تقدم إستراتيجي أوكراني بالجنوب وصواريخ نوعية بحوزة كييف
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
أعلنت القوات الأوكرانية تمكنها من تحقيق تقدم إستراتيجي على إحدى جبهات منطقة زاباروجيا، جنوبي البلاد، في حين كشفت كييف أن دولا حليفة زودتها بصواريخ بعيدة المدى.
وقال قائد مجموعة القوات العملياتية والإستراتيجية في الجنوب الأوكراني الجنرال أولكسندر تارنافسكي إن القوات الروسية بدأت تتراجع الى خط الدفاع الثاني، الأقلِ تحصينا.
وأدلى تارنافسكي بتصريحاته خلال مقابلة مع صحيفة "ذي غارديان" بعد أيام من إعلان كييف تحقيقها نصرا إستراتيجيا باستعادة قرية روبوتين في الجنوب.
ويرفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشكل متزايد الانتقادات الموجهة إلى الهجوم المضاد الذي شنته كييف، والذي حقق مكاسب أبطأ ممّا كان متوقعا.
وقال تارنافسكي "أصبحنا الآن بين الخط الدفاعي الأول والثاني". وأضاف "في خضم الهجوم، نستكمل الآن تدمير وحدات العدو التي توفر غطاء لتراجع القوات الروسية خلف خطها الدفاعي الثاني".
في المقابل، قال المتحدث باسم قوات دنيبر في الجيش الروسي إن وحداته تمكنت من صد 4 هجمات للقوات الأوكرانية في مناطق سكنية بزاباروجيا، كما أعلن مقتلَ أكثر من 100 عسكري أوكراني، وتدمير عدد من الآليات العسكرية.
في المقابل، قال المتحدث باسم قوات الجنوب في الجيش الروسي إن قوات بلاده عززت مواقعها في دونيتسك وصدت هجمات للقوات الأوكرانية في جبهة مارينكا وقضت على أكثر من 250 جنديا أوكرانيا.
تطورات ميدانية في الجنوبوإلى الجنوب، أفاد مراسل الجزيرة بسماع دوي انفجار في مدينة خيرسون إثر قصف روسي.
وفي مقاطعة أوديسا، أعلنت قيادة منطقة الجنوب الأوكرانية تعرض البنية التحتية لميناء "رينيه" على نهر الدانوب لهجوم صاروخي روسي فجر اليوم، أدى إلى وقوع أضرار مادية وإصابة مدنيين اثنين على الأقل.
من جهتها، أكدت قيادة العمليات الأوكرانية إسقاط 22 مسيّرة روسية من نوع "شاهد 131 و136″ (إيرانية الصنع) من مجموع 25 مسيرة شنت هجوما استهدف المنطقة الجنوبية في مقاطعة أوديسا.، من أصل 25 شنت هجوما على المنطقة الجنوبية في مقاطعة أوديسا.
وقال متحدث باسم قيادة الجنوب إن الهجوم استهدف البنية التحتية لموانئ المقاطعة، ومن بينها تلك التي تقع على نهر الدانوب وتُستخدم لتصدير الحبوب، مشيرا إلى أن الهجوم استمر 3 ساعات ونصف الساعة وأسفر عن إصابة شخصين.
وأكد الجيش الأوكراني أن القصف الروسي استهدف مواقع صناعية مدنية، في حين أعلن الجيش الروسي أنه قصف بالمسيرات ميناء ريني على نهر الدانوب قرب الحدود مع رومانيا، مشيرا إلى أن الغارات استهدفت منشآت لتخزين الوقود تستخدم لإمداد القوات الأوكرانية.
صواريخ بعيدة المدى
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في مقطع فيديو نشره على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إن فرنسا وبريطانيا زودتا أوكرانيا فعلا بصواريخ بعيدة المدى.
وأضاف كوليبا أنه لا توجد حجة موضوعية تحول دون حصول بلاده على صواريخ "توروس" الألمانية، لأن ذلك سيساعد الجيش الأوكراني في الهجوم المضاد على نحو قد يعجل بانتهاء الحرب.
وكانت وسائل إعلام أوكرانية تحدثت عن قرب تزويد واشنطن كييف للمرة الأولى بذخائر مدفعية تحتوي على يورانيوم منضب يمكن استخدامها في مدفع دبابات "أبرامز" الأميركية.
وكان رئيس مجلس الأمن القومي الأوكراني أوليكسي دانيلوف قال إن ضرب أهداف تبعد عن أوكرانيا بنحو 1500 كيلومترا لم يعد مشكلة، بينما ذكر رئيس جهاز الاستخبارات في وزارة الدفاع الأوكرانية أن الحرب يجب أن تنتقل إلى أراضي الدولة المعتدية، على حد تعبيره.
في سياق متصل، حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من سماهم الحلفاءَ على دعم بلاده من خلال توفير مزيد من منظومات الدفاع الجوي.
وفي منشور على منصة "إكس"، قال إن سفينتين عبرتا ممر الشحن المؤقت في البحر الأسود، مضيفا أن أوكرانيا تستعيد حرية الملاحة الحقيقية في البحر الأسود.
وجاءت هذه التصريحات قبل يوم من محادثات مقررة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في منتجع سوتشي الروسي المطل على البحر الأسود. وتضغط تركيا من أجل إحياء اتفاق تصدير الحبوب.
وعقب انسحابها من اتفاق تصدير الحبوب منتصف يوليو/تموز الماضي، شنت روسيا هجمات عدة على موانئ تصدير الحبوب جنوبي أوكرانيا، وتقول موسكو إنها تضرب أهدافا عسكرية هناك.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مقتل 31 شخصًا على الأقل وإصابة 159 آخرين في هجوم روسي على كييف
شهدت العاصمة الأوكرانية كييف، واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ بداية الغزو الروسي الشامل، حيث أطلقت القوات الروسية وابلًا من الطائرات المسيّرة والصواريخ استهدف عدة أحياء في المدينة، وأسفر عن مقتل 31 شخصًا على الأقل وإصابة 159 آخرين، بينهم أطفال وعناصر من الشرطة.
وأعلن رئيس الإدارة العسكرية لمدينة كييف، تيمور تكاتشينكو، أن عمليات البحث والإنقاذ لا تزال جارية، مشيرًا إلى انتشال ثلاث جثث إضافية في منطقة سفياتوشينسكي، ليرتفع بذلك عدد الضحايا المؤكدين إلى 31.
وأكدت وزارة الداخلية الأوكرانية، أن من بين الضحايا الملازمة أولى ليليا ستيبانشوك، ضابطة في شرطة الدوريات منذ عام 2017، حيث تم العثور على جثتها تحت الأنقاض في سفياتوشينسكي.
وأصيب في الهجوم 12 طفلًا و3 من أفراد الشرطة، بينما لا يزال 30 شخصًا يتلقون العلاج في المستشفيات، من بينهم خمسة أطفال، بحسب عمدة كييف فيتالي كليتشكو، الذي أكد أن هذا العدد من الأطفال المصابين هو الأعلى منذ بدء الحرب.
واستهدفت الضربات الجوية 27 موقعًا مختلفًا في المدينة، كان معظمها في حي سولوميانسكي، وتضررت مؤسسة تعليمية ومبنى سكني. وأفاد المسؤولون بأن 101 مبنى تعرضت لأضرار في هذا الحي فقط.
كما تعرضت منطقة سفياتوشينسكي لأضرار جسيمة، إذ اندلعت حرائق في عدد من السيارات، وسقط حطام على الطابق التاسع من مبنى سكني. كما تم تسجيل أضرار في مناطق هولوسيفسكي وشيفتشينكيفسكي، من بينها تحطم نوافذ جناح الأطفال في مستشفى، دون تسجيل إصابات.
وأعلنت شركة السكك الحديدية الأوكرانية عن أضرار في أحد مرافقها، ما تسبب في تعطيل حركة القطارات. كما تعرض مركز الثقافة الإسلامية والمسجد التابع له لأضرار نتيجة سقوط شظايا صواريخ روسية في فنائه، دون وقوع إصابات.
وفي أعقاب الهجوم، أعلنت سلطات كييف الأول من أغسطس يوم حداد عام في العاصمة، حيث رُفعت الأعلام على نصف السارية في جميع المباني الرسمية، وتم حظر إقامة أي فعاليات ترفيهية في المدينة.
الهجوم يتزامن مع تصعيد في الخطاب الأميركي
وقع الهجوم بعد أيام من تصريح للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، هدد فيه بفرض رسوم جمركية جديدة على روسيا خلال عشرة أيام، ما لم توقف موسكو حربها الشاملة ضد أوكرانيا.
وألمح ترامب في تسجيل صوتي نشره البيت الأبيض إلى أنه لم يعد يرغب في الانتظار أكثر، قائلاً: "منحتهم 50 يومًا سابقًا، لكن لا نرى أي تقدم".
من جهته، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجوم بأنه دليل جديد على رفض روسيا لدعوات السلام، مشددًا على أن "جميع أدوات الضغط على موسكو لإجبارها على الدخول في مفاوضات حقيقية متاحة لدى شركائنا في الغرب". وأضاف: "اليوم، رأى العالم مرة أخرى كيف ترد روسيا على رغبتنا في السلام".
حيث يأتي التصعيد العسكري الروسي على كييف في ظل تحولات واضحة في المواقف الأميركية تجاه الحرب، إذ يتزايد الضغط من واشنطن على روسيا لإنهاء الحرب، وسط تهديدات بفرض عقوبات ثانوية تشمل دولًا تتعامل اقتصاديًا مع موسكو مثل الصين والهند.
كما يلوح ترامب بفرض رسوم تصل إلى 100% على واردات روسيا، في خطوة قد تؤثر ليس فقط على موسكو، بل على الشركاء التجاريين لها، مما قد يزيد من حدة الصراع الجيوسياسي في الأشهر المقبلة.