العلماء يحددون اللحظة التي كادت فيها البشرية أن تنقرض
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت دراسة جديدة أنّ البشرية القديمة اندثرت تقريبًا منذ حوالي 900 ألف عام عندما تراجع عدد سكان العالم إلى حوالي 1280 فردًا يتكاثرون. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ تعداد أسلاف الإنسان الأول بقي بهذا الحجم الصغير لنحو 117 ألف سنة.
ويستند التحليل المنشور بمجلة "Science" في 31 أغسطس/ آب، إلى نموذج كمبيوتر جديد طوّرته مجموعة من العلماء المقيمين في الصين، وإيطاليا، والولايات المتحدة.
واستخدمت الطريقة الإحصائية معلومات وراثية تعود لـ3154 جينومًا بشريًا حاليًا.
وبحسب الدراسة، فُقد نسبة حوالي 98.7% من أسلاف البشر. ويعتقد الباحثون أنّ الانهيار بعدد السكان يرتبط بفجوة في السجل الأحفوري، ما قد يؤدي ربما إلى ظهور نوع جديد من أشباه البشر، كان سلفًا مشتركًا للإنسان الحديث، أو الإنسان العاقل، والنياندرتال.
وأفاد يي هسوان بان، كبير الباحثين، وعالم الجينوم التطوري والوظيفي في جامعة شرق الصين العادية، ببيان أّن "الاكتشاف الجديد يفتح مجالًا جديدًا في تطور الإنسان لأنه يثير العديد من الأسئلة، مثل الأماكن التي عاش فيها هؤلاء الأفراد، وكيف تغلبوا على التغيّرات المناخية الكارثية، وما إذا كان الاصطفاء الطبيعي أثناء عنق الزجاجة السكاني قد أدى إلى تسريع تطور الدماغ البشري".
وتوصّل فريق البحث إلى أنّ عنق الزجاجة السكاني تزامن مع تغيرات جذرية في المناخ، خلال ما يُعرف بانتقال منتصف العصر البليستوسيني، حين أصبحت الفترات الجليدية أطول وأكثر كثافة، ما أدّى إلى انخفاض بدرجات الحرارة وظروف مناخية شديدة الجفاف.
إلى ذلك، رأى العلماء أن السيطرة على الحرائق، بالإضافة إلى تحول المناخ ليكون أكثر ملاءمة للحياة البشرية، قد ساهم ربما بالزيادة السكانية السريعة اللاحقة منذ حوالي 813 ألف سنة.
وفي حين أنّ الحمض النووي القديم أحدث ثورة في فهمنا للمجموعات السكانية السابقة، فإنّ أقدم حمض نووي من النوع البشري يعود إلى حوالي 400 ألف سنة.
ويستخدم نموذج الكمبيوتر الكم الهائل من المعلومات الموجودة في الجينوم البشري الحديث حول التنوع الجيني مع مرور الوقت، لاستنتاج حجم السكان بنقاط محددة في الماضي. واستخدم الفريق التسلسلات الجينية لعشرة أفارقة و40 مجموعة غير أفريقية.
دراسة "تحريضية"وفي تعليق على التحليل المنشور في المجلة نفسها، وصف نيك أشتون، أمين مجموعات العصر الحجري القديم في المتحف البريطاني، وكريس سترينجر، مدير الأبحاث في التطور البشري بمتحف التاريخ الطبيعي في لندن، الدراسة بأنها "تحريضية".
وقال الباحثان غير المشاركان في الدراسة، إنها سلطت الضوء على "هشاشة المجموعات البشرية المبكرة".
ولكن لفت أشتون وسترينجر إلى أنّه رغم ندرة السجل الأحفوري، فقد أظهر أنّ الأنواع البشرية المبكرة عاشت في إفريقيا وخارجها بين عامي 813 ألف إلى 930 ألف سنة تقريبًا، أي خلال فترة التراجع السكاني المقترحة، مع العثور على حفريات من تلك الحقبة في ما يعرف الآن بالصين، وكينيا، وإثيوبيا، وإيطاليا، وإسبانيا، والمملكة المتحدة.
وأشار الباحثون في التعليق إلى أنه "أيًا كان سبب عنق الزجاجة السكاني المقترح، فقد يكون محدودًا في تأثيراته على التجمعات البشرية خارج سلالة الإنسان العاقل، أو أن تأثيراته كانت قصيرة الأجل".
وأضافوا أنّ "عنق الزجاجة المقترح يحتاج إلى الخضوع لاختبار مقارنة بالأدلة البشرية والأثرية (المتوفرة)".
نشر الخميس، 07 سبتمبر / ايلول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: عنق الزجاجة ألف سنة
إقرأ أيضاً:
درجات الحرارة العالمية لا تزال عند مستويات قياسية
باريس "أ.ف.ب": حافظت درجات الحرارة العالمية على مستويات مرتفعة قياسية في أبريل، لتستمر بذلك موجة حرّ غير مسبوقة تضرب الكوكب منذ سنتين تقريبا وتثير تساؤلات لدى الأوساط العلمية بشأن تسارع وتيرة الاحترار المناخي.
على الصعيد العالمي، احتل أبريل 2025 المرتبة الثانية كأكثر شهر حار بعد أبريل 2024، بحسب مرصد كوبرنيكوس الأوروبي الذي يعتمد على مليارات القياسات من الأقمار الاصطناعية ومحطات الأرصاد الجوية وأدوات أخرى.
وساهم الشهر الفائت في امتداد سلسلة من درجات الحرارة القياسية أو شبه القياسية يستمر تسجيلها منذ يوليو 2023، أي منذ نحو عامين.
مُذّاك، وباستثناء واحد، كانت كل الأشهر تسجّل احترارا بمقدار أقلّه 1,5 درجة مئوية مقارنة مرحلة ما قبل الثورة الصناعية (1850-1900).
ومع ذلك، توقع عدد كبير من العلماء أن 2023 و2024- وهما العامان الأكثر حرّا على الإطلاق المسجلان عالميا- ستتبعها فترة أقل سخونة، مع تلاشي الظروف الدافئة التي تتسبب بها ظاهرة ال نينيو.
وقال يوهان روكستروم، مدير معهد بوتسدام لتأثيرات المناخ في ألمانيا: "بحلول 2025، كان يُفترض أن يتباطأ هذا المعدل، ولكن بدلا من ذلك لا نزال في مرحلة الاحترار المتسارع".
ولاحظ عدد كبير من العلماء اقتراب بلوغ عتبة الاحترار البالغة 1,5 درجة مئوية بشكل مستقر، وهي الحد الأكثر طموحا لاتفاق باريس. وأكد كوبرنيكوس أن هذا الوضع قد يُصبح سائدا بحلول عام 2029.
لكن المناقشات والدراسات تتزايد لتحديد التأثير المناخي لتطور السحب، أو انخفاض التلوث الجوي، أو قدرة الأرض على تخزين الكربون في أحواض طبيعية مثل الغابات والمحيطات.
وتعود سجلات درجات الحرارة العالمية السنوية إلى عام 1850. لكن عينات الجليد، ورواسب قاع المحيط، وغيرها من "أرشيفات المناخ" تؤكد أن المناخ الحالي غير مسبوق منذ 120 ألف عام على الأقل.