في مشهد سياسي اقتصادي تتداخل فيه الولاءات الشخصية مع تقلبات الأسواق، يقترب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من حسم واحد من أكثر التعيينات حساسية في ولايته الثانية، متمثلة في رئاسة الاحتياطي الفدرالي، وسط مؤشرات متزايدة على أن كيفن هاسيت بات المرشح الأقرب لوراثة جيروم باول في مايو/أيار 2026.

هاسيت يتقدم بفعل "الثقة" وردّة فعل الأسواق

وتُظهر تفاصيل عملية الاختيار التي عرضتها وول ستريت جورنال أن البحث الرسمي لا يزال قائمًا، وأن مجموعة من المرشحين سيجرون مقابلات هذا الأسبوع مع نائب الرئيس جيه دي فانس وفريق من كبار موظفي البيت الأبيض.

لكنّ التطورات غير الرسمية، وفق الصحيفة، تكشف أن ترامب "يبدو ميّالًا" نحو هاسيت، مستشاره الاقتصادي القديم ومدير المجلس الاقتصادي الوطني.

مشهد داخل غرفة روزفلت يُظهر هاسيت (يمين) وبيسنت ينصتان لإعلان جديد حول حسابات ترامب (رويترز)

وتنقل وول ستريت جورنال عن ترامب قوله للصحفيين: "أعرف من سأختار"، قبل أن يبتسم عندما سُئل مباشرة إن كان هاسيت هو الاسم المختار، من دون نفي أو تأكيد.

كما اعتمدت الصحيفة على قراءة الأسواق في الأيام الماضية لتشير إلى أن تراجع العوائد على السندات طويلة الأجل -بعد تقارير تحدثت عن تقدّم هاسيت- عدّه الرئيس مؤشرًا على "ثقة المستثمرين" في المرشح المحتمل.

ونقلت عنه قوله في مقابلة مع شبكة "سي بي إس": "ما رأيناه في السوق ردا على الشائعات عني، دليل على أن الأميركيين يمكن أن يتوقعوا انخفاضًا في معدلات القروض والرهون".

ترشيح تتحكم فيه الولاءات

ووفق وول ستريت جورنال، فإن وزير الخزانة سكوت بيسنت يقود بحثًا ممنهجًا منذ عيد العمال، بدأ بـ11 اسمًا وانتهى بـ5: هاسيت، وكيفن وورش، وكريستوفر وولر، وميشيل بومان، وريتش ريدر من "بلاك روك".

غير أن المقربين من وورش -بحسب الصحيفة- خرجوا بانطباع أنه لم يعد يرى نفسه في صدارة المنافسة. وهو ما يتقاطع مع ما نقلته الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة يقولون إن هاسيت "يريد الوظيفة ويعتبر نفسه أفضل من يمكنه القيام بها".

إعلان

رغم ذلك، تلفت وول ستريت جورنال إلى أن ترشيح هاسيت لا يزال يثير "مخاوف مهنية" لدى بعض زملائه السابقين، الذين يشككون في "قدرته على الوقوف في وجه الرئيس إذا اقتضت السياسة النقدية ذلك".

وذكّرت الصحيفة بأن بعض الداعمين له خلال توليه منصب رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين عام 2017 "انزعجوا من هجماته العلنية على الاحتياطي الفدرالي".

وتنقل رويترز عن ترامب تأكيده الثلاثاء أنه سيعلن "على الأرجح في بداية العام المقبل" اسم الرئيس الجديد للفدرالي، وقال خلال اجتماع وزاري: "سنعلن على الأرجح في بداية العام المقبل من يمكن أن يصبح الرئيس الجديد للاحتياطي الفدرالي".

كما أعاد ترامب -وفق رويترز- التأكيد أنه عرض المنصب على وزير الخزانة سكوت بيسنت، إلا أن الأخير "لا يريده".

وتضيف الوكالة أن ترامب أشار إلى أن "ملفات 10 مرشحين جرى دراستها ويتبقى واحد"، معتبرة ذلك إشارة واضحة إلى أن هاسيت بات المتقدم الأبرز.

باول في الواجهة مجددًا

من جهتها، تُبرز وكالة الأناضول أن ترامب جدّد انتقاداته العلنية لرئيس الاحتياطي الفدرالي الحالي جيروم باول، الذي تنتهي ولايته في مايو/أيار المقبل، وقال ترامب للصحفيين: "باول عنيد… وعلى الأرجح لا أحبّه".

جلسة أكاديمية تجمع جيروم باول في ستانفورد، وسط نقاشات تعكس ثقل السياسات النقدية على مسرح الاقتصاد الأميركي والعالمي (الفرنسية)

كما نقلت الأناضول عن ترامب قوله إن أسعار الفائدة "يجب أن تُخفَّض"، مشيرًا إلى أن الرئيس التنفيذي لـ"جي بي مورغان تشيس"، جيمي ديمون، يؤيد ذلك أيضًا.

وتلفت الوكالة إلى أن ترامب ألمح مرة أخرى إلى أن الإعلان سيكون "في بداية العام المقبل"، في تكرار ينسجم مع ما أوردته رويترز حول تأجيل القرار لشهور عدة رغم حساسيته.

اختبار الاستقلالية

تشير وول ستريت جورنال إلى أن سباق خلافة باول "يُعدّ من أكثر عمليات الاختيار غير التقليدية منذ عقود"، إذ تخلّت الإدارة عن نمط التوافق الهادئ الذي ميّز تعيينات رؤساء الفدرالي منذ فولكر وغرينسبان.

وبحسب الصحيفة، فقد اضطر المرشحون "للنأي بأنفسهم عن باول" خلال عملية الاختيار، وهو أمر غير مسبوق، خاصة وأن باول نفسه كان اختيار ترامب قبل 8 سنوات، لكنه تحوّل لاحقًا إلى هدف لغضب الرئيس بسبب رفضه خفض الفائدة بوتيرة أسرع.

كما ترى الصحيفة أن هاسيت -رغم امتلاكه خبرة أكاديمية وكونه "اقتصاديا معروفا" عمل سابقًا في الفدرالي- سيواجه تحديا يتمثل في "إثبات استقلاليته أمام زملائه والسوق"، بعد شهور من انتقاداته الحادة للمصرف المركزي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات وول ستریت جورنال أن ترامب إلى أن

إقرأ أيضاً:

عقب مباحثات بوتين وويتكوف.. موسكو: حل أزمة أوكرانيا لم يقترب

قال الكرملين، الأربعاء، إن المحادثات مع الولايات المتحدة "مفيدة" لكن ما زالت هناك حاجة لـ"كثير من العمل" لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وبعد محادثات استمرت لساعات مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وصهر الرئيس دونالد ترامب جاريد كوشنر، قال المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف ردا على سؤال أحد الصحافيين بشأن الأراضي الأوكرانية التي سيطرت روسيا عليها "حتى الآن لم نتوصل إلى تسوية لكن من الممكن مناقشة بعض المقترحات الأميركية".

وأوضح أن "المحادثات كانت مفيدة ومثمرة وبناءة للغاية" لكن "لا يزال هناك الكثير من العمل" للتوصل إلى اتفاق.

وذكر الكرملين أن "المباحثات بين الرئيس فلاديمير بوتين وويتكوف تناولت عدة خيارات لخطة تسوية الوضع في أوكرانيا".

وأضاف أن: "بوتين طلب من ويتكوف نقل عدد من الإشارات السياسية المهمة إلى ترامب بشأن أوكرانيا".

ووفق الكرملين فقد "اتفقنا مع زملائنا الأميركيين على عدم الكشف عن جوهر المفاوضات التي جرت".

وأشار الكرملين إلى أن "المبعوثين الأميركيين سيعودون إلى الولايات المتحدة ويعرضون نتائجهم على ترامب ويتواصلون معنا".

وشدد على أن "الاتصالات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن أوكرانيا مستمرة".

 

مقالات مشابهة

  • ترامب يلمح لاختيار مستشاره الاقتصادي لرئاسة الفيدرالي
  • ترامب يختار قريبًا الرئيس المقبل للاحتياطي الفيدرالي.. من أبرز المرشحين؟
  • عقب مباحثات بوتين وويتكوف.. موسكو: حل أزمة أوكرانيا لم يقترب
  • وول ستريت تتراجع جماعياً.. عوائد السندات تضغط على الأسهم مع ترقب قرارات الفدرالي
  • وول ستريت جورنال: السودان يعرض على روسيا أول قاعدة بحرية لها في أفريقيا
  • «وول ستريت جورنال»: حكومة البرهان عرضت على روسيا إنشاء قاعدة بحرية مقابل التسليح
  • زيلينسكي يلتقي ماكرون الاثنين وترامب متفائل
  • سباق مراكز البيانات في الفضاء.. خيال علمي أم واقع يقترب؟
  • نصري عصفورة يتصدر سباق رئاسة هندوراس بعد فرز 34% من الأصوات