أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء عدداً جديداً من مجلته الدورية "آفاق اقتصادية معاصرة" وهي مجلة يصدرها شهريًّا لتقدم إطلالة على الآراء الاقتصادية المختلفة -لأبرز الخبراء والمحللين سواء من داخل مصر أو من خارجها-، والتي تشغل الدوائر الاقتصادية؛ وذلك لتقديم رؤى اقتصادية متكاملة لأهم الموضوعات المطروحة على الساحة، واستعراضًا لأبرز المؤشرات المحلية والدولية، مع التركيز على موضوع محدد في كل عدد.


وتناول المركز في العدد الجديد موضوع "التكتلات الاقتصادية"، والذي تضمن مجموعة متنوعة من المقالات والتحليلات التي تغطي مختلف موضوعات "التكتلات الاقتصادية"، كما استعرض المفاهيم المرتبطة بالتكتلات الاقتصادية، والمؤشرات والخبرات المتميزة على المستويين المحلي والدولي، فضلا عن عرض مقالات عديدة للرأي جاء أحدهما بعنوان "التكتلات الإفريقية ومنطقة التجارة الحرة: فرص مصر وسياسات دعم وجودها الإفريقي" للدكتورة سالي محمد فريد أستاذ الاقتصاد ورئيس قسم السياسات والاقتصاد بكلية الدراسات الإفريقية العليا جامعة القاهرة، حيث أشارت من خلال المقال إلى أداء التكتلات الإفريقية ومؤشر التكامل الإفريقي، موضحة أن معدل النمو في قارة إفريقيا قد بلغ نحو 3% عام 2019 ووصل إلى 3.2% عام 2020 ونسبة 3.5% عام 2021، ويعد إقليم شمال إفريقيا أعلى الأقاليم الإفريقية مساهمة في معدل نمو الناتج المحلي لإفريقيا يليه دول غرب إفريقيا ثم دول شرق إفريقيا ثم دول الجنوب الإفريقي ثم وسط إفريقيا عام 2021، وتعد جماعة شرق إفريقيا أعلى التكتلات الإفريقية من حيث كثافة التجارة ومدى تأثير التكتل على ارتفاع كثافة التجارة بها. مضيفة أنه بشكل عام فإن التكامل في الأقاليم الإفريقية يمكن أن يحرز تقدمًا بشكل ملحوظ.
وأوضح المقال الأبعاد الخمسة لمؤشر التكامل الإقليمي الإفريقي في كل تكتل اقتصادي إفريقي عام 2019 وتتمثل في (التكامل التجاري، تكامل البنية التحتية، التكامل الإنتاجي، حرية انتقال الأفراد، تكامل الاقتصاد الكلي)، وعلى مستوى الأبعاد الخمسة جاءت قيمة متوسط البعد الخاص بالتكامل التجاري ليسجل 0.383 نقطة، أما تكامل الاقتصاد الكلي فبلغ كمتوسط 0.399 نقطة، وسجل البعد الخاص بحرية انتقال الأفراد متوسط 0.441،  ويعد اتحاد المغرب العربي التكتل الأعلى أداءً بالنسبة للتكامل الإنتاجي، ومجموعة شرق إفريقيا هي الأعلى بالنسبة لتكامل البنية الأساسية، والمجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا بالنسبة لتكامل الاقتصاد الكلي، وبالنسبة لحرية انتقال الأفراد حيث حققت كل دول (الإيكواس) 0.733 نقطة، وطبقت بروتوكول حرية انتقال الأفراد والذي يُمكن مواطني (الإيكواس) من السفر لكل الدول الأعضاء بدون تأشيرة.
كما أشار المقال إلى اتفاق منطقة التجارة الحرة القارية ومكتسباتها في إفريقيا والذي يهدف إلى إزالة العوائق أمام التجارة فيما بين البلدان الإفريقية بشكل تدريجي عن طريق تسوية مشكلة تداخل عضوية الجماعات الاقتصادية الإقليمية مما يعزز تحرير التجارة ويتيح إجراء تحول هيكلي، بالإضافة إلى تحسين القوة التنافسية لاقتصادات البلدان الإفريقية وجذب الفرص الاستثمارية داخل إفريقيا وإزالة الحواجز والمعوقات الجمركية وغير الجمركية وخلق سوق إفريقية موحدة للسلع والخدمات، وقد قامت الدول الإفريقية بتخفيض التعريفات الجمركية الخاصة بها لزيادة حجم التجارة البينية الأفريقية وإن كانت تختلف درجة تأثر هذه التعريفات كإيرادات.
وأشارت كاتبة المقال إلى الفرص القائمة لمصر ووجودها الإفريقي، حيث تنتمي الدولة المصرية إلى عضوية اثنين من التجمعات الاقتصادية الإقليمية الإفريقية وهما تجمع "الكوميسا" وتجمع "الساحل والصحراء"، وذلك من بين ثمانية تجمعات إقليمية معتمدة في إفريقيا، وتعد منطقة التجارة الحرة القارية فرصة للوجود المصري بقوة في عدد دول أكبر وبتسهيلات أفضل تتيح نفاذ بضائع مصنعة بمصر للدول الإفريقية كافة بخلاف الاتفاقات الإقليمية الأخرى، كما يتيح تحقيق قيمة مضافة للسلع المصنعة داخل مصر ورفع القدرة التنافسية لتلك السلع وزيادة حركة التجارة البينية والاستفادة من المواد الخام والثروات الطبيعية ويتيح دخول مصر في شراكات واستثمارات كبيرة مع دول التكتل وحرية كبيرة لحركة رؤوس الأموال والأفراد ورجال الأعمال بما ينعكس إيجابيًا على توفير المزيد من فرص العمل أمام شباب مصر والدول الإفريقية.
كما أشار المقال إلى سياسات دعم العلاقات المصرية الإفريقية واختتم بأن تحقيق التنمية الاقتصادية في مصر وإفريقيا سيكون بالاعتماد على تطوير القدرات وترجمتها إلى سياسات فعالة تعود بالفائدة على دول القارة ككل ومنها مصر، وذلك من خلال إعداد استراتيجيات قادرة على ربط رؤية مصر 2030 مع خطة تنمية أفريقيا 2063.
كما تضمن العدد مقالًا بعنوان "التكامل الاقتصادي في إفريقيا بين الفرص والتحديات (الكوميسا نموذجًا)" للدكتورة جيهان عبد السلام عباس أستاذ الاقتصاد المساعد بكلية الدراسات الإفريقية العليا جامعة القاهرة، والذي تناول تحديات التكامل الاقتصادي الإقليمي في إفريقيا، والمزايا الاقتصادية للتكامل الاقتصادي في إفريقيا في ضوء كونها قارة شاسعة المساحة ويزيد عدد سكانها عن 1.4 مليار نسمة، وناتجها المحلي يتعدى 3.1 تريليونات دولار أمريكي عام 2023، كما تمتلك موارد طبيعية هائلة أبرزها (النفط والغاز والمعادن والأراضي الخصبة)، وبالتركيز على الكوميسا فإن مساحة دول التكتل تشكل نحو ثلثي مساحة القارة وعدد سكانها يفوق 583 مليون نسمة وهو ما يجعل احتمالية أن يكون تكتل الكوميسا أحد أكبر الأسواق في العالم، إذا تم الدفع به نحو مراحل التكامل المختلفة، واختتم المقال بأن التكامل الإقليمي في أفريقيا يعتبر بمثابة الوسيلة الرئيسية لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية لأفريقيا التي تتطلع إليها في رؤيتها التنموية 2063، خاصًة لتكتل بحجم وأهمية الكوميسا، وسيظل على البلدان الإفريقية ضرورة وضع سياسات واستراتيجيات فعالة لتنويع هيكل الصادرات والاتجاه نحو التصنيع وإنشاء بنية تحتية قوية ومراكز لوجستية فعالة وتحرير حركة عنصر العمل ويبقى الأهم هو الحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني لدول القارة لأنه حجر أساس لعملية التكامل، وهي تلك المتطلبات الرئيسة التي ركزت عليها السياسة المصرية كخطة عمل أثناء رئاستها لتكتل الكوميسا.
وتناول العدد مقالًا بعنوان "ملامح مجموعة البريكس في الاقتصاد العالمي ومستقبله" للأستاذ عمرو عبد العاطي الباحث المتخصص في الشؤون الأمريكية ومساعد رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية بمؤسسة الأهرام، والذى أشار إلى أن مجموعة البريكس والتي تضم كلًا من (الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا) تعد من أهم التجمعات الاقتصادية العالمية، حيث تشكل دولها الخمس 40% من إجمالي سكان العالم، و30% من مساحة الأراضي في العالم وتمتلك ما يقرب من ربع الناتج المحلي العالمي، وخلال العقد الأخير أضحت المجموعة تلعب دورًا منافسًا للمؤسسات الاقتصادية الدولية التي يقوم عليها النظام الدولي الحالي، وتتمتع مجموعة "البريكس" بمزايا كثيرة تؤهلها للقيام بدور فاعل في مستقبل تحولات الاقتصاد العالمي؛ كما تتنوع اقتصادات أعضائها، إذ تمتلك البرازيل اقتصادًا يعتمد على الزراعة في حين أن روسيا مصدرًا رائد للطاقة، والهند قوة اقتصادية ناشئة لديها طبقة متوسطة كبيرة ومتنامية، في حين أن الصين قوة عظمى اقتصادية وتصنيعية، وتعد دولة جنوب إفريقيا لاعبًا رئيسًا في صناعة التعدين، وهو ما يعطي المجموعة ميزة تنافسية قوية ويجعلها قادرة على منافسة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها مجموعة السبع (G7) وامتلاك القدرة على إحداث تغييرات كبرى في النظام الدولي الحالي من خلال وضع أسس لنظام اقتصادي دولي جديد.
كما تضمن العدد مقالًا بعنوان "تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على مستقبل الاتحاد الأوروبي الاقتصادي" للدكتور محمد محمد راضي أستاذ الاقتصاد المساعد بالمعهد العالي للإدارة وتكنولوجيا المعلومات بكفر الشيخ، ومقال للدكتور مهندس أحمد سلطان المتخصص في شؤون النفط والطاقة ونائب رئيس لجنة الطاقة بنقابة المهندسين بالقاهرة بعنوان "أوبك وحلفاؤها أوبك بلس هل استطاعت التحكم في بورصة أسواق النفط؟"، ومقال آخر لمحمد أحمد الطماوي باحث دكتوراه في الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة بعنوان "مستقبل وآفاق التكامل الاقتصادي بين دول أمريكا الجنوبية تجمع الميركوسور نموذجًا".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار الدوائر الاقتصادية

إقرأ أيضاً:

120 شركة صينية تستكشف فرص الاستثمار بمصر: 8.3 مليار دولار بالمنطقة الاقتصادية و600 مليون بالقنطرة.. وحجم التجارة يصل إلى 17 مليار دولار في 2024

40 شركة صينية تبحث فرص الاستثمار
توقيع المصنع رقم 20 بالقنطرة شرق
شراكة مصرية صينية تدعم الصناعة والتكنولوجيا

تُعد العلاقات المصرية-الصينية نموذجًا راسخًا للتعاون الاستراتيجي المتكامل، حيث تمتد جذورها لعقود من الشراكة السياسية والاقتصادية المتنامية. وتشهد العلاقات بين البلدين تطورًا ملحوظًا في مختلف المجالات، لا سيما بعد توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة، التي عززت حجم التبادل التجاري والاستثمارات المتبادلة.

وتحتل الصين مكانة بارزة كأكبر شريك تجاري لمصر على مدار السنوات الأخيرة، كما تمثل شريكًا تنمويًا رئيسيًا في تنفيذ مشروعات البنية التحتية والتصنيع والطاقة. ويعكس الزخم الحالي في العلاقات حرص البلدين على توسيع آفاق التعاون بما يخدم المصالح المشتركة ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة.

وانطلق المؤتمر الاقتصادي رفيع المستوى مع وفد صيني من مقاطعة قوانغدونغ، وهونغ كونغ، وماكاو، بتنظيم جمعية رجال الأعمال المصريين برئاسة المهندس علي عيسى، رئيس الجمعية، وبالتعاون مع الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، وبمشاركة السفارة الصينية بالقاهرة، والهيئة الاقتصادية لقناة السويس، وعدد كبير من المسؤولين والسفراء وكبار الشخصيات ورجال الأعمال المصريين والصينيين.

وعلى هامش المؤتمر، تم عقد لقاءات عمل ثنائية (B2B) بين كبرى الشركات المصرية ونظيراتها الصينية، بهدف تعزيز سبل التعاون وفتح آفاق جديدة للاستثمار في قطاعات استراتيجية ومحورية.

فتح آفاق جديدة للاستثمار

ناقش المؤتمر سبل تعزيز أواصر التعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر والصين، وفتح آفاق جديدة للشراكة، وتشجيع التعاون الثنائي، إلى جانب استعراض أبرز فرص الاستثمار في السوق المصري وتبادل الخبرات في مجالات التصنيع والابتكار والتجارة الدولية.

وخلال الجلسة الافتتاحية، أكد أحمد عز الدين، رئيس لجنة تنمية العلاقات مع الصين بجمعية رجال الأعمال المصريين، أنه في ضوء اهتمام الجمعية بالتعاون التنموي، تؤمن بأهمية الاستفادة من الخبرات الصينية في توطين الصناعة في مصر من خلال نقل التكنولوجيا وإعادة التأهيل الفني والتدريب الصناعي، مع التركيز على القطاعات ذات الأولوية للاقتصاد المصري والصادرات، وخاصة الصناعات الصغيرة والمتوسطة كركيزة لخلق فرص عمل للشباب.

دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة

وأشار عز الدين إلى جهود الجمعية في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والصين من خلال تأسيس لجنة لتنمية العلاقات الاقتصادية مع الصين عام 2007، حيث عملت على توحيد الجهود وتعظيم فرص التعاون، خاصة في التجارة والاستثمار والسياحة، ودعم الشركات المصرية والصينية، وتمهيد الطريق لاستكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة والتعاون الاقتصادي في البلدين، باعتبار الصين من أبرز الشركاء الاستراتيجيين لمصر.

وأوضح أن الجمعية من أوائل الداعمين لمبادرة الرئيس الصيني "الحزام والطريق" في 2013، كما انضمت إلى أهم التحالفات الاقتصادية وهي "البريكس" وعضوية التحالف العالمي للتجارة في الخدمات. كما تعرب عن ترحيبها الكامل بدعم والترويج للمعارض الصينية الدولية الهامة وعلى رأسها معرض كانتون الدولي للاستيراد والتصدير، باعتبارها منصات فريدة ترويجية للمنتجات والصناعات المصرية، ولعقد الشراكات التجارية وتبادل الخبرات، ونفاذ الصادرات إلى الأسواق الدولية، كما تمنح الشركات نافذة للوصول إلى واحدة من أكبر وأسرع الأسواق نموًا في العالم.

قوانغدونغ: بوابة التجارة الصينية

أكد وانغ ويجونغ، حاكم حكومة مقاطعة قوانغدونغ – جمهورية الصين الشعبية، على الأهمية الكبيرة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع مصر والدول الأفريقية، مشيرًا إلى الإمكانات الهائلة للتعاون بين قوانغدونغ ومصر كشريك اقتصادي وتجاري مهم، خاصة منذ إقامة علاقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة.

ونوّه بالتطور “المضطرد” في التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين قوانغدونغ ومصر، موضحًا أن حجم التجارة بين قوانغدونغ ومصر زاد من 16.8 مليار يوان في عام 2015 إلى 23.2 مليار يوان في عام 2024.

فرص كبرى في الطاقة والرقمنة

وأوضح أن قوانغدونغ تستحوذ على حصة كبيرة من إجمالي التجارة بين الصين ومصر، تقارب خمس القيمة، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية أكثر من 6.49 مليار يوان، محققًا نموًا بنسبة 12.4% خلال الربع الأول من العام الجاري.

ولفت إلى وجود عدة مجالات رئيسية للتعاون، منها التعاون الصناعي، والطاقة الجديدة والتنمية الخضراء، والسياحة، والاقتصاد الرقمي.

قوانغدونغ: مركز صناعي ضخم

وأشار إلى أن حجم القطاع الصناعي في قوانغدونغ يمثل ثمن إجمالي الصين، وتمتلك 31 مجموعة صناعية كبرى، 15 منها ذات "أهمية وطنية"، مع دعم الشركات لتعزيز سلاسل التوريد الصناعية ونقل التكنولوجيا.

وفي قطاع الطاقة الجديدة والتنمية الخضراء، أكد أن قوانغدونغ تتمتع بمزايا "رائدة" في مجالات مثل الطاقة الكهروضوئية، والطاقة النووية، وطاقة الرياح، وتخزين الطاقة.

السياحة والفضاء الرقمي

وأشار إلى أن قوانغدونغ تنتج ربع السيارات الكهربائية الجديدة في الصين، ورحب برغبة الأصدقاء المصريين في قيام الشركات في قوانغدونغ بالاستثمار في مجال الطاقة الجديدة في مصر.

وفي مجال الاقتصاد الرقمي، أكد أن قوانغدونغ تتميز بـ "سرعة رائدة على مستوى العالم" في تطبيقات الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، ودعم الشركات للمشاركة في بناء شبكات الاتصالات ومشاريع المدن الذكية في أفريقيا، وتقديم حلول واستثمارات في الذكاء الاصطناعي.

السياحة والتبادل الثقافي

في الفضاء التجاري، ذكر أن قوانغدونغ موطن لشركات بناء منصات إطلاق الصواريخ الفضائية والأقمار الصناعية البحرية، معربًا عن أمله في تعزيز التعاون في مجال تكنولوجيا الفضاء.

وفي السياحة، وصف قوانغدونغ بأنها أكبر مقاطعة مصدرة للسياحة في الصين والأكثر استقبالًا للزوار الدوليين، وأشار إلى أن “الكثير من المعالم المصرية المشهورة” تجذب عددًا متزايدًا من سياح قوانغدونغ، وأعرب عن أمله في تعزيز التعاون السياحي وتنمية الأسواق السياحية المشتركة.

اهتمام صيني بالاستثمار في مصر

ورحب بالمستثمرين المصريين لتعميق التبادلات والتعاون مع قوانغدونغ وزيادة الاستثمار بها.

وأفاد أن المؤتمر شهد حضور أكثر من 40 شركة وجمعية صناعية من قوانغدونغ، مهتمة بالتوقيع على عدد من "المشاريع الهامة" خلال الحدث.

مصر: بنية داعمة للاستثمار

وقال السيد محمد جوسقي – نائب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، إن توقيع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين عكس عمق وتطور العلاقات السياسية والاقتصادية التاريخية بين البلدين، مشيرًا إلى أن الصين تعد شريكًا تنمويًا رئيسيًا وأكبر شريك تجاري لمصر على مدار 10 سنوات متتالية، بحجم تجارة بلغ 17 مليار دولار في 2024.

وأشار جوسقي إلى أنه في إطار تطلع الحكومة لأن تكون الصين من أكبر 5 دول استثمارًا في مصر، تم تأسيس وحدة الصين، وهي لجنة وزارية يرأسها رئيس مجلس الوزراء، إلى جانب إنشاء وحدة متخصصة في الاستثمارات الصينية بالهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة لضمان نجاح واستمرارية المشروعات الصينية.

قصص نجاح صينية بمصر

وأكد أن العديد من الشركات الصينية حققت نجاحات كبيرة في السوق المصرية وفي الوصول إلى الأسواق العالمية من خلال شبكة العلاقات والاتفاقات الاقتصادية الموقعة بين مصر والعديد من الكيانات الاقتصادية الكبرى مثل الاتحاد الأوروبي، والكوميسا، وتجمع البريكس وغيرها. كما استطاعت الشركات الصناعية التي دخلت السوق المصرية حديثًا إحراز تقدّم ملموس وسريع، مثل صناعة الأجهزة المنزلية، وصناعة مواسير الدكت، وتصنيع الهواتف المحمولة.

ولفت إلى أن الحكومة المصرية ترحب بكافة الشركات من مقاطعة قوانغدونغ ومن مختلف المقاطعات الصينية، وتقدم لهم كل الدعم والتسهيلات في إجراءات الاستثمار، حيث تستهدف خلق تعاون استثماري في العديد من القطاعات الاستراتيجية.

المنطقة الاقتصادية: منصة متكاملة

وأكد وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أن الهيئة حققت خطوات كبيرة في جذب الاستثمارات، مستندة إلى رؤية استراتيجية جعلت من المنطقة منصة متكاملة للصناعة والخدمات واللوجستيات، وليست مجرد معبر بحري.

وقال جمال الدين إن المنطقة الاقتصادية تتمتع بخصوصية قانونية وهيكل إداري مستقل، ما يمنحها مرونة كبيرة في التعامل مع المستثمرين، مشيرًا إلى أن الهيئة صرفت أكثر من 3 مليارات دولار على البنية التحتية خلال السنوات الماضية.

إنجازات في منطقة القنطرة

وأضاف أن منطقة القنطرة شرق شهدت تطورًا ملحوظًا، فبعد أن كانت لا تضم مصنعًا واحدًا قبل عامين، سيتم غدًا توقيع عقد المصنع رقم 20 بها، وأغلب هذه المصانع تابعة لشركات صينية.

ولفت إلى أن هناك 10 شركات صينية تعتزم الاستثمار في منطقة القنطرة غرب التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، موضحًا أن إجمالي استثمارات المنطقة تُقدّر بـ600 مليون دولار.

استثمارات استراتيجية جديدة

وأشار جمال الدين إلى أن المنطقة نجحت خلال السنوات الثلاث الماضية في جذب استثمارات كبيرة بلغت قيمتها 8.3 مليار دولار.

وأوضح أن الهيئة تستهدف قطاعات استراتيجية تشمل: الطاقة الجديدة والمتجددة، والهيدروجين الأخضر، والصناعات الدوائية، وصناعة السيارات الكهربائية، وبطاريات السيارات، ومواد البناء.

تحول لمركز إقليمي للطاقة

وفيما يتعلق بالتطورات في مناطق الهيئة، قال رئيس الهيئة: “منطقة السخنة، على سبيل المثال، لدينا بها 7 ملايين متر مربع أراضٍ صناعية على وشك الانتهاء بالكامل، وقد وافق مجلس إدارة الهيئة على إضافة 3 ملايين متر مربع إضافيين.”

كما أشار إلى توقيع الهيئة مذكرة تفاهم دولية في مجال الطاقة الجديدة والهيدروجين الأخضر، ضمن جهودها للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة النظيفة.

تحسين بيئة الاستثمار

وقال أحمد زهير، رئيس قطاع الترويج بالهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، إن الدولة المصرية دخلت مرحلة جديدة من تعزيز مناخ الاستثمار عبر تقديم حوافز غير مسبوقة وضمانات قوية، مضيفًا: "نُولي اهتمامًا خاصًا بالمناطق الحرة".

وأشار إلى أن الرخصة الذهبية أصبحت أداة فاعلة لدفع الاستثمار، موضحًا أنها تمنح “موافقة واحدة شاملة لإقامة وتشغيل المشروع خلال 20 يومًا فقط، دون الحاجة إلى المرور بالإجراءات التقليدية المعقدة.”

الصين: شريك استراتيجي لمصر

وأشار السيد الوزير مفوض تجاري واقتصادي، تشاو ليوتشينغ – من سفارة الصين، إلى أن الصين احتلت المرتبة الأولى كأكبر شريك تجاري لمصر لثلاث سنوات متتالية حتى عام 2024، واصفًا بلاده بأنها الدولة الأكثر نشاطًا والأسرع نموًا في الاستثمار في مصر.

وأضاف ليوتشينغ أن الشركات الصينية تساهم بفاعلية في المشروعات الكبرى في مصر، لا سيما في قطاعات مثل البناء والتشييد، السكك الحديدية، والطاقة الجديدة.

ماكاو تدعم التعاون مع أفريقيا

وكشف السيد فينسنت يو – رئيس معهد الترويج للتجارة والاستثمار بمقاطعة ماكاو الصينية، عن الفرص والتحديات أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة ودور ماكاو في تعزيز التعاون الاقتصادي.

ولفت إلى الفرص الكبيرة في منطقة الخليج الكبرى، لكنه أقر بوجود تحديات تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة، مثل حواجز اللغة ومحدودية الموارد.

فرص جديدة للدراجات الكهربائية

وأوضح أن الشركات الصينية الكبرى التي تستثمر في الخارج غالبًا ما تصطحب معها شركات صغيرة ومتوسطة مرتبطة بها، مما يعزز التعاون بين الشركات الصغيرة والمتوسطة.

وذكر أن هناك العديد من الفرص الاستثمارية مثل تصدير الدراجات النارية الكهربائية، مشيرًا إلى أن مدينة جيانغمن ضمن منطقة الخليج الكبرى لديها مستوى عالٍ في إنتاجها وتصديرها إلى أفريقيا.

ماكاو منصة للتعاون الدولي

شدد على دور ماكاو الهام كمنصة لتسهيل التعاون بتكلفة أقل، مضيفًا أن الحكومة الصينية وضعت ماكاو كمركز لتقديم الخدمات التجارية بين الصين والدول الناطقة بالبرتغالية.

وأشار يو إلى توقيع اتفاقية بين شركة إدارة مطار ماكاو وشركة طيران أفريقية خلال المؤتمر، معتبراً إياها بداية تعاون جديد.

دعوة للمعرض العالمي في ماكاو

وتطرق إلى أربعة قطاعات صناعية جديدة يجري تطويرها في ماكاو: الصحة، التكنولوجيا الجديدة، التمويل الحديث، والصناعات الثقافية والإبداعية.

وسلط الضوء على قطاع المعارض والمؤتمرات المتنامي في ماكاو، داعيًا إلى المشاركة في “المعرض العالمي للشبكات الذكية وشحن السيارات الكهربائية” في نوفمبر القادم، مرحبًا برجال الأعمال من مصر والدول الأفريقية الأخرى.

طباعة شارك الصين مصر التجارة العلاقات المصرية الصينية

مقالات مشابهة

  • بنك قطر الوطني: التحديات التجارية لن تقوض التكامل الاقتصادي العالمي
  • عاجل- رئيس الوزراء يسلم عددا من عقود وحدات "سكن لكل المصريين" بأكتوبر الجديدة
  • العقوبات الاقتصادية الأميركية على السودان: شلّ الاقتصاد أم كبح آلة الحرب؟
  • مدبولي يكرم عددا من المسعفين خلال احتفالية 123 سنة
  • رئيس الوزراء يكرم عددا من الكوادر المشرفة بهيئة الإسعاف المصرية
  • عاجل| رئيس الوزراء يكرم عددا من النماذج المشرفة بمرفق هيئة الإسعاف المصرية
  • التبعات الاقتصادية لقرارات ترامب العشوائية على اقتصاد أميركا
  • وصفها بالمفيدة.. صندوق النقد يجري محادثات اقتصادية مع سوريا
  • 120 شركة صينية تستكشف فرص الاستثمار بمصر: 8.3 مليار دولار بالمنطقة الاقتصادية و600 مليون بالقنطرة.. وحجم التجارة يصل إلى 17 مليار دولار في 2024
  • عون استقبل البستاني.. وبحث في ملفات اقتصادية وإصلاحية