الجوية بعد محادثات واشنطن.. بوتين يعرض على ترمب صفقة لإنهاء حرب أوكرانيا
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
البلاد (واشنطن)
كشفت مصادر أمريكية وغربية عن عرضٍ مفاجئ قدّمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره الأمريكي دونالد ترمب خلال مكالمة هاتفية جرت مؤخراً، يقضي بإنهاء الحرب في أوكرانيا مقابل تنازل كييف عن السيطرة الكاملة على منطقة دونيتسك شرق البلاد.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤولين كبيرين مطلعين على تفاصيل الاتصال أن بوتين أبدى استعداده للتنازل عن أجزاء من منطقتي زابوريجيا وخيرسون اللتين يسيطر عليهما جزئياً، مقابل ضمان السيطرة الروسية الكاملة على دونيتسك، في ما وصف بأنه عرض أقل تشدداً من الطرح السابق خلال قمة أنكوريج بألاسكا في أغسطس الماضي.
وأشار أحد المسؤولين إلى أن البيت الأبيض رأى في العرض تقدماً محدوداً، فيما وصفه دبلوماسي أوروبي بأنه «بيع للأوكرانيين من كيسهم»، مؤكداً أن كييف لن تقبل بأي تسوية تنتقص من سيادتها. ولم يصدر تعليق رسمي من البيت الأبيض أو الكرملين حول فحوى المحادثة، في حين قال ترامب إنه يعتزم لقاء بوتين في المجر خلال الأسابيع المقبلة لاستكمال النقاش حول سبل إنهاء الحرب.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه الاتصالات الدبلوماسية، شن سلاح الجو الروسي سلسلة غارات مكثفة على مدن أوكرانية، من بينها خاركيف وسومي وزابوريجيا وتشيرنيهيف، بعد يوم واحد من لقاء ترامب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في واشنطن.
ووفقاً لسلاح الجو الأوكراني، استخدمت روسيا 164 طائرة مسيّرة محمّلة بالمتفجرات، تم اعتراض 136 منها، فيما أصابت 27 طائرة أهدافاً في 12 موقعاً داخل البلاد. وأدت الهجمات إلى تدمير منشآت للطاقة وانقطاع التيار الكهربائي عن آلاف السكان في شمال أوكرانيا، إضافة إلى اندلاع حرائق في زابوريجيا دون تسجيل إصابات بشرية.
يُذكر أن الرئيس الأمريكي دعا، عقب لقائه زيلينسكي، طرفي الصراع إلى وقف القتال فوراً قائلاً: “كفى سفكاً للدماء”، في وقت تشير فيه التطورات الميدانية إلى استمرار التصعيد رغم محاولات التهدئة السياسية.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
مبادرات أوروبية لتمويل الحرب.. زيلينسكي يتكتم على صواريخ «توماهوك»
البلاد (واشنطن)
شهدت واشنطن لقاءً بارزًا بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، تزامنًا مع مناقشات أوروبية لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل دعم كييف.
ورفض زيلينسكي خلال المؤتمر الصحافي المشترك، التعليق على احتمال حصول بلاده على صواريخ “توماهوك” الأمريكية، مؤكدًا اتفاقه مع واشنطن على إبقاء الملف سريًا، مشيرًا إلى أن ترمب لا يرغب في التصعيد العسكري. من جانبه، دعا ترمب إلى إنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا، موضحًا أنه أبلغ كلاً من زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الوقت قد حان لإيقاف القتال، معبرًا عن أمله في تحقيق تسوية سياسية تنهي النزاع المستمر منذ أكثر من عامين.
وأكد ترمب أن بلاده لم تتخذ بعد قرارًا بشأن تزويد أوكرانيا بصواريخ “توماهوك”، مشيرًا إلى أن الجيش الأمريكي بحاجة إلى الحفاظ على قدراته الدفاعية، في حين أعرب زيلينسكي عن تشككه في نوايا موسكو، معتبرًا أن بوتين”غير مستعد للسلام”، بينما رأى ترمب أن الرئيس الروسي”يرغب في إنهاء الحرب لكنه قد يحاول كسب الوقت”. وفي الجانب الأوروبي، كشفت تقارير أن الاتحاد الأوروبي يناقش خطة لاستخدام عوائد الأصول الروسية المجمدة، التي تتجاوز 200 مليار يورو، لتمويل قرض بقيمة 140 مليار يورو لصالح أوكرانيا، على أن تُسدد قيمته فقط إذا دفعت موسكو تعويضات الحرب. ومن المتوقع أن يبحث قادة الاتحاد هذا المقترح في قمة بروكسل المقبلة، وسط تحذيرات من صندوق النقد الدولي من تأثير الخطوة على النظام المالي العالمي.وردت موسكو بشدة على التحركات الغربية، متهمة الاتحاد الأوروبي بمحاولة”الاستيلاء على الأموال الروسية”، مؤكدة أنها ستتخذ إجراءات قانونية وانتقامية. وبينما يسعى الغرب لتقليل كلفة الحرب والبحث عن مخرج دبلوماسي، تواصل كييف تأكيدها على ضرورة استمرار الدعم الدولي، في مشهد يعكس تعقّد المسار السياسي والعسكري للحرب الأوكرانية في المرحلة المقبلة.