جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-13@01:43:27 GMT

فلسفة الأبديّة!

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

فلسفة الأبديّة!

 

فاطمة الحارثية

 

إن خرجت عن الدائرة التي أحطَّ نفسك بها، ثم تأملت كل شيء من حولك، وبعدها تأملت قيمتك الحقيقية، كذات ونفس ووجود، دون رأي مرتجى من آخر، فقط قيم نفسك بصدق، فهل ما تفعله لنفسك سواء العلم الذي تتزود به، أو الطعام الذي تستقوي به، أو العلاقات التي تعيش عليها وبها، تقودك إلى السلام؟ جميعنا يبحث عن الفهم والحلول وحتى الابتكار، لكن في الغالب أسباب البحث الحقيقة مُبطنة، ونختار ألا نراها، أو نفسرها بطريقتنا.

فمثلا أنا أعلم أنني أبحث عن الفهم، لازداد استسلامًا ويقينًا بقضاء الله وحكمه، وأعلم أنني أبحث عن الحلول، لأقول لربي يوم الحشر إنني حاولت وسعيت، رغم جهلي بما سوف يأتي أثناء وبعد تطبيق الحلول، ومن نفس الباب تفسيري لكثير من الأمور، وإقدامي أو إحجامي لها أسباب قد لا تتفق معها أو حتى تدرك بُعدها، ولست وحيدة في هذا، لكن يبقى الغرض عند الكثير منَّا مختلفا، كباحث ومفسر لإشباع الغرائز أو الشهوات، أكانت سلطة أو طرق لنيل مراد، أو طموح، وليس ثمة خطأ في ذلك.

في الحياة القصيرة يرى البعض الكثير من الأمور على أنها أبدية، ولن أجادلهم في ذلك، فهم يرونها بمقياس حياتهم المحدودة، ثم يتمتمون، وليكن الله في عون من هم بعدنا، وهنا مكمن التحدي؛ فقياسهم بأبدية الأمور لأنفسهم قد يقود إلى سوء الاستخدام، وكأن حالهم "لأستمتع بكل شيء وأبديتي الدنيوية ومن بعدي لا أكترث فأنا لن أكون حاضرًا".  الصراع المرهق من أجل الاستحواذ، والفهم المغالط من أجل تحقيق مصالح خاصة، وكأننا في صراع رغم أن الأرزاق قد وزعت والحظوظ قد كتبت والحكم قائم، نجد هذا الفكر يأتي بما يشتهي من معتقدات وأحكام وكأنه باق ولن يغادر ولسان الحال يتدبر قول: "لو دامت لغيرك ما وصلت إليك".

الذات ليست معقدة كما يصفها الكثير من الناس، والعوائق نتائج وليست البدايات، انهكنا أنفسنا في بحث مضنٍ للصغائر، وتركنا عمق المعاني ولذة الحياة وجمالها، راقبنا لنهدم واجتهدنا في التسلق على الغير بدل الإنجاز، تفاخرنا بسرقة جهد الآخرين، ونسبنا لأنفسنا ما لا طاقة لنا به، دون اكتراث لاستدامة الأمور وإعطاء المساحة ومشاركة المستحق حتى يستمر العطاء، فالحكمة ونحن جميعًا نتفق عليها ليست بالوصل؛ بل بالبقاء، والبقاء يتحقق بالشراكة، وبالتالي يجب علينا أن لا نغدر بمن ساهم ومنحنا فرصة الوصول، ولا من عمل معنا لنصل، لأنَّ العاقل يُدرك أن الحاجة مستمرة لنبقى في القمة، وإن خُنا وشوهنا أو استبدلنا لن نجد ذات الجودة أو البصمة، وربما نتعرض لسقوط مدوٍ، فيا طالب الازدياد والحالم بالعلا، تدثر بالحكمة والطموح الجماعي وفكر الشراكة، واترك الأنانية والفتن حتى تبقى وتستمر.

 

فلسفة الأبدية، لم يستطع المؤرخون قيد تاريخها، فحتى آدم عليه السلام، كانت رغبة الخلود خطيئته، وإلى يومنا ما زلنا لا نتعلم من أخطاء من سبقونا، ونحكم على من يُفترض أن يُكملنا على أنه ناقص دون وعي أننا لسنا الكمال، نستثمر في غير محله، ونبحث ونطالب بالمتميزين والمبتكرين وغيرها من المهارات، وعندما نجد التميز والاختلاف بعد جهد مضنٍ من البحث نحاول هدمه، ونجتهد ليشبهنا، بحجة أنه لا يفهم، أو لا يعلم، أو وجوب تأهيله أو تطويره أو إعادة برمجة فكره، كأن تساوي الفهم وتشابه الفكر فريضة، فكيف سوف نتطور؟ فلنتعلم كيف نعامل المهرة والمبدعين، ونقاوم الرغبة في أن يشبهونا حتى نصنع جمالا حقيقيا وعملا مبدعا ومتكاملا وأداء مستداماً.

*****

سمو...

القيمة الحقيقة في أن لا نضيع ولا نناقض؛ بل اليقين بأن الحياة تمتد إلى ما بعد الموت، نُحب لكن لا أحد يستطيع أن يُجزم أن ذات التفاعل يتكرر عند الجميع، لذلك احترام الآخر واجب وإن كان غريبًا أو مختلفًا.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«أمهات مصر»: 93% من أولياء الأمور يؤيدون منع السوشيال ميديا للأطفال أقل من 16 عامًا

قالت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم وائتلاف أولياء الأمور، إن نتائج استطلاع الرأي الذي أجراه الاتحاد بشأن قرار أستراليا بمنع الأطفال دون 16 عامًا من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أظهرت اهتمامًا كبيرًا من الأسر المصرية بقضية حماية الأبناء من التأثيرات السلبية للسوشيال ميديا.

وأوضحت عبير، في تصريحات صحفية، أنها طرحت سؤالًا مباشرًا على أولياء الأمور عبر صفحة الاتحاد على فيسبوك، نصّه: بعد ما أستراليا قررت تمنع الأطفال اللي أقل من 16 سنة من استخدام السوشيال ميديا، هل تتفق مع إن القرار ده يتطبق عندنا كمان؟

وقالت إن العشرات من أولياء الأمور تفاعلوا مع السؤال، مقدمين آراء متنوعة تعكس حجم القلق المتزايد من الاستخدام غير المنضبط للتكنولوجيا بين الأطفال والمراهقين.

وأضافت عبير أن نتائج التصويت أظهرت تأييد 93% لتطبيق قرار مماثل في مصر، معتبرين أن المنع يحمي الأطفال ويحد من آثار السوشيال ميديا السلبية، بينما فضّل 7% الاكتفاء بالرقابة والتنظيم بدلًا من المنع الكامل.

وأشارت إلى أن التعليقات التي وردت حملت دلالات مهمة، حيث قالت إحدى الأمهات: ياريت طبعًا، وياريت كمان يتحجب المواقع الإباحية والتيك توك للولاد من 16 لـ21 سنة"، في إشارة إلى التخوف من المحتويات الضارة المنتشرة عبر الإنترنت.

فيما علّقت أخرى: الممنوع مرغوب واللي هنمنعه بإرادتنا هيتشاف من ورانا، أؤيد الرقابة، مؤكدة ضرورة التوعية جنبًا إلى جنب مع أي إجراءات جديدة.

كما قالت ولية أمر أخرى: ياريت بس للأسف المنظومة بقت مربوطة بكل حاجة على التليفون الواجب على جروب الواتس والتقييم على التليفون، طول عمرنا بنتعلم بالورقة والقلم".

فيما دعت أخرى إلى منع استخدام التابلت والموبايل في المدارس والجامعات" اعتراضًا على الإفراط في الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية داخل العملية التعليمية.

وأضافت ولية أمر: أؤيد طبعًا وبشدة بس إزاي والتعليم أصلاً بقى مرتبط بالنت والسوشيال ميديا؟"، مشددة على ضرورة توفير بدائل قبل تنفيذ أي قرار.

وأكدت عبير أحمد أن هذه الآراء تعكس واقعًا متنوعًا تعيشه الأسر المصرية في التعامل مع التكنولوجيا، مشيرة إلى أن الاتحاد سيستمر في طرح مثل هذه القضايا والعمل على رفع الوعي الرقمي داخل المجتمع.

وشددت على أن متابعة استخدام الأبناء للتكنولوجيا أصبحت ضرورة ملحّة في ظل التطور السريع للعالم الرقمي، مؤكدة أهمية التوعية المستمرة بطرق الاستخدام الآمن وكيفية حماية الأطفال والمراهقين من المحتويات الضارة، حتى تبقى التكنولوجيا وسيلة للتعلم والتطور، لا مصدرًا للتأثيرات السلبية.

اقرأ أيضاًخطر يهدد أبنائنا.. «أمهات مصر للنهوض بالتعليم» يحذر من لعبة «الجولة»

أمهات مصر: التعليم الفني يدخل مرحلة دولية جديدة بشراكة قوية مع إيطاليا

مقالات مشابهة

  • عمرو أديب: السنوات القادمة ستشهد الكثير من الأحداث والتغيرات المهمة سياسيا بمصر
  • برج السرطان حظك اليوم السبت 13 ديسمبر 2025… كشف الكثير من الحقائق
  • ورشة عمل في “كتاب جدة” حول فلسفة التربية
  • فلسفة خاصة لمصمم هندي في تنظيم الحفلات الضخمة وتقديم الهدايا
  • «أمهات مصر»: 93% من أولياء الأمور يؤيدون منع السوشيال ميديا للأطفال أقل من 16 عامًا
  • التعلم متعدد الحواس
  • تجليات يُتم الفكر في الفضاء الإسلامي.. الذكرى 57 لمحكمة الردة الأولى وتشكيل التحالف الديني العريض ضد الفهم الجديد للإسلام «5- 11»
  • هنري نجم أرسنال السابق ينتقد تصريحات صلاح ضد ليفربول
  • حين تُختطف الحريّة من معناها.. قراءة فلسفة الانعتاق وتحريف المفهوم عن مواضعه
  • بابا الفاتيكان يتأمل في سر الموت: عبور الإنسان نحو النور الأبدي