المتحدث باسمها: الموقف الأميركي لن يثني الأونروا عن عملها
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
غزة – قال المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عدنان أبو حسنة إن تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأخيرة التي قال فيها إن المنظمة الدولية لن تتمكن من لعب أي دور في قطاع غزة ليست جديدة، وتأتي في إطار المواقف الأميركية من المنظمة الأممية.
وأوضح أبو حسنة، في حديث خاص للجزيرة نت، أن رفض الولايات المتحدة عمل الأونروا اتخذ بعد فوز الرئيس دونالد ترامب في ولايته الأولى التي بدأت في يناير/كانون الثاني 2018 عندما قطع تمويل بلاده للوكالة الدولية، ثم أعاده الرئيس جو بايدن قبل أن يقرر ترامب إيقافه مرة أخرى مع دخوله البيت الأبيض مطلع العام الجاري.
وتقدر مساهمة الولايات المتحدة بين 25% و30% من مجمل موازنة الأونروا، ويتجاوز إجمالي المساهمة الأميركية للمنظمة الدولية منذ تأسيسها 7 مليارات دولار.
رفض الادعاءاتوأكد أبو حسنة أن الموقف الأخير لوزير الخارجية الأميركي ليس له علاقة عمليا بما تقوم به الأونروا أو ما يتعلق بحيادها وشفافيتها، لاسيما أن محكمة العدل الدولية أقرت قبل يومين فقط بأن وكالة الغوث منظمة حيادية شفافة ملتزمة بقوانين ونظم الأمم المتحدة، ولم يتحقق أي اختراق لها من قبل التنظيمات الفلسطينية كما تدعي إسرائيل.
وكانت محكمة العدل الدولية قد أكدت الأربعاء الماضي عدم وجود أي أدلة على انتهاك الأونروا مبدأ الحياد أو ممارستها التمييز في توزيع المساعدات بالأراضي الفلسطينية المحتلة، كما ادعت إسرائيل ذلك مرارا.
وشددت المحكمة على أن إسرائيل ملزمة بتسهيل إيصال المساعدات إلى قطاع غزة لاسيما تلك التي توفرها الأونروا. ورغم هذا القرار نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول حكومي قوله إن إسرائيل لا تنوي السماح للمنظمة الأممية بالعودة إلى العمل في قطاع غزة.
وتعليقا على ذلك، أكد أبو حسنة أن الأونروا ليست جمعية حكومية إسرائيلية، وإنما تمتلك تفويضها من الجمعية العامة للأمم المتحدة وتمارس مهامها بناء عليه.
ورغم أن القرار الإسرائيلي بحظر أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بدأ سريانه في يناير/كانون الثاني 2025، فإنها تواصل عملها في قطاع غزة من خلال 12 ألف موظف، كما يقول أبو حسنة.
إعلانوينتظم نحو 300 ألف طالب في مدارس الأونروا سواء بشكل نظامي أو عن بعد، بمتابعة 8 آلاف مدرس في جميع محافظات القطاع.
وسجلت الأونروا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 10 ملايين زيارة طبية لمراكزها الصحية داخل قطاع غزة بإشراف 1300 موظف في القطاع الصحي، في حين يعمل مئات الموظفين في توزيع المواد الغذائية.
وشدد المستشار الإعلامي للأونروا على أن كل الأطروحات التي كانت تدعو إلى استبدال المنظمة الأممية لم تنجح، وهذا كان واضحا عندما فشلت مؤسسة غزة الإنسانية، على حد قوله.
ويعتقد أبو حسنة أن كل المحاولات التي تتجاوز الأونروا لن يكتب لها النجاح لأنها هي التي تمتلك البيانات الكاملة عن اللاجئين وسكان قطاع غزة، ولديها القدرات اللوجستية والموظفين، والأماكن التي تستطيع العمل من خلالها.
وأضاف أن الجمعية العامة للأمم المتحدة فقط هي المسؤولة عن الأونروا سواء باستمرار عملها أو إنهاء تفويضها، ومن يريد أن يغير طبيعة عملها فليذهب إلى الجمعية العامة التي لديها موعد في ديسمبر/كانون الأول القادم لتجديد تفويضها، وما دون ذلك فإن الأونروا ستواصل عملها.
تبعات كارثيةوحذر المستشار الإعلامي للأونروا من أن توقف خدمات الأونروا في قطاع غزة سيكون له نتائج كارثية لأنها تقدم خدماتها للفلسطينيين في مجالات الصحة والتعليم وجمع النفايات الصلبة والمياه، والإشراف على مراكز الإيواء والدعم النفسي، وتوزيع المواد الغذائية.
ولفت أبو حسنة إلى أن توقف كل هذه الخدمات يعني قطع شريان الحياة بالنسبة للفلسطينيين والحكم عليهم بالإعدام.
وأشار إلى أن وكالة الغوث تواصل حاليا جميع خدماتها باستثناء توزيع المساعدات الإنسانية لأن إسرائيل تمنع إدخال 6 آلاف شاحنة تتبع الأونروا تنتظر أمام معابر غزة ومحملة بمواد غذائية تكفي سكان القطاع لمدة ثلاثة أشهر، وتحتوي على كميات من الأدوية والأغطية والخيام تكفي مئات آلاف الفلسطينيين.
ووصلت العراقيل الإسرائيلية بحق الأونروا إلى منع الموظفين الدوليين من دخول الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، بما فيهم المفوض العام للمنظمة الدولية والأمين العام للأمم المتحدة، كما أغلقت قوات الاحتلال 6 مدارس للأونروا في شرق القدس.
وفي سبيل مواجهة العراقيل التي تتعرض لها الأونروا، أكد أبو حسنة أن هناك تحركات واتصالات وضغوطا تمارسها الأونروا على المستويات القانونية والسياسية والإعلامية من أجل أن تحترم إسرائيل الرأي الاستشاري الذي أصدرته محكمة العدل العليا.
وأشار أبو حسنة إلى أن هناك لجنتين للتحقق من عمل الأونروا، إحداهما برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولون، وأخرى من مكتب الرقابة الداخلية التابع للأمم المتحدة.
وأكدت اللجنتان حيادية المنظمة الدولية والتزامها بقوانين ومواثيق الأمم المتحدة، ولا مكان للادعاء بأنه تم اختراقها من قبل المنظمات الفلسطينية.
ومع وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين خططا شاملة تتعلق بالعملية التعليمية، وتمت إعادة الطلاب عبر توسيع التعليم الوجاهي بإيجاد مساحات لاستيعاب 10 آلاف طالب.
إعلانوفي القطاع الصحي تحاول الأونروا استعادة تعافي المراكز الصحية، وافتتحت نقاطا طبية متحركة تستقبل ما يقرب من 17 ألف مريض يوميا، وذلك بعدما كان لدى وكالة الغوث 22 مركزا صحيا، كما يقول أبو حسنة.
وتواصل الأونروا برامجها الخاصة بالدعم النفسي لسكان قطاع غزة من خلال مئات العاملين في هذا المجال، كما يشير المستشار الإعلامي إلى مواصلة جمع النفايات في مختلف المناطق، وتوزيع المياه، وإدارة مراكز الإيواء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات المستشار الإعلامی للأمم المتحدة فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
أونروا: غزة تواجه كارثة«غير مسبوقة»وإسرائيل تمنع دخول آلاف الشاحنات الإغاثية
قال المستشار الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، عدنان أبو حسنة، اليوم الخميس، إن الوضع الإنساني في قطاع غزة وصل إلى مستوى غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، محذّرًا من أن إسرائيل “تحوّل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة” عبر عرقلة دخول المساعدات وتقييد العمل الإنساني.
وأوضح أبو حسنة أن الاحتلال يمنع دخول آلاف الشاحنات المحمّلة بالخيام والمواد الغذائية والمستلزمات الأساسية، رغم بقاء هذه الشاحنات على المعابر منذ أسابيع. وأضاف أن الوكالة تمتلك مساعدات تكفي لثلاثة أشهر “لكن إدخالها يُرفض بشكل منهجي”، ما يفاقم الأزمة الإنسانية والصحية.
وأشار إلى أن اقتحام مقر الأونروا في القدس ومصادرة معداتها وإنزال علم الأمم المتحدة “يمثل تصعيدًا خطيرًا يعطل القدرة على تقديم الإغاثة”، لافتًا إلى أن ما يحدث في غزة هو “تسونامي إنساني” يفوق قدرات الوكالات الدولية، خصوصًا مع استمرار نقص الإمدادات منذ وقف إطلاق النار.
وبحسب أبو حسنة، فقد كشفت العاصفة الجوية الأخيرة هشاشة أوضاع مئات آلاف النازحين داخل مراكز الإيواء وفي محيطها، حيث تضررت أكثر من 125 ألف خيمة، وفقدت نحو 288 ألف أسرة مأواها الفعلي. كما أدت الأمطار إلى غمر العديد من مخيمات النزوح، ما تسبب في خسائر واسعة، بينها وفاة رضيعة في خان يونس نتيجة البرد وسوء ظروف الإيواء.
وفي ظل تعطل عدة نقاط طبية متنقلة وتضرر مرافق أساسية، حذّرت بلدية غزة وجهات إغاثية من تفاقم المخاطر الإنسانية نتيجة تداخل الكارثة المناخية مع الدمار الواسع الذي أصاب البنية التحتية خلال الحرب.
جاءت تصريحات أبو حسنة في وقت يتصاعد فيه الجدل حول حجم المساعدات التي تدخل إلى غزة، إذ أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع بيانًا نفى فيه تصريحات السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، مايك والتز، بشأن دخول 600 شاحنة يوميًا، مؤكدًا أن البيانات الموثّقة تظهر أن غزة استقبلت 14,534 شاحنة فقط خلال 62 يومًا، أي بمعدل يومي لا يتجاوز 234 شاحنة، من أصل 37,200 شاحنة كان يفترض دخولها وفق اتفاق وقف إطلاق النار.
واتهم المكتب الاحتلال باتباع سياسة “حصار ممنهج” تشمل تقليص الكميات، ومنع أصناف أساسية، وإبطاء عمليات الفحص، ما يعيق استقرار الوضع الإنساني. ودعا إلى فتح تحقيق دولي مستقل حول آلية تعامل إسرائيل مع المساعدات.
آخر تحديث: 11 ديسمبر 2025 - 13:30