يديعوت: خطة ترامب في غزة تعزز نفوذ قطر وتركيا ولا تحجّم حماس
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
شككت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في جدوى ما تسميه الحكومة الإسرائيلية "إنجازات" خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، معتبرة أن التغيير الحقيقي على الأرض الذي تريده إسرائيل كنتيجة للحرب على غزة لا يزال بعيد المنال.
وفي مقال له بالصحيفة، ركز المحلل السياسي نداف إيال على مخاوف المؤسسة الأمنية من احتمال استكمال مراحل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة مع استمرار فاعلية دور حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إضافة لتعزيز دور قطر وتركيا في المرحلة الثانية من الخطة، معبرا عن الخشية من أن "تجد إسرائيل نفسها مجددا في موقع الضعف ذاته الذي قاد إلى فشل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023".
ويستهل إيال مقاله بالإشارة إلى التغييرات الأخيرة في الحكومة الإسرائيلية بعد إطاحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– برئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي.
وأوضح الكاتب أن نتنياهو أصبح "المسؤول الوحيد الباقي من منظومة الفشل في السابع من أكتوبر"، وذلك بعد أن "عاد جميع القادة الأمنيين والعسكريين إلى منازلهم: من رئيس الأركان إلى رئيس جهاز الأمن الداخلي (شاباك) والمخابرات العسكرية وقائد فرقة غزة، في حين يواصل نتنياهو ممارسة الحكم وكأن شيئا لم يحدث".
مراجعة وطنية أو استخلاص دروسويقول المحلل السياسي إن هذه اللحظة لم تتحوّل إلى مراجعة وطنية أو عملية استخلاص دروس، بل إلى استمرار لحالة الهروب من المساءلة، حيث يمتنع نتنياهو عن إنشاء لجنة تحقيق رسمية في الحرب، ويفضّل التركيز على "إدارة السرد" بدلا من مواجهة النتائج الكارثية لإخفاقه.
ثم ينتقل بعد ذلك لمناقشة تفاصيل خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لغزة، مشيرا إلى التهديدات الأخيرة التي أطلقها الرئيس الأميركي لحماس، ليقول "لا يمكن التقليل من أهمية التهديدات التي يطلقها ترامب ضد حركة حماس، لكنها لا تعبّر عن السياسة الأميركية الفعلية".
إعلانويضيف أن "الإدارة في واشنطن تواصل التأكيد أن الصفقة مع حماس يجب أن تمضي قدما، وأن على إسرائيل الالتزام بخطواتها التدريجية نحو الانسحاب، حتى لو لم تلتزم حماس بكامل تعهداتها".
كما يصف إيال إنشاء غرفة العمليات الأميركية في إسرائيل بأنه خطوة رمزية تعكس جدية تنظيم شؤون غزة على المدى الطويل، "لكنها في الوقت نفسه تمثل بداية نفوذ أميركي مباشر على القرارات الأمنية الإسرائيلية في القطاع، وهو ما يثير قلق الجيش والمؤسسة الأمنية".
ويؤكد أن زيارة جيه دي فانس نائب الرئيس ووزير الخارجية ماركو روبيو المرتقبة تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار والتأكيد أن "الهدوء مصلحة أميركية قبل أن يكون إسرائيلية".
نفوذ تركي وقطري غير مرغوبويشير المحلل السياسي إلى أن أكثر ما يقلق المؤسسة الأمنية هو إدخال قوة دولية إلى قطاع غزة، ضمن المرحلة التالية من الخطة الأميركية.
فالدول المرشحة للمشاركة -كما يقول- ليست صديقة لإسرائيل ولها سجل "إشكالي جدا" في عمليات حفظ السلام على حد تعبيره. وينقل عن قادة الجيش تخوفهم من أن وجود هذه القوة سيحدّ من حرية العمل الإسرائيلي داخل القطاع، بل وقد يجبر إسرائيل على انسحابات إضافية دون مقابل حقيقي من حماس.
وينقل عن مسؤول أمني رفيع قوله بسخرية إنه "يأمل أن تكون هناك مساجد كافية ليصلي فيها أفراد تلك القوة"، في إشارة إلى عدم ثقته بوجود قوات لدول عربية وإسلامية ضمن قوة حفظ السلام الدولية.
ويخصّص إيال قسما مهما من مقاله لانتقاد عودة قطر وتركيا إلى قطاع غزة، موضحا أن هذا التطور لم يكن ليحدث دون موافقة إسرائيلية مسبقة.
ويذكر بأن "نتنياهو نفسه هو من سمح سابقا للدوحة بضخ الأموال إلى حماس" على حد تعبيره، ويقول إن نتنياهو من خلال خطة ترامب "يكرر الخطأ ذاته حين يتيح للقطريين العودة للمشاركة في إعادة إعمار قطاع غزة".
تناقض فاضح في السياسة الإسرائيليةويشير في هذا السياق إلى مشاهد تم بثها مؤخرا في وسائل الإعلام لجرافات تحمل أعلام قطر داخل قطاع غزة، إلى جانب دخول منظمات الإغاثة التركية، تعكس تناقضا فاضحا في السياسة الإسرائيلية، إذ تعود القوى ذاتها التي ساعدت على تمكين حماس سابقا لتتحكم مجددا بمستقبل غزة.
كما يرى المحلل السياسي أن الضغوط العربية لإجبار حماس على "إصلاح سياسي" أو إعادة هيكلة جناحها العسكري تبقى طموحات غير واقعية.
فالحركة، كما يقول، "استعادت بالفعل السيطرة على المجتمع الفلسطيني في القطاع، وأي محاولة لتحجيمها بالوسائل السياسية أو العسكرية تتطلب قدرات دبلوماسية وإستراتيجية غير متوفرة لدى الحكومة الإسرائيلية الحالية"، وذلك بسبب عدم وجود رؤية واضحة لليوم التالي بغزة.
ويخلص إلى أن خطة ترامب المكوّنة من 20 بندا قد تبدو إيجابية على الورق بالنسبة لإسرائيل، لكنها تفتقر إلى مقومات التطبيق الواقعي، مشيرا إلى أن "الواقع الميداني يتجه إلى إعادة إنتاج الفشل ذاته الذي سبق هجوم 7 أكتوبر".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات المحلل السیاسی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
رغم الغارات الإسرائيلية.. ترامب: وقف إطلاق النار في غزة ما زال قائما
قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الاثنين، إن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" لا يزال ساري المفعول، بالرغم من الغارات التي شنتها القوات الإسرائيلية مؤخرًا على قطاع غزة.
أكد في تصريحات أدلى بها للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، أن "وقف إطلاق النار لا يزال قائمًا"، مشيرًا إلى أن قيادة حركة حماس ليست مسؤولة عن الخروقات الأخيرة.
وأضاف: "يبدو أن بعض العناصر المتمردة داخل حماس تقف خلف ما حدث"، مؤكدًا في الوقت ذاته أن "الأمر سيعالج بشكل حازم، ولكن بطريقة مدروسة".
وقال ترامب للصحفيين في الطائرة الرئاسية، عندما سئل عما إذا كان وقف إطلاق النار ما زال قائما: "نعم، إنه كذلك"، مشيرا إلى أن قيادة حماس لم تكن متورطة في أي خروق، وألقى باللوم على "بعض المتمردين داخل الحركة".
وشدد ترامب على أن الوضع يتم التعامل معه بحزم، مؤكدًا: "سيتم التعامل مع الأمر كما يجب، سيتم التعامل معه بحزم، لكن كما يجب".
وياتي ذلك في وقت أعلنت وسائل إعلام فلسطينية، بأن آليات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي أطلقت نيرانها بشكل مكثف تجاه المارة شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة، في خرقٍ واضح لاتفاق وقف إطلاق النار المعلن منذ أيام.
وذكرت المصادر أن القصف الإسرائيلي استهدف مناطق مأهولة بالسكان، ما أدى إلى استشهاد نحو 44 فلسطينيا وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، في تصعيد وصفته الفصائل الفلسطينية بأنه “انتهاك فاضح للاتفاق الإنساني ونسف للجهود الدولية المبذولة لوقف العدوان”.
وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي أنه "يستأنف الالتزام بوقف إطلاق النار"، بعد ما وصفه بـ"هجمات محدودة استهدفت مواقع لحماس"، زاعماً أن تحركاته جاءت رداً على خروقات من الفصائل الفلسطينية. وأضاف البيان أن القيادة السياسية في تل أبيب وجهت الجيش إلى “تعزيز حالة التهدئة ومواصلة مراقبة الأوضاع الميدانية عن كثب”.