المغرب يكتسح جوائز كأس العالم للشباب.. عثمان معما الأفضل، وبن شاوش الحارس الذهبي، وزابيري الهداف التاريخي
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
كتب المنتخب المغربي للشباب صفحة جديدة في تاريخ كرة القدم العالمية، ليس فقط بتتويجه بكأس العالم تحت 20 عامًا للمرة الأولى في تاريخه، بل أيضًا بسيطرته الكاملة على جوائز البطولة الفردية، في مشهد يُبرز حجم العمل والتطور الذي وصلت إليه الكرة المغربية على مستوى الفئات السنية. فإلى جانب اللقب الغالي، حصد نجوم “أشبال الأطلس” معظم الجوائز الفردية، ليؤكدوا أن الإنجاز لم يكن صدفة، بل نتيجة جيل ذهبي استثنائي جمع بين الموهبة والالتزام والطموح.
عثمان معما.. قائد برؤية فنية وأداء بطولي
تُوج عثمان معما، قائد المنتخب المغربي، بجائزة أفضل لاعب في بطولة كأس العالم للشباب 2025، متفوقًا على مواطنه ياسر الزابيري الذي حلّ ثانيًا في الترتيب، بعد منافسة مغربية خالصة على اللقب الفردي الأرفع في البطولة.
معما، المولود في السادس من أكتوبر عام 2005 بمدينة أليس الفرنسية من أسرة مغربية رياضية تنحدر من الخميسات، أصبح حديث الصحافة العالمية بعد أدائه المذهل خلال البطولة، إذ جمع بين القيادة الهادئة والرؤية الميدانية الواسعة واللمسات الفنية الراقية التي سحرت الجماهير في ملاعب تشيلي.
ورغم صغر سنه (19 عامًا)، أظهر عثمان نضجًا تكتيكيًا لافتًا، فكان يربط بين الخطوط بكفاءة، ويقود زملاءه داخل الميدان بثقة لا يمتلكها سوى الكبار. ولم يكن غريبًا أن يصفه المدرب محمد وهبي بأنه “العقل المفكر للفريق”، بينما لقبه الإعلام التشيلي بـ”الموسيقار المغربي”
ساهم معما في أربعة أهداف مباشرة خلال البطولة (هدف وثلاث تمريرات حاسمة)، كما حصد جائزة رجل المباراة مرتين متتاليتين أمام كوريا الجنوبية وفرنسا، ليضع اسمه بين أبرز المواهب الصاعدة في العالم.
نشأ عثمان في فرنسا وسط أجواء رياضية، حيث كان والده عمر معما لاعبًا سابقًا في نادي الاتحاد الزموري للخميسات، وعمته فاطمة بطلة المغرب في العدو الريفي. بدأ مسيرته في مدرسة محلية قبل أن ينتقل إلى مركز تكوين مونبوليي الفرنسي، ثم خاض تجربة احترافية مع واتفورد الإنجليزي، ليؤكد في كل محطة أنه مشروع نجم عالمي في طور التكوين.
زابيري.. الهداف الذي قاد الحلم إلى القمة
إلى جانب تألق القائد معما، جاء ياسر زابيري ليضع بصمته الخاصة في نهائي الحلم أمام الأرجنتين، حيث سجل هدفي الفوز (2-0) بطريقة استثنائية جعلت منه بطلًا قوميًا.
زابيري أنهى البطولة متصدرًا قائمة الهدافين برصيد 5 أهداف، متساويًا مع الأمريكي بنجامين كريماسكي والأرجنتيني نيسر فياريال والفرنسي لوكاس ميشال. غير أن تأثيره في المباريات الحاسمة، وخاصة في النهائي، جعل منه المرشح الأقوى لنيل جائزة الكرة الذهبية لولا تفوق زميله القائد معما.
وقد أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) في تقريره الختامي أن زابيري “قدّم أداءً استثنائيًا جمع بين الفاعلية والقيادة، ليقود بلاده إلى أول لقب عالمي في تاريخها”.
يانيس بن شاوش.. الحارس الذهبي الذي أبهر العالم
ومن بين الأبطال الذين سطع نجمهم في تشيلي، يبرز اسم يانيس بن شاوش، حارس مرمى نادي موناكو الفرنسي، والذي نال جائزة القفاز الذهبي كأفضل حارس مرمى في البطولة، رغم غيابه عن المباراة النهائية بسبب إصابة عضلية تعرض لها في نصف النهائي أمام فرنسا.
بن شاوش، البالغ من العمر 18 عامًا، وُلد في فرنسا من أب مغربي وأم جزائرية، واختار تمثيل المغرب رغم تلقيه عروضًا من الاتحادين الفرنسي والجزائري. في تصريح سابق، قال يانيس: “المغرب هو جذوري.. أردت أن أكتب التاريخ بشعار الوطن”.
كان أداؤه خلال البطولة مذهلاً بكل المقاييس؛ حافظ على نظافة شباكه في أربع مباريات، وتلقت شباكه ثلاثة أهداف فقط (معظمها من ركلات جزاء)، وحقق رقمًا قياسيًا جديدًا بـ 68 تصديًا ناجحًا — الأعلى في نسخة 2025 من المونديال.
في دور المجموعات، تألق أمام إسبانيا والولايات المتحدة، وفي ربع النهائي أمام البرازيل، تصدى لتسديدات خطيرة وأبقى على تقدم فريقه (1-0). أما في نصف النهائي أمام فرنسا، فقد أنقذ فرصتين محققتين من زميله السابق في موناكو، لوكاس ميشال، قبل أن يغادر مصابًا وسط تصفيق الجماهير.
مدرب المنتخب محمد وهبي قال عنه عقب التتويج: “يانيس هو السبب في وصولنا إلى النهائي، تصدياته منحتنا الأمل في أصعب اللحظات.”
وبحسب مصادر من الاتحاد الدولي، فإن عدة أندية أوروبية كبرى بينها أستون فيلا وليل الفرنسي أبدت اهتمامها بضم الحارس المغربي بعد البطولة، في ظل أدائه اللافت وثبات مستواه الذهني
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
منتخب المغرب يُطيح بالأرجنتين ويتوج بلقب كأس العالم للشباب لأول مرة في تاريخه
كتب منتخب المغرب للشباب اسمه بأحرف من ذهب بعدما توج بلقب كأس العالم تحت 20 عاما للمرة الأولى في تاريخه، عقب فوزه المستحق على نظيره الأرجنتيني بنتيجة 2-0 في المباراة النهائية التي أُقيمت اليوم الاثنين.
وجاء تتويج “أشبال الأطلس” ثمرة لمشوار استثنائي قدموه في البطولة، تميز بروح قتالية عالية وتنظيم تكتيكي رائع، ليصعدوا إلى منصة المجد ويحقق هذا الإنجاز العالمي.
وأقيمت المباراة على ملعب خوليو مارتينيز برادانوس في العاصمة التشيلية سانتياغو، حيث قدم منتخب المغرب للشباب واحدة من أفضل مبارياته في البطولة، بقيادة النجم المتألق ياسر زابيري الذي سجل هدفي اللقاء في الشوط الأول، ليقود بلاده نحو إنجاز تاريخي غير مسبوق.
وجاء الهدف الأول في الدقيقة 12 من ركلة حرة مباشرة نفذها زابيري ببراعة من خارج منطقة الجزاء، لتسكن الكرة الزاوية العليا لمرمى الحارس الأرجنتيني وتمنح “أشبال الأطلس” التقدم المبكر.
وفي الدقيقة 29، عزز زابيري النتيجة بهدف ثان بعد هجمة مرتدة سريعة انطلقت من الجهة اليمنى، قادها عثمان ماعما الذي أرسل كرة عرضية متقنة، تابعها زابيري بتسديدة يسارية قوية من مسافة قريبة داخل الشباك، مؤكدا تفوق المغرب وسيطرته على مجريات اللقاء.
وبهذا الإنجاز التاريخي، أصبح منتخب المغرب للشباب أول منتخب عربي يتوج بلقب كأس العالم تحت 20 عاما، وثاني منتخب إفريقي يحقق هذا المجد بعد غانا التي نالت اللقب عام 2009.
ويُعد هذا التتويج محطة فارقة في مسيرة كرة القدم المغربية، التي واصلت ترسيخ حضورها القوي على الساحة العالمية بعد سلسلة من النجاحات في مختلف الفئات السنية والمنتخبات الوطنية.