عبد الله بن زايد: COP28 منصة استراتيجية للانتقال من مرحلة التعهدات إلى الإنجازات العملية
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
أبوظبي- وام
أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، رئيس اللجنة الوطنية العليا للإشراف على أعمال التحضير للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28، أن دولة الإمارات تتعامل مع استضافتها المؤتمر بمسؤولية وإدراك تام لأهمية الموضوعات المطروحة، وتحرص على اتباع نهج شامل يحتوي الجميع عبر مختلف مراحل التخطيط للمؤتمر وتنظيمه لضمان تجربة ميسرة وآمنة ومتكاملة للوفود المشاركة والمعنيين والزائرين.
جاء ذلك خلال ترؤس سموه الاجتماع الثاني عشر للجنة الذي انعقد الأسبوع الجاري وشهد مناقشة أحدث المستجدات المتعلقة بعمل اللجنة، والخطوات والترتيبات القادمة وما تم إنجازه استعداداً للاستضافة.
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: «ستركز دولة الإمارات خلال رئاستها لمؤتمر COP28 على دعم جهود توفيق الآراء والتوصل إلى إجماع عالمي لتنسيق استجابة عاجلة وشاملة لتداعيات تغير المناخ في هذا العقد الحاسم بالنسبة للعمل المناخي، خاصةً وأن المؤتمر سيكون منصة استراتيجية تجمع رؤساء الدول وقادة الأعمال والمجتمع المدني والأكاديميين والشباب وجميع شرائح المجتمع، لمناقشة التقدم في العمل المناخي العالمي، والإجراءات اللازمة للانتقال من مرحلة التعهدات إلى الإنجازات العملية بحلول عام 2030 بما يتماشى مع متطلبات اتفاق باريس».
وخلال الاجتماع، استعرض الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة نائب رئيس اللجنة والرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف COP28، المستجدات المتعلقة بكافة مسارات عمل المؤتمر، موضحاً انتقال رئاسة المؤتمر إلى المرحلة السياسية في التنفيذ، والتي تتطلب مشاركة دبلوماسية مكثفة مع العديد من الأطراف المعنية.
وقال: «تماشياً مع رؤية وتوجيهات القيادة في دولة الإمارات، يركز COP28 على ضرورة احتواء الجميع وضمان تكاتف كافة الأطراف والمعنيين وتضافر جهودهم للوصول إلى أعلى الطموحات المناخية العالمية»، موضحاً أنه «منذ الإعلان عن خطة عمل رئاسة المؤتمر وتوجيه رسالة إلى جميع الأطراف في يوليو الماضي، نستمر في إحراز تقدم ملموس في استعداداتنا للاستضافة وترتيباتنا النهائية، لكن لا يزال أمامنا الكثير من العمل اللازم إنجازه، وهذا يستدعي تسريع وتكثيف الجهود الآن للوصول إلى النجاح المنشود، خاصة مع تبقي أقل من 90 يوماً على استضافة دولة الإمارات لأكبر مؤتمر دولي متعدد الأطراف في تاريخها، وسعيها إلى أن يشكل COP28 نموذجاً للتعاون الدولي الناجح في مواجهة التحديات العالمية البارزة.
وأضاف:»ستكون نتائج الحصيلة العالمية في صميم عمل COP28، لأنها تمثل أول تقييم رسمي للتقدم الذي أحرزه العالم منذ اتفاق باريس، وسيُظهر التقرير الفني الذي سيصدر في 8 سبتمبر، بوضوح أن العالم بعيد عن المسار الصحيح لتحقيق أهداف الاتفاق. وسيكون إصدار التقرير رسمياً الأساس للانتقال إلى المرحلة السياسية من العمل والتي تكتسب أهمية كبيرة«.
وتتضمن المرحلة السياسية من COP28 عمل رئاسة المؤتمر مع الأطراف الـ 198 في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ لتنفيذ الاتفاقات التي تم التفاوض عليها، وتمثل هذه المرحلة الركن الأساسي لعملية مؤتمرات الأطراف.
وأوضح الدكتور سلطان الجابر الخطوات اللازمة لحشد الزخم المطلوب وتحفيز جهود الشركاء، محدداً المهمة الأساسية لرئاسة COP28 حالياً في العمل مع كافة الأطراف لبناء توافق سياسي حول خريطة طريق طموحة، وتأمين الالتزام من المعنيين بالعمل المطلوب لمعالجة التحديات التي تحددها نتائج الحصيلة العالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف باريس.
وذكر أنه كلّف في يوليو الماضي اثنين من الوزراء المعنيين بالمناخ من جنوب إفريقيا والدنمارك، العمل مع الأطراف الأخرى على بناء توافق سياسي حول الاستجابة المطلوبة لنتائج الحصيلة العالمية، وأنه سيكلّف قريباً 6 وزراء آخرين العمل على بناء توافق في الآراء والاتفاق على النصوص خلال عملية المفاوضات في مجالات التخفيف والتكيف والتمويل والتكنولوجيا وبناء القدرات.
وإلى جانب البنود التي سيتم التفاوض عليها خلال COP28، تسعى رئاسة المؤتمر إلى تحقيق مجموعة طموحة من الأهداف من خلال الركائز الأربعة لأجندة عملها التي تتمثل في: احتواء الجميع بشكل تام، وتسريع انتقال منظم ومسؤول وعادل في قطاع الطاقة، والحفاظ على البشر والطبيعة وتحسين الحياة وسُبل العيش، وتطوير آليات التمويل المناخي.
واستعرض الدكتور سلطان أحمد الجابر خلال الاجتماع أيضاً أحدث المستجدات المتعلقة بكل هدف على حدة، وقال:»من خلال تنفيذ خطة عملنا، يجب أن نتوصل في COP28 إلى وضع خريطة طريق تؤدي إلى خفض كبير في الانبعاثات بشكل عملي وملموس وقابل للقياس بحلول عام 2030، وإعادة هيكلة النظام المالي العالمي مع إعادة ترتيب أولوياته لمعالجة الآثار السلبية القاسية التي تواجهها الدول الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ«.
وأشار إلى أن دول الجنوب العالمي تتوقع دعماً كبيراً في مجالَي»التكيّف«و»الخسائر والأضرار«، مشدداً على ضرورة إعطائهما الأولوية، وأشاد بجهود أعضاء فريق رئاسة المؤتمر في تعزيز مشاركة المعنيين في التحضيرات الجارية لـ COP28، وقال:»بفضل مجهودات عبد الرحمن العويس، ومريم المهيري، ورزان المبارك وأعضاء اللجنة، كلنا ثقة بأننا نسير على الطريق الصحيح للنجاح في وضع قضايا الغذاء والصحة والمياه والطبيعة في صميم عمل مؤتمر الأطراف«.
وأوضح أن فريق رئاسة COP28 يعمل حالياً بشكل مكثف لإشراك الأطراف والجهات الفاعلة غير الحكومية وتحفيزها للاستجابة لدعوة رئاسة المؤتمر إلى اتخاذ خطوات ملموسة وإيجابية في قطاعات الصناعات الثقيلة والنفط والغاز والطاقة المتجددة والهيدروجين والغذاء والصحة والطبيعة والتمويل وغيرها، كما يتعاون COP28 مع وزارة الخارجية لحشد الدعم الدبلوماسي اللازم لضمان المشاركة الفاعلة للأطراف وتأمين الالتزامات الدولية المطلوبة.
وأكد أن الفعاليات المقبلة، بما فيها قمة المناخ الإفريقية، والاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، والاجتماعات التمهيدية لمؤتمر الأطراف في نوفمبر، ستكون لحظات حاسمة لبناء الزخم اللازم، وقال: نهدف إلى تحقيق نقلة نوعية والوصول إلى نتائج وحلول جذرية ملموسة وفعالة تضعنا على مسار جديد للعمل المناخي العالمي، وتتيح لنا وضع حدود جديدة لما يمكن تحقيقه خلال مؤتمرات الأطراف، وهذا يعني الانتقال إلى مرحلة جديدة من العمل المناخي العالمي، ليمثِّل COP28 علامة فارقة ونقطة تحول في تاريخ مؤتمرات الأطراف.
وأشار إلى أن نجاح تسريع وتعزيز العمل المناخي، يتطلب ضمان استضافة ناجحة لهذا المؤتمر العالمي، وأن: تحقيق هذه الأهداف الطموحة، يتطلب ضمان احتواء الجميع وإدارة المؤتمر وتنظيمه بشكل جيد من أجل توفير أرضية صلبة لتحقيق النتائج الطموحة، وفي هذا الإطار، تشيد رئاسة المؤتمر بجهود سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، رئيسة اللجنة التنفيذية لترتيبات الاستضافة، التي تعمل بكامل طاقتها وتشرف على إنجاز الاستعدادات اللازمة لهذا الحدث العالمي.
وشرحت سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد وأعضاء اللجنة التنفيذية لترتيبات الاستضافة، أحدث مستجدات ترتيبات المؤتمر، بما في ذلك تجربة الزوار.
واستعرض أعضاء اللجنة التنفيذية سبل تقدم دولة الإمارات في مسارها للترحيب بالعالم، مشيرين إلى أن الدولة تستعد لدعوة جميع من يساهمون في تحقيق التقدم الجماعي في العمل المناخي، وأنها ستسلط الضوء على تجربتها في التخطيط للمستقبل وتحقيق نقلة نوعية في الاقتصاد وبناء نموذج للتنمية المستدامة، ومؤكِّدين التزام اللجنة بتركيز COP28 على احتواء الجميع، كما شرحوا خططهم للتصميم الإنشائي واللوجستي لـ COP28 التي تراعي تمكين كافة المشاركين في كل من المنطقة الزرقاء والمنطقة الخضراء وخارجهما.
واستمعت اللجنة العليا أيضاً إلى كلٍ من شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع، رائدة المناخ للشباب في مؤتمر الأطراف COP28، ورزان المبارك، رائدة المناخ للمؤتمر، وعدنان أمين، الرئيس التنفيذي لمكتب COP28، حول أحدث المستجدات المتعلقة بمسارات العمل ذات الصلة.
وتضم اللجنة الوطنية العليا للإشراف على أعمال التحضير لمؤتمر الأطراف COP28 في عضويتها وزراء ومسؤولين حكوميين يمثلون تكاتف وتكامل جهود الحكومة ومختلف القطاعات على كافة المستويات، لضمان التحضير الأمثل لاستضافة المؤتمر.
وتشمل اللجنة الوطنية العليا في عضويتها كلاً من محمد بن هادي الحسيني وزير الدولة للشؤون المالية، وريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي؛ وسهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية؛ ومريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة؛ والدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية؛ وشما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع؛ ومحمد عبدالله الجنيبي، رئيس الهيئة الاتحادية للمراسم والسرد الاستراتيجي؛ والفريق عبدالله خليفة المري، قائد عام شرطة دبي؛ والفريق طلال حميد بالهول الفلاسي، مدير عام جهاز أمن الدولة في دبي؛ واللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي، قائد عام شرطة أبوظبي؛ ومطر محمد الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين لهيئة الطرق والمواصلات في دبي؛ وراشد سعيد العامري، وكيل وزارة ديوان الرئاسة؛ واللواء الركن خليفة حارب الخييلي، وكيل وزارة الداخلية؛ وهلال سعيد المري، المدير العام لدائرة السياحة والاقتصاد في دبي؛ وسيف سعيد غباش، مدير عام مكتب أبوظبي التنفيذي؛ والدكتور جمال الحوسني، ممثلاً عن المجلس الأعلى للأمن الوطني.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات دولة الإمارات العمل المناخی رئاسة المؤتمر احتواء الجمیع مؤتمر الأطراف تغیر المناخ الأطراف فی بن زاید إلى أن
إقرأ أيضاً:
الحزب والمقاومة بعد 43 عاما على التأسيس: مرحلة جديدة ومراجعة شاملة
في الأسبوع الأول من شهر حزيران/ يونيو من العام 1982 بدأ الاجتياح الإسرائيلي الجديد للبنان، بهدف إنهاء وتصفية منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان وإقامة نظام سياسي جديد للبنان يقبل بالتفاوض مع العدو الصهيوني وإقامة معاهدة سلام بين لبنان وهذا الكيان، وحصل هذا الاجتياح بالتعاون والتنسيق مع القوات اللبنانية التي كانت تعمل لإيصال قائدها بشير الجميل لرئاسة لبنان بعد انتهاء عهد الرئيس اللبناني إلياس سركيس.
وخلال أيام قليلة استطاعت القوات الإسرائيلية احتلال قسم كبير من الأراضي اللبنانية والوصول إلى محيط العاصمة اللبنانية بيروت، وحصلت مواجهات محدودة بين القوات الإسرائيلية والقوى الوطنية والفلسطينية في بعض المناطق الجنوبية وبعض مناطق الجبل وكذلك في منطقة خلدة قرب بيروت، وحاصر الجيش الإسرائيلي مدينة بيروت لمدة شهرين، انتهت بخروج قوات منظمة التحرير الفلسطينية وسيطرة العدو الإسرائيلي على بيروت وانتخاب بشير الجميل رئيسا للجمهورية.
لكن بعد أيام قليلة من هذه التطورات بدأت تنشأ قوى مقاومة لبنانية ووطنية وقومية وإسلامية جديدة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وتشكلت جبهة المقاومة الوطنية، فيما تحركت أفواج المقاومة اللبنانية التابعة لحركة أمل، في حين قامت قوات ناصرية وقومية ويسارية وبعض المجموعات اللبنانية الناشطة مع القوى الفلسطينية بعمليات ضد القوات الإسرائيلية.
في هذه المرحلة بدأت تبرز مجموعات إسلامية جديدة كانت ناشطة في إطار اللجان والجمعيات الإسلامية في لبنان حيث نفذت عمليات مقاومة دون الإعلان عنها، وتعاونت هذه المجموعات مع أعضاء في حركة فتح والجماعة الإسلامية وحركة التوحيد الإسلامي وبدأت تتواصل مع القيادة الإيرانية، وتلقت دعما من العديد من العلماء وأبرزهم المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله والشيخ سعيد شعبان وغيرهم من العلماء الذين انخرطوا في إطار تجمع العلماء المسلمين وهيئة علماء جبل عامل وتجمع علماء البقاع، وكل هذه الجهود مهّدت لبروز حالة إسلامية جديدة في لبنان لم تكن معروفة سابقا واطلق عليها لاحقا اسم : أمة حزب الله أو حزب الله.
وكانت العملية الأبرز لهذه المجموعات الإسلامية المقاومة العملية الاستشهادية الأولى في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 1982 قرب مدينة صور والتي نفذها الشهيد أحمد قصير والذي لم يعلن عن اسمه إلا بعد ثلاثة سنوات وبعد تحرير قسم كبير من الأراضي اللبنانية المحتلة، وأدت هذه العملية إلى مقتل أكثر من مائة وعشرين جنديا إسرائيليا.
وخلال 43 عاما، من حزيران/ يونيو 1982 إلى حزيران/ يونيو 2025 تطورت تجربة حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان ومرّت في مراحل عديدة، وتحول حزب الله إلى أحد أهم اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين.
ويمكن تلخيص أهم المراحل التي مر بها حزب الله والمقاومة الإسلامية منذ التأسيس إلى اليوم بما يلي:
المرحلة الأولى، من العام 1982 إلى العام 1989، وهي مرحلة التأسيس والعمل الجهادي وتركز فيها العمل على العمل المقاوم ومواجهة النظام السياسي اللبناني وبناء القاعدة الشعبية، وفيها صدرت الوثيقة الأولى للحزب باسم الرسالة المفتوحة، وشهدت تحرير قسم كبير من الأراضي اللبنانية المحتلة وبعض الصراعات الداخلية.
المرحلة الثانية، بعد اتفاق الطائف ووقف الحرب العراقية- الايرانية وإعادة بناء الدولة اللبنانية وتصاعد العمليات المقاومة وصولا إلى التحرير شبه الكامل، وامتدت من العام 1989 حتى العام 2000، وشهدت مشاركة حزب الله في الانتخابات النيابية وبدء الاهتمام بالشأن الداخلي ومواجهة العدوان الإسرائيلي في العام 1993 وفي العام 1996، وعقد تفاهم نيسان. وتطورت أيضا البنية التنظيمية للحزب، حيث انتُخب ثلاثة أمناء عامين منهم الشيخ صبحي الطفيلي والسيد عباس الموسوي والسيد حسن نصر الله، وشهد الحزب تطورا كبيرا وتحول إلى قوة داخلية بارزة.
المرحلة الثالثة، من العام 2000 وحتى العام 2005، حيث زاد انخراط الحزب في الشأن الداخلي وتراجعت عمليات المقاومة وأصبحت الأولوية تعزيز الحضور السياسي والشعبي والتفاهم مع الرئيس رفيق الحريري، ومواجهة الضغوط الخارجية والداخلية الهادفة لانسحاب السوريين من لبنان، وتعززت علاقات الحزب مع الرئيس السوري بشار الأسد والذي تسلم الحكم بعد رحيل والده حافظ الأسد.
المرحلة الرابعة، من العام 2005 وحتى العام 2011، والتي بدأت باغتيال الرئيس رفيق الحريري وخروج القوات السورية من لبنان ومشاركة الحزب في الحكومة اللبنانية وخوضه صراعا داخليا كبيرا، مرورا بحرب تموز/ يوليو 2006 التي عززت من دور الحزب داخليا وخارجيا، ولكن الحزب غرق في الصراع الداخلي وأحداث أيار/ مايو 2008 ثم عقد اتفاق الدوحة وصدور وثيقة سياسية جديدة في العام 2009. وتعرض الحزب في هذه المرحلة لحرب قاسية داخليا وخارجيا.
المرحلة الخامسة، من العام 2011 وحتى العام 2023، حيث اندلعت الثورات الشعبية العربية وبرز تنظيم داعش، وانخرط الحزب في كل صراعات المنطقة وواجه تحديات كبيرة ومنها الصراعات المذهبية والطائفية وانخرط في الصراع في سوريا دفاعا عن نظام الرئيس بشار الأسد، وترك كل ذلك انعكاسات صعبة على دور الحزب وصورته.
المرحلة السادسة، منذ طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ نوفمبر إلى اليوم، حيث شارك الحزب في معركة الإسناد وتطور دوره العسكري، لكنه تعرض لضربات قاسية من خلال العدوان الإسرائيلي في العام 2024 وأدى إلى استشهاد الأمينين العاميين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين والعديد من القادة العسكريين وآلاف المقاتلين، وتعرض الحزب لضربات قاسية، إضافة لسقوط النظام السوري. لكن الحزب عمد إلى إعادة ترتيب أوضاعه الداخلية والبحث عن رؤية جديدة في مواجهة مختلف التحديات، وانتخاب أمين عام جديد وهو الشيخ نعيم قاسم.
وفي هذه المرحلة يحتاج حزب الله والمقاومة الإسلامية إلى رؤية سياسية وميدانية لمواجهة مختلف التحديات الداخلية والخارجية، وإجراء مراجعة شاملة لأدائه السياسي والميداني. وقد بدأت ملامح التغيير تظهر من خلال مواقف الحزب وأدائه وحرصه على الحوار الداخلي والوقوف خلف الدولة اللبنانية.
فهل سنكون في المرحلة المقبلة أمام حزب جديد ومقاومة جديدة؟ وهل سيعمد الحزب لإطلاق رؤية سياسية جديدة قادرة على مواكبة المتغيرات؟
الجميع في داخل لبنان وخارجه يراقب الحزب وأداءه، بانتظار الصورة الجديدة والمشروع السياسي والميداني الجديد.
x.com/kassirkassem