مركز دبي المالي العالمي يطلق سلسلة فعاليات لحفز مسار التمويل المناخي
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
فعالية «إطلاق العنان للتمويل الإسلامي في مؤتمر COP28» عقد قمة التمويل المناخي لمناقشة «تمويل البقاء» يوم 4 ديسمبر علياء الزرعوني: تسريع الجهود المبذولة لتحقيق الحياد المناخي
دبي: «الخليج»
أعلن مركز دبي المالي العالمي، المركز المالي العالمي الرائد في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، عن تعاونه مع مبادرة التمويل الأخلاقي العالمية لاستضافة سلسلة من الفعاليات المشتركة خلال فترة انعقاد مؤتمر الأطراف «COP28» في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
ومع بدء العد التنازلي بعد أقل من 90 يوماً على اجتماع قادة العالم في دبي، ترسم سلسلة الفعاليات التي تم الإعلان عنها، أمس الأربعاء، مسار مستقبل التمويل المناخي، وتعتبر تتويجاً ل 12 شهراً من الفعاليات المقررة ضمن إطار برنامج «الطريق إلى COP28» الذي أطلقه المركز المالي بالشراكة مع مبادرة التمويل الأخلاقي العالمية.
وبهذه المناسبة، قالت علياء الزرعوني، الرئيس التنفيذي للعمليات في سلطة المركز: «يلتزم مركز دبي المالي العالمي بلعب دور محوري في تنفيذ الأولويات الوطنية لمؤتمر الأطراف «COP28» بما في ذلك تسريع وتيرة الجهود المبذولة لتحقيق الحياد المناخي. ومن خلال إتاحة فرص التواصل في القطاع، نواصل قيادة المسار التحولي نحو بناء مستقبل مستدام للجميع».
وسيشهد يوم 4 ديسمبر/ كانون الأول انعقاد قمة التمويل المناخي تحت عنوان «تمويل البقاء»، وهي الأولى ضمن سلسلة من الفعاليات التي يستضيفها مركز دبي المالي العالمي خلال مؤتمر الأطراف «COP28»، وستجمع القمة تحت مظلتها نخبة من المؤسسات المصرفية، ومديري الأصول، والهيئات التنظيمية، والكيانات متعددة الأطراف، وغيرهم من أصحاب المصلحة لمناقشة محور «تمويل البقاء» في ظل التحديات المناخية المتفاقمة. وستتناول الجلسات عدداً من المواضيع، بما فيها تحويل مشهد التمويل على صعيدي الوتيرة والنطاق، وتعزيز توافر التمويل المناخي، وتطوير منتجات تمويل مبتكرة، وحفز أسواق الكربون الطوعية، فضلاً عن دعم اعتماد لوائح تنظيمية فعالة للتمويل.
وستنعقد في 5 ديسمبر فعالية أخرى تحت عنوان «إطلاق العنان للتمويل الإسلامي في مؤتمر الأطراف COP28»، حيث سيتم تسليط الضوء على مكانة دبي الرائدة في إصدار السندات والصكوك الخضراء والمستدامة، إذ تستأثر سوق ناسداك دبي بحصة سوقية تتخطى 110 مليارات دولار أمريكي. ويتناول البرنامج كذلك مدى أهمية الاستفادة من فرص التمويل المتوافق مع الشريعة الإسلامية، والذي يُعد مجالاً يستحق تسليط الضوء عليه واستغلاله، نظراً لقدرته على توفير رأسمال كبير يمكن الاستفادة منه في معالجة تداعيات التغير المناخي.
من جانبه، قال عمر شيخ، العضو المنتدب لمبادرة التمويل الأخلاقي العالمية: «لم يعد التغيير التدريجي هو الحل الذي نبحث عنه، وذلك استجابة للوضع الحالي المتمثل في تفاقم تداعيات التغير المناخي، والذي يترتب عليه اتخاذ إجراءات حاسمة لتعزيز مستويات التمويل بما يضمن بقاءنا. وتهدف هذه القمة إلى تسريع مسار التمويل المناخي وتمهيد الطريق أمام ظهور منتجات تمويل مُبتكرة ولوائح تنظيمية فعّالة في مجالي التمويل».
وتتضمن قائمة الفعاليات كذلك عدداً من المحاضرات التي سيتم عقدها خلال الفترة ما بين 3 و5 ديسمبر/ كانون الأول، في أكاديمية مركز دبي المالي العالمي، وجامعة هيريوت وات دبي. وستبحث هذه الجلسات في منظور عالم الاقتصاد الإسكتلندي آدم سميث، حول الربح والغاية؛ وستتناول أيضاً أفكار رائد علم الاجتماع ابن خلدون حول نشوء وأفول الأمم، والمقاربات الفريدة من نوعها لحل التحديات الجماعية.
علاوة على ذلك، تستضيف أكاديمية مركز دبي المالي العالمي يومي 6 و7 ديسمبر SDG Hive، وهو برنامج عالمي يجمع عدداً من أصحاب المصلحة لتوجيه رأس المال الخاص نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. ويجمع هذا الحدث روّاد التمويل لمشاركة الخبرات اللازمة بشأن دور التمويل في تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ. وتتناول هذه الجلسات مواضيع متنوعة، مثل تمويل أهداف التنمية المستدامة، والطبيعة والتنوع الحيوي، والتمويل الإسلامي.
وتمت استضافة فعاليات برنامج «الطريق إلى COP28» بالتعاون مع مبادرة التمويل الأخلاقي العالمية خلال عام الاستدامة في دولة الإمارات، وينسجم هذا البرنامج مع استراتيجية مركز دبي المالي العالمي لعام 2030 للارتقاء بمستقبل القطاع المالي. ويقود المركز هذه المساعي بالتعاون مع عملائه، وبما ينسجم مع خطة عمل «COP28» المكونة من أربع ركائز، تتضمن: تسريع تحقيق انتقال منظّم وعادل ومسؤول في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي والتركيز على الحفاظ على البشر والحياة وتحسين سُبل العيش، ودعم هذه الركائز من خلال احتواء الجميع بشكل تام.
وسيبدأ مؤتمر الأطراف «COP28» أعماله بعقد منتدى الاستدامة المستقبلية الذي يستضيفه مركز دبي المالي العالمي يومي 4 و5 أكتوبر/ تشرين الأول. ويسلط هذا المنتدى الضوء على الممارسات المستدامة لدولة الإمارات في القطاع المالي، وستتم دعوة الخبراء العالميين فيه إلى التعاون وتبادل الرؤى حول سبل تسريع وتيرة الانتقال العالمي إلى مستقبل منخفض الكربون ومرن مناخياً، وللتسجيل، الرجاء زيارة الرابط التالي: www.futuresustainabilityforum.com.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات مركز دبي المالي العالمي الشرق الأوسط مرکز دبی المالی العالمی التمویل المناخی مؤتمر الأطراف
إقرأ أيضاً:
على امتداد سبعة عقود.. ما هي أبرز المحطات في مسار الموقف الفرنسي من الاعتراف بفلسطين؟
بعد سبعة عقود من التردد والمواقف المتأرجحة، كسرت فرنسا صمتها. وفي خطوة تاريخية، أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون مؤخرًا أن بلاده ستعترف رسميًا بدولة فلسطين خلال الأشهر المقبلة. اعلان
جاء إعلان ماكرون ليشكل لحظة مفصلية في السياسة الخارجية الفرنسية، وإشارة واضحة إلى تحوّل دبلوماسي طال انتظاره، يعيد باريس إلى واجهة المبادرات الهادفة إلى حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي على أساس الدولتين.
وقد أكد الرئيس الفرنسي أن الإعلان الرسمي سيتم خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل، مشيرًا أيضًا إلى نية بلاده تنظيم مؤتمر دولي مشترك مع السعودية لدعم حل الدولتين.
ويمثل هذا الإعلان تتويجًا لمسار دبلوماسي طويل بدأت أولى ملامحه عام 1947، عندما صوتت فرنسا لصالح قرار تقسيم فلسطين (القرار 181)، رغم تحفظات دبلوماسييها على واقعية الخطة، التي نصّت على إقامة دولتين يهودية وعربية، مع جعل القدس منطقة دولية.
عقود من التهميش والترددبعد تأخر دام تسعة أشهر عن إعلان قيام إسرائيل، اعترفت فرنسا بها رسميًا في كانون الثاني/يناير 1949، في ظل غياب تام لأي كيان فلسطيني قائم، حيث كانت الضفة الغربية تحت السيطرة الأردنية، وغزة خاضعة للإشراف المصري. آنذاك، كانت فرنسا لا تزال قوة استعمارية، منشغلة بحروبها الخارجية، وبدت القضية الفلسطينية غائبة عن أولوياتها الدبلوماسية.
ومع أزمة السويس عام 1956، تعزز التحالف بين باريس وتل أبيب، وتوسعت الشراكة العسكرية بين الطرفين، في ظل دعم الرئيس شارل ديغول لهذا التحالف من دون أي اعتبار للحقوق الفلسطينية، حتى عام 1967.
تحول تدريجي بعد العام 1967مثلت حرب الأيام الستة في حزيران/يونيو 1967 نقطة تحول في السياسة الفرنسية. فقد أدان ديغول احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، وفرض حظرًا على تصدير السلاح إليها، وساند القرار الأممي 242 الداعي إلى الانسحاب من الأراضي الفلسطينية، ما أسس لتحول فرنسي نحو دعم حل مبني على مبدأ الأرض مقابل السلام.
Related إغاثة جوية لغزة بتنسيق ألماني-أردني.. وميرتس يؤكد: الاعتراف بفلسطين خطوة نهائية لحل الدولتين حنظلة.. أيقونة ناجي العلي التي تحوّلت إلى رمز للفلسطينيين واسماً لسفينة أبحرت نحو غزةمستوطن إسرائيلي يقتل ناشطًا فلسطينيًا شارك في فيلم "لا أرض أخرى" الحائز على جائزة الأوسكارفي سبعينيات القرن الماضي، بدأت فرنسا تنفتح تدريجيًا على الفلسطينيين. ففي عام 1971، دعا الرئيس جورج بومبيدو إلى حل القضية الفلسطينية عبر استفتاء حر. وعام 1974، شهدت العلاقات تطورًا نوعيًا مع أول لقاء رسمي بين ياسر عرفات ووزير فرنسي، تلاه تصريح بارز للرئيس فاليري جيسكار ديستان قال فيه إن من حق الشعب الفلسطيني أن يمتلك "وطنًا".
وساهمت فرنسا عام 1980 في دفع المجموعة الاقتصادية الأوروبية إلى تبني "إعلان البندقية"، الذي اعترف بحقوق الفلسطينيين في الحكم الذاتي وبشرعية مشاركة منظمة التحرير الفلسطينية في مساعي السلام.
ميتران، شيراك، وهولاند: اعترافات ضمنية وتردد رسميعام 1982، أحدث الرئيس فرانسوا ميتران قفزة في الخطاب السياسي الفرنسي عندما تحدث أمام الكنيست عن إمكانية أن يفضي حق تقرير المصير إلى قيام دولة فلسطينية، ثم استقبل عرفات في قصر الإليزيه عام 1989.
أما الرئيس جاك شيراك فحافظ خلال التسعينيات على دبلوماسية نشطة تجاه الفلسطينيين، كان أبرز تجلياتها زيارته الشهيرة للقدس الشرقية عام 1996، حيث اصطدم علنًا مع قوات الأمن الإسرائيلية. ورغم العلاقة الجيدة مع السلطة الفلسطينية بعد اتفاقيات أوسلو، لم يتجرأ أي رئيس فرنسي حتى ذلك الحين على الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين.
وفي عهدي نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند، تواصل التردد الرسمي، رغم دعم باريس لانضمام فلسطين إلى اليونسكو عام 2011، وقرار الجمعية العامة عام 2012 بمنحها صفة دولة غير عضو بصفة مراقب.
واعتمد البرلمان الفرنسي بغرفتيه قرارًا رمزيًا يؤيد الاعتراف بفلسطين خلال ولاية هولاند، من دون أثر عملي. ورغم تنظيمه مؤتمرًا دوليًا في مطلع 2017، فإن هولاند لم يتخذ أي خطوة ملموسة قبل مغادرته.
عام 2024: من الانحياز إلى إعادة التوازنشهدت ولايتا ماكرون مراحل من الغموض والتذبذب، فرغم استمرار الحديث عن حل الدولتين، دفعت هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 الرئيس الفرنسي إلى اتخاذ مواقف فُهمت على نطاق واسع باعتبارها منحازة لإسرائيل، متجاهلة الوجود الفلسطيني.
وفي شباط/فبراير 2024، بدأ ماكرون بإعادة ضبط موقفه، معلنًا أن الاعتراف بدولة فلسطين "ليس من المحرمات". لكنه، في أيار/مايو، لم ينضمّ إلى إسبانيا وإيرلندا والنرويج في اعترافها الرسمي، مبررًا ذلك برغبته في تجنب "اعتراف انفعالي"، وأكد استعداده للاعتراف "في الوقت المناسب".
أما اليوم، فيطمح ماكرون إلى إقناع شركاء مجموعة السبع باتخاذ خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية. ولكن يبقى السؤال معلقًا: هل يمكن لهذا الاعتراف الفرنسي، بعد عقود من التردد، أن يشكّل نقطة تحول حقيقية؟
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة