الخبراء يستشرفون التأثيرات المستقبلية للذكاء الاصطناعي على المجتمع.. وجهود لتعزيز الاستخدامات الأخلاقية
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
صلالة- الرؤية
نظمت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، وبالتعاون مع مكتب محافظ ظفار، حلقة عمل حول "برنامج مستقبل الذكاء الاصطناعي وتأثيره على المجتمع"، بهدف استعراض تطورات الذكاء الاصطناعي والتحديات والفرص التي يمكن أن يوفرها للمجتمع والاقتصاد، وبناء مجتمع مستعد للتعامل مع التقنيات الحديثة، وتعزيز الفهم العام للذكاء الاصطناعي واستخدامه بشكل أخلاقي ومستدام وتقليل المخاوف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
وتضمنت الجلسة الأولى من البرنامج عرضًا تقديميًا حول البرنامج التنفيذي للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، واستخدامات الذكاء الاصطناعي التوليدي في مختلف القطاعات، بالإضافة إلى آلية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي في إنجاز المهام اليومية.
وناقشت الجلسة الثانية "الثورة الصناعية الرابعة وتقنيات الذكاء الاصطناعي وأثرها على القطاعات المختلفة"، فيما استعرضت الجلسة الثالثة "صناعة المحتوى بالذكاء الاصطناعي". وتطرقت الجلسة الرابعة إلى موضوع "التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي"، وقدمت الجلسة الدكتورة مشاعل بنت عوض الصيعرية من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية. أما الجلسة الأخيرة فقد ناقشت القوانين والتشريعات المحلية المنظمة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي والجهود القائمة في هذا المجال.
وقال حمدان بن محمد العلوي مدير دائرة تطوير برنامج الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، إن هذا اللقاء يأتي في محطته الرابعة ضمن برنامج الذكاء الاصطناعي وأثره على المجتمع، حيث تم تنفيذ هذا البرنامج في محافظات الداخلية والبريمي وشمال الباطنة، بهدف زيادة الوعي حول الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على المجتمع، كما إنه يأتي كجزء من المبادرات المتضمنة في البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة والتي تشرف علي تنفيذه الوزارة.
وذكرت طوعة بنت عبد الله آل داوود رئيسة قسم التطوير والدراسات بدائرة تطوير برنامج الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، أن البرنامج شمل عدة مواضيع أهمها التعريف ببرنامج الاقتصاد الرقمي وبرنامج الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، والتعريف بمصطلح الذكاء الاصطناعي التوليدي وتطبيقاته في مختلف نواحي الحياة، كما تطرق البرنامج إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على أنماط الوظائف وأهم التوجهات المستقبلية في هذا المجال، إضافة إلى تطبيق عملي على بعض أدوات الذكاء الاصطناعي والتي تسهم في الابتكار وتسريع الأعمال.
وأكدت الدكتورة مشاعل بنت عوض الصيعرية من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، أهمية التحضير والاستعداد لمواكبة تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة بهدف تعزيز جودة وفاعلية الذكاء الاصطناعي على نظام التعليم، مشيرة إلى أهم توجهات التعليم العالي في عصر الذكاء الاصطناعي والفرص والتهديدات التي تواجهها الجامعات في توظيف تلك التقنيات الناشئة لرفع جاهزية مؤسسات التعليمية في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والسبل للتقليل من مخاطر استخدامها.
وشهدت حلقة العمل حضور عدد من موظفي الجهات الحكومية والمهتمين من الأفراد والطلاب والباحثين عن عمل، وقد تضمنت الحلقة العديد من النقاشات حول المواضيع المطروحة مما يعكس مدى الاهتمام المجتمعي بهذه التقنيات.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: برنامج الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی على المجتمع
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي.. إلى أين يقود العالم؟
تحوّل الذكاء الاصطناعي في العقود الأخيرة من فكرة خيالية ظهرت في روايات وأفلام الخيال العلمي إلى تقنية تحيط بنا في كل مكان، وواقع ملموس يؤثر في حياتنا اليومية.
من الترجمة الفورية إلى السيارات ذاتية القيادة، ومن التنبؤ بالأمراض إلى الروبوتات التي تتفاعل مع البشر، بات الـ(AI) قوة تقنية تغير ملامح العالم بسرعة غير مسبوقة.
وتُظهر بيانات شركة "OpenAI" أن نموذج "GPT-4" يستخدمه أكثر من 100 مليون شخص أسبوعياً.
من البداية إلى اليوم
ظهر مصطلح الذكاء الاصطناعي لأول مرة في منتصف القرن العشرين، وكان يُنظر إليه آنذاك كهدف بعيد المنال.
لكن اليوم، وبفضل التطورات الكبيرة في قدرات الحوسبة وتوفر البيانات الضخمة، تمكن الباحثون من بناء أنظمة ذكية قادرة على التعلم، والتكيف، واتخاذ قرارات معقدة مشابهة إلى حد كبير قدرات العقل البشري.
الأنظمة الحديثة لا تقتصر على أداء مهام محددة مسبقاً، بل يمكنها تحليل كميات هائلة من المعلومات، واكتشاف الأنماط، وحتى ابتكار محتوى جديد مثل النصوص والوسائط المتعددة.
وأثبتت النماذج مثل "ChatGPT" و"Gemini" أنها قادرة على توليد نصوص تفاعلية وإبداعية، تُغيّر قواعد اللعبة في مجالات متعددة.
أين وصل الذكاء الاصطناعي الآن؟
يتم تطبيق الذكاء الاصطناعي حالياً في شتى المجالات، من الرعاية الصحية حيث يُستخدم في تشخيص الأمراض بدقة متزايدة، إلى التعليم حيث يقدم دعماً مخصصاً للطلاب، كما أصبح عنصراً رئيسياً في الصناعات الثقيلة، وتحليل البيانات المالية، وخدمات العملاء، وغيرها.
التعلم العميق والتعلم الآلي ساعدا على تطوير أنظمة تفهم اللغة الطبيعية وتترجمها، وتتعرف على الصور والأصوات، مما أتاح تطوير مساعدات رقمية ذكية وروبوتات قادرة على العمل بجانب الإنسان.
الذكاء الاصطناعي العام (AGI).. الحلم المخيف
يتحدث العلماء والمختصون عن مفهوم الذكاء الاصطناعي العام (Artificial general intelligence)، وهو الذكاء الذي يستطيع أداء أي مهمة عقلية يقوم بها الإنسان.
رغم أن (AGI) ما زال هدفاً بعيد المدى بحسب خبراء، يعتقد إيلون ماسك مالك شركة "إكس آيه آي" للذكاء الاصطناعي، أنه سيصبح حقيقة بحلول 2029.
وفي ظل التقدم المتسارع الذي نعيشه الآن، يتم طرح تساؤلات حول مدى قربنا من بناء أنظمة تستطيع التفكير والإبداع والتعلم بشكل مستقل.
ويمكن لهذا النوع من الذكاء أن يحدث ثورة حقيقية في حل المشكلات الكبرى مثل التغير المناخي، الأمراض المستعصية، والابتكارات العلمية، إلا أنه يثير في الوقت نفسه مخاوف كبيرة تتعلق بالسيطرة عليه، وتأثيره على سوق العمل والحياة الاجتماعية.
التحديات والاعتبارات الأخلاقية
بينما يستمر الذكاء الاصطناعي في التوسع، تتصاعد المخاوف حول خصوصية البيانات، التحيزات الخوارزمية، واستخدامه في مجالات حساسة مثل الهجمات السيبرانية والحروب، هناك ضرورة ملحة لوضع أطر قانونية وأخلاقية تنظم تطوير واستخدام هذه التقنيات، للحفاظ على حقوق الأفراد والمجتمعات.
كما يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن للإنسان والذكاء الاصطناعي أن يتعايشا ويتكاملا بشكل آمن وفعال، دون أن يفقد الإنسان دوره الأساسي في اتخاذ القرارات ومراقبة هذه الأنظمة؟
بين الحلم والواقع
الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية جديدة، بل هو تحول شامل يعيد تشكيل مستقبل البشرية، ومع كل خطوة نتقدمها نحو تقنيات أكثر تطوراً، نواجه مسؤولية كبيرة لضمان أن هذه الأدوات تخدم مصلحة الإنسان وتحترم القيم الإنسانية.
إلى أين سيقودنا الذكاء الاصطناعي؟ الإجابة لا تزال مفتوحة، وتعتمد كثيراً على كيفية تعاملنا اليوم مع هذه التقنية، وكيف نضع لها قواعد واضحة تساعد في الاستفادة منها بأمان وعدالة.
أمجد الأمين (أبوظبي)