فتوى حاسمة من الإفتاء: "أخذ المال مقابل تسريع الخدمة" رشوة محرمة شرعًا
تاريخ النشر: 23rd, October 2025 GMT
أكدت دار الإفتاء المصرية أن أخذ الموظف أموالًا بصورة شخصية ممن يقدم لهم الخدمات داخل نطاق عمله يُعد من قبيل الرشوة المحرمة، حتى وإن كان الهدف منها إظهار مزيد من الاهتمام أو تسريع إنجاز المهام، مشددة على أن الموظف يجب أن يتحرى الكسب الحلال ويصبر على رزقه المشروع.
فضل السعي في طلب الرزق الحلال
شددت دار الإفتاء على أن الإسلام حث على السعي والكسب، لكنه قيد ذلك بأن يكون من طريق حلال لا شبهة فيه، واستشهدت بقوله تعالى:﴿فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ﴾ [الجمعة: 10].
وبيّنت الفتوى أن الرزق الحلال يتطلب صبرًا وجهدًا، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم:«اتَّقُوا اللهَ وَأَجمِلُوا فِي الطَّلَبِ، وَلَا يَحمِلكُمُ استِبطَاءُ الرِّزقِ عَلَى أَن تَطلُبُوهُ بِمَعَاصِي اللهِ، فَإِنَّهُ لَا يُنَالُ مَا عِندَهُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ».
كما شبّهت دار الإفتاء السعي في طلب الرزق الحلال بـ"الجهاد"، اقتداءً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «طَلَبُ الحَلَالِ جِهَادٌ».
علاقة الموظف بجهة عمله.. التزام وعقد شرعي
أوضحت دار الإفتاء أن العلاقة بين الموظف والجهة التي يعمل فيها هي علاقة تعاقدية مبنية على الإجارة، أي أنه مؤتمن على وقته وجهده مقابل أجر معلوم.
ولذلك لا يجوز له أن يزاول أي عمل خاص أو يحصل على مقابل مادي إضافي أثناء ساعات عمله الرسمية، لأن هذا يُعد خيانة للعقد المبرم بينه وبين جهة العمل.
وأشارت الفتوى إلى قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: 1]، وأضافت أن الموظف ملزم شرعًا بالالتزام بالقوانين واللوائح التي تضعها المؤسسة التي يعمل بها، لأن الوفاء بالعقود والعهود أصل من أصول الإسلام.
الرشوة لا تُسمى “هدية”.. بل معصية كبرى
أكدت الفتوى أن المال الذي يُمنح للموظف داخل إطار عمله تحت أي مسمى، سواء كان "هدية" أو "مقابل اهتمام خاص"، يأخذ حكم الرشوة المحرمة، لأنها تُفضي إلى إبطال الحقوق أو تمييز بعض العملاء على حساب الآخرين.
واستشهدت دار الإفتاء بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:«لَعَنَ اللهُ الرَّاشِيَ وَالمُرْتَشِيَ» (رواه أحمد والترمذي).
كما نقلت عن الإمام الماوردي قوله: "الفرق بين الرشوة والهدية أن الرشوة ما أُخذت طلبًا، والهدية ما بُذلت عفوًا".
وأوضح العلماء أن ما يُمنح لموظف أثناء قيامه بمهامه الرسمية لا يُعتبر هدية بريئة، لأنه مرتبط بتحقيق منفعة أو تسريع مصلحة، وهو ما يجعله محرمًا شرعًا وقانونًا.
القانون المصري يجرّمها أيضًا
دعّمت دار الإفتاء فتواها بالإشارة إلى نصوص القانون المصري، الذي يُجرم مثل هذه الأفعال ويعتبرها رشوة.
فقد نصت المادة (106 مكرر) من قانون العقوبات رقم 58 لسنة 1937 على أن: "كل من طلب لنفسه أو لغيره أو قبل أو أخذ وعدًا أو عطية لاستعمال نفوذ حقيقي أو مزعوم للحصول من أية سلطة عامة على مزية من أي نوع يعد في حكم المرتشي".
وأكدت الفتوى أن هذا النص ينطبق تمامًا على الموظف الذي يقبل الأموال الشخصية داخل جهة عمله، حتى لو كانت النية تحسين الخدمة.
خلصت دار الإفتاء في نهاية الفتوى إلى أن: "يَحرُم على الموظف المذكور أخذ المال المعروض عليه بصورة شخصية ممن يقدم لهم الخدمات داخل إطار وظيفته، باعتباره رشوة مُحرَّمة، وعليه تحرِّي الكسب الحلال، والصبر على تحصيله".
وختمت الفتوى برسالة توجيهية قائلة:"من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، فليكن الموظف أمينًا على عمله ورزقه، فالأمانة باب البركة، والرشوة باب السخط والضياع".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الإفتاء الرشوة الموظف دار الافتاء المصرية دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
حكم قول مدد يا سيدنا الحسين.. الإفتاء توضح
حكم قول مدد يا سيدنا الحسين.. من الأمور التي يبحث عنها عموم المسلمين بالتزامن مع الاحتفال بمولد سبط النبي وسيد شباب أهل الجنة هو حكم قول مدد يا سيدنا الحسين، وذلك لكثرة ما تداول من فتاوى بتحريم ذلك.
حكم قول مدد يا سيدنا الحسينوالمدد بحسب فتوى صادرة عن دار الإفتاء ليس فيه أي شرك أو شك في عقيدة قائله.
وقال الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية السابق، إن التماس المدد من الأولياء والصالحين في تاريخ المسلمين اطمأن إليه النبي صلى الله عليه وسلم وطمأننا أن الأمة لن تشرك من بعده أبدًا.
وأشار المفتي إلى أن من يقول مدد يا حسين على سبيل المثال فهو يقصد رب الحسين، وهو ما يجيب عنه الرجل البسيط أنه يطلب المدد من الله سبحانه وتعالى، وليس الحسين عندما يردد مقولة “مدد يا حسين مدد”.
وأضاف مفتي الجمهورية السابق، أن الشيخ جاد الرب رمضان، علمه أن النذر لا يجوز لأحد من الصالحين والأنبياء، إنما لا يجوز إلا لله رب كل الأنبياء.
حكم قول مدد يا سيدنا الحسين
وفي إجابة لسؤال ورد لدار الإفتاء يقول صاحبه ”حكم قول "مدد يا سيدنا الحسين"، قال الشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن قول هذه العبارة صحيحة ولا شىء فيها وقد أصلت دار الإفتاء في فتوها بجواز قول “ مدد يا حسين ” مطولة.
وأضاف «وسام» خلال على سؤال “ ما حكم قول “ مدد يا سيدنا الحسين” “ عبر البث المباشر لصفحة دار الإفتاء على موقع الفيس بوك أن سيدنا الحسين لم يمت هو مات الموتة التي كتبها الله عليه ولكنه شهيد والشهداء أحياء لا يموتون وذلك لقوله تعالى «ولَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ».
وأوضح أن قول كلمة “ مدد ” ليس بها توسل بالموتى ولكنها طلب من الموتى الدعاء لهم وهذا وارد لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول “( ما من مسلم يسلم علي إلا رد الله عليّ روحي فأرد عليه السلام) ” ورد الرسول صلى الله عليه وسلم علينا دعاء لنا فبالتالى هو جائز شرعا ولا شىء فيه .
حكم قول مدد يا سيدنا الحسين
كما أشار الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، في رده على سؤال : ما حكم قول مدد يا حسين؟ أن هذه الجملة ليس المخاطب بها سيدنا الحسين - رضى الله عنه - منوها بأن المخاطب بهذه الجملة هو الله تعالى.
وتابع: تعنى جملة "مدد يا حسين" اللهم أمدني بما أمددت به سيدنا الحسين، أو ابعدنا يا سيدنا الحسين، منوها بأن التصورات التي تعتقد أن المسلمين الموحدين إذا قالوا مدد يا حسين أو غيره، فهم بذلك قد أشركوا بالله تعالى، فهذا زعم باطل.
معنى المدد
قال الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه يجوز قول "مدد يا رسول الله" ولا يوجد مانع شرعي في ذلك، لافتا إلى أن من دعا بهذه الصيغة لا يقصد أن يبعث له الرسول المدد، ولكن المقصود هو طلب العون والمدد من الله عز وجل ببركة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.
حكم التوسل في الدعاءمن جانبه، قال الدكتور علي جمعة ، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الأولياء يسمعون طلب من يتوسلون بهم في الدعاء، مستشهدًا بأحاديث وردت في صحيح البخاري.
وأوضح «جمعة»، في فتوى له، أن نداء «مدد يا رسول مدد يا حسين»، لا يحمل شركًا بالله، مشددًا على أن مُطلق هذا النداء مُوحد بالله، ويقصد بندائه طلب الدعاء من الإمام الحسين عليه السلام.
حكم قول مدد يا آل البيتكما ورد إلى دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية سؤال يقول صاحبه:" ما حكم الشرع في قول "مدد يا آل البيت.
وقال الدكتور محمود شلبي، مدير إدارة الفتوى الهاتفية وأمين الفتوى بالدار، خلال البث المباشر للرد على استفسارات المتابعين: "إن المدد في أصله من الله سبحانه وتعالى، وطلب المدد من الله سبحانه وتعالى فهذا هو الحقيقة، بينما طلبه من آل البيت فهو على سبيل السبب، وهو جائز بشرط أن يتيقن الإنسان أن الله هو السبب الحقيقي.
وأكد مدير إدارة الفتوى الهاتفية، وأمين الفتوى بالدار، أن طلب المدد من أهل البيت، يشبه طلب العلاج من الطبيب، فالطبيب سبب للشفاء، لكن الله سبحانه وتعالى هو الشافي وهو الفاعل الحقيقي.