خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن البعيجان إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.
وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: عباد الله... إن الصلة والمودة، وحسن العشرة والمحبة، والعهد والوفاء والأخوة، عبادة وقربة وحق أوجبه الله تعالى على المسلمين، ورتب عليه الأجر والثواب، وعلى مخالفته الوزر والعقاب، بدأ ببر الوالدين، وحق الزوجين، إلى صلة الرحم والأقرباء، إلى حقوق الجيران والأصدقاء، إلى حقوق المسلمين الغرباء، قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).

الأخوة في الله

وقال صلى الله عليه وسلم قال: «لا يؤمن أحدكم، حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، وقال صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
وأكمل: آلا وإن من أولى الناس بهذا التواد والتراحم والتعاطف هم الأقربون ومن يجمعهم رحم واحد، فقد حرص الإسلام على وحدهم وألفتهم ولم شملهم، قال تعالى: (فَـَٔاتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُۥ وَٱلْمِسْكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ ۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ)؛ وقال صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه».

أخبار متعلقة عاجل.. إحباط تهريب أكثر من 183 ألف حبة "كبتاجون" بمنفذ البطحاء"وقاء" ينظم حلقة نقاش للوقاية من آفات النخيل برنية

من صلاة الجمعة اليوم في المسجد النبوي - الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين

وبيّن فضيلته: إن الخلاف والشقاق والتنافر، والتقاطع والهجر والتدابر، والحقد والحسد والشحناء، والعداوة والبغضاء، وكل ما يوغر الصدور من ضغائن وأحقاد، يعتبر أساس الخراب والفساد، به تقطع صلة الأرحام والأقرباء، ويفرق بين الزوجين والأحباء، وتفسد مودة الإخوان، والأصدقاء والجيران.

وأضاف: وإن ما يندى له الجبين، ويتفطر له القلب، ما يرى ويسمع من تقاطع وهجر بين أفراد الأسرة الواحدة، دخل الشيطان بينهم فشتت شملهم، وفرق وحدتهم، و«ما من ذنب أحرى أن يعجل الله العقوبة لصاحبه في الدنيا، مع ما يدخر له في الآخرة، من البغي، وقطيعة الرحم».
وأضاف: ألا وإن الزهد في التواصل وتجديد العهد قطيعة تفسد الألفة والمودة، وتؤثر في تربية الناشئة، فجددوا العهد عباد الله، وبادروا بالتواصل والتزاور، وترك التقاطع وأحيوا مشاعر المحبة والمودة.

الصفح والعفو عن الناس

وأوضح فضيلته: إن الصفح والعفو عن الناس، وكظم الغيظ وتحمل الأذى منهم، من أعظم القربات إلى الله، وأحق الناس بذلك الأقرباء، فأطنوا أنفسكم على الصفح والعفو، واحتسبوا الأجر، وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة، واتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين.
وبيّن: الصلح خير، ومن أعظم العبادات، فكم عصم الله به من أرواح وأموال وأعراض، وكم عصم به من فتن، وكم فصل به من خصومة، وكم أنهى به من مقاطعة ومشاحنة؛ ولقد أمركم الله بإصلاح ذات البين، بإخماد نيران الفتن والخصام والمنازعات، ورأب الصدع ودفن الأحقاد والضغائن والمشاحنات، فأعظم الأجر والقربات، وأزكى الأعمال والصدقات، إصلاح ذات البين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة إصلاح ذات البين».

جموع المصلين في المسجد النبوي - الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين

إصلاح ذات البين

وأضاف: وبإصلاح ذات البين تتم وحدة الأمة وتماسكها، وتصفو النفوس، ويؤلف الله بين القلوب، وبه يدفع الله عنها شر الافتراق والنزاع والتفكك، وما ينتابها من الخطوب، وبه تكون الأمة كالبنيان المرصوص، والجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
واختتم فضيلته الخطبة بقوله: اتقوا الله وأدوا الحقوق إلى أهلها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء، من الشاة القرناء»؛ فحاسبوا أنفسكم عباد الله قبل أن تحاسبوا، وأبرءوا ذممكم قبل الموت، وتحللوا من أصحاب الحقوق، وردوا المظالم إلى أهلها، وآتوا كل ذي حق حقه.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: عودة المدارس عودة المدارس عودة المدارس اليوم المدينة المنورة المسجد النبوي المسجد النبوي الشريف خطبة الجمعة صلى الله علیه وسلم المسجد النبوی ذات البین

إقرأ أيضاً:

فضل العبادة في أوقات الغفلة وانتشار المعاصي.. الأزهر يوضح

كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عن فضل عبادة الله فى أوقات الغفلة والفتن وانتشار المعاصي.

وقال الأزهر للفتوى عبر صفحته الرسمية على فيس بوك: إن سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قال: «الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ». [صحيح مسلم].

وأوضح الأزهر أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبينُ في هذا الحديث فضلَ العبادة في أوقات الغفلةِ والفتنِ وانتشارِ المعاصي، التي يغلبُ فيها الانشغالُ بالدنيا، والبحثُ عن المتعة والسعادة بعيدًا عن منهج الله سبحانه.

وتابع: حيث جعل المُلتجِئ إلى الله عز وجل، والمُستعصِم بحبله حين انصرافِ كثيرٍ من الناس إلى الشهوات والشبهات، بمثابة المهاجر من ظلمة الفتن إلى النور الذي جاء به سيدنا رسول الله ﷺ.

واختتم منشوره بالدعاء قائلا: نسألُ الله أنْ يَقِيَنا من كل فتنة مُدْلَهِمَّة، ويُنَجِّيَنا من كل ظُلمةٍ وغُمَّة، آمين.

الأوقاف: القيادة الآمنة مش ضعف دي شجاعة ووعي وتحضّر خليك قدوة في سواقتكهل المسيح الدجال هو ابن الصياد الذى أدرك النبي؟.. علي جمعة يجيبعلي جمعة يحصل على 56 صوتا فى انتخابات الطرق الصوفيةما المقصود بإسباغ الوضوء على المكاره؟ .. دار الإفتاء توضح

أيسر العبادات وأفضلها

ذِكْرُ الله تعالى من أيسر العبادات، وأفضلها، وأسماها، وبه تطمئن القلوب، ويرضى علام الغيوب؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا لِدَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا رِقَابَهُمْ وَيَضْرِبُونَ رِقَابَكُمْ؟ ذِكْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ». [ أخرجه أحمد]

فلا يفترنّ لسانك عن ذكره سبحانه، وهو السميع القريب المُجيب.

ذكر الله - تعالى- عظيمة وجلية لمن يداوم على هذه العبادة التي تعد من أفضل الأعمال الصالحة وأجلها، ولا يقتصر ذكر الله - تعالى- على التسبيح والتهليل والتكبير والحمد، بل التفكر في خلق الله وفي نِعمه ذكر أيضًا، وقراءة القرآن، ودعاء الله - سبحانه- ومناجاته، والاستغفار، والصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وحضور مجالس العلم، إلى غير ذلك مما يؤدي إلى معرفة الله -تعالى -والتقرب منه؛ فهو نوع من أنواع الذكر، وكلما ازداد العبد إيمانًا وتعلقه بخالقه - جل وعلا - كثُر ذكره له وثناؤه عليه.

ولذكر الله 7 مزايا ذهبية

1) زيادة الثقة بالنفس ومزيد من السعادة
2) الأذكار تضاعف أجور الأعمال الصالحة
3) المساعدة على النوم لمن يعاني من اضطرابات النوم
4) التخلص من الخوف والقلق والتوتر
5) تنشيط خلايا الجسم
6) التخلص من هموم الحياة والغم والحزن
7) الفرح برحمة الله تعالى والتفاؤل والاستبشار

نصائح للمداومة على ذكر الله

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إنه "في بعض الأحيان يكثر الانشغال بالدنيا ومشكلات الحياة، فينشغل الناس عن الذكر، فماذا نفعل؟".

ونصح المفتي السابق بفعل شيئين للمداومة على الأذكار، الأول: أن نذكر ولو قليلا، ولكن بديمومة" أحب الأعمال إلي الله أدومها وإن قل"، ولذلك استغفر مائة مرة (تأخذ حوالي 4 دقائق أو 5 دقائق) أقول (لا إله إلا الله) مائة مرة، أصلي على سيدنا النبي - ﷺ - مائة مرة، أفعل هذا في الصباح وفي المساء فقط لا غير ولكن أداوم عليه، إذًا المشكلة الآن هي الديمومة على الذكر ولو كان قليلا، وهذا يكون بالهمة والمتابعة حتى نجد هذه العبادة تستقر عند الإنسان حتى تتحول إلى جزء من برنامجه اليومي، فإذا تحولت إلي جزء من برنامجه اليومي فلن يتركها، ويظل دائما متشوقا إليها، وذلك مع الديمومة.

وأضاف جمعة، في بيان له: "وثاني ما نفعله، أن نجعل ذكر الله في حياتنا، عندما نأكل أو نشرب نقول: باسم الله. وعندما ننتهي نقول: الحمد لله.

وعندما نخرج في الصباح نقول: باسم الله توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، هي أشياء بسيطة، وفي أماكن كثيرة، عندما أدخل المسجد أقول: اللهم افتح لي أبواب رحمتك.

وعندما أخرج أقول: اللهم افتح لنا أبواب فضلك، كلمات بسيطة جدا، عندما أخرج من الحمام أقول: غفرانك، كلمة واحدة فقط, ولكنها تجعل للإنسان صلة مع الله".

وتابع: "إذا فعلنا ذلك لعدة أيام متعاقبة وبانتظام سنتغلب على النسيان واللهو والانشغال".

طباعة شارك أيسر العبادات وأفضلها العبادة العبادة فى أوقات الغفلة الفتن العبادة فى أوقات الفتن فضل العبادة ذكر الله

مقالات مشابهة

  • أفضل صدقة جارية على روح المتوفى .. الإفتاء توضح
  • حكم بر الأم التى تحرض أبناءها على الأب بعد الطلاق.. الإفتاء تجيب
  • فضل العبادة في أوقات الغفلة وانتشار المعاصي.. الأزهر يوضح
  • كشف الأباطيل
  • ماذا تفعل إذا طلب منك الميت فعل شيء بالمنام؟.. الإفتاء تجيب
  • ماذا حرم في شهر محرم الهجري؟.. 3 أفعال الوقوع فيها سهل
  • أنوار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
  • فضل يوم الجمعة وأهم السنن فيه.. تعرف عليها
  • أنوار الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام
  • غزة في سورة الفجر