جوجل تواجه غزوًا مفاجئًا من "بق الفراش"
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
في واقعة غير معتادة بالنسبة لواحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، اضطرت شركة جوجل إلى إغلاق أحد مقارها مؤقتًا في مدينة نيويورك بعد اكتشاف محتمل لتفشٍ لبقّ الفراش داخل مبنى الشركة بحي تشيلسي.
وأفادت تقارير إعلامية، أبرزها من مجلة Wired، أن إدارة جوجل أرسلت إشعارًا عاجلًا إلى الموظفين يوم الأحد الماضي، طالبةً منهم العمل من المنزل إلى أن يتم الانتهاء من عمليات الفحص والمعالجة الكاملة للموقع.
الخبر أثار حالة من القلق بين العاملين، خاصةً أن التحذير جاء في عطلة نهاية الأسبوع، وهو ما جعل بعض الموظفين يصفون الحادثة بأنها أسوأ كابوس يمكن أن يواجه أي ساكن مدينة كبيرة أو موظف في شركة عملاقة، فبقّ الفراش، الذي يُعتبر من أكثر الحشرات إزعاجًا وصعوبة في القضاء عليها، نجح هذه المرة في اقتحام أحد أكثر المكاتب عصريةً في العالم.
وبحسب البريد الإلكتروني الذي حصلت عليه مجلة Wired، فقد نصحت إدارة جوجل جميع الموظفين الذين كانوا متواجدين في المبنى خلال الأسبوع السابق بمراقبة أي علامات للدغات على الجلد، أو أي مؤشرات لوجود الحشرة في أغراضهم الشخصية.
كما طُلب منهم التواصل مع فرق مكافحة الحشرات المتخصصة إذا شعروا باحتمال انتقال العدوى إلى منازلهم.
وأكدت الشركة أن فرقًا متخصصة في مكافحة الآفات وصلت إلى الموقع على الفور، حيث جرى تنفيذ عملية تطهير شاملة شملت المكاتب والمقاعد والسجاد وجميع المناطق المشتركة داخل المبنى، وبعد التأكد من السيطرة على الموقف، أُبلغ الموظفون بإمكانية العودة إلى العمل بشكل طبيعي صباح الاثنين، وسط تعهدات بمتابعة دقيقة للوضع خلال الأيام المقبلة.
ورغم أن الشركة لم تُفصح رسميًا عن مصدر الإصابة، أشارت تقارير غير مؤكدة إلى أن بعض الحيوانات المحشوة الكبيرة الموجودة في المكتب ربما كانت سببًا في انتشار بق الفراش، ولم تتمكن مجلة Wired من تأكيد هذه المعلومة، لكن الفرضية بدت منطقية للكثير من الموظفين، الذين أشاروا إلى أن هذه الألعاب الضخمة موجودة في عدة طوابق كمظهر من مظاهر الديكور المرح داخل مكاتب جوجل.
وتُعد حوادث بقّ الفراش داخل مقار الشركات الكبرى أمرًا نادر الحدوث، لكنها شهدت ازديادًا ملحوظًا في مدن مثل نيويورك خلال الأشهر الماضية. فقد أعلنت السلطات الصحية في الولاية عن ارتفاعٍ في بلاغات انتشار هذه الحشرات بالمباني السكنية والفنادق وحتى وسائل النقل العام. ويُعزى ذلك إلى زيادة حركة السفر العالمية والتغيّر في أساليب التنظيف وإعادة التدوير في الأماكن العامة.
ويحذر خبراء الصحة من أن بق الفراش لا ينقل أمراضًا معدية، لكنه يسبب تهيجًا جلديًا مزعجًا واضطرابات في النوم وقلقًا نفسيًا لمن يتعرض له. كما أن التخلص منه يتطلب إجراءات معقدة تشمل تنظيفًا حراريًا شاملاً وتعقيمًا كيميائيًا متكررًا، مما يجعله تحديًا حتى لأكثر المباني تجهيزًا.
في الوقت نفسه، لم تُصدر جوجل بيانًا رسميًا حول حجم الضرر أو ما إذا كانت الشركة ستقدم تعويضات للموظفين الذين ربما انتقلت إليهم العدوى في منازلهم، لكن المصادر أشارت إلى أن الشركة تدرس تقديم دعم لوجيستي في مثل هذه الحالات، تجنبًا لأي تأثير سلبي على معنويات الفريق أو سمعة المقر.
وتأتي هذه الحادثة بعد أسابيع فقط من حملة تطهير مشابهة في أحد الفنادق الشهيرة في مانهاتن، ما يعزز المخاوف من عودة ظاهرة بقّ الفراش التي كانت شائعة في المدينة خلال التسعينيات. وبينما استعاد موظفو جوجل مكاتبهم صباح الاثنين بعد معالجة “الغزو الصغير”، يبقى السؤال الأهم: كيف وصل بقّ الفراش إلى مبنى يُفترض أنه من أكثر بيئات العمل نظافة وتعقيمًا في العالم؟
حتى الآن، لا تزال جوجل تراقب الوضع عن كثب، في محاولة لتفادي أي تكرار لهذه الحادثة. ومع أن الأمر انتهى دون أضرار كبيرة، إلا أن الخبر أثار تفاعلًا واسعًا على الإنترنت، حيث سخر البعض من أن “حتى التكنولوجيا لا تستطيع الهروب من بقّ الفراش”.
بهذه الواقعة، تُذكّرنا جوجل أن التكنولوجيا المتقدمة قد تحميك من الاختراقات السيبرانية، لكنها لا تستطيع دائمًا صدّ كائن صغير بحجم حبة العدس.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
إنجلترا تواجه ''أسوأ سيناريو'' مع ارتفاع حالات الإنفلونزا بـ55% خلال أسبوع
قالت ميغانا بانديت: "مع الطلب القياسي على أقسام الطوارئ وخدمات الإسعاف، وإضراب الأطباء المقيمين الوشيك، فإن موجة الإنفلونزا تضع الهيئة أمام أسوأ سيناريو ممكن".
تشهد هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا موجة من الإنفلونزا، إذ ارتفع عدد المرضى المصابين بالفيروس داخل المستشفيات بنسبة 55% خلال أسبوع واحد، ليصل متوسط المصابين يوميًا إلى 2,660 مريضًا، وهو أعلى رقم في هذا الوقت من العام.
وقالت ميغانا بانديت، المديرة الطبية الوطنية في الهيئة إن "عدد المرضى داخل المستشفيات مرتفع بالنسبة لهذا الوقت من السنة".
وأضافت: "مع الطلب المتزايد على أقسام الطوارئ وخدمات الإسعاف، وإضراب الأطباء المقيمين الوشيك، فإن موجة الإنفلونزا الشديدة تضع الهيئة أمام أسوأ سيناريو ممكن"، مشددة على أن العاملون ''يبذلون أقصى جهودهم لتقديم أفضل رعاية للمرضى".
وأشار تقرير الهيئة إلى أن أعداد مرضى الإنفلونزا في المستشفيات سجل ارتفاعا بشكل مفزع مقارنة بالعام الماضي (1,861 مريضًا) وعام 2023 (402 مريضًا).
وناشدت بانديت المواطنين المؤهلين للتطعيم الإسراع بحجز المواعيد أو زيارة مراكز التطعيم، مؤكدة أن اللقاح يمثل أفضل وسيلة لحماية الأفراد والمجتمع من مضاعفات المرض.
Related بريطانيا تفرض قيودا على تصدير اللقاحات ضد الانفلونزا فايزر- بايونتيك ستبدآن تجارب على لقاح مركب مضاد لـ"كوفيد-19" و"الانفلونزا"منظمة الصحة العالمية: خطر كوفيد-19 قد يصبح "هذا العام" شبيهًا بخطر الانفلونزا الموسميةوفي سياق متصل، أشار خبراء الصحة إلى أن التصريحات الأخيرة لبعض قيادات الهيئة حول ضرورة ارتداء الكمامات من قبل المصابين بالإنفلونزا قد تسببت في "ارتباك" لدى الجمهور بشأن الإجراءات الاحترازية المطلوبة.
وقالت فرانشيسكا كافالارو، من مؤسسة الصحة، إن الضغوط الحالية تكشف هشاشة النظام الصحي البريطاني، موضحة أن الميزانية الأخيرة لم توفر تمويلًا إضافيًا لدعم الخدمات الأساسية.
وسجّلت أقسام الطوارئ في نوفمبر 2.35 مليون زيارة، وهو رقم يزيد بأكثر من 30 ألف زيارة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. كما ارتفع نشاط الإسعاف بشكل كبير، حيث تم تسجيل 802,525 حادثة.
جدير بالذكر أن أعداد حالات الإنفلونزا الأسبوعية في إنجلترا بلغت ذروتها عند 5,408 مرضى الشتاء الماضي، ووصلت إلى 5,441 خلال شتاء 2022-2023.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة