سابقة في مهرجان البندقية.. فيلم بتوقيع إسرائيلي إيراني!
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
شهد مهرجان البندقية السينمائي المقام حالياً بدورته الثمانين، سابقة عالمية مع عرض فيلم "تاتامي"، وهو ثمرة تعاون غير مسبوق بين سينمائيَّين متحدّرَين من بلدين عدوّين، إيران وإسرائيل.
يروي هذا الفيلم، الذي عُرض في فئة "آفاق" الموازية، قصة كفاح لاعبة جودو إيرانية تُدعى ليلى ومدّربتها مريم اللتَين ترفضان خلال بطولة العالم في جورجيا الامتثال لطلب حكومتهما الانسحاب من البطولة تفادياً لمواجهة لاعبة إسرائيلية.
وقالت زار أمير (42 عاما)، واسمها الحقيقي زهرا أمير ابراهيمي، المشاركة في إخراج العمل الذي تلعب فيه أيضًا دور مريم، لوكالة فرانس برس "تعلّمت في المدرسة أن إسرائيل غير موجودة". وأضافت "لذلك، لا يُسمح لنا بالعمل سويًا أو الالتقاء أو نسج صداقة أو منافسة هذا العدو الوهمي".
تعيش زار أمير، المولودة في طهران، في المنفى في فرنسا، لذلك فهي "حرّة في اختيار هذه المواضيع" التي تتحمل "مسؤولية" سردها، وفق قولها. وتابعت "سيحمل الفيلم أيضًا بعدًا سياسيًا لكن هذه ليست مشكلتي".
وفازت زار أمير بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان السينمائي في العام 2022 عن دورها كصحافية مشاكسة في فيلم التشويق "عنكبوت مقدّس" حول قاتل متسلسل لعاملات الجنس في مدينة مشهد الإيرانية. وقالت أيضًا "في إيران، لا يمكن للسينمائيين قول الحقيقة فعليًا، يمكنهم معالجة (هذه المواضيع) لكنها ستُظهر دائمًا نصف الحقيقة".
وسبق أن احتجزت طهران مخرجين اتّهمتهم بالدعاية ضد النظام مثل جعفر بناهي ومحمد رسول آف.
السجن ستة أشهر
وحُكم على المخرج سعيد روستايي ومنتج فيلمه "إخوة ليلى" بالسجن ستة أشهر لعرض الفيلم (الممنوع عرضه في إيران) في مهرجان كان السينمائي في العام 2022 "من دون إذن". وندّد هذا الأخير بـ"اعتداء خطير على حرية التعبير للفنانين والسينمائيين والمنتجين والفنيين الإيرانيين".
لا يترّد السينمائي الإسرائيلي المشارك في إخراج فيلم "تاتامي" غاي ناتيف، مخرج فيلمَي "سكين" (2018) و"غولدا" (2023) الذي تؤدي فيه الممثلة هيلين ميرين دور رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مئير، في رسم مقارنة جريئة بين إيران وإسرائيل.
وقال لوكالة فرانس برس، جالسًا إلى جانب زار أمير على مقربة من قصر السينما في جزيرة الليدو "في ما يشبه المعجزة، يحصل ما يمكن وصفه بالثورة في إسرائيل وإيران. في إسرائيل، الثورة ضدّ ما يفعله بنيامين نتانياهو بحقّ الديموقراطية".
"بلدان متشابهان"
وأضاف "نحن بلدان متشابهان بعض الشيء ويعيشان العملية نفسها بطريقة ما". من جهتها، قالت الممثلة الإيرانية إلى جانبه إنها "مغمورة بالأمل والإيجابية" حيال الحركة الاحتجاجية التي بدأت قبل عام بعد وفاة الشابة مهسا أميني (22 عامًا) بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق في طهران لعدم امتثالها لقواعد اللبس الصارمة في إيران.
وأضافت "أعتقد أن النساء يعملن على تغيير الوضع وأن العودة إلى الوراء غير ممكنة. تأثرتُ بشجاعتهنّ، خصوصًا شجاعة الأجيال الشابة". وتابعت "إنها ثورة مستمرة (...) أحبّ فكرة أن باستطاعنا أخيرًا اختيار ما سنرتدي وكيف سنتصرّف". وقالت أيضًا "الرجال باتوا يدعمون النساء، وهذا جديد".
ووُزّع فيلم "تاتامي"، الذي سيُعرض في العام 2024، في دول أوروبية عدة.
وأشار المخرج غاي ناتيف إلى أن الفيلم أثار ردودًا كثيرة في إسرائيل لأن "الناس ترى هذا التعاون فعلًا ثوريًا". وتابع "آمل أن يمهد ذلك الطريق لتعاون آخر بين الإسرائيليين والإيرانيين في مجالات أخرى مثل الموسيقى".
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
بلجيكا.. مهرجان تومورولاند يلغي حفلاً موسيقياً لمنسق أغانٍ إسرائيلي لـ اعتبارات أمنية
ألغى مهرجان تومورولاند عرض منسق الأغاني (DJ) الإسرائيلي سكازي آشير سويسا لـ "دواعٍ أمنية" وسط جدل حول تصريحاته بشأن الجيش الإسرائيلي والحرب في غزة. اعلان
أُلغي عرض منسق الأغاني الإسرائيلي سكازي آشير سويسا في مهرجان تومورولاند الشهير للموسيقى الذي يقام في بلجيكا لـ "أسباب أمنية"، بحسب ما أكده الفنان عبر منشورعلى موقع فيسبوك يوم السبت.
وقال سويسا في منشوره: "لقد أُلغي عرضي في مهرجان تومورولاند! وأنا في طريقي للعودة إلى إسرائيل"، مؤكداً إلغاء مشاركته في الحدث الموسيقي السنوي.
ويُعد سويسا مشاركاً دائماً في المهرجان منذ 14 عاماً متتالية، وكان يترقب هذا العام بحماس كبير بحسب تصريحاته السابقة.
وقال سويسا إنه "كانت هناك منظمة مؤيدة للفلسطينيين مارست ضغوطًا كبيرة لضمان عدم حدوث كل هذا. كان كل شيء شديد العنف والتهديد".
ولم يصدر تعليق رسمي عبر موقع المهرجان أو صفحاته على مواقع التواصل الإجتماعي.
ضغوط من منظمات مؤيدة للفلسطينيين
وبحسب التقارير الإعلامية البلجيكية، فقد نشأ الجدل بعد انتقاد صحيفة "دي مورغن" البلجيكية لمنسق الأغاني بسبب أدائه أمام جنود الجيش الإسرائيلي في مشاركته السابقة بالمهرجان.
Related بلجيكا تعتقل جنديين إسرائيليين على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم حرب في غزةملك بلجيكا في خطاب بمناسبة العيد الوطني: عملياتُ القتل في غزة هي عارٌ على الإنسانيةبلجيكا: نشطاء يغلقون مقرّيْ شركتين لاتّهامهما بالتواطؤ مع إسرائيل في "جرائم حرب" بغزةونقلت الصحيفة عن مصادرها أن سويسا قد أدلى بتصريحات حول الجيش الإسرائيلي والحرب في غزة خلال مشاركته الماضية، ما أثار ردود فعل من منظمات مؤيدة لفلسطين في بلجيكا.
وقد دعت منظمة "11.11.11" البلجيكية المؤيدة لفلسطين إلى منع مشاركة منسق الأغاني، مشيرة إلى أن تصريحاته "تبرر الإبادة الجماعية"، بحسب المتحدث باسم المنظمة كيني فان مينسل.
من جانبه، رد سويسا على الانتقادات قائلاً: "أعلم أن مشاركتي أثارت جدلاً في وسائل الإعلام البلجيكية، لكن مهمتي دائماً هي نشر الوحدة والاتصال وليس الانقسام".
وأضاف: "في أوقات كهذه، نحتاج للاتصال وليس للانقسام. دعونا نحافظ على طبيعة تومورولاند كمكان يجتمع فيه الناس من جميع الخلفيات للاحتفال بقوة الموسيقى".
وبحسب الصحيفة، فقد طلب منظمو المهرجان من سويسا عدم التحدث باللغة العبرية أمام الجمهور لضمان فهم الجميع لمضمون كلماته.
التحقيق مع إسرائيليين
في حين أن هذا الحدث يُرحب عمومًا بالإسرائيليين، فقد اعتُقل سائح وجندي إسرائيلي كانا يحضران المهرجان نهاية الأسبوع الماضي لاستجوابهما من قبل الشرطة، ثم أُطلق سراحهما بعد ذلك بوقت قصير.
وأفادت هيئة الإذاعة البلجيكية العامة، نقلاً عن مكتب المدعي العام الفيدرالي، أن الإسرائيليين احتُجزا لفترة وجيزة بعد أن قدّمت ضدهما "مؤسسة هند رجب"، التي لاحقت السياح الإسرائيليين حول العالم بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، شكوى تتعلق بجرائم حرب مزعومة.
عقب الاعتقالات، قال سكازي إنه مُصمم على الغناء، وإنه سيرفع علمًا إسرائيليًا كبيرًا خلال عرضه.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة