الثورة نت:
2025-12-13@16:50:54 GMT

غزة تنهض من الرماد وتبحث عن وجهها المفقود

تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT

غزة تنهض من الرماد وتبحث عن وجهها المفقود

الثورة / متابعات

حين يخيّم الصمت بعد العاصفة، تبدأ الحكاية الحقيقية، في غزة، لا صوت للقنابل بعد اليوم، لكن صوت الركام أعلى من أي وقت مضى.

الشوارع التي كانت تضج بالحياة تحوّلت إلى ممرّات ضيقة بين الجدران المنهارة، والناس يسيرون بحذر حاملين همومهم وأحلامهم.

العودة إلى اللاشيء

في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وقف صلاح أبو غنيمة أمام دمار لا نهاية له، كان يحدّق طويلًا في الفراغ محاولاً أن يرسم في ذهنه خريطة بيته القديم.

“هنا كان بابنا… وهناك كانت أمي تزرع النعناع”، قال بصوت مبحوح، ثم صمت قليلًا وأضاف: “الآن لا شيء… إلا الركام”.

بالنسبة لصلاح، العودة لم تكن إلى المنزل، بل إلى الفراغ الذي خلفته الحرب، ومع ذلك، حمل معوله الصغير وبدأ ينظف الركن الذي يظنه فناء البيت، يقول بابتسامة يائسة: “حتى لو لم يبقَ شيء، سأبدأ من هنا… من هذا الركن”.

نفايات الحرب… قنابل من نوع آخر

في مناطق النزوح جنوب القطاع، تختلط رائحة الدخان القديمة مع رائحة النفايات الجديدة.

أكوام من البلاستيك، بقايا طعام، حيوانات نافقة، وكلها تحاصر خيام النازحين من كل جانب.

تقول أم بلال وهي أم لخمسة أطفال، إنها لا تنام ليلًا من الخوف على صغارها: “الحشرات صارت جزءًا من يومنا، نغلق الخيمة، لكنهم يدخلون من كل فتحة، ابني الصغير مرض ثلاث مرات الشهر الماضي… ولسه ما شفنا دكتور”.

منظمة الأمم المتحدة تقول إن غزة تواجه أزمة بيئية “غير مسبوقة”، بعد أن تراكمت ملايين الأطنان من الركام والنفايات، معظم الشوارع مغلقة، والمياه تختلط بالصرف الصحي، والمستشفيات تعمل في ظروف لا تصلح للحياة.

معركة ما بعد الحرب

جاكو سيليرز، ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وصف مهمة تنظيف غزة بأنها “أصعب من إعادة الإعمار نفسها”.

فالحرب لم تدمّر فقط البيوت، بل شلّت كل ما يجعل الحياة ممكنة: الآليات، الشبكات، المصانع، وحتى المساحات الخضراء.

“نحن نحاول أن نفتح الطرق أولاً، لأن الطريق المفتوح هو أول خطوة نحو الحياة”، قال سيليرز في مؤتمر صحفي بغزة.

مدن تبحث عن ملامحها

في خانيونس، ترى جرافة يتيمة تحاول أن تشق طريقًا وسط بحر من الركام، بجانبها يقف ثائر الأسطل، شاب في الثلاثين، يرتدي كمامة بالية ويحمل بيديه مجرفة صدئة.

يقول: “ما عنا معدات، بس عنا إرادة. كل حجر بنشيله بإيدينا، كأنه خطوة باتجاه الحياة”.

ينظر إلى السماء ثم يضيف: “يمكن تحت الركام في جثامين، ويمكن في بداية جديدة… ما بنعرف، بس لازم نكمل”.

أمل يخرج من بين الغبار

الأطفال، رغم كل شيء، بدأوا يرسمون على الجدران المتبقية: بيت، شمس، علم، وعبارة صغيرة متكررة: “بدنا نعيش”.

تلك الجدران المهشمة تحولت إلى دفاتر أمل، تكتب عليها غزة رغبتها في البقاء.

رغم أن كل رقم يشير إلى كارثة، أكثر من مئة ألف مبنى مدمر، وثلاثمئة ألف وحدة سكنية متضررة، إلا أن ما لا يمكن قياسه هو عناد الحياة في قلوب الناس.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

العربية لغة الحياة

#العربية_لغة_الحياة

د. #هاشم_غرايبه

هنالك اعتقاد شائع أن التشكيل في اللغة العربية جاء به “أبو الأسود الدؤلي” ثم طوره “الفراهيدي” الى شكله الحالي، ما جاءا به فعلياً هو رسم الحركة فوق نهاية الحرف، أما الحركات فهي موجودة أصلا منذ نشأة اللغة ذاتها، لكن لأن اللغة كانت في معظم استعمالاتها سماعية، بسبب قلة من يعرفون القراءة والكتابة، فلم تكن الحاجة ماسة لكتابة هذه الحركات على أواخر الكلمات، مثلما أن التنقيط لم يكن معروفا أيضا، بل كانت تعرف كلها بالسليقة، ولأن اللغة منطقية، فلم يكن يخطيء (يلحن) فيها أحد، إذ كان يظهر نشوزه فيصحح فورا.
رغم أن هنالك العديد من الميزات للغة العربية عن سائر اللغات الأخرى، إلا أن أميزها هي أنها لغة معربة، فيما جميع اللغات مبنية، أي أن الحركة على آخر الكلمة تحدد وظيفتها، فالمعرب صفة الحيوية، وبحسب موقعها تكون هذه الحركة، سواء كانت مرفوعة أومنصوبة أو مجرورة أو ساكنة.
كما أنه مع ثبات اللفظة، فإن تبديل الحركات على كل حرف نحصل على معنى مغاير، مثلا من الحروف الثلاثة (ق د ر)، بإمكاننا من هذا الجذر الواحد صنع ستة ألفاظ مستقلة متباينة في المعنى: فالقَدَرَ هو الأمر المكتوب من الله، والقَدْرُ هو المكانة والقيمة، والقِدْرُ هي وعاء الطهي، وقدَّرَ بمعنى حسَبَ، وقَدِرَ بمعنى تمكن، وقدَرَ بمعنى منع أو أنقص.
والميزة التي أعطت قيمة مضافة للعربية هي أن هذه الحركات جاءت مكملة لحروف الحركة (حروف العلة) وهي الألف والواو والياء، فالفتحة هي عبارة عن نصف المَدّةِ في حرف الألف، والضمة هي كذلك نصف واو، والكسرة هي نصف الياء، أما السكون فهي اللا حركة.
فائدة هذه الحركات أنها ضاعفت فاعلية الحروف من غير أن تزيد في عددها، ويمكن كتابة كلمات ذات حروف كثيرة من غير فصل هذه الحروف بحروف علة كما في اللغات الأخرى، والتي لا يمكن فيها لفظ الكلمة إلا إن كان الحرف متبوع بحرف من حروف الحركة، ولو أخذنا مثلا للتوضيح كلمة: (مُسْتَنْبَت) والتي تلفظ من غير مشقة رغم أنها من ستة حروف ليس بينها حرف علة واحد، فلو لفظناها بحروف اللغة الإنجليزية (mostanbat) فإننا نحتاج للزيادة على الحروف الستة الأصلية ثلاثة حروف علة.
هذه الحركات لا تقتصر دلالاتها على النفع اللغوي، بل تأتي في سياق منطقي مع الحياة، فتفسر سماتها، وتتوافق مع معطياتها الواقعية، وكل حركة تعطي المعنى المراد بلا لبس ولا غموض.
فالضمة شكلا جاءت من الواو لفظا، لكن الرفع معنى يأتي من السمو والعلو مقاما وتأثيرا.
فالرفع سمة الفاعل لأنه هو المؤثر صاحب الفعل والإرادة، فحق له أن يكون مرفوع القامة، وهو منطق الحضارة الإنسانية أيضاً.
والمبتدأ يجب أن يكون معرّفا لا نكرة وبادئا في الإخبار متبوعا لا تابعاً، والخبر الذي يترافق معه دوما لا يغادره ولا ينفصل عنه، لأنه حكم، والحكم لا يكون على نكرة، بل يحكم على ماهو معرف، وهذا هو منطق العدل، لذلك استوجب رفع المبتدأ والخبر، لأن كليهما في موقع المبادرة.
والفعل المضارع هو فعل قائم وأداء حاضر مستمر، لم ينتهي فعله بعد، فهو حركة مؤثرة في غيره، فاعلة في إحداث التغيير، فجاء مرفوعا في الأصل، إلا ان تسبقة أداة نصب أو جزم فتشكمه، فعندها لا يحق له أن يبقى مرفوعا.
أما النصب فجاء بالفتح، وهي مَدّةٌ قصيرة، لذلك جاءت على شكل ألف صغيرة مائلة الى شكل أقرب الى الإستواء، لذلك فالنصب ميلٌ الى الإستواء أي استقبال الفعل وتقبل نتيجته، وهذه سمة المفعول به الراضخ لما يحل به.
أما الجر فعلامته الكسرة، أي الإنكسار والخضوع، فمهما كان الإسم عظيما، إن جَرّهُ حرفُ جرٍّ كسرَ عَظَمته، وإن أُضيف الى نكرةٍ زادَهُ ذلك انكساراً وذلةً، لذلك جاءت الكسرة تحت الكلمة دلالة على التبعية وتعبيراً عن الدونية.
ويبقى السكون وعلامته دائرة مغلقة صغيرة تمثل فما مطبقا، دلالة الصمت وغياب التأثير، فشتّان بين رفع الفعل المضارع: (يقولُ) وبين (لم يقلْ) فجزمه أفقده حرف الحركة (و) فجعله ساكنا بعد أن كان يضج بالفعل والتأثير.

مقالات ذات صلة تأملات قرآنية 2025/12/11

مقالات مشابهة

  • العربية لغة الحياة
  • ماذا يحدث لجسمك عند إهمال غسل الأسنان يوميا؟.. مخاطر صادمة
  • بعد حادث إمبابة .. تاون جاس توضح إرشادات مهمة لمستخدمي الغاز الطبيعي للحفاظ على سلامة المواطنين
  • طبيب قرية العروسة المقتولة على يد زوجها بالمنوفية..وجدتُ آثار زرقان على وجهها ورفضت استخراج تصريح بدفنها
  • صحيفة إسرائيلية: إسرائيل وافقت على تحمل تكاليف إزالة الركام بغزة
  • المنخفض يعمّق جراح غزة.. 7 شهداء بالبرد وانهيار الجدران على خيام النازحين / شاهد
  • الخرطوم تنهض من تحت الركام
  • من يتحمل تكاليف رفع الركام من غزة.. إعلام عبري يكشف مفاجأة
  • اعلام عبري: إسرائيل وافقت على تحمل تكاليف إزالة الركام بغزة
  • إعلام عبري: واشنطن طالبت إسرائيل بتحمل تكاليف إزالة الركام في غزة