سام برس:
2025-05-21@02:46:44 GMT

من منكم بلا خطيئة؟

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

من منكم بلا خطيئة؟

بقلم/ احمد الشاوش
كثير من الناس ملوك ورؤساء وقادة ومسؤولين ، وفقراء واغنيا ، اذكياء اغبياء ، لاسيما عند وصول بعضهم الى كراسي السلطة ومسؤولية رقاب الناس يأتي وقد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا ، فتكتشف انه مريض بـ " الاناء" ، حيث يعتقد انه الافضل والاجدر والاقدر وانه فارس زمانه وكامل الاوصاف ، بلا ذنب أو خطيئة رغم ان ابن آدم خطا وخير الخطائين التوابين.



وفي لحظة غرور وخروج عن الواقع والمألوف والفطرة السليمة يرى البعض انه أقرب الى ملائكة السماء وحكماء الارض بكلامه المعسول ووقاره المزيف ، لكن في حقيقة الامر أن تلك النرجسية والمرض تختفي خلفها الكثير من الخطايا والعيوب والزلات والاعمال التي تتجاوز في الكثير من الاحيان شياطين الجن.

وأسواء مافي الانسان الذي خلقه الله من طين ثم نُطفة وعَلقَة ومُضغة وعظام ولحم ثم في أحسن تقويم بالعقل والحكمة والجمال والمشاعر الانسانية أن يتحول فجأة وبدون مقدمات ومن اول نخس الى آلة دمار للتلذذ بمعاناة الناس في حالة مرضية خطيرة دون أن يدرك خطورة ذلك المزاج السيء والنفس الاماراة بالسوء والعقاب الالهي مايؤكد على خلل في التربية وشلل في الجينات وسقوط اخلاقي وانساني بلاحدود.

كما ان حالات " الشك " ، تُعد من الامراض المستعصية والقاتلة والفتاكة والمدمرة للنفس البشرية والفطرة السليمة والاسرة والمجتمع والدولة ، لاسيما في ظل ثقافة الفضول والنميمة وقذف الناس بالباطل وملاحقة وتتبع عورات الناس دون مسوغ شرعي او قانوني.

فالمطابخ القذرة والحملات المسعورة والمليارات مالهدورة التي تُنفق على بعض الجماعات والزُمر والشخصيات ووسائل الاعلام والفضائيات والتواصل الاجتماعي المدعمة بالكذب كامل الدسم وتسويق والتضليل ونشر الاشاعات والدعايات المغرضة والمديح والتطبيل والتزييف والاستدراج والانتقام واحاديث الافك وأفتعال الازمات والصراعات هي خطايا كبيرة تمُثل قمة السقوط وتعكس ثقافة الحقد والفجور والكراهية والتحريض وتدميرالاخلاق دون أي ضمير أو قيم توقف ذلك الجنون.

وشاهد الحال ان الكثير من مجالس الدولة ومؤسساتها والبيوت الاسرية ومقايل القات وقاعات الافراح وصالات العزاء والمقاهي حتى تفاريط النساء ، لا تخلو من التدخل في أعراض الناس ولغة الهمز واللمز وتسويق احاديث الافك واكل لحوم الناس بقصد وبدون قصد والكارثة ان الكثير ممن نعتبرهم العقلاء والحكماء والقدوة والنُخب السياسية والمثقفين والاعلاميين ورجال الدولة هم آفة ذلك المرض الخطير الذي يؤسس لصناعة الحقد وثقافة الفجور والتضليل المدمر للاسرة والمجتمع والدولة.

والتاريخ الاسلامي يذكرنا بما تعرضت له زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمّ المؤمنين" عائشة " عليها السلام ، عند خروجها مع حبيب الله المصطفى في غزوة بني المصطلق وكيف تأخرت عن اللحاق بالجيش برهة عندما فقدت عقدها وسبق الجيش ووجدها صفوان بن المعطل السلمي ، فأخذها على راحلت للحاق بجيش المسلمين وهنا وجد المنافقون وفي طليعتهم عبدالله بن سلول ، الفرصة في بث سمومهم والتشهير بعرض رسول الله ص وعرض زوجته عائشة وضرب صف المسلمين بنشر حديث الافك في المدينة ، وكيف تحولت تلك الاشاعة الى مأساة والم عندما عرفت عائشة بالشائعة وكيف تألم الرسول ص وتغيرت معاملته كونه بشر بسبب هذه الحادثة والفتنة والخطب الجلل حتى نزلت سورة وشهادة تبرأها من سابع في حادثة الافك بقوله تعالى :

"إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ). آية 1- 2

كما ان قصص التاريخ تروي لنا أن امرأة من بنى إسرائيل ارتكبت معصية وانتشر الخبر وعلم الناس بذلك ، ونصبوا انفسهم حكاماً دون وعي واتجهوا نحو بيتها وامطروها بالسب والشتم والاحتقار والاهانة والاذى.

ورغم ذلك الاعتداء والتهديد والوعيد وتلك الوحشية والشتائم ذهبوا بها إلى المسيح عليه السلام ، لكي يقيم عليها الحد والرجم بحسب الشرع ، فنظر عيسى إلى رئيس قوم أولئك الجبابرة وهم في طريقهم لتنفيذ حكم الرجم في المرأة قائلاً وهو يخاطبهم :

"من لم يُذنِب مِنكُم قَطُّ في حياتِه فَليَرمِهَا بِأَول حَجَر".. فصُعق القوم وخيم الصمت ، وخفتت الأصوات وبدأت الحجارة تتساقط من أيديهم واحدة تلو الاخرى بعد أن حكموا عقولهم وضمائرهم وأدركوا الخطأ الفادح وأيقنوا أن كل واحد منهم تجرد من سمو اخلاقه وانسانيته وظلم نفسه بذلك الاسلوب المريع والخاطئ الذي بهت المرأة كون أعراض الناس ليست لعبة والحد له شروط .

اليوم الكثير من الرؤساء والقادة والسياسيين والحزبين والعلماء والمعلمين والاعلاميين والناشطين والمثقفين والمحششين والرقاصات والمواطنين والمخبرين والعملاء والمرتزقة بأجماع الفقهاء يرمون الناس الشرفاء والنساء العفيفات والشباب الطاهر بألوان من التهم لدوافع سياسية وغير سياسية رغم ان بيوتهم من زجاج .

يتحدث البعض عن الفساد وهو فاسد حتى أخمص قدميه .. ويتحدث عن الدين وهو أبعد شخص عن تطبيقه قولاً وعملاً .. يراوغ .. يضحك على البسطاء والجهلة .. يتكلم عن الوطنية والقومية والعروبة والتقوى والتنمية والوحدة الوطنية والامانة والوفاء والعدالة والمساواة وهو أبعد من ذلك .. بينما الواقع كل واحد من هؤلاء يوظف تلك المُثل والقيم العلياء في سبيل تحقيق غاية لاشباع نزواته وشهواته من اجل الوصول الى السلطة أو التشبث بكرسي الملك تحت أي عنوان او يافطة أو فضيلة.

وخير شاهد الوسط الاعلامي .. الوسط الصحفي .. الفني .. السياسي .. الديني .. القبلي كل واحد يتهم الاخر .. يخون الاخلر .. كل يشكك في الاخر لدوافع معينه ..

لسنا ملائكة ولا انبياء ولا رسل وانما نحن بشر نصيب ونخطى والعقل والمعرفة ودرجة الايمان هي السياج الآمن من الوقوع في الاخطاء والتجاوزات والمحرمات فالكمال لله .. لاسيما عندما تتغلب خصائص وسمات الخير على بواطن الشر والنفس الاماراة بالسؤ.

كما ان هناك ققص كثيرة توضح الصراع بين الخير والشر وأخطرها الحسد ، وما قصة النبي يوسف عليه السلام الا واحدة من قصص الكيد والحقد والشر والحسد وخطيئة الاخوة.. وقصة امراة فرعون.. وامراة لوط..

إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ.. آية 8
قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ97
بَلَىٰ مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ81

أخيراً.. نحن بشر لايمكن ان نصل الى مرحلة الكمال كون الكمال لله عز وجل لذلك نسأل الله تعالى ان يطهر قلوبنا من الغل والحسد والحقد والفجور والكراهية ، والنصيحة لها شروط وآداب ، لقول الرسول ص : " الدين النصيحة"..وباب التوبة مفتوح لقوله صلى الله عليه وسلم" التائب من الذنب كمن لاذنب له.

المصدر: سام برس

كلمات دلالية: الکثیر من

إقرأ أيضاً:

بيانا مليونية صنعاء وعشرينية بغداد.. الأول نقش عليه تعزيز الصمود والآخر نقش عليه ترسيخ العمالة

يمانيون|قراءة| محسن الجمال
إثني عشر ساعة فقط.. المدة التي عقدت واختتمت فيها فعاليات قمة جامعة الدول العربية في دورتها الرابعة والثلاثون المنعقدة أمس السبت 17 مايو 2025م في العاصمة العراقية بغداد، بحثت القمة قضايا المنطقة على الإعلام وكتبت مظلومية غزة على الورق حبرا بالأقلام.. وعبر شاشات القنوات الفضائية عرضت كلمات القمة، كان الجميع يشاهد استمرار نزيف حمام الدم في قطاع غزة وتتصاعد فيها ارتكاب الجرائم الوحشية بشكل يومي، حيث وصل عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 53,339 شهيداً جلهم من النساء والأطفال، بحسب آخر إحصائية أعلنها المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع المحاصر بتواطؤ دولي وتخاذل عربي، على خلاف الموقف اليمني الذي أجمع عليه العالم اليوم بأنه في الخط المتقدم لإسناد فلسطين وأن كفة اليمن أرجح.

قمة بغداد.. نكبة جديدة
منذ الساعة الأولى لانطلاقة القمة صباحا وإعلان مخرجات البيان الختامي مساءا وما بينهما لم يتوقف العدو الصهيوني في ارتكاب المجازر بغزة بمختلف أنواع الأسلحة الأمريكية المحرمة دوليا، فقد توجت مخرجاته بـ12 عنواناً كان من أبرز نقاطه “التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية كونها قضية الأمة وعصب الاستقرار في المنطقة، الذي اعتبره محللون حبر على ورق، وإعادة تدوير لكل مخرجات القمم العربية السابقة التي عقدت بشأن هذا الموضوع منذ عام النكبة 77 وحتى اليوم، لتضيف هذه القمة نكبة مشتركة جديدة للأمة العربية من جهة، ونكبة إضافية لمسلسل نكبات الخذلان للشعب الفلسطيني من جهة أخرى.

مخرجات القمة تفتح شهية العدو
ورغم أن هذه القمة العربية تعد هي الثالثة منذ معركة طوفان الأقصى في العام 2023، لكن لم يتجاوز سقفها بعبارات المناشدات والمطالبات، والتنديدات الهزيلة والضعيفة، حيث يرى محللون سياسيون بأن العدو الإسرائيلي والأمريكي يرى في مخرجاتها بمثابة حافزاً جديدا يفتح شهيته لبسط المزيد من السيطرة والاحتلال في المنطقة العربية، وتشجعه على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق أي دولة عربية وإسلامية، وأنها لا تشكل عليه أي مخاوف أو تهديدات حقيقية يحسب لها أي حساب، مقارنة بما هو حال الشعب اليمني قيادة وشعبا وجيشا الذي يقف بثبات وصلابة في إسناد غزة، بلا كلل ولا ملل ولا فتور، وتتعاظم قدراته وعملياته في عمق كيان العدو ملحقا بالعدو خسائر فادحة، منذ دخول اليمن على خط معركة الإسناد في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.

البيان الختامي للقمة العربية الـ34 في بغداد

ضعف بيان قمة بغداد وقوة بيان صنعاء
مخرجات القمة المعلنة أظهرت من جديد عجز الدول والعربية والإسلامية وضعفها وهوانها في التحرك العملي لنصرة سكان غزة، وأن لا جدوائية وآمال تعلق عليها في تبني قضايا الأمة أيا كانت، مقارنة ببيان مسيرات “مع غزة.. لمواجهة جريمة الإبادة والتجويع” المليونية عصر الجمعة 16 مايو 2025م بالعاصمة صنعاء والمحافظات، اسناداً لغزة وثباتاً مع الشعب الفلسطيني، وكتفاً بكتف وجنبا إلى جنب نصرة للمستضعفين وجهادا في سبيل الله وابتغاء مرضاته، حيث حيا البيان مواقف الشعب الفلسطيني الخالدة في مواجهة غطرسة الكيان المحتل وأنهم بجهادهم وصبرهم يمنعون تكرار النكبة، مذكرا شعوب الأمة بالمسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية، وداعيا لهم إلى التحرك الحقيقي وتفعيل كل الطاقات للدفاع عن إخوانهم ومقدساتهم في فلسطين.

رسالة اليمنيين في ذكرى النكبة
وفي ذكر النكبة أكد بيان صنعاء أن الشعب الفلسطيني بمواقفه الخالدة يقف حجر عثرة أمام العدو الصهيوني ويحمي الأمة من تكرار النكبات بحق بلدان أخرى”، وأضاف: “نحن معكم وإلى جانبكم، لن تتكرر النكبة بل سيتحقق وعد الله المحتوم بزوال الكيان الظالم”.
وأكد البيان الصادر عن المسيرة المليونية بصنعاء، الاستمرار في الخروج الأسبوعي في مسيرات مليونية بلا كلل ولا ملل، نصرة ومساندة للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم جهاداً في سبيل الله وابتغاء لمرضاته، واستمرارا في الموقف المحق والمشرف.
وخاطب الشعب الفلسطيني عامة وأهل غزة خاصة في ذكرى النكبة الكبرى بالقول “إنكم بجهادكم في سبيل الله، وصبركم، وثباتكم الذي لا مثيل له، واستمراركم في ذلك، فإنكم بكل ذلك تمنعون تكرار النكبة، وأنتم بهذه المواقف الخالدة تقفون حجر عثرة أمام العدو الصهيوني، وتحمون الأمة العربية والاسلامية من تكرار النكبات بحق بلدان أخرى، ونحن معكم وإلى جانبكم، وبتوكلنا على الله، وجهادنا في سبيله، لن تتكرر النكبة بإذن الله؛ بل سيتحقق وعد الله المحتوم بزوال الكيان الظالم، وظهور دين الله على الدين كله ولو كره الكافرون”.
وأضاف بيان مليونية صنعاء “نتشرف برد التحية والسلام وعهود الوفاء للإخوة في سرايا القدس ولكل المجاهدين الأعزاء الذين أهدوا لنا ولقائدنا التحية في عمليتهم الصاروخية الأخيرة ضد الكيان، وخصوا الحشود المليونية في ميدان السبعين وبقية الساحات، ونقول لكم: إن رسالتكم هذه أغلى ما يصلنا في هذه المعركة المقدسة، ولكم منا العهد والوعد بأننا سنبقى إلى جانبكم أوفياء لخط الجهاد والاستجابة لله، مهما كانت التحديات، متوكلين على الله ومعتمدين عليه وواثقين بنصره، والعاقبة للمتقين”.

بيان مسيرة مع غزة لمواجهة جريمة الإبادة والتجويع

مقالات مشابهة

  • الضغط يزيد...أورتاغوس تكراراً: لا يزال أمام لبنان الكثير
  • أورتاغوس: لا يزال أمام لبنان الكثير لنزع سلاح حزب الله
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: ( .. كتابات .. ومعناها)
  • أنوار الصلاة والسلام على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم
  • النجيفي يرد على الفياض ويحذر الموصليين: يحاول التقرب منكم لغرض انتخابي
  • يا أخوانا الكفر والسفه الحصل أيام الثورة و أيام قحت حاجة ما بتتصور نهائي
  • دعاء المذاكرة مكتوب للحفظ والفهم .. احرص عليه قبل الامتحان
  • دعاء ردده النبي بعد كل صلاة.. واظب عليه
  • عمرو أديب يسخر من تجسس منشد لبناني على حزب الله: كان عليه أقساط
  • بيانا مليونية صنعاء وعشرينية بغداد.. الأول نقش عليه تعزيز الصمود والآخر نقش عليه ترسيخ العمالة