نيوزيمن:
2025-12-03@18:09:05 GMT

افتتاح مطعم جديد في دبي والطهي شيف ذكاء اصطناعي

تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT

في مدينة تتسابق مع الزمن لتحمل لقب "مدينة المستقبل"، خطف مطعم "ووهو" الأضواء بعد افتتاحه قرب برج خليفة الأسبوع الماضي، ليقدّم مفهوماً غير مسبوق في عالم الطهي: أول شيف يعمل بالذكاء الاصطناعي بالكامل، وفق ما يقدّمه مؤسسوه، في خطوة تعكس توجّه دبي لدمج التقنيات الذكية في أدق تفاصيل الحياة اليومية.

منذ اللحظات الأولى لدخول المطعم، يجد الزائر نفسه داخل مشهد يبدو مقتبساً من فيلم خيال علمي؛ هولوغرام ضخم لشاب أشقر يُدعى "أيمن" يرحّب بالزوار، قبل الانتقال إلى ممر مظلم تُضيئه خطوط نيون لامعة، وصولاً إلى قاعة يتوسطها هيكل معدني أسطواني يطلق عوالم افتراضية تتراقص على الجدران أثناء تناول الطعام.

ورغم حداثة التجربة، شهد المطعم ازدحاماً كبيراً منذ اليوم الأول، فيما تجاوز حساب "الشيف أيمن" على إنستغرام 12 ألف متابع خلال أيام قليلة، وهو ما يعكس الفضول المتزايد حول هذه التجربة الطهوية الاستثنائية.

"أيمن" – الشيف الافتراضي – جرى تدريبه على ملايين الوصفات وعلوم الأغذية الجزيئية وكتب الطهي من عشرات الحضارات، ووفق الإدارة، فإنه لا يعيد إنتاج الأطباق التقليدية بل يبتكر وصفات من الصفر. ويتولى الطاهي التركي الوحيد في المطبخ، سرحات كارانفيل، تنفيذ الوصفات التي يرسلها النموذج الذكي بدقة كبيرة.

أشهر ابتكار حتى الآن هو طبق "ترتار لحم الديناصور النيء"، الذي اعتمد فيه "أيمن" على خريطة جينية افتراضية لديناصور عاشب، ليقترح خليطاً من اللحوم والأعشاب يحاكي "الطعم المحتمل" لذلك الكائن المنقرض. الطبق يُقدَّم في طبق مطاطي يتحرك وكأنه يتنفس، ما يمنح رواد المطعم تجربة حسية غير مألوفة.

ويقول الزائر التركي إيفي أورغونلو بعد تذوقه الطبق: "لم أتخيل يوماً أنني قد آكل ديناصوراً.. الطعم غريب، لكنه لذيذ بشكل مفاجئ." لكن هذا التعاون بين الإنسان والآلة لا يخلو من التوتر، إذ يؤكد سرحات: "نختلف أحياناً… في إحدى المرات اقترح كمية فلفل تحرق الفم. جربت الطبق وناقشته، حتى عدّل النسبة إلى توازن مقبول."

بينما يصف مؤسسو "ووهو" حلمهم بأن يصبح "أيمن" نسخة افتراضية من غوردون رامسي "صارم لكنه عبقري"، لا يشارك جميع الطهاة هذا الحماس. فالطاهي السوري محمد أورفلي، صاحب مطعم "أورفلي بروس" الحاصل على نجمة ميشلان، يرفض الفكرة بقوة، قائلاً: "لا يوجد شيء اسمه شيف ذكاء اصطناعي. الطبخ نَفَس وذكريات وروح. الذكاء الاصطناعي لا يمتلك ذاكرة طفولة ولا رائحة بيت الجدة في دمشق."

ويضيف أنه يستخدم الذكاء الاصطناعي في مهام تنظيمية ومساندة، "لكنّه لن يضع يده على المقلاة أبداً." 

وليس "ووهو" التجربة الوحيدة في هذا المجال؛ فقد أطلق مطعم آخر في دبي خلال 2025 نظاماً روبوتياً يُدعى "الفليبر" لطهي البرغر والدجاج باستخدام الرؤية الحاسوبية لضبط الوقت والحرارة، بما يقلل الأخطاء ويرفع كفاءة الخدمة.

وفي إسبانيا، يعتمد مطعم "أزورميندي" الحاصل على ثلاث نجوم ميشلان على منصات الذكاء الاصطناعي لتصميم قوائم طعام مبتكرة، فيما استخدم الشيف غرانت أتشارز في مطعمه "نيكست" بشيكاغو الذكاء الاصطناعي لتوليد قائمة من تسعة أطباق عام 2026.

وتشير دراسات 2025 إلى أن دمج الذكاء الاصطناعي في تطوير قوائم الطعام يمكن أن يرفع الكفاءة بنسبة 45%، ما يعزز دوره كشريك في الابتكار أكثر منه بديلاً للطاهي.

وتقول المقيمة ديو التي حضرت المطعم مع أصدقائها: "سمعت عنه على تيك توك… الأطباق صادمة بطريقة ممتعة."

ويؤكد الشريك المؤسس أحمد شاكر أن المطعم صُمّم ليجعل الزائر يشعر وكأنه في "عام 2071، عام مئوية الإمارات"، مضيفاً: "في دبي نعيش المستقبل قبل أن يصل إلى العالم."

وفي مدينة شهدت إصدار أكثر من ١٢٠٠ رخصة مطاعم جديدة خلال عام 2024، يبدو أن الجمهور مستعد لدفع مبالغ طائلة مقابل مفاهيم طهوية غير تقليدية تعتمد على "الصدمة المنظمة".

ومع استمرار الجدل العالمي حول حدود الذكاء الاصطناعي في المجالات الإبداعية، يواصل "ووهو" رهانه على أن المستقبل لن يكون فقط في ناطحات السحاب والسيارات الطائرة، بل أيضاً في الطبق الذي أمامك… حتى لو كان مستوحى من ديناصور افتراضي أو روبوت ذكي.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يثير قلق الموظفين في ألمانيا

كشف استطلاع حديث للرأي أن واحدا من بين كل ستة موظفين في ألمانيا يخشى أن تكون وظيفته مهددة بسبب الذكاء الاصطناعي.

جاء ذلك في تحليل خاص لتقرير سوق العمل لعام 2025 الصادر عن شبكة "زينغ" للتوظيف. وقد أجرى معهد أبحاث السوق "أبينيو" الاستطلاع عبر الإنترنت في يوليو الماضي بتكليف من شبكة التوظيف، وشمل ألفي موظف.

وأفاد 16 بالمئة من المشاركين بأنهم يشعرون شخصيا بالقلق من أن يسلب الذكاء الاصطناعي وظائفهم، بزيادة طفيفة عن عام 2024 حين بلغت النسبة 14 بالمئة.

وسُئل الموظفون في الاستطلاع عن تقييمهم لمستقبل الذكاء الاصطناعي، مع إتاحة عدة خيارات للإجابة.

وأعرب 29 بالمئة من الذين شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم بأن الذكاء الاصطناعي سيجعل العديد من القوى العاملة البشرية غير ضرورية.

وكانت النسبة الأدنى ممن رأوا ذلك لدى الفئة العمرية بين 25 و34 عاما بواقع 25 بالمئة، مقابل 32 بالمئة لدى كل من الفئة بين 18 و24 عاما والفئة بين 55 و65 عاما، و29 بالمئة لدى الفئة بين 35 و44 عاما، و28 بالمئة لدى الفئة بين 45 و54 عاما.

كما يميل الأصغر سنا إلى الاعتقاد بأن الذكاء الاصطناعي "سيفتح فاقا جديدة لمشروعات وحلول مبتكرة": إذ يتوقع ذلك 27 بالمئة من البالغين حتى سن 34 عاما، و30 بالمئة من الفئة بين 35 و44 عاما، بينما لا تتجاوز النسبة 21 بالمئة لدى من هم فوق 45 عاما.

وأشارت دراسة نُشرت في نوفمبر الماضي إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تحولات كبيرة في سوق العمل، لكن إجمالي عدد الوظائف سيظل مستقرا.

وذكرت الدراسة التي أعدها معهد نورنبرغ لأبحاث سوق العمل والمهن (IAB) بالتعاون مع المعهد الاتحادي الألماني لأبحاث المهن وجمعية أبحاث الهياكل الاقتصادية، أن نحو 1.6 مليون وظيفة ستتأثر بهذا التحول الهيكلي، حيث سيتم إلغاؤها أو استحداثها خلال الفترة التي شملتها التوقعات.

ومن المتوقع أن تستفيد قطاعات مثل خدمات تكنولوجيا المعلومات من ذلك بشكل خاص، إذ قد يرتفع الطلب فيها بنحو 110 لاف وظيفة، في حين قد تختفي نحو 120 ألف وظيفة في مجالات مثل خدمات الشركات، بحسب الدراسة.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يحسن رصد مشاكل القلب لدى الأجنة
  • الإمارات.. ترسم مستقبل «الذكاء الاصطناعي»
  • أشهر مطعم نباتي في بريطانيا يحقق إنجازاً تاريخياً
  • ترامب: الصين لن تتمكن من اللحاق بنا في سباق الذكاء الاصطناعي
  • الأمم المتحدة تحذر من الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي قد يُعلّم الجيل القادم من الجراحين
  • الذكاء الاصطناعي يثير قلق الموظفين في ألمانيا
  • ذكاء اصطناعي.. هواوي تطلق أول حيوان أليف
  • كيف تكشف التزييف في عصر الذكاء الاصطناعي؟